تسجيل الدخول

قديم 03-18-2011, 08:05 AM   #1
أبو عادل
عضو متألق ومشرح للأشراف على الأقسام الإسلامية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: المملكة المغربية
المشاركات: 2,446
معدل تقييم المستوى: 16
أبو عادل is on a distinguished road
Thumbs up مختصر لدراسة بعنوان : الطفل والإعلام.







إعلام الطفل نظرة إيجابية

حقاً من ملك الإعلام ملك كل شيء , لا أقول ملك الشارع , بل ملك كل شيء , فالإعلام يسيطر ليس على الشارع , بل على الشارع والبيت وغرف النوم ، وحتى على الأحلام والمنامات ، أليس بعض الأطفال يعانون من القلق الذي تسببه أفلام الرعب ، فإذاً هناك تأثير شديد للآلة الإعلامية .
إن الطفولة مرحلة مهمة من مراحل الحياة , ولا سيما في مجتمعات خصبة كمجتمعاتنا , وقد بينت الإحصاءات الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن (40%) من أبناء مجتمعنا العربي هم من الشريحة العمرية من (0) إلى (14) سنة .
وإعلام الطفل من أهم أنواع الإعلام إذا نظرنا له من جانب التقسيم بالشريحة العمرية ، ولذا فإن الشركات تعمل على أساس أن الطفل عالم قابل للتشكيل بحسب الرغبات والأهداف المقصودة ، وأنه رهان كبير على المستقبل والحاضر ، إذ بامتلاكه والسيطرة على وعيه والتحكم في ميولاته يمكن امتلاك المستقبل والسيطرة عليه ، فالطفل هو الغد القادم ، وما يرسم هذا الغد هو نوعية التربية والتلقين التي نقدمها لهذا الطفل في الحاضر .

قليلون هم الذين إذا درسوا الجوانب الإعلامية المختلفة يحرصون على ذكر الإيجابيات لوسائل الإعلام ، وإنما تطغى النظرة العامة فيكون الحديث منصب في جانب السلبيات فقط ، ومن هنا أحببنا أن نطرح بعض الإيجابيات :

إيجابيات إعلام الطفل :
تنمية الحس الجمالي لدى الأطفال : إذ تُعطي الطفل إحساساً باللون والشكل والإيقاع الصوتي الجميل وتناسق الحركة وملائمة أجزاء الصورة بعضها لبعض .
ذكر العلماء والتربويون الحاجات الأساسية للطفل وهي :
(الحاجة إلى الغذاء , والحاجة إلى الأمن , والحاجة إلى المغامرة والخيال , والحاجة إلى الجمال , والحاجة إلى المعرفة ) وأفلام الكرتون الرسوم المتحركة تلبي الثلاث حاجات الأخيرة , وبهذا المقياس تكون إيجابية .
تنمية الخيال بأنواعه : القصصي والدرامي ، والخروج عن الواقع إلى شخصيات لا نجدها في عالمنا , وأحداث لا يمكن أن تقع ، وقد يتسرع بعضنا إلى القول بأن ذلك سلبي , والحق أن الخيال حاجة أساسية من حاجات الأطفال بشرط ألا يكون مغرقاً سلبياً لا يحمل قيمة , ولا يغرس فضيلة .
إن الخيال الذي نصادفه في أفلام الرسوم المتحركة هو الذي يعطي الطفل الرؤيا البعيدة المدى , وهو الذي يجعله يحلل ما يدور حوله من أحداث ومواقف , ويفعل عمليات التفكير العليا لديه , كالاستدلال والمقارنة والاستنتاج والتحليل والتركيب مما نفتقده في المدارس غالباً , بسبب أننا نستبدل ذلك كله مهارة واحدة فقط تجعل الطفل كالببغاء , وهي مهارة التذكر .
تعزيز الشعور الديني وتنمية المشاعر والوجدانات : وقد ظهرت بعض الشركات في العالم العربي أنتجت أفلاماً من التراث وغيره , وأذكر منها آخر الأفلام وهو فيلم ( محمد خاتم الأنبياء ) الذي أنتج وفق أحدث التقنيات , وبأيدي أمهر الرسامين في العالم , وسجل أصواته في نسخته الانكليزية أقوى الممثلين الأمريكيين .
هذا الفيلم يُذكّر الطفل بأحداث السيرة النبوية الشريفة , ويعطيه صورة رائعة لبطولات الصحابة رضوان الله عليهم إبان الدعوة وبداية ظهورها , وهو على إيجابياته الكثيرة لا يسلم من انتقاد .
تنمية الشعور الوطني من خلال حث الطفل على حب الوطن , والتضحية في سبيله .
تنمية الثروة اللفظية للطفل مما يمنحه قدرة على التعبير , وفهم العربية الفصحى أكثر , وأفلام الرسوم المتحركة تعلم الأطفال العربية أكثر مما تفعله الكتب المتخصصة في القواعد والنحو ، ذلك لأن الطفل يتكلم الفصحى , ويسمعها في مجال التطبيق بعيداً عن التنظير ، وكثيراً ما يفاجئنا الصغار جداً بتعبير فصيحة , مما يرسم البسمة على وجوهنا .
تقديم المعلومات المختلفة للطفل مما يزيد من إطلاعه , ويُوسع من معارفه , والطفل اليوم يتعلم من أفلام الكرتون أكثر مما يتعلمه في المدارس , خاصة أن هناك بعض البرامج التي خُصصت لتقديم المعلومات بطريقة ممتعة وجذابة .
إطلاع الطفل على بعض الأحداث التاريخية مما يذكره بماضي أمته المجيد , فهناك أفلام تحدثت عن : ( محمد الفاتح – صلاح الدين – أسد عين جالوت – فتح الأندلس ) وآخرها فيلم ( محمد خاتم الأنبياء ) .
أفلام الرسوم المتحركة الهادفة ، والجيدة المحتوى لها دور مهم في غرس القيم التربوية عند الأطفال ، فهي تقدم أمثلة واقعية تطبيقية للصدق – والوفاء – والتعاون – ومساعدة المحتاجين – وتقديم العون للفقراء – وحب الوالدين – واحترام الجدين – والمعلمين والكبار.

