تسجيل الدخول


العودة   منتديات الكعبة الإسلامية > القسم الشرعى > منتدى الحديث وعلومه

منتدى الحديث وعلومه علم مصطلح الحديث ،الأحاديث الصحيحة والضعيفة ،الفوائد الحديثية ،علم الجرح والتعديل ،علم العلل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-11-2017, 09:39 AM   #1
الفاروق
عضو
 
تاريخ التسجيل: May 2013
المشاركات: 19
معدل تقييم المستوى: 0
الفاروق is on a distinguished road
افتراضي رد: شرح أدعـــية النبي صلى الله عليه و سلم -من السنة النبوية

يا من تريد الزوجة الحسنة و المسكن الواسع و الرزق الواسع و العافية و الولد البار و .....
يا من تريد الجنّة و الوقاية من النار و تيسير الحساب و الأمن من الفزع الأكبر

نصيحة أخوية إلزم هذا الدعاء

دعاء نبوي عظيم

((اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ))([1]).

المفردات:

((اللَّهم)): يا اللَّه: ولا تستعمل هذه الكلمة إلا في الطلب، فلا يقال اللَّهم غفور رحيم، وإنما يقال: اللَّهم اغفر لي، وارحمني .. ونحو ذلك.
((ربنا)): معنى الرب: هو المالك، والسيد , والمدبر, والمربي, والمنعم, والمتصرف للإصلاح, ولا يستعمل الرب لغير اللَّه إلا بالإضافة، نحو: رب الدار, ورب البيت([2]).

الشرح:

هذه أول الدعوات النبوية الجليلة في كتاب المؤلف حفظه اللَّه تعالى ووفقه، بدأ بها لأنها كانت أكثر دعوات النبي صلى الله عليه وسلم فقد جاءت هذه الدعوة في كتاب اللَّه بلفظ: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً﴾([3]). وجاءت بالسنة بزيادة ((اللَّهم))، فأصبح اللفظ: ((اللَّهم ربنا))، ولم يأت مثل هذا اللفظ الجليل في القرآن العظيم: ((اللَّهم ربنا)) إلا في دعوة عيسى عليه السلام : ﴿اللَّهمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ﴾([4]).

فنادى اللَّه تعالى بهذا اللفظ مرتين: مرة بوصف الألوهية ((اللَّهم)) الجامعة لجميع الكمالات من الأسماء والصفات، ومرةً بوصف الربوبية ((ربنا)) المنبئة عن التربية والإنعام، إظهاراً لغاية التضرع، ومبالغة في الدعاء استعطافاً لله تعالى ليجيب الدعاء([5])، و ذلك لعظم هذه الدعوة؛ لما فيها من جزيل المعاني، وعظيم المطالب والمقاصد، فقد جمعت معاني الدعاء كلِّه من خيري الدنيا والآخرة، [وفيها الالتجاء إلى اللَّه تعالى، وطلب الوقاية من عذاب النار، التي هي أعظم الشرور بأوجز لفظ، وهذا من جوامع الكلم التي أعطيها نبينا صلى الله عليه وسلم جاءت بها الشريعة العظيمة المطهرة.

]آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً[: سؤال من خير الدنيا كله بأوجز لفظ وعبارة، فجمعت هذه الدعوة كل خير يتمناه العبد، ((فإنّ الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي، من عافية، ودارٍ رحبةٍ، وزوجةٍ حسنةٍ، ‏ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنيءٍ، وثناء جميل، إلى غير ذلك))([4]).

]وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً[: أما ((الحسنة في الآخرة فلا شك أنها الجنة؛ لأن من لم ينلها يومئذٍ فقد حُرم جميع الحسنات))([5])، فهي أعلى حسنة، ويدخل في حسنات الآخرة كذلك: ((الأمن من الفزع الأكبر في العرصات، وتيسير الحساب))([6])، وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة.

]وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ[: ((وهذا يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا، من اجتناب المحارم والآثام، وترك الشبهات والحرام))([7])، وتتضمن هذه الوقاية أيضاً ((ألاّ يدخل النار بمعاصيه، ثم تخرجه الشفاعة))([8])، ثم بين ـ علو درجتهم، وبعد منزلتهم في الفضل، كما دلّ على ذلك اسم الإشارة (أولئك) ]‏أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ[([9]).


ولما كان هذا الدعاء المبارك الجامع لكل معاني الدعاء من أمر الدنيا والآخرة، كان أكثر أدعيته كما أخبر بذلك أنس أنه قال: كان أكثر دعاء النبي ([10 ]).

‏واقتدى بذلك أنس ، فكان لا يدعه في أي دعاء يدعو به([11])، وقد طلب منه بعض أصحابه أن يدعو لهم، فدعا لهم بهذه الدعوة المباركة، ثم قال: ((إذا آتاكم اللَّه ذلك فقد آتاكم الخير كله))([12]).


([1]) البخاري، كتاب التفسير، باب ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً﴾، برقم 4522، ورقم 6389، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل الدعاء باللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، برقم 2690.
([2]) النهاية، 2/ 179.
([3]) سورة البقرة، الآية: 201.
([4]) سورة المائدة، الآية: 114
([5]) تفسير أبي السعود، 2/ 340، والضوء المنير، 2/ 472
([6]) تفسير ابن كثير، 1/ 343.
([7]) ابن جرير الطبري، 1/ 553.
([8]) ابن كثير، 1/ 342.
([9]) المصدر السابق.
([10]) تفسير القرطبي، 1/ 786.
([11]) سورة البقرة، الآية: 202.
([12]) انظر: صحيح البخاري، كتاب الدعوات، باب قول النبي صلى الله عليه و سلم : (ربنا آتنا في الدنيا حسنة)، 8/ 83، برقم 6398، ومسلم، كتاب العلم، باب فضل الدعاء باللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، 4/ 2070، برقم 2690.
([13]) صحيح مسلم، كتاب العلم، باب فضل الدعاء باللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، 4/ 2070، برقم 2690.
([14]) فتح الباري، 11/ 229.​

التعديل الأخير تم بواسطة الفاروق ; 03-11-2017 الساعة 09:44 AM
الفاروق غير متواجد حالياً  
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قبر النبي صلى الله عليه وسلم والحجرة النبوية‬ وحماية الله لها من التهدم والسرقة سمير المصرى لطائف ورقائق 4 01-10-2021 06:25 PM
كنوز من السنة النبوية ( متجدد بمشيئة الله ) داعية بأخلاقى منتدى سيد الخلق عليه الصلاة والسلام 16 09-26-2015 08:56 AM
النبي صلى الله عليه وسلم لا يرى من يسلم عليه عند قبره أبو عادل منتدى سيد الخلق عليه الصلاة والسلام 5 09-26-2015 06:58 AM
السيرة النبوية - حياة الرسول صلى الله عليه و سلم . أبو عادل الكتب الالكترونية الاسلامية 6 02-08-2011 08:59 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة للمسلمين بشرط الإشارة لشبكة الكعبة الإسلامية
جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة الكعبة الإسلامية © 2018