تسجيل الدخول


العودة   منتديات الكعبة الإسلامية > القسم الشرعى > قسم فتاوى العلماء

قسم فتاوى العلماء طرح فتاوى العلماء-أى فتوى بدون ذكر المصدر ستحذف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-26-2013, 04:57 AM   #1
عبد الحكيم..
مراقب الأقسام الشرعية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
المشاركات: 1,737
معدل تقييم المستوى: 14
عبد الحكيم.. will become famous soon enough
افتراضي مستقر الأرواح بعد الموت إلى قيام الساعة

بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السـؤال:

وَرَدَ في بعض الأحاديث عن مكانِ أرواح الأنبياء والشهداء والصالحين في حياة البرزخ، ولكن حَسَب اطلاعي المتواضع جدًّا لم يرد أيُّ شيءٍ عن أرواح الصِّدِّيقين فهلاَّ أفدتمونا في هذا الجانب؟ بارك الله فيكم.

الجـواب:

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:

فقد تعدَّدتِ الأقوالُ في مسألة مُستقَرِّ الأرواح ما بين الموتِ إلى قيام الساعة على أقوال لَخَّصها ابنُ أبي العِزِّ الحنفي في «شرح العقيدة الطحاوية»(١)، وأصل هذه المسألة يعود مبناه إلى ما أجمع عليه أهلُ السُّنَّةِ على أَنَّ الروحَ مُحدَثةٌ مخلوقةٌ مصنوعة ومربوبة ومدَبَّرةٌ، وممَّن نقل الإجماعَ محمَّدُ بنُ نصر المَرْوَزِيُّ، وابنُ قُتيبةَ وغيرُهما، وهو معلومٌ بالضرورة من دِينهم أنَّ العالَمَ مُحدَثٌ، خلافًا لمن زعم أنَّ الروح قديمةٌ، كما أنَّ أصل المسألة يعود إلى ما استقرَّ عليه أهلُ السُّنَّة من أنَّ الروحَ لا تفنى بعد خروجها من الجسد عند الموت خلافًا لمن يزعم أنها تموت.

ومِن منطلق مبنى المسألتين السابقتين يتجلَّى الخِلافُ في مسألة مُستقَرِّ الأرواح، وهي ولا شكَّ من مسائل الغَيب التي تحتاج إلى سَنَدٍ من كتابٍ أو سُنَّةٍ، ولا يُقالُ فيها بالرأي لافتراق عالَم الغَيب عن عالَم الشهادة، ولعلَّ أقوى الأقوال وأصحَّها: أنَّ أرواح المؤمنين مُطلقًا سواء كانوا شهداءَ أم غيرَ شهداء هم عند ربهم في الجنة إذا لم يُحبسوا عنها بكبيرة أو دَين، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «إِنَّما نَسَمَةُ المُؤْمِنِ طَيْرٌ يُعَلَّقُ فِي شَجَرِ الجَنَّةِ حَتَّى يُرْجِعَهُ اللهُ تَعَالَى إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ»(٢)، ونسمة المؤمن هي: روحُه، والحديث عامٌّ في الشهيد وغيرِه، ثمَّ خُصَّ الشهيد بقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ -يعني يوم أُحُد- جَعَلَ اللهُ أَرْوَاحَهُمْ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ، تَرِدُ أَنْهَارَ الجَنَّةِ، وَتَأْكُلُ ثِمَارَهَا، وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ مُعَلَّقَةٍ فِي ظِلِّ العَرْشِ»(٣). والدليلُ على أنَّ الشهيدَ يُحبسُ روحُه عن دخول الجَنَّة لدَيْنٍ عليه والأَوْلَى منه غيرُ الشهيد: أنَّ رجلاً جاء إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فقال: يَا رَسُولَ الله: مَا لِي إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ قَالَ: الجَنَّة، فلمَّا وَلَّى، قال: «إِلاَّ الدَّيْن، سَارَّنِي بِهِ جِبْرِيلُ آنِفًا»(٤)، ومِن الأرواح من يكون محبوسًا على باب الجنة كما ثبت في قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «إِنَّ صَاحِبَكُمْ فُلاَنًا احْتُبِسَ عَنِ الجنَّةِ مِنْ أَجْلِ الدَّيْنِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ فَإِنْ شِئْتُمْ فَافْدُوهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ، وَإِنْ شِئْتُمْ فَأَسْلِمُوهُ»(٥)، وتشهد السُّنَّة لمن كان محبوسًا في قبره أو محبوسًا في الأرض ونحو ذلك، ما لم يتلقَّاهم ربهم بالعفو والمغفرة.

والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.



***************
الجزائر في: 26 ربيع الثاني 1429ﻫ
الموافق ﻟ: 03 ماي 2008م

١- «شرح العقيدة الطحاوية»: (453).

٢- أخرجه النسائي في «سننه» كتاب الجنائز، باب أرواح المؤمنين: (2073)، وابن ماجه في «سننه» كتاب الزهد، باب ذكر القبر والبلى: (4271)، وأحمد في «مسنده»: (15365)، من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «صحيح الجامع»: (2373).

٣- أخرجه أبو داود في «سننه» كتاب الجهاد ،باب في فضل الشهادة: (2520)، والحاكم في «المستدرك»: (3165)، وأحمد في «مسنده»: (2384)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. والحديث صححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»: (4/123)، والألباني في «صحيح الجامع»: (5205)، والوادعي في «الصحيح المسند»: (63).

٤- أخرجه بهذا اللفظ أحمد في «مسنده»: (16802)، من حديث عبد الله بن جحش رضي الله عنه. والحديث جوّد إسناده الألباني في «الإرواء»: (5/19). وأخرجه مسلم في «صحيحه» كتاب الإمارة، باب من قتل في سبيل الله كفرت خطاياه إلا الدين: (4880) بلفظ: «إِلاَّ الدَّيْنَ فَإِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ لي ذَلِكَ»، من حديث أبي قتادة رضي الله عنه.

٥- أخرجه أبو داود في «سننه» كتاب البيوع، باب في التشديد في الدين: (3341)، وأحمد في «مسنده»: (19719)، والحاكم في «المستدرك»: (2214)، والطبراني في «المعجم الكبير»: (6753)، من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «صحيح الجامع»: (7017)، وانظر «أحكام الجنائز» له: (26).


الشيح فركوس حفظه الله
__________________
اكسب الحسنات من عضويتك على الفيسبوك اشترك الان بتطبيقنا على الفيسبوك
ادخل على الرابط
من هنا

ثم اختار ابدأ اليوم
ثم الصفحة التاليه اضغط على علامة فيسبوك
وبعدها وافق على الاشتراك
سيقوم التطبيق بنشر أيات من القرأن الكريم بشكل تلقائى على صفحتك بالفيسبوك
وباقة مميزة من الموضوعات الاسلامية من موقع شبكة الكعبة
اشترك الان وابلغ اصدقائك
عبد الحكيم.. غير متواجد حالياً  
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فضل قيام الليل بنت النيل منتدى الفقه وأصوله 4 09-22-2015 06:54 PM
هل تسجد الأرواح عند النوم ، إذا بات العبد طاهرا ؟! الجوهرة المصونة قسم فتاوى العلماء 2 05-01-2012 05:10 PM
كيف يكون لك بيت سعيد مستقر حسام99 ملتقى الأخوات 4 01-17-2011 02:06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة للمسلمين بشرط الإشارة لشبكة الكعبة الإسلامية
جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة الكعبة الإسلامية © 2018