سلبيات وسائل الإعلام على الطفل :
نقل أخلاق ونمط حياة البيئات الأخرى إلى مجتمعنا ، ونقل قيم جديدة وتقاليد غريبة تؤدي إلى التصادم بين القديم والحديث ، وخلخلة نسق القيم في عقول الأطفال من خلال المفاهيم الأجنبية التي يشاهدها الطفل العربي .
مشاهدة العنف في أفلام الأطفال والذي بدوره يثير العنف في سلوك بعض الأطفال ، وتكرار المشاهد تؤدي إلى تبلد الإحساس بالخطر وإلى قبول العنف كوسيلة استجابة تلقائية لمواجهة بعض مواقف الصراعات ، وممارسة السلوك العنيف ، ويؤدي ذلك إلى اكتساب الأطفال سلوكيات عدوانية مخيفة ، إذ إن تكرار أعمال العنف الجسمانية والأدوار التي تتصل بالجريمة ، والأفعال ضد القانون يؤدي إلى انحراف الأطفال .
صناعة قدوات غير ما نطمح إليه في تربية أبناءنا على العلم وأهل المعرفة والإنجاز الحضاري للمجتمع ، ومن تلك القدوات التي تُصنع لأطفالنا مثل : نجوم الفن والغناء والرياضة ... والتركيز عليهم يكون على حساب العلماء والمعلمين .
تصوير العلاقة بين المرأة والرجل على خلاف قيمنا الإسلامية والعربية الأصيلة .
كثير من الأحيان تثير في النفس الغرائز البهيمية في وقت مبكر ، ولذا فقد ذكرت ( وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك ) أنه : شن تحالف من منظمات أهلية ودينية وتعليمية أمريكية هجوماً على السينما الأمريكية , متهمين إياها أنها تروج لأفلام أطفال تحتوي على مشاهد وإيحاءات جنسية تضر بأطفالهم , كما أنها تعمل على ترويج إعلانات تعلم أولادهم ثقافة الجشع والتصرفات الاستهلاكية من الصغر .
أضرار تربوية مثل : السهر وعدم النوم مبكرًا ، والجلوس طويلاً أمامها دون الشعور بالوقت وأهميته ، مما له أثره على التحصيل الدراسي وأداء الواجبات المدرسية .
أضرار صحية : الجلوس الطويل أمام وسائل إعلام الطفل يسبب العديد من الأضرار الجسمية والعقلية كالخمول والكسل ، والتأثير على النظر والأعصاب وعلاقة ذلك بالصرع والسلبية ، والسمنة أو البدانة التي تصيب بعض الأطفال لكثرة الأكل أمام هذه الوسائل مع قلة الحركة واللعب والرياضة .
أضرار نفسية : منها إثارة الفزع والشعور بالخوف عند الأطفال عبر شخصية البطل والمواقف التي تتهدده بالخطر ، والغرق في الظلمة والعواصف والأشباح خاصة إذا كان الطفل صغيرًا ويتخيل كل الأمور على أنها حقائق .[1]

أفلام الكرتون " ياما تحت السواهي دواهي "

إن مشكلة التلقي من خلال هذه الشاشة تكمن في أن المشاهد غير قادر على مراجعة ما يستقبله من برامج , فهو يشاهد البرنامج تلو الآخر , فتنساب الغايات والمفاهيم إلى اللاوعي من دون محاكمة ، هذا للمشاهد الكبير والواعي فما بالك بالطفل ؟!
وإشكالية أن برامج الرسوم المتحركة لا تدخل بمجرد وصفها رسوماً ملونة , بل بما تحويه من قيم ومفاهيم وأدوات درامية اختزنتها المسلسلات الكرتونية ويتقبلها الطفل كما هي .
إذا جلس الطفل أمام شاشة التلفاز فإنه يعيش لحظات ممتعة بالنسبة له ، وأقوى تعليم ورسوخاً في ذهن الطفل هو : التعليم عبر الترفيه والشاشة الصغيرة أجادت ذلك وتفننت فيه ، فكيف كان الأثر ؟
في إحصاء عن الأفلام التي تُعرض على الأطفال عالمياً , وُجد أن :
29.6% منها يتناول موضوعات جنسية بطريقة مباشرة وغير مباشرة .
27.4% منها يعالج الجريمة والعنف والمعارك والقتال الضاري .
15% منها يدور حول الحب بمعناه الشهواني العصري المكشوف .
وهنا انقل مقولة مهمة للطبيب النفسي (فريدريك ورثام) حيث يقول : " إن الأطفال في سن الحادية العشرة يتأثرون بالعنف والجنس ، ويحيون حياة أشبه بأحلام اليقظة , ويمارسون العادة السرية , ويربطون بين القسوة والعنف والجنس " .

ماذا عن إنتاج أفلام الكرتون العربية على مستوى العالم ؟
في عام 2000م كان إنتاج اليابان من أفلام الكرتون 22 ساعة أسبوعياً , والرقم السنوي لليابان بمفردها هو1144 ساعة تقريباً!!
وأما الدول العربية مجتمعة , ففي أحسن الأحوال , كانت لا تُقدّم أكثر من 30 ساعة سنوياً , ليس أسبوعياً !
فالنسبة بين إنتاجنا وإنتاج اليابان 2% , وهذه النسبة قد بُنيت على أحسن احتمال لإنتاجنا , وأسوأ احتمال لإنتاجهم , ناهيك عن فرق النوعية والجودة المتميزة في أعمال اليابانيين , وأفلام الكرتون المنتجة محلياً , البسيطة التي تفتقد إلى الحرفية والجودة العالية , ومع ذلك فقد كانت نسبة إنتاجنا إلى إنتاجهم 2% ![2]


يتبع...
أبو عادل غير متواجد حالياً  
 

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أفضل منهجية لدراسة علم الحديث من البداية وحتى التعمق مع الروابط للدروس والكتب عمر محمد منتدى الحديث وعلومه 2 09-16-2015 03:41 PM
أسئلة فى تربية الطفل ( كيف أتعامل مع الطفل الشقى؟) بنت النيل ملتقى الأخوات 4 01-17-2011 02:18 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة للمسلمين بشرط الإشارة لشبكة الكعبة الإسلامية
جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة الكعبة الإسلامية © 2018