تسجيل الدخول


العودة   منتديات الكعبة الإسلامية > القسم الشرعى > قصص الأنبياء والرسل

قصص الأنبياء والرسل مختص بقصص أبياء الله ورسله فيما عدا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-24-2014, 04:54 AM   #1
خادم القرآن الكريم
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 288
معدل تقييم المستوى: 11
خادم القرآن الكريم is on a distinguished road
Smile حول تأدب الانبياء مع الله

الأدب مع الله جل جلاله


ربيع شكير


الحمد لله المحمود بكل لِسان، المعبود في كل زمان، الذي لا يَخلو مِن عِلمه مكان، ولا يشغله شأنٌ عن شان، جلَّ عن الأشباه والأنداد، وتنزَّه عن الصاحِبة والأولاد، ونفَذ حُكمه في جميع العباد، لا تَمثَّلُه العقول بالتفكير، ولا تتوهَّمُه القلوب بالتصوير؛ ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11].


له الأسماء الحسنى، والصفات العلا؛ ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [طه: 5 - 8].


أحاط بكل شيء عِلمًا، وقهَر كل مَخلوق عِزَّةً وحُكمًا، ووَسِع كل شيء رحمةً وعِلمًا؛ ﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴾ [طه: 110]، موصوف بما وصَف به نفسه في كتابه العظيم، وعلى لسان نبيه الكريم، صلى الله عليه وعلى آله وصحبِه وسلَّم تسليمًا مزيدًا.


أما بعد :


فمن الأدب مع الله - جل جلاله - الآتي :


الأدب الأول :


الإيمان بالقلب، والنُّطق باللسان : أن الله إله واحد، لا إله غيره، ولا شبيه له، ولا نظير له، ولا ولَد له، ولا والد له، ولا صاحِبة له، ولا شريك له.


ليس لأوَّليته ابتداء، ولا لآخِريَّته انقضاء، لا يَبلغ كنه صفته الواصفون، ولا يُحيط بأمره المتفكِّرون، يعتبر المُتفكِّرون بآياته، ولا يتفكرون في ماهية ذاته[1]، ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255].


الأدب الثاني :


الإيمان بما وصَف به نفسَه في كتابه، وبما وصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم -[2] مِن غير تحريف ولا تعطيل، ومِن غير تكييف ولا تَمثيل، ولا تعطيل ولا تشبيه.


الأدب الثالث :


التصديق بكل ما أخبَر به - سبحانه - في كتابه العظيم، أو على لسان رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - عن أسمائه وصفاته وعن الآخِرة، وأنه - سبحانه - قد خلَق الجنَّة فأعدَّها دار خلود للمتقين، وخلق النار فأعدها دار خلود لمَن كفَر به وألحَد في آياته وكُتبِه ورسله، وجعلهم محجوبين عن رؤيته.


الأدب الرابع :


إخلاص العبادة له وحده لا شريك له في عبادته ولا نِدَّ ولا نظير، فأعظم الأدب : توحيد الله، والإخلاص له، وأعظم سوء الأدب : الشِّرك بالله وصَرْف بعض العِبادة لغيره - سبحانه وتعالى - يقول الله - جل وعلا -: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ﴾ [الإسراء: 23]، ويَقول - سبحانه -: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ﴾ [البينة: 5]، ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36].


الأدب الخامس :


التذلُّل والخضوع، والرهبة والرغبة والخشوع؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ [الأنبياء: 90].


الأدب السادس :


الخوف والرجاء والتوكُّل؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 175]، وقال - تعالى -: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ﴾ [الطلاق: 3].


الأدب السابع :


امتثال ما أمَر به، واجتناب ما نهَى عنه، وتحكيمه في كل شيء، والتسليم له في كل أمر، وأن يَخاف المُكلَّف مِن ذنوبه ومعاصيه، ويَعترف بتقصيره ونقصه وإسرافه على نفسه.


