تسجيل الدخول


العودة   منتديات الكعبة الإسلامية > القسم الشرعى > منتدى العقيدة الإسلامية

منتدى العقيدة الإسلامية كل ما يختص بالعقيدة الإسلامية - توحيد الألوهية توحيد الربوبية توحيد الأسماء والصفات والإيمان و أركانه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-12-2013, 12:17 PM   #1
صابر السلفي
عضو نشط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 78
معدل تقييم المستوى: 11
صابر السلفي is on a distinguished road
افتراضي الشيعة و عاشوراء و قتل الحسين ملف شامل

*اولا من قتل الحسين ؟؟؟

مقتل الحسين رضي الله عنه للشيخ عثمان الخميس عدد الزوار : 43141كثر الكلام حول مقتل الشهيد السعيد السيد السبط الحسين بن علي (عليه السلام) فطلب مني بعض الأخوان أن أذكر القصة الصحيحة التي أثبتها الثقات من أهل العلم ودونوها في كتبهم فأجبتهم ما يلي:
كثر الكلام حول مقتل الشهيد السعيد السيد السبط الحسين بن علي (عليه السلام) فطلب مني بعض الأخوان أن أذكر القصة الصحيحة التي أثبتها الثقات من أهل العلم ودونوها في كتبهم فأجبتهم ما يلي:
بلغ أهل العراق أن الحسين لم يبايع ليزيد بن معاوية وذلك سنة 60 هـ فأرسلوا إليه الرسل والكتب يدعونه فيها إلى البيعة، وذلك أنهم لا يريدون يزيد ولا أباه ولا عثمان ولا عمر ولا أبا بكر إنهم لا يريدون إلا علياً وأولاده وبلغت الكتب التي وصلت إلى الحسين أكثر من خمسمائة كتاب. عند ذلك أرسل الحسين (عليه السلام) ابن عمه مسلم بن عقيل ليتقصى الأمور ويتعرف على حقيقة البيعة وجليتها، فلما وصل مسلم إلى الكوفة تيقن أن الناس يريدون الحسين فبايعه الناس على بيعة الحسين وذلك في دار هانئ بن عروة ولما بلغ الأمر يزيد بن معاوية في الشام أرسل إلى عبيدالله بن زياد والي البصرة ليعالج هذه القضية ويمنع أهل الكوفة من الخروج عليه مع الحسين (عليه السلام) فدخل عبيدالله بن زياد إلى الكوفة وأخذ يتحرى الأمر ويسأل حتى علم أن دار هانئ بن عروة هي مقر مسلم بن عقيل وفيها تتم المبايعة. فأرسل إلى هانئ بن عروة وسأله عن مسلم بعد أن بيّن له أنه قد علم بكل شيء، قال هانئ بن عروة قولته المشهورة التي تدل على شجاعته وحسن جواره: والله لو كان تحت قدمي هاتين ما رفعتها فضربه عبيدالله بن زياد وأمر بحبسه.

فلما بلغ الخبر مسلم بن عقيل خرج على عبيدالله بن زياد وحاصر قصره بأربعة آلاف من مؤيديه وذلك في الظهيرة.

فقام فيهم عبيد الله بن زياد وخوفهم بجيش من الشام ورغبهم ورهبهم فصاروا ينصرفون عنه حتى لم يبق معه إلا ثلاثون رجلاً فقط. وما غابت الشمس إلا ومسلم بن عقيل وحده ليس معه أحد.
فقبض عليه وأمر عبيد الله بن زياد بقتله فطلب منه مسلم أن يرسل رسالة إلى الحسين فأذن عبيدالله وهذا نص رسالته: ارجع بأهلك ولا يغرنك أهل الكوفة فإن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي.

ثم أمر عبيد الله بقتل مسلم بن عقيل وذلك في يوم عرفة وكان مسلم بن عقيل قد أرسل إلى الحسين (عليه السلام) أن أقدم فخرج الحسين من مكة يوم التروية وحاول منعه كثير من الصحابة ونصحوه بعدم الخروج مثل ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وأبي سعيد الخدري وابن عمرو وأخيه محمد بن الحنفية وغيرهم فهذا أبو سعيد الخدري يقول له: يا أبا عبدالله إني لك ناصح وإني عليكم مشفق قد بلغني أن قد كاتبكم قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك إلى الخروج إليهم فلا تخرج إليهم فإني سمعت أباك يقول في الكوفة: والله قد مللتهم وأبغضتهم وملوني وأبغضوني وما يكون منهم وفاء قط ومن فاز بهم بالسهم الأخيب والله ما لهم من نيات ولا عزم على أمر ولا صبر على سيف. وهذا ابن عمر يقول للحسين: إني محدثك حديثاً: إن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا وإنك بضعة منه والله ما يليها أحد منكم أبدا وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم فأبى أن يرجع فاعتنقه وبكى وقال: استودعك الله من قتيل.

وجاء الحسين خبر مسلم بن عقيل عن طريق الرسول الذي أرسله مسلم فهمّ الحسين بالرجوع فامتنع أبناء مسلم وقالوا: لا ترجع حتى نأخذ بثأر أبينا فنزل الحسين على رأيهم.
وكان عبيدالله بن زياد قد أرسل كتيبة قوامها ألف رجل بقيادة الحر بن يزيد التميمي ليمنع الحسين من القدوم إلى الكوفة فالتقى الحر مع الحسين في القادسية. وحاول منع الحسين من التقدم فقال له الحسين: ابتعد عني ثكلتك أمك. فقال الحر: والله لو قالها غيرك من العرب لاقتصصت منه ومن أمه ولكن ماذا أقول لك وأمك سيدة نساء العالمين رضي الله عنها.
ولما تقدم الحسين إلى كربلاء وصلت بقية جيش عبيدالله بن زياد وهم أربعة آلاف بقيادة عمر بن سعد فقال الحسين: ما هذا المكان؟ فقالوا له: إنها كربلاء، فقال: كرب وبلاء.

ولما رأى الحسين هذا الجيش العظيم علم أن لا طاقة له بهم وقال: إني أخيّركم بين أمرين:
1- أن تدعوني أرجع.
2- أو تتركوني أذهب إلى يزيد في الشام.
فقال له عمر بن سعد: أرسل إلى يزيد وأرسل أنا إلى عبيد الله فلم يرسل الحسين إلى يزيد. وأرسل عمر إلى عبيد الله فأبى إلا أن يستأسر الحسين له. ولما بلغ الحسين ما قال عبيد الله بن زياد أبى أن يستأسر له، فكان القتال بين ثلاثة وسبعين مقاتلاً مقابل خمسة آلاف وكان قد انضم إلى الحسين من جيش الكوفة ثلاثون رجلاً على رأسهم الحر بن يزيد التميمي ولما عاب عليه قومه ذلك. قال: والله إني أخير نفسي بين الجنة والنار. ولاشك أن المعركة كانت غير متكافئة من حيث العدد فقتل أصحاب الحسين (رضي الله عنه وعنهم) كلهم بين يديه يدافعون عنه حتى بقي وحده وكان كالأسد ولكنها الكثرة وكان كل واحد من جيش الكوفة يتمنى لو غيره كفاه قتل الحسن حتى لا يبتلى بدمه رضي الله عنه حتى قام رجل خبيث يقال له شمّر بن ذي الجوشن فرمى الحسين برمحه فأسقطه أرضاً فاجتمعوا عليه وقتلوه شهيداً سعيداً. ويقال أن شمّر بن ذي الجوشن هو الذي اجتز رأس الحسين وقيل سنان بن أنس النخعي والله أعلم.

وأما قصة منع الماء وأنه مات عطشاً وغير ذلك من الزيادات التي إنما تذكر لدغدغة المشاعر فلا يثبت منها شيء. وما ثبت يغني ولاشك أنها قصة محزنة مؤلمة ، وخاب وخسر من شارك في قتل الحسين ومن معه وباء بغضب من ربه وللشهيد السعيد ومن معه الرحمة والرضوان من الله ومنا الدعاء والترضي.
من قتل مع الحسين في الطف:
من أولاد علي بن أبي طالب: أبوبكر، محمد، عثمان، جعفر، العباس.
من أولاد الحسين: علي الأكبر، عبدالله.
من أولاد الحسن: أبو بكر، عبدالله، القاسم.
من أولاد عقيل: جعفر، عبدالله، عبد الرحمن، عبدالله بن مسلم بن عقيل.
من أولاد عبدالله بن جعفر: عون، محمد.

وأضف إليهم الحسين ومسلم بن عقيل (رضي الله عنهم أجمعين). عن أم سلمة قالت: كان جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم والحسين معي، فبكى الحسين فتركته فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فدنى من النبي صلى الله عليه وسلم، فقال جبريل: أتحبه يا محمد؟ فقال: نعم. قال: إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها فأراه إياها فإذا الأرض يقال لها كربلاء.. أخرجه أحمد في فضائل الصحابة بسند حسن. وأما ما روي من أن السماء صارت تمطر دماً وأن الجدر كان يكون عليها الدم أو ما يرفع حجر إلا ويوجد تحته دم أو ما يذبحون جزوراً إلا صار كله دماً فهذه كلها تذكر لإثارة العواطف ليس لها أسانيد صحيحة.

حكم خروج الحسين:
لم يكن في خروج الحسين عليه السلام مصلحة لا في دين ولا دنيا ولذلك نهاه كثير من الصحابة وحاولوا منعه وهو قد هم بالرجوع لولا أولاد مسلم، بل بهذا الخروج نال أولئك الظلمة الطغاة من سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتلوه مظلوماً شهيدا. وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن يحصل لو قعد في بلده ولكنه أمر الله تبارك وتعالى وما قدر الله كان ولو لم يشأ الناس. وقتل الحسين ليس هو بأعظم من قتل الأنبياء وقد قدم رأس يحي عليه السلام مهراً لبغي، وقتل زكريا عليه السلام وكثير من الأنبياء قتلوا كما قال تعالى:" قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين".
وكذلك قتل عمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين.

كيف نتعامل مع هذا الحدث:
لا يجوز لمن يخاف الله إذا تذكر قتل الحسين ومن معه رضي الله عنهم أن يقوم بلطم الخدود وشق الجيوب والنوح وما شابه ذلك، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ليس منا لطم الخدود وشق الجيوب.. أخرجه البخاري. وقال: أنا بريء من الصالقة[1] والحالقة والشاقة.. أخرجه مسلم. وقال: إن النائحة إذا لم تتب فإنها تلبس يوم القيامة درعاً من جرب وسربالاً من قطران.. أخرجه مسلم.
والواجب على المسلم العاقل إذا تذكر مثل هذه المصائب أن يقول كما أمره الله تعالى:" الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون".
وما علم أن علي بن الحسين أو ابنه محمداً أو ابنه جعفراً أو موسى بن جعفر رضي الله عنهم ما عرف عنهم ولا عن غيرهم من أئمة الهدى لأنهم لطموا أو شقوا أو صاحوا فهؤلاء هم قدوتنا.
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم،،،،،، إن التشبه بالكرام فلاح

موقف يزيد من قتل الحسين:
لم يكن ليزيد يد في قتل الحسين ولا نقول هذا دفاعاً عن يزيد ولكن دفاعاً عن الحق فيزيد لا يهمنا من قريب ولا بعيد:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: أن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك وظهر البكاء في داره ولم يسبِ لهم حريماً، بل أكرم أهل بيته وأجازهم حتى ردهم إلى بلادهم، وأما الروايات التي تقول: إنه أهين نساء آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنهن أخذن إلى الشام مسبيات وأهن هناك، هذا كلام باطل، بل كان بنو أمية يعظمون بني هاشم ولذلك لما تزوج الحجاج بن يوسف من فاطمة بنت عبدالله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الأمر وأمر الحجاج أن يعتزلها وأن يطلقها فهم كانوا يعظمون بني هاشم ولم تسب هاشمية قط. انتهى

رأس الحسين:
لم يثبت أن رأس الحسين أرسل إلى يزيد بالشام بل الصحيح أن الحسين قتل في كربلاء ورأسه أخذ إلى عبيد الله بن زياد في الكوفة، ولا يعلم قبر الحسين ولا يعلم مكان رأسه عليه السلام.
والله تعالى أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.










