منتديات الكعبة الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي رسوله الأمين ثم أما بعد
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في الحديث ألي أخرجه مسلم من رواية عَبْدِ الّلهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ.
يوضح رسول الله صلي الله عليه وسلم ان الدنيا زائلة وكلمة الـمَتاعُ فـي الأَصل فكل شيء يُنْتَفَعُ به ويُتَبَلَّغُ به ويُتَزَوَّدُ به وياتي عليه الفَناءُ
وخير ما يتزود به العبد في الدنيا الفانية هي الزوجة الصالحة
وقد شبه رسول الله صلي الله عليه وسلم المرأة الصالحة بالكنز كما جاء في رواية ابن عباس انه قال/ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم أَلاَ أُخْبِرُكَ بِخَيْرٍ مَا يَكْنِزُ المَرْءُ: المَرْأَةُ الصَّالِحةُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ وَإِذَا أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ وَإِذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ
ابي داوود
وقد أوضح رسول الله صلي الله عليه وسلم بأنها الخير الكثير لزوجها كما جاء في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنه ان رسول الله قال أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وبدنا علي البلاء صابرا وزجه لا تبيغه حوبا في نفسها وماله رواه الطبري
فنجد في هذا الحديث يوضح رسول الله صلي الله عليه وسلم أن هذه الزوجة لا تفسد عليه ماله ولا تظلمه ولا توجعه والحوبا الوجع الشديد
وان بدر منها شي أغضبه او أوجعه راجعته كما ورد في الحديث انه قال الا أخبركم بنسائكم من آهل الجنة قال الولود الودود العئود علي زوجها الذي اذا غضب منها قالت لا أذوق غمضا حتي ترضى
وأنها تلح عليه وان ردها ارتدت أليه في إصرار لترضيه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم خير نسائكم الودود الردود المواسية المواتية اذا اتقين الله وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات لا يدخل الجنة منهن الا مثل الغراب الأعصم
ونجد هنا الودود وهي التي تتودد لزوجها الردود التي يردها وترجع أليه في إصرار لتراضيه والمواسية هي التي تقف الي جنبه والمواتية هي المطيعة له
ونجد ان هذه هي صفات المرأة ألصالحه التي أوجزها لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وأما المرأة التي لا تطع زوجها ولا تلتزم حدود الله عز وجل فيه هي امرأة سيئة تلعنها الملائكة ويغضب رب العزة عليها فنجد في الحديث الذي أخرجه أصحاب السنن عن أبي هريرة قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: إذا باتَتِ المرأةُ مُهاجرةً فِراشَ زوجها لَعَنَتْها الملائكةُ حتَّى ترجعَ.

عنْ أبي هُرَيْرَةَ ، عنِ النبيِّ ، قالَ لَوْ كُنْتُ آمراً أحَداً أنْ يَسْجُدَ لأِحَدٍ، لأمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا
فان الحديث يمثل الطاعة التي يجب ان تتمثل في أخلاق الزوجة ما لا يأمرها زوجها بأمر فيه غضب الله عز وجل وأما ان كان الآمر فيه أمرا يودي الي شر وهي ظنت ذلك من المفترض ان تحاول ان تراضيه بالمعروف من غير شدا معه وجذب وان أصر تنفذ آمره ومن الواجب ان لا تعبس في وجه بل ان يري منها ما يرضه ويرح نفسه وتظهر له العطف والحنان ومصداقا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ وَإِذَا أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ فاذا كانت بهذه الصفات التي ذكرها لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم فان الرجل يكتفي بها ولا ينظر لغيرها لانه يجد الراحة في بيته وبهذا تكون قد أرضت ربها
ومن صفات الحميدة لهذه الزوجة الصالحة:ان تكون ذات دين وخلق سليم تقوم بما أمرها ربها وتبعد عن ما نها عنه وترعي ابناها وتربيه علي الأخلاق الفاضلة لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم كلُّكم راعٍ ومَسْؤولٌ عن رعيَّتِه: فالإِمامُ راعٍ ومسؤولٌ عن رَعيَّتِه، والرجُلُ في أهلهِ راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيَّتهِ، والمرأةُ في بيتِ زوجِها راعيةٌ وهيَ مسؤولةٌ عن رعيَّتِها، والخادمُ في مالِ سيِّدهِ راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيتِه ـ قال: فسمعتُ هٰؤُلاءِ منَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وأحسِبُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: والرَّجُل في مالِ أبيهِ راعٍ ومَسؤولٌ عن رعيَّتهِ ـ فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتهِ
وهي الزوجة التي يجب ان يفتخر بها زوجها وهي فعلا خير الدنيا والاخره صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم
نسال الله عز وجل ان يمن علينا بالزوجة الصالحاله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته