تسجيل الدخول


العودة   منتديات الكعبة الإسلامية > القسم الشرعى > لطائف ورقائق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-13-2014, 02:04 PM   #1
سمير المصرى

مؤسس شبكة الكعبة والمشرف العام

 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 4,570
معدل تقييم المستوى: 10
سمير المصرى is on a distinguished road
افتراضي هل صحيح أن هناك قبر رابع فى الحجرة النبوية الشريفة وان عيسى عليه السلام سيدفن فيه


أحاديث دفن عيسى بن مريم في الحجرة النبوية

الدرة اليتيمة في تخريج أحاديث التحفة الكريمة (12)


الأحاديثُ الواردةُ في دَفْنِ عيسى بن مريم - عليه السلام - في حجرة النبي - عليه الصلاة والسلام - بعد نزولـه آخر الزمان وموته كلها ضعيفة.

وهكذا ما روى الترمذي عن عبد الله بن سلام؛ أنه مكتوبٌ في التوراة: "أن عيسى عليه الصلاة والسلام يُدفن مع النبي - عليه الصلاة والسلام -"؛ فهو ضعيف.

انظر (صفحة 81 من المجلد العاشر) من تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي، الطبعة المصرية.[1]

[1] ورد ذلك في عدة أحاديث:
حديث عبدالله بن سلام:
رواه الترمذي (3617) ومن طريقه ابن عساكر (47/523) عن زيد بن أخزم، ورواه نعيم بن حماد في الفتن (2/580 رقم 1621)، ورواه ابن عساكر من طريق عبدالملك بن سليمان، ثلاثتهم عن سلم بن قتيبة، حدثني أبومودود المدني، حدثني عثمان بن الضحاك، عن محمد بن يوسف بن عبدالله بن سلام، عن أبيه، عن جده، قال: نظرتُ في التوراة صفة محمد صلى الله عليه وسلم، وعيسى بن مريم عليه السلام يُدفن معه.
قال: فقال أبومودود: وقد بقي من البيت موضع قبر.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، هكذا قال: عثمان بن الضحاك، والمعروف الضحاك بن عثمان المديني. ا.هـ
قلت: وسقط عند نعيم بن حماد (وفقا للمطبوع) ذكرُ محمد بن يوسف من الإسناد.
ورواه الطبراني في المعجم الكبير (13/159 رقم 384) - ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (19/395) - من طريق عبدالله بن نافع الصائغ، عن عثمان بن الضحاك بسنده، ولفظه: يدفن عيسى عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، فيكون قبره الرابع.
وعلقه ابن عبدالبر (14/202) عن الصائغ به.
قال الهيثمي في المجمع (8/206): فيه عثمان بن الضحاك؛ وثقه ابن حبان وضعفه أبوداود، وقد ذكر المزي رحمه الله هذا في ترجمته وعزاه إلى الترمذي، وقال: حسن، ولم أجده في الأطراف.
وقال الألباني في الضعيفة (6962): لعله سقط من نسخته من الأطراف، أو شتَّ بصره عنه، فإنه في المطبوعة منه (4/356/5336).
ورواه البخاري في التاريخ الكبير (1/263) -ومن طريقه ابن عساكر (47/524)- عن الحزامي، ثنا محمد بن صدقة، سمع عثمان بن الضحاك بن عثمان، أخبرني محمد بن يوسف بن عبدالله بن سلام، عن أبيه، عن جده، لَيُدفننَّ عيسى بن مريم مع النبي صلى الله عليه وسلم في بيته.
قال البخاري: هذا لا يصح عندي، ولا يتابع عليه.
قلت: عثمان بن الضحاك ضعيف، ومحمد بن يوسف ذكره ابن حبان في كتابه الثقات، ونص البخاري أنه لا يتابع على حديثه هذا، وضعَّفه.
ومن أدلة ضعف الأثر أنه قد خولف في لفظ المتن على ثلاثة أوجه كما تقدم.
وقال الألباني في المشكاة (5772): إسناده ضعيف. وقال في الضعيفة (6962 ونحوه في ضعيف سنن الترمذي 3617): موقوف ضعيف.
وهو على كل حال من الإسرائيليات، وأغرب بعض أهل العلم فجعله مرفوعا حُكما؛ لأنه مما لا يُقال من قبل الرأي! مع وقوفه على إعلال البخاري وغيره له، وتصريح بعض رواياته أنه من التوراة. (انظر: التصريح بما تواتر في نزول المسيح، هامش ص82 مع ص181 و241).
حديث عائشة:
رواه ابن عساكر (47/522) من طريق الأحوص بن المفضل الغلابي، ثنا أبي: المفضل بن غسان، ثنا محمد بن عبدالله بن عبدالعزيز العمري، عن صالح بن شعيب بن طلحة بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي بكر، عن أبي بكر، عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله، إني أرى أن أعيش من بعدك، فتأذن لي أن أدفن إلى جنبك؟ فقال: "وأنَّى لي بذلك الموضع؟ ما فيه إلا موضع قبري وقبر أبي بكر وقبر عمر، وقبر عيسى بن مريم".
ورواه وجه مختلف أحمد بن يحيى الطرطوشي -كما نقل من خطه ابن الأبار في التكملة لكتاب الصلة (1/18)-، فرواه من طريق العلاء بن المفضل بن غسان، نا محمد بن عبدالله بن عمر العمري، نا شعيب بن طلحة من ولد أبي بكر الصديق، عن أبيه، عن جده، عن عائشة بنحوه.
قلت: العمري سياق نسبه الصحيح كما عند ابن الأبار، وهو شديد الضعف، لا يُعرف بنقل الحديث كما قال العقيلي، ومع ذلك فحديثه القليل مناكير وأباطيل عن المشاهير كما قال الأئمة. (انظر: اللسان 5/218 و237).
وصالح بن شعيب لم أجد له ترجمة، وسياق نسبه في طبقات ابن سعد (1/460 القسم المتمم) موافق لما هنا، وهو غير صالح بن شعيب بن أبان البصري.
ثم قد رُوي عن صالح على وجهين كما تقدم، وفي كليهما علة زائدة:
أما رواية ابن عساكر ففيها انقطاع، لأن أبا بكر الراوي عن عائشة الظاهر أنه ابن عبدالرحمن، وقد توفي سنة أربع وتسعين، وشعيب والد صالح توفي بعده بثمانين سنة كما في طبقات ابن سعد (1/460 القسم المتمم)، فأحرى أن لا يدرك صالحٌ أبا بكر.
وأما رواية ابن الأبار ففيها شعيب بن طلحة، قال عنه ابن معين وابن عدي: لا أعرفه. وقال الدارقطني: متروك. ووافقه الضياء، وقال أبوحاتم: لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات، فالظاهر من حاله أنه لا يحتج به.
والحاصل أن سند الحديث موضوع.
وهذا الحديث أورده ابن كثير في تاريخه (2/527 دار هجر)، وقال: لا يصح إسناده.
وقال ابن حجر في الفتح (6/77): لا يثبت.
حديث عبدالله بن عمرو:
عزاه في المشكاة (5508) لابن الجوزي في كتاب الوفاء من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص بلفظ: "ينزل عيسى بن مريم إلى الأرض، فيتزوج، ويولد له، ويمكث خمسا وأربعين سنة، ثم يموت، فيُدفن معي في قبري، فأقوم أنا وعيسى بن مريم في قبر واحد بين أبي بكر وعمر".
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي (10/62): رواه ابن الجوزي في كتاب الوفاء، ذكره الشيخ ولي الدين في المشكاة، ولم أقف عن سنده.
قلت: هو في الوفاء (2/814) دون إسناد، ونبّه الألباني في الضعيفة (12/470 رقم 5709) أن كتاب الوفاء المطبوع هو مختصر الكتاب، وأن محققه لم يتنبه لذلك.
وقد وقفت بحمد الله على سند ابن الجوزي:
فرواه في العلل المتناهية (2/433 رقم 1529) وفي المنتظم (2/39) من طريق عبدالله بن عبيدالله بن مهدي، عن أبي عبدالرحمن، عن محمد بن يزيد الواسطي، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، عن عبد الله بن يزيد الحبلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا.
وقال: هذا حديث لا يصح، والإفريقي واه بمرة.
وأورده الذهبي في تلخيص العلل المتناهية (1025)، وقال: ابن أنعم هالك.
وعزاه الذهبي في التلخيص وفي الميزان (2/562-563) لابن أبي الدنيا في بعض تواليفه عن أبي عبد الرحمن به.
ذكره الذهبي ضمن أحاديث للإفريقي في الميزان، ثم قال: فهذه مناكير غير محتملة.
قلت: محمد بن يزيد ثقة، وأبوعبدالرحمن لم أعرفه، وبحثتُ في تهذيب الكمال عن شيوخ ابن أبي الدنيا الذين يشتركون مع الرواة عن الواسطي؛ فلم أجد من يُكنى أبا عبدالرحمن، فأخشى أن يكون هو علة الخبر دون الإفريقي.
والخبر على كل حال منكر السند والمتن.
وقال الألباني في الضعيفة (6562): منكر.
قال ابن حجر (7/66): وفي أخبار المدينة من وجه ضعيف عن سعيد بن المسيب، قال: إن قبور الثلاثة في صفة بيت عائشة، وهناك موضع قبر يُدفن فيه عيسى عليه السلام.
قلت: أظنه يعني أخبار المدينة لابن النجار -كما عزاه العيني في عمدة القاري (8/225)- والخبر فيه (2/391 مع شفاء الغرام، وص208 طبعة أخرى) هكذا: "قال أهل السير: وفي البيت موضع قبر في الجهة الشرقية، قال سعيد بن المسيب: فيه يُدفن عيسى بن مريم عليه السلام".
فلم يُسنده ابن النجار، ولا أبو اليمن ابن عساكر في إتحاف الزائر (178)، ولم أقف عليه مسنداً، ولعله لذلك أطلق ابن حجر ضعفه.
قول آخر في دفن عيسى عليه السلام:
قال العيني في عمدة القاري (16/40): ويدفن مع النبي في قبره، وقيل: يدفن في الأرض المقدسة، وهو غريب. ا.هـ.
قلت: فالحاصل أن كل ما روي فيه لا يصح كما قال سماحة الشيخ، وكله شديد الضعف لا يتقوى بمجموعه.






الأثر الأول : أخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه ( 47 / 523 ) ، فقال : ( أخبرنا أبو الحسن السلمي حدثنا أبو محمد التميمي أنبأنا تمام بن محمد البجلي وعقيل بن عبيد الله الأزدي قالا أنبأنا محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي حدثنا أبو أمية الأحوص بن المفضل حدثنا أبي المفضل بن غسان حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد العزيز العمري عن صالح بن شعيب بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر عن عائشة قالت قلت يا رسول الله إني أرى أن أعيش من بعدك فتأذن لي أن أدفن إلى جنبك فقال وإنى لي بذلك الموضع ما فيه إلا موضع قبري وقبر أبي بكر وقبر عمر وقبر عيسى بن مريم ) .


وعزاه المتقي الهندي في كنز العمال برقم ( 39728 ) لابن عساكر ، فقال : ( عن عائشة قالت : قلت : يا رسول الله إني أرى أني أعيش بعدك فتأذن لي أن أدفن إلى جنبك فقال : وأنى لك بذلك الموضع ما فيه إلا موضع قبري وقبر أبي بكر وعمر وعيسى ابن مريم ( كر ) ) .


قلت : وقد رده الحافظ في الفتح ( 7 / 66 طبعة دار المعرفة - بيروت ، 1379 ) ، فقال : ( وروى عنها في حديث لا يثبت أنها استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم إن عاشت بعده أن تدفن إلى جانبه فقال لها : " وأنى لك بذلك وليس في ذلك الموضع إلا قبري وقبر أبي بكر وعمر وعيسى ابن مريم " ) .

وقبله فعل الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية ( 2 / 118 ) فقال : ( وقد ورد في ذلك حديث ذكره ابن عساكر في آخر ترجمة المسيح عليه السلام في كتابه عن عائشة مرفوعا أنه يدفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر في الحجرة النبوية ولكن لا يصح إسناده )




الأثر الثاني : يروى من طريقين عن ابن المسيب ، وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه ..

1) فأما طريق ابن المسيب فقد عزاه الحافظ الى أخبار المدينة عن سعيد بن المسيب وضعفه ، ولكني لم أقف عليه ..

وقد ضعفه الحافظ في الفتح ( 7 / 66 طبعة دار المعرفة - بيروت ، 1379 ) فقال ما نصه : ( وفي أخبار المدينة من وجه ضعيف عن سعيد بن المسيب قال : " إن قبور الثلاثة في صفة بيت عائشة ، وهناك موضع قبر يدفن فيه عيسى عليه السلام " ) اهـ .

واستدرك عليه العلامة المباركفوري في في تحفة الاحوذي ( 10 / 61 برقم 3617 طبعة دار الكتب العلمية - بيروت ) : ( ويؤيده أيضا حديث عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ينزل عيسى بن مريم إلى الأرض فيتزوج ويولد له ويمكث خمسا وأربعين سنة ثم يموت فيدفن معي في قبري فأقوم أنا وعيسى بن مريم في قبر واحد بين أبي بكر وعمر "
رواه بن الجوزي في كتاب الوفاء ذكره الشيخ ولي الدين في المشكاة ولم أقف عن سنده ( قد بقي في البيت ) أي في حجرة عائشة التي دفن فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم ) اهـ


2) وأما أثر عبد الله بن سلام فقد أخرجه الآجري في الشريعة في باب الإيمان بنزول عيسى ابن مريم عليه السلام حكما عدلا فيقيم الحق ويقتل الدجال ، فقال : ( حدثنا أبو العباس عبد الله بن الصقر السكري قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال : حدثنا عبد الله بن نافع الصائغ ( 1 ) ، عن الضحاك بن عثمان ( 2 ) ، عن يوسف بن عبد الله بن سلام ، عن أبيه قال : الأقبر الثلاثة : قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وقبر أبي بكر ، وقبر عمر رضي الله عنهما وقبر رابع يدفن فيه عيسى ابن مريم عليه السلام ) ..


قلت : وهذا اسناد حسن موقوف على عبد الله بن سلام رضي الله عنه ..


والراجح أن عبد الله بن سلام قد أخذه من التوراة كما سترى في الأثر الثالث الذي سنذكره بعد قليل ..


وقال الآجري في في الشريعة باب ذكر دفن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما مع النبي صلى الله عليه وسلم : ( قال محمد بن الحسين رحمه الله : لم يختلف جميع من شمله الإسلام ، وأذاقه الله الكريم طعم الإيمان أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما دفنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة رضي الله عنها وليس هذا مما يحتاج فيه إلى الأخبار والأسانيد المروية : فلان عن فلان ، بل هذا من الأمر العام المشهور الذي لا ينكره عالم ولا جاهل بالعلم ، بل يستغني بشهرة دفنهما مع النبي صلى الله عليه وسلم عن نقل الأخبار : والدليل على صحة هذا القول : أنه ما أحد من أهل العلم قديما ولا حديثا ممن رسم لنفسه كتابا نسبه إليه من فقهاء المسلمين ، فرسم كتاب المناسك ، إلا وهو يأمر كل من قدم المدينة ممن يريد حجا أو عمرة أو لا يريد حجا ولا عمرة ، وأراد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم والمقام بالمدينة لفضلها إلا وكل العلماء قد أمروه ورسموه في كتبهم وعلموه كيف يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وكيف يسلم على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما علماء الحجاز قديما وحديثا ، وعلماء أهل العراق قديما وحديثا ، وعلماء أهل الشام قديما وحديثا ، وعلماء أهل مصر قديما وحديثا ، وعلماء خراسان قديما وحديثا ، وعلماء أهل اليمن قديما وحديثا ، فلله الحمد على ذلك . فصار دفن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأمر المشهور الذي لا خلاف فيه بين علماء المسلمين ، وكذلك هو مشهور عند جميع عوام المسلمين ممن ليس من أهل العلم ، أخذوه نقلا وتصديقا ومعرفة ، لا يتناكرونه بينهم في كل بلد من بلدان المسلمين . ولا يمكن أن قائلا يقول : إن خليفة من خلفاء المسلمين قديما ولا حديثا أنكر دفن أبي بكر وعمر مع النبي صلى الله عليه وسلم منذ خلافة عثمان بن عفان وخلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وخلافة بني أمية ، لا يتناكر ذلك الخاصة والعامة ، وكذلك خلافة ولد العباس رضي الله عنه لا يتناكرونه إلى وقتنا هذا ، وإلى أن تقوم الساعة ويدفن معهم عيسى ابن مريم عليه السلام ، كذا روي عن عبد الله بن سلام )


ثم ذكر الحديث مرة أخرى ..


-----
هامش :

( 1 ) عبد الله بن نافع بن أبي نافع الصائغ ثقة ان شاء الله أخرج له مسلم وتكلم بعضهم في حفظه هو القرشي المخزومي مولاهم أبو محمد المدني ، وهو مختلف فيه ..

فروايته من كتاب لا خلاف عليها ..

ولكنهم اختلفوا في حفظه ..

فقد وثقه جمع من الاساطين :

قال يحيى بن معين : ثقة .
وقال الدارقطني : مدني فقيه ، يعتبر به .
وقال النسائي : ليس به بأس . وفي موضع آخر : ثقة .
وقال ابو زرعة : لا بأس به.
وقال أبو أحمد بن عدي : روى عن مالك غرائب ، وهو في رواياته مستقيم الحديث.
وقال محمد بن سعد : كان قد لزم مالك بن أنس لزومًا شديدًا لا يقدِّم عليه أحدًا ، وهو دون معن .

وذكره الذهبي في كتابه ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثق ( ص 114 برقم 195 طبعة مكتبة المنار - الزرقاء الطبعة الأولى 1406هـ - 1986م ) .


واما من لمزه في حفظه فهم أربعة من الاساطين ايضاً :

قال أبو حاتم الرازي : ليس بالحافظ ، هو ليِّن في حفظه ، وكتابه أصح .
وقال البخاري : في حفظه شيء . وفي موضع آخر : يعرف حفظه وينكر ، وكتابه أصح .
وقال أحمد بن حنبل : لم يكن صاحب حديث ، كان ضيِّقًا فيه ، وكان صاحب رأي مالك ، وكان يفتي أهل المدينة برأي مالك ، ولم يكن في الحديث بذاك .
واما ابن حبان فقد ذكره في الثقات، وقال : كان صحيح الكتاب ، وإذا حدث من حفظه ربما أخطأ.
وقال ابن حجر في التقريب : ثقة صحيح الكتاب ، في حفظه لين .


قلت : وبالجملة فالرجل ان شاء الله حسن الحديث على أقل تقدير جمعاً بين الاقوال .


( 2 ) وهو الضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خالد بن حزام القرشيالأسدي الحزامي أبو عثمان المدني الكبير وجده خالد بن حزام أخو حكيم بنحزام ويقال : ابن ابنه .

فالرجل صدوق حسن الحديث على أقل تقدير ..

قال أبو داود : ثقة
وقال أحمد بن حنبل : ثقة
وقال مصعب الزبيري : ثقة
وقال يحيى بن معين : ثقة
وذكره ابن حبان في كتاب الثقات
وقال محمد بن سعد : كان ثبتا .
وقال أبو حاتم الرازي : يكتب حديثه ، ولا يحتج به ، وهو صدوق .
وقال أبو زرعة : ليس بقوي .
وقال ابن حجر في التقريب : صدوق يهم

وقال الذهبي في الكاشف : وثقه ابن معين ، و قال أبو زرعة : ليس بقوي

قلت : وبالجملة فالاكثرون على توثيقه ..





الأثر الثالث : أخرجه الترمذي في سننه ( 5 / 588 برقم 3617 طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت ، بتحقيق أحمد محمد شاكر وآخرون ) : ( حدثنا زيد بن أخزم الطائي البصري حدثنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة حدثني أبو مودود المدني حدثنا عثمان بن الضحاك عن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده قال : مكتوب في التوراة صفة محمد وصفة عيسى ابن مريم يدفن معه قال فقال أبو مودود وقد بقي في البيت موضع قبر )
قال أبو عيسى : ( هذا حديث حسن غريب .
هكذا قال عثمان بن الضحاك والمعروف الضحاك بن عثمان المدني ) اهـ ( 1 )


وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه ( 47 / 523 ) من طريق الترمذي ، فقال : ( أخبرنا أبو الفتح الكروخي أنبأنا أبو عامر الأزدي وأبو نصر الترياقي وأبو بكر الغورجي قالوا أنبأنا عبد الجبار بن محمد أنبأنا محمد بن أحمد المحبوبي حدثنا أبو عيسى الترمذي حدثنا زيد بن أخزم الطائي البصري حدثنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة حدثني أبي مودود المدني حدثني عثمان بن الضحاك عن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده قال نظرت في التوراة صفة محمد صلى الله عليه وسلم وعيسى بن مريم عليه السلام يدفن معه .
قال فقال أبو مودود : وقد بقي من البيت موضع قبر .
قال أبو عيسى ( يعني الترمذي ) : هذا حديث حسن غريب هكذا قال عثمان بن الضحاك والمعروف الضحاك بن عثمان المدني )


وقد ذكره الحافظ في الفتح ( 13 / 308 طبعة دار المعرفة - بيروت ، 1379 ) وسكت عنه ! ، فقال : ( وأخرج الترمذي من حديث عبد الله بن سلام قال مكتوب في التوراة صفة محمد وعيسى بن مريم عليهما السلام يدفن معه قال أبو داود أحد رواته وقد بقي في البيت موضع قبر وفي رواية الطبراني يدفن عيسى مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر فيكون قبرا رابعا ) ..

قلت : وسكوت الحافظ هو تحسين ، كما هو مذهبه في كتاب فتح الباري ..

وجوّد اسناده التليدي في تهذيب الترمذي ( 3 / 464 ) ، فقال عنه : ( جيد : في سنده محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام مجهول الحال كذا قيل ، لكنه روى عنه عبد الملك بن عمير وهو ثقة ، والضحاك بن عثمان وهو ثقة كذلك ، ووثقه ابن حبان فالأثر صحيح على رأي ابن خزيمة وابن حبان ) . اهـ

قلت : ومحمد بن يوسف بن عبد الله ابن سلام من رجال الترمذي ؛ قال عنه الحافظ في التقريب : ( مقبول ) ..

يعني عند المتابعة ، ولهذا فقد سكت عن هذا السند في الفتح ، وهو تحسين منه كما مر .

وقال الذهبي في الكاشف : ( محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه وأبي سعيد وعنه عبد الملك بن عمير وابن عجلان وثق ) ..

وهذه العبارة تعني عند ابن حبان .


وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ( 8 / 378 برقم 13792 طبعة دار الفكر، بيروت - 1412 هـ ) : ( رواه الطبراني وفيه عثمان بن الضحاك وثقه ابن حبان وضعفه أبو داود وقد ذكر المزي رحمه الله هذا في ترجمته وعزاه إلى الترمذي وقال : حسن ولم أجده في الأطراف والله أعلم )


وأخرجه ابن عساكر في تاريخه ( 47 / 523 ) بلفظ قريب : ( أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي - ترجمته في الانساب للسمعاني - حدثنا أبو عمران موسى بن سهل بن عبد الحميد الجوني حدثنا عبد الملك بن سليمان القلانسي حدثنا سلم بن قتيبة عن أبي مودود عن عثمان الضحاك عن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده قال وجدت في الكتب أن عيسى بن مريم يدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم في القبر وقد بقي في البيت موضع قبر ) .


وقال الملا علي القاري في مرقاة المفاتيح في الفصل الثالث - أي الموضوع في الأحاديث الزائدة لصاحب المشكاة على المصابيح المناسبة للباب : ( وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله ينزل عيسى ابن مريم إلى الأرض فيتزوج ويولد له ويمكث خمسا وأربعين سنة وهذا بظاهره يخالف قول من قال إن عيسى رفع به إلى السماء وعمره ثلاث وثلاثون ويمكث في الأرض بعد نزوله سبع سنين فيكون مجموع العدد أربعين لكن حديث مكثه سبعا رواه مسلم فيتعين الجمع بما ذكر أو ترجيح ما في الصحيح ولعل عدد الخمس ساقط من الاعتبار لإلغاء الكسر ثم يموت فيدفن معي أي مصاحبا لي في قبري أي في مقبرتي وعبر عنها بالقبر لقرب قبره بقبره فكأنهما في قبر واحد فأقوم أنا وعيسى في قبر واحد أي من مقبرة واحدة ففي القاموس إن في تأتي بمعنى من وكذا في المغني بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أي حال كوننا قائمين واقفين بين أبي بكر وعمر فأحدهما عن يمينهما إيماء إلى تيمنه بالإيمان وأن الإيمان يمان والظاهر أنه أبو بكر والآخر عن يسارهما ليسر الإسلام وعزه به وهو عمر وسيأتي في فضائل سيد المرسلين عن عبد الله بن سلام برواية الترمذي عنه قال مكتوب في التوراة صفة محمد وعيسى ابن مريم يدفن معه قال أبو داود وقد بقي في البيت موضع قبر أقول والظاهر اللائق بمقام عيسى عليه الصلاة والسلام أن يكون بين النبي وبين أبي بكر رضي الله تعالى عنه لكن سيأتي في كلام الجزري أنه يدفن بعد عمر ولعله نظر إلى تأخر الدفن باعتبار تأخر زمن الموت أو تكرمة لهذه الأمة وتعظيما للصحابيين الكريمين أن يكونا بين النبيين العظيمين والله سبحانه وتعالى أعلم . رواه ابن الجوزي في كتاب الوفاء ) !! ..


وقال في موضع آخر : ( وعن عبد الله بن سلام قال مكتوب في التوراة خبر قوله صفة محمد أي نعته وجملة قوله وعيسى ابن مريم يدفن معه عطف على المبتدأ أي ومكتوب فيها أيضا أن عيسى يدفن معه قال الطيبي هذا هو المكتوب في التوراة أي مكتوب في التوراة صفة محمد كيت وكيت وعيسى ابن مريم يدفن معه أو المكتوب صفة محمد كذا وعيسى بن مريم يدفن معه .
قال أبو مودود وهو أحد رواة الحديث مدني ذكره الطيبي وقال المؤلف هو عبد العزيز بن سليمان المدني رأى أبا سعيد الخدري وسمع السائب بن بريد وعثمان بن ضحاك وعنه ابن مهدي والعقبي وكامل وثقوه توفي في إمارة المهدي له ذكر في باب فضائل سيد المرسلين وقد بقي في البيت أي في حجرة عائشة موضع قبر فقيل بينه وبين الصديقين وهو الأقرب إلى الأدب وقيل بعد عمر وهو الأظهر ، فقد قال الشيخ الجزري وكذا أخبرنا غير واحد ممن دخل الحجرة ورأى القبور الثلاثة على هذه الصفة النبي مقدم وأبو بكر متأخر عنه رأسه تجاه ظهر النبي ورأس عمر كذلك من أبي بكر تجاه رجلي النبي وبقي موضع قبر واحد إلى جنب عمر وقد جاء أن عيسى عليه السلام بعد لبثه في الأرض يحج ويعود فيموت بين مكة والمدينة فيحمل إلى المدينة فيدفن في الحجرة الشريفة إلى جنب عمر فيبقى هذان الصحابيان الكريمان مصحوبين بين هذين النبيين العظيمين عليهما الصلاة والسلام ورضي الله عنهما إلى يوم القيام رواه الترمذي )


وقال الحافظ ابن كثير في النهاية في الفتن والملاحم ( ص 66 ) : ( ذكر القرطبي في الملاحم في آخر كتابه التذكرة في أحوال الآخرة: " وتكون وفاته بالمدينة النبوية فيصلي عليه هنالك ويدفن بالحجرة النبوية أيضا " .
وقد ذكر ذلك الحافظ أبو القاسم بن عساكر .... ) ..

ثم ذكر حديث الترمذي ..


----
هامش :

( 1 ) قال المباركفوري في تحفة الاحوذي ( 10 / 61 برقم 3617 طبعة دار الكتب العلمية - بيروت ) في شرح الحديث : ( قوله ( حدثني أبو مودود ) اسمه عبد العزيز بن أبي سليمان ( عن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام ) الاسرائيلي المدني مقبول من الرابعة ( عن أبيه ) أي يوسف بن عبد الله بن سلام صحابي صغير وقد ذكره العجلي في ثقات التابعين ( عن جده ) أي عبد الله بن سلام الصحابي المشهور ( قال ) أي عبد الله بن سلام ( مكتوب في التوراة ) خبر مقدوم ( صفة محمد ) أي نعته صلى الله عليه و سلم ( وعيسى بن مريم يدفن معه ) عطف على المبتدأ أي في حديث قال الحافظ أي ومكتوب فيها أيضا أن عيسى يدفن معه
فيه أن عيسى عليه الصلاة و السلام بعد نزوله وموته يدفن مع النبي صلى الله عليه و سلم ويؤيده ما روى عن عائشة في حديث قال الحافظ لا يثبت أنها استأذنت النبي صلى الله عليه و سلم إن عاشت بعده أن تدفن إلى جانبه فقال لها وأنى لك بذلك وليس في ذلك الموضع إلا قبري وقبر أبي بكر وعمر وعيسى بن مريم ، وفي أخبار المدينة من وجه ضعيف عن سعيد بن المسيب قال إن قبور الثلاثة في صفة بيت عائشة وهناك موضع قبر يدفن فيه عيسى عليه السلام ويؤيده أيضا حديث عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ينزل عيسى بن مريم إلى الأرض فيتزوج ويولد له ويمكث خمسا وأربعين سنة ثم يموت فيدفن معي في قبري فأقوم أنا وعيسى بن مريم في قبر واحد بين أبي بكر وعمر
رواه بن الجوزي في كتاب الوفاء ذكره الشيخ ولي الدين في المشكاة ولم أقف عن سنده ( قد بقي في البيت ) أي في حجرة عائشة التي دفن فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم
قوله ( هكذا قال ) هذا قول الترمذي وضمير قال راجع إلى شيخه زيد أخزم ( عثمان بن الضحاك ) هذا بيان لقوله هكذا ( والمعروف الضحاك بن عثمان المديني ) قال في التقريب : عثمان بن الضحاك المدني يقال هو الحزامي ضعيف قاله أبو داود قال الترمذي الصواب ضحاك بن عثمان يعني أنه قلب )



الأثر الرابع : جاء في مشكاة المصابيح ( 3 / 196 برقم 5508 - [ 4 ] طبعة المكتب الإسلامي - بيروت الطبعة الثالثة - 1405 - 1985 ، بتحقيق محمدناصر الدين الألباني ) : ( عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ينزل عيسى بن مريم إلى الأرض فيتزوج ويولد له ويمكث خمسا وأربعين سنة ثم يموت فيدفن معي في قبري فأقوم أنا وعيسى بن مريم في قبر واحد بين أبي بكر وعمر " . رواه ابن الجوزي في كتاب الوفاء ) انتهى .


قلت : ولم يعلق عليه المحقق ( الالباني ) ! ..


فقد أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية ( 2 / 915 برقم 1529 طبعة دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى ، 1403 ، بتحقيق خليل الميس ) ، وفي المنتظم في باب ذكر حال عيسى عليه السلام عند نزوله من السماء، فقال : ( أنبأنا ابو القاسم الحريري قال أنبأنا ابو طالب العشاري قال انا ابن أخي ميمي قال حدثنا ابو علي بن منصور قال نا عبد الله ابن عبيد الله بن مهدي قال نا ابو عبد الرحمن قال نا محمد بن يزيد عن عبد الرحمن بن زياد بن انعم عن عبد الله بن يزيد الحبلي عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عيسى ابن مريم الى الارض فيتزوج ويولد ويمكث خمسا واربعين سنة ثم يموت فيدفن معي في قبري فأقوم انا وعيسى ابن مريم من قبر واحد بين ابي بكر وعمر )


قال الحافظ ابن الجوزي : ( هذا حديث لا يصح والافريقي ضعيف بمرة ) ..


وقال الذهبي في الميزان ( 2 / 561 - 562 برقم 4866 في ترجمة هذا الافريقي واسمه عبد الله بن زياد بن أنعم الافريقى العبد الصالح ، أبو أيوب الشعبانى ، قاضى إفريقية ، فقال : ( وأخرج ابن أبى الدنيا في بعض تواليفه ، عن أبى عبدالرحمن، عن محمد بن يزيد ، عن عبدالرحمن بن زياد بن أنعم الافريقى ، عن عبدالله بن يزيد الحبلى ، عن عبدالله ابن عمرو بن العاص - مرفوعا - قال : ينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيتزوج ويولد له ، ويمكث خمسا وأربعين سنة ، ثم يموت فيدفن معى في قبري ، فأقوم أنا وهو من قبر واحد بين أبى بكر وعمر .

فهذه مناكير غير محتملة ) انتهى .



الأثر الخامس : أخرج البخاري في التاريخ الكبير ( 1 / 262 برقم 839 طبعة دار الفكر ، بتحقيق السيد هاشم الندوي ) في ترجمة محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام : ( قال لي الحزامي حدثنا محمد بن صدقة سمع عثمان بن الضحاك بن عثمان أخبرني محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده ليدفنن عيسى بن مريم مع النبي صلى الله عليه و سلم في بيته قال محمد هذا لا يصح عندي ولا يتابع عليه ) ..


وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه ( 47 / 524 ) من طريق البخاري : ( أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي في كتابه وحدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسن والمبارك ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد الغندجاني زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل البخاري قال قال لي الحزامي حدثنا محمد بن صدقة سمع عثمان بن الضحاك بن عثمان أخبرني محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده ليدفنن عيسى بن مريم مع النبي صلى الله عليه وسلم في بيته .
قال البخاري : هذا لا يصح عندي ولا يتابع عليه ) .



قال محمد اليافعي : وهذا لا ينافي صحة وقوعة هذا الامر ان شاء الله ، وان هناك مكاناً لقبر رابع ! ..

فقد اعتد بهذا الكلام عدد من السلف الصالح ومعهم أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عبد الله بن سلام رضي الله عنه ) ..

فقد ذكر السمهودي في خلاصة الوفا في بيان وجود مساحة لقبر واحد ، ما يلي : ( ...... ويدل لما سبق من بقاء قبر ؛ عرض عائشة رضي الله عنه علي عبد الرحمن بن عوف حين نزل به الموت أن يدفن عند النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه كما رواه ابن شبة .
وكذا ما روى من أذنها للحسن رضي الله عنه ومنع بني أمية له وكان قولها لأبن الزبير كما في الصحيح لا تدفني معهم ادفني مع صواحبي بالبقيع .
زاد الإسماعيلي : وكان في بيتها موضع قبر لا ينافيه إرسال عمر رضي الله عنه يسألها أن يدفن مع صاحبيه .
وقولها كما في الصحيح كنت أريده لنفسي فلأوثرنه اليوم على نفسي لاحتمال أن الذي آثرت به هو ما يقرب من قبريهما فلا ينفي وجود مكان آخر .
ولذا جاء في رواية أن موضع القبر الباقي في السهوة الشرقية .
قال سعيد بن المسيب فيه يدفن عيسى بن مريم عليه السلام .
والسهوة قيل كالصفة .
وقيل شبه المخدع والخزانة .
وللترمذي من طريق أبي مودود عن عثمان بن الضحاك عن محمد بن يوسف عن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده قال مكتوب في التوراة صفة محمد وعيسى بن مريم يدفن معه قال فقال أبو مودود قد بقى موضع قبر .
قال الترمذي حديث غريب .
وفي بعض النسخ حسن غريب وهكذا قال عثمان بن الضحاك المعروف الضحاك بن عثمان اهـ .
ولفظ الطبراني في روايته : يدفن عيسى بن مريم عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنه فيكون قبرا رابعا .
وفيه عثمان بن الضحاك وثقة ابن حبان وضعفه أبو داود .
وقد أخرجه أبو ذر الهروي في كتاب السنة له من طريقه .
ثم أخرج عقبة من طريق حماد عن أيوب قال قيل لعمر بن عبد العزيز لو أتيت المدينة وأمت بها فإن مت دفنت في الرابع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر ؟ ، فقال : والله لأن يعذبني الله عز وجل بكل عذاب إلا النار أحب إلي من أن يعلم أني أرى نفسي لذلك أهلا ) انتهى ..


وقد قال بجواز هذا الامر بعض السلف ممن ذكرنا ..

1) وهو مذهب الصحابي عبد الله بن سلام رضي الله عنه ..

2) وهو المفهوم من قول أبو مودود عندما قال : ( وقد بقي في البيت موضع قبر )

3) واليه مال القرطبي في التذكرة ..
قال الحافظ ابن كثير في النهاية في الفتن والملاحم ( ص 66 ) : ( ذكر القرطبي في الملاحم في آخر كتابه التذكرة في أحوال الآخرة : " وتكون وفاته بالمدينة النبوية فيصلي عليه هنالك ويدفن بالحجرة النبوية أيضا " وقد ذكر ذلك الحافظ أبو القاسم بن عساكر .... ) ..


3) ووافقهم الحافظ ابن عساكر ..
قال شمس الحق العظيم أبادي في عون المعبود ( 11 / 307 طبعة دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الثانية ، 1415 ) : ( " ثم يتوفى " بصيغة المجهول .
قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر : يتوفى بطيبة فيصلي عليه هنالك ويدفن بالحجرة النبوية .
وقد روى الترمذي عن عبد الله بن سلام مكتوب في التوراة صفة محمد وعيسى بن مريم يدفن معه ، كذا في مرقاة الصعود )


4) وهو الملاحظ من استدرك العلامة المباركفوري على الحافظ ابن حجر في تحفة الاحوذي ( 10 / 61 برقم 3617 طبعة دار الكتب العلمية - بيروت ) ، حيث قال : ( ويؤيده أيضا حديث عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ينزل عيسى بن مريم إلى الأرض فيتزوج ويولد له ويمكث خمسا وأربعين سنة ثم يموت فيدفن معي في قبري فأقوم أنا وعيسى بن مريم في قبر واحد بين أبي بكر وعمر "
رواه بن الجوزي في كتاب الوفاء ذكره الشيخ ولي الدين في المشكاة ولم أقف عن سنده ( قد بقي في البيت ) أي في حجرة عائشة التي دفن فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم ) اهـ


5) واليه اشار الآجري في الشريعة حيث قال : ( .... وسيأتي في فضائل سيد المرسلين عن عبد الله بن سلام برواية الترمذي عنه قال مكتوب في التوراة صفة محمد وعيسى ابن مريم يدفن معه قال أبو داود وقد بقي في البيت موضع قبر أقول والظاهر اللائق بمقام عيسى عليه الصلاة والسلام أن يكون بين النبي وبين أبي بكر رضي الله تعالى عنه لكن سيأتي في كلام الجزري أنه يدفن بعد عمر ولعله نظر إلى تأخر الدفن باعتبار تأخر زمن الموت أو تكرمة لهذه الأمة وتعظيما للصحابيين الكريمين أن يكونا بين النبيين العظيمين والله سبحانه وتعالى أعلم .رواه ابن الجوزي في كتاب الوفاء ) ..