** ثانيا :كربلاء .. والمتاجرة بدماء الأشراف

د . أحمد عبد الحميد عبد الحق
أكثر من ثلاثة عشر قرنا مرت على تلك الفاجعة التي راح فيها حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي سنين طويلة بالنسبة لأعمار البشر ، وبدلا من أن نأخذ العبرة من تلك الفاجعة التي حلت بالأمة الإسلامية جمعاء نتيجة الدماء الزكية التي سالت فيها والأرواح الطاهرة التي أزهقت في أراضي كربلاء تركنا التاريخ وماضيه .
نعم تركنا التاريخ فلم نسع لتلاشي الانقسامات بين الأمة الإسلامية التي تهدر فيها آلاف بل ملايين الأرواح ، فضلا عن الأموال التي تنفق ، والمشاريع التي تعطل ، والبيوت التي تهدم ، والمصانع التي تخرب ، والمزارع التي تبور ، وهذا كله قد أصاب أمتنا يوم أن افترقت في مهدها بعد استشهاد عثمان رضي الله عنه على أيدي الرعاع المنافقين حتى تطور الأمر إلى قيام معسكرين كبيرين للمسلمين يتقاتلان ، أحدهما في العراق ، والآخر في الشام .
تركنا التاريخ ولم نذكّر أنفسنا بأن المشورة هي السبيل الأوحد لوحدة الأمة الإسلامية ، حيث تصل بهم إلى اختيار حكومة ناضجة تجبر الجميع على السمع والطاعة لها ، فلو ظل أمر المسلمين قائما على الشورى كما كان سائدا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لما حدث ما حدث .
تركنا التاريخ ولم نتذكر أن هناك أعداء للأمة الإسلامية ومغررين طالما يدفعون بالإنسان إلى خوض الغمار دون أن يحسب لعاقبتها حسبة ، كما فعل رعاع الشيعة مع الحسين رضي الله عنه ، حيث أغروه بالخروج على يزيد بن معاوية ، وأوهموه بأن الأمر ميسور ثم تخلوا عنه في اللحظة الحاسمة ليلقى مصيره المؤلم .
فهؤلاء الذين كتبوا إليه يقولون : "إنا قد حبسنا أنفسنا عليك ولسنا نحضر الجمعة مع الوالي فأقدم علينا " (1) والذين كتبوا إليه يقولون : بسم الله الرحمن الرحيم . لحسين بن علي من شيعته من المؤمنين والمسلمين ..أما بعد فحيهلا فإن الناس ينتظرونك ، ولا رأي لهم في غيرك ، فالعجل العجل ، والسلام عليك ... (2) .. هم أنفسهم الذين انفضوا عن ابن عمه مسلم بن عقيل لما أرسله إليهم ليأخذ له منهم البيعة ، يقول أبو مخنف ـ وهو راو شيعي ـ يحدث عن أجداده الذين عاصروا الواقعة : بعث عبد الله بن زياد رجلا يسمى كثير بن شهاب فقال : أيها الناس الحقوا بأهاليكم ، ولا تعجلوا الشر ، ولا تعرضوا أنفسكم للقتل ، فإن هذه جنود أمير المؤمنين يزيد قد أقبلت ، وقد أعطى الله الأمير عهدا لئن أتممتم على حربه ولم تنصرفوا من عشيتكم أن يحرم ذريتكم العطاء ، ويفرق مقاتلتكم في مغازي أهل الشام على غير طمع ، وأن يأخذ البريء بالسقيم والشاهد بالغائب ؛ حتى لا يبقى له فيكم بقية من أهل المعصية إلا أذاقها وبال ما جرت أيديها ، .. فلما سمع مقالته الناس أخذوا يتفرقون وينصرفون حتى إن المرأة كانت تأتي ابنها أو أخاها فتقول : انصرف الناس يكفونك ، ويجيء الرجل إلى ابنه أو أخيه فيقول : غدا يأتيك أهل الشام فما تصنع بالحرب والشر انصرف ، فيذهب به ، فما زالوا يتفرقون ويتصدعون حتى أمسى ابن عقيل وما معه ثلاثون نفسا في المسجد ، حتى صليت المغرب ، فما صلى مع ابن عقيل إلا ثلاثون نفسا ، فلما رأى أنه قد أمسى وليس معه إلا أولئك النفر خرج متوجها نحو أبواب كندة ، فما بلغ الأبواب ومعه منهم عشرة ، ثم خرج من الباب وإذا ليس معه إنسان ، والتفت فإذا هو لا يحس أحدا يدله على الطريق .(3).
وهؤلاء هم الذين خرجوا برفقة الحسين رضي لله عنه حتى إذا رءوا الجد قرب كربلاء انفضوا عنه وتركوه وأهل بيته لا يتجاوزن المائة أو أقل .
تركنا التاريخ ولم نتذكر أن الغفلة عن المنحرفين يورد الأمة الإسلامية المهالك ، فلو أن عثمان رضي الله عنه تشدد مع المنحرفين حتى استأصل شكوتهم ما حدث ما حدث ، ولو أن عليا رضي الله عنه وصل إلى اتفاق تام مع طلحة والزبير رضي الله عنه في ضرورة التخلص من هؤلاء المنحرفين مهما كانت التكلفة لاستراح المسلمون من شرهم على مر التاريخ .
ولو أن النعمان بن بشير رضي الله عنه ـ وكان أمير الكوفة قبيل وقعة كربلاء ـ اشتد مع هؤلاء الذين كاتبوا الحسين سرا ، واجتمعوا على مسلم بن عقيل ما حدث ما حدث ، ولكنه آثر السلامة ، وكل ما فعله أنه لما علم بتحركاتهم جمع الناس في المسجد وخطب فيهم قائلا : اتقوا الله عباد الله , ولا تسارعوا إلى الفتنة والفرقة ، فإن فيهما يهلك الرجال ، وتسفك الدماء ، وتغصب الأموال ، ... وقال : إني لم أقاتل من لم يقاتلني ، ولا أثب على من لا يثب علي ، ولا أشاتمكم ، ولا أتحرش بكم ، ولا أخذ بالقرف ولا الظنة ولا التهمة ، ولكنكم إن أبديتم صفحتكم لي ونكثتم بيعتكم وخالفتم إمامكم فوالله الذي لا إله غيره لأضربنكم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ، ولو لم يكن لي منكم ناصر ، أما إني أرجو أن يكون من يعرف الحق منكم أكثر ممن يرديه الباطل ... فقام إليه عبد الله بن مسلم بن سعيد الحضرمي حليف بني أمية فقال : إنه لا يصلح ما ترى إلا الغشم ، إن هذا الذي أنت عليه فيما بينك وبين عدوك رأي المستضعفين ، فقال : أن أكون من المستضعفين في طاعة الله أحب إلي من أن أكون من الأعزين في معصية الله ثم نزل (4) ...
تركنا التاريخ ولم نتذكر أن سعي الحكام للجلوس مع المصلحين والاستماع إلى آرائهم خير من صدامهم ، هذا الصدام الذي قد ينتج عنه ما لا يحمد عقباه بالنسبة للأمة والحاكم على السواء ، فلو سعى يزيد إلى الالتقاء بالحسين رضي الله عنه الذي لم يكن ينوي سوى الصلاح للأمة وتفهم وجهة نظره لما حدث ما حدث .
تركنا التاريخ ولم نعد نتذكر أن الإنسان مهما كانت نيته ومقصده حسنا لا بد من الاستماع لنصح الناصحين ، فلو أن الحسين رضي الله عنه استمع لنصح أقربائه الذين حذروه من مغبة الإنصات للمتهورين من الشيعة لما حدث ما حدث ، ولو أنه استمع لنصح الناصحين الذين نصحوه بأن الضرر المرتقب من خروجه قد يكون أكبر من النفع الذي يرتجيه لما حدث ما حدث .
وهؤلاء كانوا كثيرين نذكر منهم أخاه محمد بن الحنفية الذي قال له : يا أخي أنت أحب الناس إلي ، وأعزهم علي ، ولست أدخر النصيحة لأحد من الخلق أحق بها منك ، تنح بتبعتك عن يزيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت ، ثم ابعث رسلك إلى الناس فادعهم إلى نفسك فإن بايعوا لك حمدت الله على ذلك ، وإن أجمع الناس على غيرك لم ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك ، ولا يذهب به مروءتك ولا فضلك ، إني أخاف أن تدخل مصرا من هذه الأمصار وتأتي جماعة من الناس فيختلفون بينهم ، فمنهم طائفة معك وأخرى عليك فيقتتلون ، فتكون لأول الأسنة ، فإذا خير هذه الأمة كلها نفسا وأبا وأما أضيعها دما وأذلها أهلا . (5) .. وعبد الله بن عمر رضي الله عنه الذي قال له ولعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم لما علم بعزمهما على الخروج على يزيد : اتقيا الله ولا تفرقا جماعة المسلمين.(6) .
وعبد الله بن مطيع الذي قال له : إياك أن تقرب الكوفة فإنها بلدة مشؤمة ، بها قتل أبوك ، وخذل أخوك ، واغتيل بطعنة كادت تأتي على نفسه .(7) ..
نعم لقد تركنا التاريخ ولم نعد نتذكر أن المتشيعة الذين حضوا الحسين على الخروج ثم تخلوا عنه ليلقى مصيره المؤلم والمفجع هم الذين ما زالوا يتباكون على مقتله حتى الآن ، وهم لا يبكون على مقتله حزنا عليه ولا حبا فيه وإنما فقط ليثيروا حمية العوام من الناس ويستعطفوهم ضد أهل السنة بزعم أنهم شركاء في قتله ، ومثل هؤلاء ليس في قلبهم ذرة من حب لا للحسين رضي الله عنه ، ولا لأحد من أهل بيته الشرفاء ، إنهم فقط يتاجرون بدمائهم ، ولو كانوا يحبون الحسين لثاروا على من بدل وغير حكم الله ، ولو كانوا يحبون الحسين ما رضوا لسادتهم أن يتحالفوا مع الأمريكان في خراب أوطانهم بعد احتلالها ، ولو كانوا يحبون الحسين ما تعاونوا مع الموساد اليهودي لقتل المئات من خيار العلماء الذين تخصصوا في مجال العلوم التجريبية ( أي ليسوا علماء دين فتيذرعوا بمخالفتهم لهم ) .
إنهم فقط يتاجرون بدماء الحسين يوم عاشوراء ، ولو كانوا يحبون الحسين وآل بيته لما رضوا أن يولوا غيرهم بعد أن مكن لهم في الأرض ، وصارت لهم دولة في إيران ودولة في العراق ، ولا يوجد على الإطلاق رجل واحد من آل البيت ضمن حكومة إيران الحالية ، ولا يوجد وزير واحد من آل البيت ضمن حكومة العراق الشيعية الآن ، حتى العلماء ، وحتى ولاة الفقيه لم أسمع أن مرجعا منهم ينتسب إلى الحسين رضي الله عنه .
قالوا للعوام من الناس : إنه لا تصح الولاية إلا في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، ولو كان الولي أبا بكر رفيق رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته والذي قرن ذكره بذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : " إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا" [التوبة : 40] فلما تملكوا البلاد وجدناهم أحرص الناس على تنحية آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من الولاية .
قالوا : إن الإمام من آل البيت هو الأحق بالطاعة ، ورغم ذلك جعلوا مرجعيتهم الأولى لأناس من غير العرب وليسوا من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمعون لهم ويطيعون ..

فيا معشر المسلمين ! أحبوا نبيكم وبالغوا في حبه ، وأحبوا آل بيت نبيكم ، وبالغوا في حبهم وتكريمهم ، ولكن لا تنخدعوا بدعوات هؤلاء الذين يحرفون الكلم عن مواضعه ، ويتاجرون بدماء الأشراف ، فما قال لكم الحسين رضي الله عنه : الطموا علي الخدود ، ولا قال لكم : شقوا علي الجيوب ، ولا قال لكم : نوحوا علي في الطرقات ، وإنما قال لكم عليكم بهدي نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال : " لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ ، وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ » (8) ..
وأخيرا أقول للقائمين على الأمر : لا تتركوا التاريخ وتذكروا أن السعي لإرضاء المنحرفة من المتشيعة وغيرهم ، ومجاراتهم في باطلهم ، لن يجعلهم يرضوا عنكم ، بل سيظل كيدهم في صدورهم مهما فرطتم في تعاليم ربكم ، وأذكركم فقط بتلك الرواية التي ذكر فيها الطبري أن أحد رؤساء المتشيعة وكان يسمى شريك بن الأعور تظاهر بالمرض ، ثم اتفق مع بعض أعوانه أنه يبلغ الأمير عبيد الله بن زياد بمرضه فإذا ما أتى لزيارته تآمروا عليه وقتلوه ، وبالفعل لما علم عبيد الله بمرضه أقبل من العشاء لزيارته لعله يذهب شحناء قلبه ، فدخل فجلس فسأل شريكا عن وجعه وقال : ما الذي تجد ؟ ومتى أشكيت ؟ فلما طال سؤاله إياه ورأى شريك أن هانئ الذي اتفق معه على قتله لا يخرج خشي أن يفوته فأخذ يقول :
ما تنتظرون بسلمى أن تحيوها ... اسقينها وإن كانت فيها نفسي ، فقال ذلك مرتين أو ثلاثا ، فقال عبيد الله ولا يفطن ما شأنه : أترونه يهجر ؟ فقال له هانئ : نعم ـ أصلحك الله ـ ما زال هذا ديدنه قبيل عماية الصبح حتى ساعته هذه .... (9) فاتعظوا يا أولي اللباب !.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
الهوامش :
*مدير موقع التاريخ الالكتروني
1 - تاريخ الطبري - (4 / 258).
2 ـ تاريخ الطبري - (3 / 277) .
3 - تاريخ الطبري - (4 / 277) .
4 ـ تاريخ الطبري - (3 / 279)..
5 ـ تاريخ الطبري - (4 / 253) .
6 - تاريخ الطبري - (4 / 254) .
7 - تاريخ الطبري - (4 / 261) .
8 ـ صحيح البخاري - (5 / 175) .
9 ـ تاريخ الطبري - (3 / 284) .

