![]() |
#1 |
مشرف
![]() |
صناعة السعادة
![]() صناعة السعادة ![]() أيها المسلمون : ما من إنسان في هذه الحياة إلا ويبحث جاهداً عن السعادة ، ويود الوصول إليها والحصول عليها بأى ثمن من الأثمان ، ولقد خلقنا الله جل وعلا في هذه الأرض وجعل هذا الكون الواسع الفسيح مليئاً بالآلاء والخيرات ، والنعم والبركات ، وأرسل لنا الرُّسل ، ورسم لنا طريق الهداية والنجاة ، وبين لنا من سلك هذا الطريق فقد حصَّلَ السعادة في الدنيا ، ونال الجنة في الآخرة ، فقال سبحانه : [ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ] [هود/108] . والسعادة الحقيقية لا تكمن في جمع المال ، ولا رفع البنيان ، ولا علوِّ الدرجات الدنيوية ، ولكنها تكمن في الإتباع للنبي ![]() ![]() ![]() والإتباع يا عباد الله يُولد التقوى في صدور الموحدين ، وإذا بلغ العبد مرحلة التقوى فقد حصَّل السعادة الحقيقية ، وصدق القائل لما قال : ولست أرى السعادة جمع مالٍ ***** ولــكــن التقيًّ هو السـعيدُ والسعادة لها أسباب منها : العمل الصالح ، أي الخالي من الرياء والبدع لقوله سبحانه : [ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ] [النحل/97] ، والزوجة الصالحة لقوله سبحانه : [ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ] [الفرقان/74] ، والبيت الواسع لقوله ![]() ![]() ومكونات وعلامات ، فأمَّا المقومات فهي : القلبُ الشاكر واللسان الذاكر ، والبدن الصابر . شكر وذكر وصبر فيها نعيم وأجرُ وأما المكونات فأنها تنحصر في حديث الرسول ![]() والسعادة ليست في كنوز قارون ، ولا في قصور كسري وقيصر ، بل تتمثل في صور عديدة عند الأتقياء والصالحين ، فقد تُمُثِّلت عند الصحابة رضي الله عنهم مع قلة ذات اليد ، وشظف العيش في تقوى الله رب العالمين ، ثم تمثلت عند ابن المسيب في تقواه ، وعند الحسن البصري في صِدْقِهِ ، وعند مالك في مُراقبته ، وعند الشافعي في استنباطاته ، وأحمد فى ورعه ، وعند البخاري في صحيحه ، وعند صلاح الدين في جهاده . وإليكم بعض النماذج التي تُجَسِّد السعادة في أزهى صورها .. فهذا هو إبراهيم بن أدهم يقول لرفيق له وهما يأكلان الخبز اليابس المبلل بالماء على شاطئ دجلة : "نحن في نعمة لو علِمها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف" . ويُسْأل يوماً عن سبب طمأنينته في الأفراحِ والأتراحِ فيقول : "علمت أن رزقي لن يأخذه غيري فاطمأن قلبي ، وعلمت أن عملي لن يقوم به سواى فاشتغلتُ به ، وعلمت أن الله مطلع علىِّ فاستحييت أن أعصيه وهو يراني ، وعلمت أن الموت قادم فأعددت الزاد للقاء الله" . |
![]() |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هل يعلمنا القرآن الكريم والسنة النبوية صناعة المستقبل.. | أبو عادل | منتدى الفقه وأصوله | 7 | 09-22-2015 07:33 PM |