وقال ايضاً الآجري في موضع آخر من الكتاب : ( وعن عبد الله بن سلام قال مكتوب في التوراة خبر قوله صفة محمد أي نعته وجملة قوله وعيسى ابن مريم يدفن معه عطف على المبتدأ أي ومكتوب فيها أيضا أن عيسى يدفن معه قال الطيبي هذا هو المكتوب في التوراة أي مكتوب في التوراة صفة محمد كيت وكيت وعيسى ابن مريم يدفن معه أو المكتوب صفة محمد كذا وعيسى بن مريم يدفن معه قال أبو مودود وهو أحد رواة الحديث مدني ذكره الطيبي وقال المؤلف هو عبد العزيز بن سليمان المدني رأى أبا سعيد الخدري وسمع السائب بن بريد وعثمان بن ضحاك وعنه ابن مهدي والعقبي وكامل وثقوه توفي في إمارة المهدي له ذكر في باب فضائل سيد المرسلين وقد بقي في البيت أي في حجرة عائشة موضع قبر فقيل بينه وبين الصديقين وهو الأقرب إلى الأدب وقيل بعد عمر وهو الأظهر فقد قال الشيخ الجزري وكذا أخبرنا غير واحد ممن دخل الحجرة ورأى القبور الثلاثة على هذه الصفة النبي مقدم وأبو بكر متأخر عنه رأسه تجاه ظهر النبي ورأس عمر كذلك من أبي بكر تجاه رجلي النبي وبقي موضع قبر واحد إلى جنب عمر وقد جاء أن عيسى عليه السلام بعد لبثه في الأرض يحج ويعود فيموت بين مكة والمدينة فيحمل إلى المدينة فيدفن في الحجرة الشريفة إلى جنب عمر فيبقى هذان الصحابيان الكريمان مصحوبين بين هذين النبيين العظيمين عليهما الصلاة والسلام ورضي الله عنهما إلى يوم القيام رواه الترمذي )

6) وهو الذي مال اليه السمهودي ودافع عنه ..

7) وبه قال ابن الجزري كما نقل عنه الملا علي القاري في المرقاة ، حيث قال : ( قال الشيخ الجزري : وكذا أخبرنا غير واحد ممن دخل الحجرة ورأى القبور الثلاثة على هذه الصفة النبي مقدم وأبو بكر متأخر عنه رأسه تجاه ظهر النبي ورأس عمر كذلك من أبي بكر تجاه رجلي النبي وبقي موضع قبر واحد إلى جنب عمر وقد جاء أن عيسى عليه السلام بعد لبثه في الأرض يحج ويعود فيموت بين مكة والمدينة فيحمل إلى المدينة فيدفن في الحجرة الشريفة إلى جنب عمر فيبقى هذان الصحابيان الكريمان مصحوبين بين هذين النبيين العظيمين عليهما الصلاة والسلام ورضي الله عنهما إلى يوم القيامة )

8) وهو المفهوم من كلام الملا علي القاري رحمه الله



والله أعلم .



الصور المرفقة
نوع الملف: jpg hqdefault.jpg‏ (27.7 كيلوبايت, المشاهدات 10369)
__________________
أكبر موقع لتلاوات القرأن الكريم شاركوها لتشاركوا الثواب
أكثر من 100 ألف تلاوة
https://bit.ly/2YoKF1P
اتلاوات الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
https://bit.ly/3dKub8s
تلاوات الشيخ محمد صديق المنشاوى
https://bit.ly/2CES9Vw
تلاوات الشيخ الحصرى
https://bit.ly/3eEgiK7
تلاوات الشيخ محمود على البنا
https://bit.ly/3g4vCA1
تلاوات الشيخ مصطفى اسماعيل
https://bit.ly/2CMrfv8
تلاوات الشيخ محمد رفعت
https://bit.ly/31mPZV2
تلاوات الشيخ الطبلاوى
https://bit.ly/2Nz6JQD
تلاوات الشيخ ماهر المعيقلى
https://bit.ly/2A8k5jM
تلاوات الشسيخ السديس
https://bit.ly/2Ze29ge
تلاوات الشيخ الشريم
https://bit.ly/31l8dWL
تلاوات الشيخ هزاع البلوشى
https://bit.ly/2NxZnwG
تلاوات الشيخ أحمد العجمى
https://bit.ly/3ihVlHc
تلاوات الشيخ حجاج الهنداوى
https://bit.ly/31hRJ1M
باقى القراء ستجد مئات القراء والاف التلاوات
https://bit.ly/31z1cSD
سمير المصرى غير متواجد حالياً  
قديم 09-22-2015, 01:58 AM   #2
ابو نضال
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 2,255
معدل تقييم المستوى: 11
ابو نضال is on a distinguished road
افتراضي رد: هل صحيح أن هناك قبر رابع فى الحجرة النبوية الشريفة وان عيسى عليه السلام سيدفن فيه


بسم الله الرحمن الرحيم



بارك الله بك على هذا الطرح القيم
كان موضوعك رائعا بمضمونه

لك مني احلى واجمل باقة ورد




وجزاك الله خيرا وغفر لك ولوالديك وللمسلمين جميعا



لا اله الا الله محمد رسول الله



ابو نضال غير متواجد حالياً  
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل فكرت في اسم عيسى عليه السلام ماذا يكون بالأرامية ؟ أبو تميم المصري منتدى سيد الخلق عليه الصلاة والسلام 3 09-25-2015 08:54 PM
قصــــــة مـــائــدة عيسى عليه السلام NESR قصص الأنبياء والرسل 2 09-16-2015 07:00 PM
تكذيب الرؤيا المزعومة من خادم الحجرة النبوية المسمى الشيخ أحمد سمير المصرى لا تنشرها 1 11-06-2011 01:41 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة للمسلمين بشرط الإشارة لشبكة الكعبة الإسلامية
جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة الكعبة الإسلامية © 2018