المصدر : موقع التاريخ



***ثالثا الشعائر الحسينية.. طقوس لم تكن على عهد الأئمة


عبد الله بن عبد العزيز/ الرشيد

تمهيد
أخي القارئ إن ما يفعله الشيعة في المآتم والحسينيات مثل اللطم والنياحة والتطبير وغيرها لم تكن على عهد الأئمة باعتراف علماء الشيعة، وقد ذكر نجم الدين أبو القاسم الشيعي المعروف بالمحقق الحلي بأن الجلوس للتعزية لم ينقل عن أحد من الصحابة والأئمة، وأن اتخاذه مخالف لسنة السلف(1)، وهذا يعني أن المآتم والشعائر الحسينية من البدع التي يجب تركها، كما اعترف بهذا شيخهم آيه الله العظمى جواد التبريزي عندما وجه له هذا السؤال: ما هو رأيكم في الشعائر الحسينية وما هو الرد على القائلين بأنها طقوس لم تكن على عهد الأئمة الأطهار عليهم السلام فلا مشروعية لها ؟

فأجاب: "كانت الشيعة على عهد الأئمة عليهم السلام تعيش التقية وعدم وجود الشعائر في وقتهم لعد إمكانها لا يدل على عدم المشروعية في هذه الأزمنة، ولو كانت الشيعة في ذاك الوقت تعيش مثل هذه الأزمنة من حيث إمكانية إظهار الشعائر وإقامتها لفعلوا كما فعلنا، مثل نصب الأعلام السوداء على أبواب الحسينيات بل الدور إظهاراً للحزن"(2).
وبمثل هذا اعترف علامتهم آية الله العظمى علي الحسيني الفاني الأصفهاني(3) حيث أورد هذه الشبهة:
"إنه لم تعهد هذه الأمور في زمن المعصومين عليهم السلام وهم أهل المصيبة وأولى بالتعزية على الحسين عليه السلام، ولم يرد في حديث أمر بها منهم، فهذه أمور ابتدعها الشيعة وسموها الشعائر المذهبية والمأثور أن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فأجاب الفاني الأصفهاني بقوله: " والجواب واضح جداً أن ليس كل جديد بدعة إذ البدعة المبغوضة عبارة عن تشريع حكم اقتراحي لم يكن في الدين، ولا من الدين، والروايات الواردة في ذم البدعة والمبتدع ناظرة إلى التشريع في الدين
بل هي واردة مورد حكم العقل بقبح التشريع من غير المشرع بعنوان أنه شرع إلهي ومستمد من الوحي السماوي، وإلا فأين محل الشبهات الحكمية التي وردت الروايات بالبراءة فيها وحكم العقل بقبح العقاب عليها ؟ وبديهي أن الشعائر الحسينية ليست كذلك كيف والإبكاء مأمور به (4) وهو فعل توليدي يحتاج إلى سبب وهو إما قولي: كذكر المصائب، وإنشاء المراثي، أو عملي: كما في عمل الشبيه
فللفقيه أن يحكم بجواز تلك الشعائر لما يترتب عليها من الإبكاء الراجح البتة كما أن التعزية عنوان قصدي ولا بد له من مبرز ونرى أن مبرزات العزاء في الملل المختلفة مختلقة وما تعارف عند الشيعة ليس مما نهى عنه الشرع أو حكم قبحه العقل وعلى المشكك أن يفهم المراد من البدعة ثم يطابقها على ما يشاء إن أمكن"(5).
قال حسن معنية : " جاء العهد البويهي في القرن الرابع الهجري فتحرر هذا اليوم(6)، وتجلى كما ينبغي حزينا في بغداد والعراق كله وخرسان وما وراء النهر والدنيا كلها، إذ أخذت تتوشح البلاد بالسواد، ويخرج الناس بأتم ما تخرج الفجيعة الحية أهلها الثاكلين، وكذلك الحال في العهد الحمداني في حلب والموصل وما والأهم، أما في العهود الفاطمية فكانت المراسيم الحسينية في عاشوراء تخضع لمراسيم بغداد، وتقتصر على الأصول المبسطة التي تجري الآن في جميع الأقطار الإسلامية والعربية، وخاصة في العراق وإيران والهند وسوريا والحجاز فتقام المآتم والمناحات وتعقد لتسكب العبرات وأصبحت إقامة الشعائر الحسينية مظهراً من مظاهر خدمة الحق وإعلان الحقيقة"(7)،(8).
ثم يستعرض إمامهم وشهيدهم آية الله حسن الشيرازي الأدوار التي مرت بها هذه الشعائر فيشتكي من الظلم الذي منع الشيعة من إظهار هذه الشعائر فيقول: "غير أن الشيعة لم يقدروا على هذا التعبير الجريء عندما كانوا يرزحون في ظلمات بني أمية وبني العباس وإنما اختلفت عليهم الظروف القاسية والرخية اختلاف الفصول على مشاتل الورد فاختلفت تعبيراتهم باختلافها"(9).
ثم ذكر الشيرازي خمسة أدوار:
الدور الأول: وهو دور الأئمة. قال الشيرازي: "انحصر فيه تعبير الشيعة على تجمع نفر منهم في بيت أحدهم، إنشاد فرد منهم أبيات من الشعر، أو تلاوته أحاديث في رثاء أهل البيت، وبكاء الآخرين بكل تكتم وإخفاء وتقية الحكومات الظالمة أن تطيش بهم في جنون فتطير رؤوسهم"(10).
قلت وهذا كلام مردود وهو من كيس الشيرازي لأنه لم يذكر أي مصدر نقل منه هذا الكلام.
الدور الثاني: دور بني العباس. وقد اشتكى الشيرازي من هذا الدور إلا إنه عاد فقال: "فتوسعت مجالس التأبين على الإمام الشهيد وعلت برثائه المنابر ولكن في إطار محدود يفصله عن حركة التشيع"(11).
قلت: وكلام الشيرازي هذا مردود أيضا من قام هو بنسفه عندما قال: "… ولكن في إطار محدود يفصله عن حركة التشيع" فما الفائدة إذن من استشهادك به ؟******.
ثم يذكر الشيرازي الدور الثالث فيقول:
"دور البويهيين والديالمة والفاطميين وخاصة أيام معز الدولة الديلمي ، الذين رفعوا الإرهاب ، وأطلقوا طاقات الشيعة ، ومكنوهم من إخراج مجالس التأبين عن الدور إلى المجامع والشوارع والساحات العامة،وإعلان الحداد الرسمي العام يوم عاشوراء ، إغلاق الأسواق ، وتنظيم المواكب المتجولة في الشوارع والساحات"(12).
ثم يذكر الدور الرابع فيقول: "دور الصفويين وخاصة عهد العلامة المجلسي الذي شجع الشيعة على ممارسة شعائرهم بكل حرية فأضافوا إليها التمثيل الذي كان إبداعاً منهم لتجسيد المأساة"(13).
ثم يذكر الدور الخامس فيقول: "دور الفقهاء المتأخرين وعلى رأسهم الشيخ مرتضى الأنصاري وآية الله الدربندي حيث أكثرت الشيعة من مواكب السلاسل والتطبير"(14).
ثم عاد الشيرازي ليعترف بما اعترف به التبريزي والفاني الأصفهاني قال: "ولو أن الشيعة في عهود الأئمة عليهم السلام وجدوا الحرية الكاملة لأقاموا هذه الشعائر القائمة اليوم وأكثر، غير أنهم لم يكونوا يجدون الحرية الكافية للتعبير الكامل عن مدى انفعالهم في كل العصور"(15).
فيقول الشرازي "لأقاموا هذه الشعائر القائمة اليوم" دليل على أن هذه الشعائر القائمة اليوم لم تكن قائمة في تلك العصور التي تكلم عنها.
إذن هذه الشعائر لم تكن على عهد الأئمة ولم يأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم فهي من محدثات الأمور التي حذرنا منها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار".
فعلى الشيعي المنصف أن يدرك هذا ويعيد النظر في حضوره ومواظبته على هذه المآتم.
وقبل أن ننهي هذا الفصل نوقف القارئ الكريم على إجابة محمد حسين فضل الله على من سأله عن تأسيس المأتم الحسيني.
قال حسين فضل الله: "المأتم الحسيني أسسه أئمة أهل البيت (ع) الذين كانوا يعقدونه في بيوتهم ويستدعون من يقرأ الأشعار التي تذكر مصيبة الحسين عليه السلام بطريقة عاطفية"(16).
وقد سئل بمناسبة سابقة عن تأسيس المأتم الحسيني فأجاب: "لا يبعد أن تأسيس الحسينيات انطلق من فكرة احترام المسجد لأن الناس قد يحتاجون إلى الاستماع لعزاء الحسين عليه السلام أو للمواعظ والإرشادات وفيهم الجنب وفيهم الحائض ومن جهة عدم جواز تنجيس المسجد فلربما جعلت الحسينيات إلى جانب المساجد لا لتكون بديلة عنها فهذا ما لم يفكر فيه أحد، ولكن من أجل حماية المساجد وإفساح المجال للاستماع للموعظة والذكرى الحسينية حتى يحضرها كل الناس حتى لو أدى ذلك إلى تنجيسها أو ما إلى ذلك ولا نعرف متى بدأ إنشاء الحسينيات"(17).
قلت: فلاحظ أنه أول الأمر زعم أن أئمة أهل البيت هم الذين أنشأوا المآتم الحسينية، ثم جاء بعد ذلك ليقول: إنها انطلقت من فكرة احترام المسجد، وأنه لا يعرف متى بدأ إنشاء الحسينيات.