الأدب الثامن :


الحياء منه، وترك قبائح الذنوب، وعدم التقصير في الأوامر والحُقوق، والاعتراف له بالفضل والنِّعَم - سبحانه وتعالى - وحِفظ ذلك بالسرِّ والعلَن؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الحياء كلُّه خير))[3].


الأدب التاسع :


حَمدُه وشُكرُه؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله ليَرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيَحمده عليها، أو يَشرب الشربة فيَحمده عليها))[4].


الأدب العاشر :


تعظيم شرعه ودينه؛ قال - سبحانه -: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ﴾ [الحج: 30]، وقال - سبحانه -: ﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].


نسأل الله أن يَعصمِنا مِن البِدَع والفِتنة، ويُحييَنا على الإسلام والسنَّة، ويجعلنا ممن يلتزم بالأدب مع الله - جل جلاله - وممَّن يتَّبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحياة، ويَحشرنا في زمرته بعد الممات برحمته وفضله ... آمين.


وصلى الله على سيدنا محمد نبيه، وعلى آله وأزواجه وذريته، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.


*******************************


[1] مِن مُقدِّمة "رسالة ابن أبي زيد القيرواني".

[2] نحو قوله - صلى الله عليه وسلَّم -: ((يَضحك الله إلى رجلَين يَقتُل أحدهما الآخَر، كلاهما يَدخل الجنة))؛ البخاري : 2826، ومسلم : 1890.

[3]مسلم : 37.

[4] مسلم : 2734.
منقول للعلم
__________________
قناتى على يوتيوب:
https://www.youtube.com/channel/UCzV...8LIetRFg6J4RgQ
اسال الله ان يتقبل منى ومنكم
خادم القرآن الكريم غير متواجد حالياً  
قديم 06-14-2014, 04:20 PM   #2
NESR
كبير المراقبين
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 270
معدل تقييم المستوى: 0
NESR is on a distinguished road
افتراضي رد: حول تأدب الانبياء مع الله

جزاكم الله كل خير
ولاحرمنا من جديدكم الطيب
لكم منى كل تحية واحترام



NESR غير متواجد حالياً  
قديم 06-15-2014, 06:29 AM   #3
خادم القرآن الكريم
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 288
معدل تقييم المستوى: 11
خادم القرآن الكريم is on a distinguished road
افتراضي رد: حول تأدب الانبياء مع الله

جزاكم الله خيرا اخى الكريم على مروركم الرائع
__________________
قناتى على يوتيوب:
https://www.youtube.com/channel/UCzV...8LIetRFg6J4RgQ
اسال الله ان يتقبل منى ومنكم
خادم القرآن الكريم غير متواجد حالياً  
قديم 09-16-2015, 07:47 PM   #4
ابو نضال
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 2,255
معدل تقييم المستوى: 12
ابو نضال is on a distinguished road
افتراضي رد: حول تأدب الانبياء مع الله



بسم الله الرحمن الرحيم




بارك الله بك على هذا الطرح القيم


لك مني احلى واجمل باقة ورد



وجزاك الله خيرا وغفر لك ولوالديك وللمسلمين جميعا



لا اله الا الله محمد رسول الله


ابو نضال غير متواجد حالياً  
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خصائص الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم المنفردة عن باقي الانبياء و الرسل أجميع عبد الحكيم.. منتدى سيد الخلق عليه الصلاة والسلام 3 09-26-2015 05:34 AM
ما الرد على من يستدل بآية (لا إكراه في الدين) على عدم مقاتلة الكفار؟ عبد الحكيم.. قسم فتاوى العلماء 1 04-23-2014 05:01 AM
حكم نقل عظام الميت إذا بليت عبد الحكيم.. قسم فتاوى العلماء 1 04-23-2014 03:50 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة للمسلمين بشرط الإشارة لشبكة الكعبة الإسلامية
جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة الكعبة الإسلامية © 2018