الشيعة يستحدثون بدعة النياحة واللطم
أخي المسلم أن ما يفعله الشيعة في الحسينيات تحت مسمى الشعائر الحسينية هي من البدع التي استحدثها ودعا إليها علماء الشيعة فقد ألف داعيتهم عبد الحسين شرف الموسوي كتابا سماه (المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة) حاول فيه كعادته في مؤلفاته الدفاع عن البدع والخرافات التي يتعبد بها الشيعة، ومنها: المآتم كما يفهم من عنوان الكتاب، فقد حاول أن يثبت جواز إقامة المآتم من بكاء النبي صلى الله عليه وسلم على ابنه إبراهيم(18).

نعم لقد ذرفت عينا النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن هل فعل النبي صلى الله عليه وسلم ما تفعله الشيعة في مآتمهم؟
وهل جعل النبي صلى الله عليه وسلم من موت عمه حمزة رضي الله عنه وغيره مناسبة سنوية يجمع فيها الناس ويتفنن باكيا أو متباكيا لكي يبكي الحاضرون كما يفعل علماء الشيعة وخطباؤهم في الحسينيات؟
وهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يوزع شراب العصير في ذكرى مقتل أو موت من ذكرهم هذا الشيعي ؟***.
ولماذا استعمل عبد الحسين القياس، والقياس محرم في مذهبة ؟
يقول: "وقد استمرت سيرة الأئمة على الندب والعويل وأمروا أولياءهم بإقامة مآتم الحزن على الحسين جيلاً بعد جيل"(19).
وقال وهو يرد على من يعيب على الشيعة نياحهم وعويلهم :
"ولو علم اللائم الأحمق بما في حزننا على أهل البيت، والنصرة لهم، والحرب الطاحنة لأعدائهم، لخشع أمام حزننا الطويل، ولأكبر الحكمة المقصودة من هذا النوح والعويل، ولاذ من الأسرار في استمرارنا على ذلك في كل جيل"(20).
ويقسِّم الدكتور الشيعي هادي فضل الله موافق علماء الشيعة من اللطم وغيرها مما يقوم به الشيعة في حسينياتهم إلى قسمين:
1- المدرسة الإصلاحية: وتضم فريق المجددين الذي تزعمه محسن الأمين، ومن الأمور التي تركز المدرسة الإصلاحية على الابتعاد عنها وتحرم بعضها هي ضرر النفس بالضرب حتى الإدماء، واختلاق الأخبار، وذكرها، وإقامة الشبيه (أي تمثيل مسرحية لملحمة كربلاء)(21).
2- المدرسة المحافظة وتضم فريق المحافظين الذي تزعمه عبد الحسين صادق وهي تركز على أن كل شيء لك مباح وإن أدى إلى الأذى. ما دام لا نص على حرمته وبالتالي فلاشيء في نظرها محرم مما ذكرته المدرسة الإصلاحية"(22).
ثم يتعرض هادي فضل الله إلى موقف عبد الحسين شرف الدين الموسوي من المدرستين فيقول: "لقد راح مفكرنا – أي عبد الحسين – يؤكد أن المآتم الحسينية بجميع مظاهرها ليست من الحرام في شيء معتمداً على القاعدة الشرعية التي تنص على أن الأصل في الأشياء الإباحة لا الحرمة، فهو لم يحرم مظاهر المآتم الحسينية كما تفعل المدرسة الإصلاحية …"(23).
وقال حسن مغنية: "وأما فيما يتعلق بإقامة الشعائر الحسينية في عاشوراء فهو أمر له مظاهره، فإذا جاء المحرم رأيت المساجد العاملية والنوادي الحسينية ومداخل القرى مجللة بالسواد، متسربلة بالحزن، عليها علامات الأسى واللوعة، وتراءت وجوه العاملين تعلوها الكآبة، وتتشح بالشجن، فالنفوس منقبضة، والوجوه متجهمة، والقلوب فزعة جزعة، قد تملكها الهلع من فاجعة كربلاء، فهنا وهناك عويل ونواح يكربان القلب ، ويوجعان الصدر … "(24).
وقال أيضا : وفي صبيحة اليوم العاشر يكون قد وفد إلى النبطية عشرات الألوف من أبناء الطائفة وغيرها للاشتراك بإحياء الذكرى، ويبدأ الاحتفال بقراءة مصرع الحسين في حسينية النبطية التحتا في الساعة الثامنة صباحا، ينتهي في الساعة التاسعة والنصف تقريبا حيث يجري تمثيل المصرع، فيشترك في التمثيل أبناء النبطية كباراً وصغاراً نساء ورجالاً، بالإضافة إلى من نذره أهله لهذه الغاية من الأطفال، وتمثل في ساحة النبطية العامة واقعة الطف، حيث يشهدها حشد من المؤمنين يقدر بأكثر من خمسين ألفاً، يتم التمثيل في جو عابق بالحماس الديني، ثم يطوف بعد ذلك عدد من الشبان والأطفال في المدينة، وهم عراة الصدور يضربون رؤوسهم بالسيوف والخناجر، وظهورهم بالسلاسل، بشكل يبعث في النفوس الأسى …"(25).
وقال الشيعي المعروف عند قومه الدكتور أحمد الوائلي(26) عندما سئل عن ضرب الشيعة أنفسهم وجرح صدورهم في يوم عاشوراء؟ قال: "سبق للعلماء وأعطوا رأيهم في هذا الموضوع، وقالوا: إن هذا الضرب إن أضر بالنفس فهو محرم، وإذا لم يلحق بالنفس ضرراً فلم يحرم، فهو مجرد تعبير وجداني عن حبهم للحسين"(27).
ويقول الكاتب الشيعي عبد الهادي عبد الحميد الصالح: "في حالة عدم إيذاء النفس فإن اللطم جائز، ويعتبر نوعا من التعبير عما يجيش داخل النفس، وهي حالة فطرية**، تجاه الإنسان في مشاعره فقد تراه يصفق أو يقوم من مكانة فرحاً بشرط عدم الضرر البليغ بالنفس، وهناك بعض من الفتاوى التي صدرت من بعض العلماء التي حرمت أو على الأقل لا تحبذ عملية التطبير، وهي على كل حال كما أرى حالة من واقع البيئة الاجتماعية تدعوا فعلا إلى تصحيحها وهي قضية لا تعبر بالضرورة عن أصل العقيدة"(28).
ويقول شيخهم مهدي محمد السويج في كتابه "مائة مسألة مهمة حول الشيعة" ما نصه: "ولهذا ترى اللاطمين في ذكرى مأساة الحسين (ع) إنما يعبرون عن العواطف الجياشة، والمودة الصادق من جانب، كما يعبرون من جانب آخر بنفس لطمهم يعبرون عن السخط على الظالمين ابتداء من هناك وصولاً إلى هنا، وامتداداً حتى النهاية، ففي كل الأزمان يزيد وابن زياد، وفي كل زمان ضعفاء يعبرون عن ذلك باللطم ونحوه"(29).
ويقول من وصفوه بالأستاذ المحقق طالب الخَرسان: بهذا وأمثاله قامت النائحات في جميع العواصم الإسلامية يندبن الحسين (ع) ومن قتل معه من بنيه وأخوته وأنصاره"(30).
ونقل شيخهم الدكتور عبد علي محمد حبيل عن شيخهم حسن الدمستاني أنه قال: "النياحة على الحسين واجبة وجوباً عينيا"(31).
وقال علي الخامنئي: هناك أمور تقرب الناس إلى الله وتعزز تمسكهم بتعاليم الدين، ومن هذه الأمور مراسم العزاء التقليدية، وأن ما أوصانا الإمام(32) بإقامة مواسم العزاء التقليدية هو المشاركة في المجالس الحسينية، ونعي الإمام الحسين، والبكاء عليه، واللطم على الصدور في مواكب العزاء، وهي من الأمور التي تعزز المشاعر الجياشة إزاء أهل البيت ... أجل من المراسم اللطم على الرؤوس والصدور"(33).
وقال مرجع الشيعة الراحل آية الله العظمى الخميني موجهاً كلامه إلى خطباء الشيعة: "تكليف السادة الخطباء أن يقرءوا المراثي، وتكليف الناس يقتضي أن يخرجوا في المواكب الرائعة، مواكب اللطم …. ولكن لتخرج المواكب ولتلطم الصدور، وليفعلوا ما كانوا يفعلونه سابقا …"(34).
وقال أيضا: "إن مواكب اللطم هذه هي التي تمثل رمزاً لانتصارنا، لتقم المآتم والمجالس الحسينية في أنحاء البلاد ، وليلق الخطباء مراثيهم، وليبك الناس …. ولتمارس مواكب اللطم والردات والشعارات الحسينية ما كانت تمارسه في السابق، واعلموا أن حياة هذا الشعب رهينة بهذه المراسم والمراثي والتجمعات والمواكب"(35).

_______________________________________
(1) المعتبر ص 94 وسيأتي كلامه بنصه.
(2) ملحق بالجزء الثاني من صراط النجاة للخوئي صفحة 562 ط 1417هـ.
(3) ويأتي تصريح الخونساري وعباس القمي بأن معز الدولة البويهي هو الذي أمر الناس بالنواح والبكاء وإقامة المآتم في السكك والأسواق…إلخ.
(4) روى أحمد بن فهد الحلي في عدة الداعي (ص 169) عن الصادق عليه السلام قال : كل عين باكية يوم القيامة إلى ثلاثة عيون :
"عين غضت عن محارم الله وعين سهرت في طاعة الله وعين بكت في جوف الليل من خشية الله " فالبكاء يكون من خشية الله، لا كما يكون في الحسينيات والمآتم.
(5) مقتل الحسين لمرتضى عياد ص 192 الطبعة الرابعة.
(6) أي أن المآتم والحسينيات لم تعرف إلا في هذا اليوم بسبب البويهيين.
(7) آداب المنابر ص 192.
(8) أي أنه قبل البويهيين والفاطميين ليست مظهراً من مظاهر خدمة الحق وإعلان الحقيقة فجاء هؤلاء وليس الأئمة المعصومون فجعلوها مظهراً من مظاهر خدمة الحق.
(9) الشعائر الحسينية للشيرازي ص 97 – 98.
(10) المصدر السابق ص 98.
(11) المصدر السابق ص 98.
(12) الشعائر الحسينية ص 99.
(13) الشعائر الحسينية ص 99.
(14) الشعائر الحسينية ص 99.
(15) الشعائر الحسينية ص 100.
(16) الندوة 5/509.
(17) الندوة 4/478 – 479.
(18) راجع صفحة 11 وما بعدها من مجالسة الفاخرة.
(19) المجالس الفاخرة ص 17، ويأتي إن شاء الله تعالى من كلام أئمتهم ما يدحض هذا الافتراء.
(20) المجالس الفاخرة ص 26 – 27.
(21) رائد الفكر الإصلاحي ص 137.
(22) رائد الفكر الإصلاحي هامش صفحة 138.
(23) رائد الفكر الإصلاحي ص 137.
(24) آداب المنابر ص 176.
(25) آداب المنابر ص 181.
(26) ويسمونه كبير خطباء المنبر الحسيني.
(27) مجلة مرآة الأمة الكويتية العدد 1073/16 يونيو 1997.
(28) تعال نتفاهم ص 61.
(29) مائة مسألة مهمة حول الشيعة ص 168 – 169.
(30) ثورة الطف ص 75.
(31) ملحمة الطف ص 15.
(32) أي الخميني.
(33) فلسفة عاشوراء ص 8 – 9.
(34) نهضة عاشوراء ص 107.
(35) نهضة عاشوراء ص 108.






****رابعا عاشوراء.. وصناعة الكراهية وتجديد الأحقاد .. إلى متى؟


كربلاء ..قصص وحكايات كثيرة أنتجها الخيال الشعبي الشيعي، بعضها القليل يستند لحقائق، وبعضها الآخر يستند للأباطيل والأكاذيب والخرافات، لكن الجميع هدفه واحد، والغرض منه واحد؛ وهو استنزاف عاطفة الشعور الجمعي، وتوظيفه في أجندة تخدم أيديولوجية خاصة، أجندة "صنَّاع تراجيدية كربلاء" الذين يهدفون في كل سنة إلى ترسيخ مبدأ الانتقام في الذهنيَّة الشيعية، وتعميق هوة التشرذم، وتجديد الأحقاد، وصناعة الكراهية. إن هذه الآلام الحقيقية أو "المفبركة" ما هي إلا "بروبيغندا" تغذي الضمير الجماعي نحو هدف ُموَاحَد وُموحِـد!
إن هذه الآلام؛ كآلام الحسين -رضي الله عنه- ليست إلا حلقة في سلسلة طويلة تهدف إلى توظيف الأحداث أو المخيلة؛ لاستدرار عواطف الشعوب الطيبة، التي تكره الظلم، وتستنكف العدوان، لتربيها على صناعة ظلم جديد وعدوان آخر!
لم يكن الجوهر الحقيقي في مسيرات "اللطم" أو "التطبير" أو "العزاء" أو "السواد" هو صناعة البطل الذي تبلور في المخيلة الشعبية وكأنه هو المخلص أو الفادي أو المضحي، بل الجوهر الحقيقي لتلك المسيرات هو تكريس منظم، ومدروس بعناية لصناعة "العدو" أو "الخصم" أو "الآخر" أو "الناصبي" الظالم الشرير والخائن اللعين، كي يكتمل السيناريو، وُتكتب المسرحية بدقة، فتلتهب مشاعر الشيعة حزناً على "البطل الضحية" والذي ضحى بنفسه بالاختيار لأجلهم، لأجل شيعة الحسين، الذي تزعم روايات "صناع هولوكوست كربلاء" أنه وعد بالجنة كل من بكى عليه، وتألم لأجله، أو دعا بأن يكون من الجنود الذين ينتقمون من "الآخر" تحت راية المنتقم الدموي "المهدي" الذي سيحيي قتلة الحسين وسيقتل العرب وسيصلب الصحابة وأبناء العرب!
لقد أخذت هذه الأساطير والقصص والرؤى تغذي العقل الشيعي بكراهية قاتل الحسين -رضي الله عنه-وظل الوجدان الشيعي يتغذى بالانتقام والكراهية كلما مر به طيف صور الحسين وهو صريع في أرض كربلاء مقطوع الرأس، قتيل الأبناء!
إن ما نشاهده هذه الأيام أقصد أيام "آلام عاشوراء" يؤكد ما ذكرناه آنفاً، من وجود صناعة للآلام المزيفة على حساب الآلام الحقيقية، إن صنّـاع "آلام عاشوراء" الكبار ليس هدفهم الأساس تكفير كبيرة خيانة الحسين رضي الله عنه، أو الحزن عليه، بل الأمر له وجه آخر مخفيّ أو معلن حسب الظروف الزمنية والمكانية!
أن هدف اللاعبين الكبار في صناعة "آلام عاشوراء" له وجه آخر أسود ومخيف، فكما كان هؤلاء هم من دبر مؤامرة الحسين الأولى، فهم أيضاً من يدبر المؤامرة في كل مرة، ويقتلون الحسين في كل سنة تحت اسم "آلام عاشوراء" !
فهؤلاء الصنّـاع لهم هدف استراتيجي يتمثل في استغلال هذه الآلام لأهداف أخرى غير المعلنة، ويدل على ذلك النتائج التي تظهر لنا كل سنة من وراء أيام محرم وخاصة عاشوراء، فهؤلاء لهم أجندة خطيرة وهي:
تغذية الكراهية والحقد والبغضاء بين الأمة الإسلامية باسم الحسين..
فبالأمس قتلوا الحسين باسم الحسين..
واليوم يقتلون الأمة باسم الحسين..!

وهؤلاء لأن غايتهم غير شرعية، فوسائلهم أيضا غير شرعية، فلا مانع بأن يستفاد من تراث آلام المسيحيين، ولا مانع من أخذ كل شيء يمكن أن يستدر عواطف عوام الشيعة، لتحقيق المكسب المالي على المستوى الشخصي، وتحقيق العداوة والبغضاء على المستوى العام للأمة الإسلامية.
ومن يتأمل تاريخ هذه المسيرات عبر التاريخ الإسلامي، يجد أنها أهم عامل من عوامل ضرب الوحدة الإسلامية، بل عامل هدم الوحدة والأخوة الإسلامية، وعامل محرك للبغضاء والتشاحن، وتغذية الكراهية والحقد بين المسلمين.
فما كان يحصل بين السنة والشيعة عام 338هـ في بغداد، وعام: 406،408، 421،422،425،439،443، 444، 447،482، 510.. إلخ لأكبر دليل على أن هذه المسيرات التي تلقب بالحسينيات أو العزاء أو نحوه ليست إلا مسماراً في نعش وحدة الأمة!
ويكفي أن يستمع المسلم أو يشاهد فعاليات هذه المسيرات..
فخيار هذه الأمة يلعنون..
والصحابة على ألسنة "الرواديد" يكفرون..
وأعراض أمهات المؤمنين تنتهك وتباح لكل رخيص..
ونبرة الطائفية تعلو.. ولغة السيف والدم والانتقام هي الأقوى..
ولغة التهديد والوعيد تحتد وتبرز..
وكل ذلك في مسيرات سوداء صارخة منتقمة !

ومن تأمل حال المسيرات والعزاء بشكل دقيق، أي خالط هذه المسيرات يكتشف أمراً محيراً هو : أنه ليس في هذه المآتم أي شيء يدل على وجود مأتم غير اللباس الأسود!
فاللباس بشكل عام أنيق وجميل، وهناك تنافس على الأزياء كل سنة، للفت الأنظار ونظرات الإعجاب من الشباب والفتيات!
فبناطيل "الجنز" الجديدة في كل مكان، و"التيشيرتات" الأنيقة تزيّن الشباب، والأجسام المتناسقة والعضلات المفتولة تفتن فتيات المآتم، بل إن الترقيم والمعاكسات ينشط بشكل غريب في مآتم الحسين!!!
ومن أعجب الأمور أنه في عاشوراء يوم قتل الحسين وأهل بيته عطشاً وجوعاً وحرقاً، وبينما أهل السنة يصومون هذا اليوم، يقوم الشيعة بتوزيع الحلوى (!!!) وإقامة أطيب أنواع الموائد للطعام والشراب!!!
فالمحموس، والهريسة، والموش، والشراب، والسنبوسة.. إلخ على قدم وساق يتجمع عليها الشيعة الحزينين على مقتل الحسين !!!
ومع هذه الآناقة والشياكة، والمطاعم والمشارب، واجتماع الأهل والأحباب، تنظم المسيرات الحسينية في أيام المآتم العاشوريّة حفلات أناشيد!!
وفي كل مسيرة يتنافس الجميع في جلب أفضل (رادود حسيني) كي يطرب المجتمعين بصوته العذب الشجيّ !
فأهل الكويت يحبون الرادود الحسيني (باسم الكربلائي) الذي أصبح من وجوه القوم مكانة وثراءً بسبب العائد المادي الهائلة لهذه الحفلات الحسينية!
وأهل البحرين يفضلون الرادود الحسيني (جعفر الدرازي) الذي يصدح بصوته الجميل في المسيرات وفي كل عام.
ويبرز التنافس –وفي الغالب غير شريف- بين الرواديد لكسب الأسواق العالمية، فأفضل سوق للرواديد هو في الكويت حيث الغناء الفاحش، ثم يليه أوروبا .. وهكذا، يكون التنافس ويصل إلى تبادل الاتهامات والطعن والمهاترات!
وتبدأ المسيرات الحسينية بالغناء والأهازيج، ويتمايل الرادود والمغني يميناً وشمالاً، ويتمايل الناس معه في طرب واستمتاع، ويضربون على صدورهم محدثين نغماً منتظماً وبشكل موحد، وكل رادود يحرص على جمع أكبر عدد ممكن لديه.
لكن ومع هذا الاختلاف المصالحي الشخصي، يظل الهدف موحداً في الجو العام للمآتم، وهو صياغة الأشعار والكلمات بما يخدم الهدف الأساسي وهو تفريق كلمة المسلمين، وتغذية الكراهية والحقد!!
فباسم مأتم الحسين..
ُيلعن المخالفون، ويلعن الصحابة، وتلعن أمهات المؤمنين..
ويكفر الصحابة، ويكفر من خالف الشيعة..
ويلعن ويشتم أفاضل الأمة سلفاً وخلفاً..
فدائماً تسمع ..
اللهم ألعن الأول والثاني..
اللهم ألعن أول ظالمي آل محمد..
اللهم ألعن من كسر الضلع.. وخلع الباب .. وأجهض الجنين .. إلخ!!

أطفال أعمارهم السنة والثلاث والخمس.. يلطمون على صدورهم.. ويتعلمون اللعن والشتم والسب والتكفير والقذف!!
إنها –يا سادة- مصانع للثأر والأحقاد والبغضاء، يغذون الصغار على حب الانتقام والكراهية، بواسطة القصص الخيالية الموضوع أكثرها، والأصوات المؤثرة، والمشاهد والصور المعبرة، ثم الخطب التي تضع على نار الكراهية المزيد من الحطب!!
يدعون المهدي المنتظر .. وينادونه : يا أبا صالح وينك، وفينك عن الأعداء، متى تجي تبرد الكبد تذبحهم !!!
من هم هؤلاء الأعداء؟
هل هم قتلة الحسين ؟

ألم يموتوا قبل أكثر من ثلاثة عشر قرناً!!
إذن .. من هم قتلة الحسين الذين سينتقم منهم شيعة المآتم؟!
لماذا تقام مسرحيات (الشبيه)؟
ولماذا تمثل أحداث كربلاء ونساء أهل البيت يجلدن..
ثم يصيح الصائح: هذا هو جيش الشام يعذب السبايا من بنات أهل البيت؟؟

لماذا أهل الشام؟!
وهكذا أصبح (يا لثارات الحسين) نداء المطالبة بالثأر لدم الحسين عليه السلام. وهو من جملة نداءات أنصاره، وشعار الملائكة الملازمين لقبره حتى ظهور صاحب الزمان عليه السلام (بحار الأنوار 286:44 و 103:98)، وهو أيضاً شعار المهدي حين يظهر طالباً بثار شهداء كربلاء(منتهى الآمال 542:1)، وهو أيضاً شعار أنصار المهدي المشتاقون للشهادة في سبيل الله: " شعارهم: يا لثارات الحسين"(بحار الأنوار 308:52) .

إن هذه المآتم ليست إلا مصانع سياسية تغذي روح الكراهية في قلوب عوام الناس، لتزرع الأحقاد بين الطوائف الإسلامية.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!
همسة أخيرة ..
يقول الشيخ العالم الشيعي الكبير "مرتضى مطهري" :
(إذا تجاورت النحل وتعاشرت تبادلت العقائد والأذواق وإن تباعدت في شعاراتها ، من ذلك مثلا سريان عادة التطبير أي ضرب الرؤوس والقامات وضرب الطبول والنفخ في الأبواق من المسيحيين الأرثوذكس القفقازيين إلى إيران وانتشرت فيها انتشار النار في الهشيم ، بسبب استعداد النفوس والروحيات لتقبلها).
في كتابه: (الإمام علي في قوته الجاذبة والدافعة – 180).

فمتى سيبادر مراجع الشيعة وقيادات إيران إلى إخماد نار الفتن الطائفية، ونشر ثقافة التسامح والأخوة الإسلامية الحقيقية؟
متى سيكفون عن شتم ولعن الصحابة وأمهات المؤمنين؟
متى سيوقفون التيار العاشورائي الهادر بالبغضاء والتشاحن والكراهية؟

متى..؟
متى..؟


موقع البرهان




*****خامسا مآتم الرافضة في يوم عاشوراء

سلمان بن يحي المالكي

أولاً: خصوصية عاشوراء وفضل صومه:
جاء في فضل عاشوراء أنه يوم نجَّى الله فيه نبيه موسى - عليه الصلاة والسلام - والمؤمنين معه، أغرق فيه فرعون وحزبه؛ فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة، فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ " فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرّق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فنحن أحق وأوْلى بموسى منكم" فصامه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر بصيامه)(البخاري، ح/2004، ومسلم، ح/11330).
وقد جاء بيان فضل صيام يوم عاشوراء في حديث أبي قتادة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن صوم عاشوراء، فقال: (يكفِّر السنة الماضية)، وفي رواية: (صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) (رواه مسلم، ح: 1162).
وفي حديث آخر: (ومن صام عاشوراء غفر الله له سنة) (رواه البزار، انظر: مختصر زوائد البزار 1/407، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: 1/422 بل إن صيامه يعدل صيام سنة، كما في رواية: (ذاك صوم سنة) (رواه ابن حبان: 8/394، ح/3631. قال شعيب الأرناؤوط: إسناده على شرط مسلم).
ويصور ابن عباس - رضي الله عنه - حرص النبي - صلى الله عليه وسلم - على صيامه فيقول: (ما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يتحرَّى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر، يعني: شهر رمضان) رواه البخاري، (ح/2006).
قال بن حجر - رحمه الله - تعالى -: ( ولا يعني هذا تفضيله على يوم عرفة، فإنه يكفر سنتين، ويتميز بمزيد فضل لما يقع فيه من العبادات والمغفرة والعتق، ثم إنه محفوف بالأشهر الحرم قبله وبعده، وصومه من خصائص شرعنا، بخلاف عاشوراء، فضوعف ببركات المصطفى - صلى الله عليه وسلم )-. (الفتح: 4/292).
ثانياً: حالات صوم عاشوراء:
مرّ صوم يوم عاشوراء بأحوال عدة (انظر: اللطائف: 102 109):
الحالة الأولى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم عاشوراء بمكة، ولا يأمر الناس بصومه.
الحالة الثانية: لما قدم المدينة وجد اليهود يصومونه، فصامه وأمر الناس بصيامه، حتى أمر من أكل في ذلك اليوم أن يمسك بقية ذلك اليوم. وكان ذلك في السنة الثانية من الهجرة؛ لأنه قدم المدينة في ربيع الأول.
الحالة الثالثة: لما فرض رمضان في السنة الثانية نُسِخَ وجوب صوم عاشوراء، وصار مستحباً، فلم يقع الأمر بصيامه إلا سنة واحدة (الفتح: 4/289).
ويشهد لهذه الحالات أحاديث، منها:
حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصومه، فلما هاجر إلى المدينة، صامه وأمر بصيامه، فلما فرض شهر رمضان قال: (من شاء صامه، ومن شاء تركه) (رواه مسلم، ح: 1125).
وعن الرُّبَيِّع بنت معوِّذ قالت: أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: (من كان منكم صائماً فليتمَّ صومه، ومن كان أصبح مفطراً فليتم بقية يومه)، فكنا بعد ذلك نصومه، ونصوِّم صبياننا الصغار منهم، ونذهب بهم إلى المسجد، ونصنع لهم اللعبة من العهن، فنذهب به معنا، فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم، حتى يتموا صومهم"(رواه مسلم 1136).
الحالة الرابعة: الأمر بمخالفة اليهود في صيام عاشوراء: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء) (كما صح عن ابن عباس في البخاري: ح 5917) حتى أُمر بمخالفتهم، ونُهي عن موافقتهم، فعزم على أن لا يصوم عاشوراء مفرداً، فكانت مخالفته لهم في ترك إفراد عاشوراء بالصوم.
ويشهد لذلك أحاديث منها:
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: حين صام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع". قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (رواه مسلم، ح/1134).
ثالثاً: كيفية مخالفة اليهود في صوم يوم عاشوراء:
يظهر مما تقدم من الأحاديث والله أعلم أن الأكمل هو صوم التاسع والعاشر؛ لأنه هو الذي عزم على فعله النبي - صلى الله عليه وسلم -.
رابعاً: أعمال الناس في عاشوراء في ميزان الشرع:
الناظر في حال الناس اليوم يرى أنهم يخصصون عاشوراء بأمور عديدة، ومنها: الصيام وقد عرفنا مشروعيته، ومنها: إحياء ليلة عاشوراء، والحرص على التكلف في الطعام، والذبح عموماً لأجل اللحم، وإظهار البهجة والسرور، ومنها: ما يقع في بلدان كثيرة من المآتم المشتملة على طقوس معينة مما يفعله الروافض وغيرهم. وحتى نعرف مدى شرعية تلك الأعمال فتكون مقربة إلى الله، أو عدم مشروعيتها لتصير بدعاً ومحدثات تُبعِد العبد عن الله؛ فإنه لا بد أن نعلم جيداً أن للعمل المقبول عند الله - تعالى - شروطاً منها:
أن يكون العامل متابعاً في عمله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وإذا نظرنا في أفعال الناس في عاشوراء سواء ما كان منها في الحاضر أو الماضي أو الماضي القريب(انظر في بدع عاشوراء: المدخل، لابن الحاج: 1/208، 209) رأينا أنها على صور عدة:
أ - ما كان منها في باب العبادات؛ حيث خصوا هذا اليوم ببعض العبادات كقيام ليلة عاشوراء، وزيارة القبور فيه، والصدقة، وتقديم الزكاة أو تأخيرها عن وقتها لتقع في يوم عاشوراء، وقراءة سورة فيها ذكر موسى فجر يوم عاشوراء... فهذه ونحوها وقعت المخالفة فيها في سبب العمل وهو تخصيصه بوقت لم يخصه الشارع بهذه الأعمال، ولو أراده لحثَّ عليه، كما حث على الصيام فيه، فيُمنع من فعلها بهذا التقييد الزمني، وإن كانت مشروعة في أصلها.
ب - ما كان من باب العادات التي تمارس في عاشوراء تشبيهاً له بالعيد، ومن ذلك:
الاغتسال، والاكتحال، واستعمال البخور، والتوسع في المآكل والمشارب، وطحن الحبوب، وطبخ الطعام المخصوص، والذبح لأجل اللحم، وإظهار البهجة والسرور. ومنها عادات لا تخلو من منكرات قبيحة. وهذه في أصلها نشأت وظهرت رد لفعل مآتم الرافضة التي يقيمونها حزناً على مقتل الحسين رضي الله عنه فكان من الناصبة (هم الذين يناصبون آل البيت العداء، في مقابل الرافضة الذين غلوا فيهم) أن أظهروا الشماتة والفرح، وابتدعوا فيه أشياء ليست من الدين، فوقعوا في التشبه باليهود الذين يتخذونه عيداً كما تقدم (كما ذكره شيخ الإسلام في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم: 2/129 134).
أما الاغتسال والاكتحال والاختضاب فلم يثبت فيه شيء البتة، ولمَّا أشار ابن تيمية إلى ما روي من الأحاديث في فضل عاشوراء قال: (وكل هذا كذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لم يصح في عاشوراء إلا فضل صيامه) (منهاج السنة النبوية 7/39).
وبذلك يعرف أن الشرع لم يخص عاشوراء بعمل غير الصيام، وهذا منهج الرسول - صلى الله عليه وسلم - ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ والْيَوْمَ الآخِرَ وذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)) [الأحزاب: 12]. وكم فات على أولئك المنشغلين بتلك البدع من اتِّباع النبي - صلى الله عليه وسلم - والعمل بسنته!
- مآتم الشيعة (الرافضة والباطنية):
أما بالنسبة لمآتم الشيعة فإنه لا نزاع في فضل الحسين رضي الله عنه ومناقبه؛ فهو من علماء الصحابة، ومن سادات المسلمين في الدنيا والآخرة الذين عرفوا بالعبادة والشجاعة والسخاء...، وابن بنت أشرف الخلق - صلى الله عليه وسلم - والتي هي أفضل بناته، وما وقع من قتله فأمر منكر شنيع محزن لكل مسلم، وقد انتقم الله - عز وجل - من قتلته فأهانهم في الدنيا وجعلهم عبرة، فأصابتهم العاهات والفتن، وقلَّ من نجا منهم.
والذي ينبغي عند ذكر مصيبة الحسين وأمثالها هو الصبر والرضى بقضاء الله وقدره، وأنه - تعالى - يختار لعبده ما هو خير، ثم احتساب أجرها عند الله - تعالى -.
ولكن لا يحسن أبداً ما يفعله الشيعة من إظهار الجزع والحزن الذي يُلحَظُ التصنع والتكلف في أكثره، وقد كان أبوه عليٌّ أفضل منه وقُتل، ولم يتخذوا موته مأتماً، وقتل عثمان وعمر ومات أبو بكر - رضي الله عنهم - ، وكلهم أفضل منه.. ومات سيد الخلق - صلى الله عليه وسلم -، ولم يقع في يوم موته ما هو حاصل في مقتل الحسين. وليس اتخاذ المآتم من دين المسلمين أصلاً، بل هو أشبه بفعل أهل الجاهلية.
(الفتاوى، لشيخ الإسلام ابن تيمية: 25/307 314، واقتضاء الصراط المستقيم: 2/129-131).
قال ابن رجب عن يوم عاشوراء: "وأما اتخاذه مأتماً كما تفعله الرافضة؛ لأجل قتل الحسين بن علي - رضي الله عنهما - فيه.. فهو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعاً، ولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتماً، فكيف بمن دونهم؟ "(لطائف المعارف: 113).
والملاحظ أن مآتم الرافضة في عاشوراء لم ترتبط بأصل إسلامي من قريب أو بعيد؛ إذ لا علاقة لها بنجاة موسى، ولا بصيام النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل الواقع أنهم حولوا المناسبة إلى اتجاه آخر، وهذا من جنس تبديل دين الله - عز وجل -.




******سادسا ستار عاشوراء.. ماذا خلفه؟

د. ناصر العمر
عاشوراء هو يوم العاشر من محرم، الّذي يتجدّد كلَّ عام، لتتجدّد معه فرحة المؤمنين في كل مكان وزمان منذ عهد موسى عليه السلام بنصر الله، إذ نصره وقومه ونجّاهم من العذاب الأليم، في تلك السَّاعة الحرجة، لما قال قومه: {إنَّا لمُدركون} أي لا شكّ ولا ريب، فهذا هو فرعون الجبَّار وجنوده على بعد خطواتٍ منّا، فقال لهم موسى -عليه السلام- الواثق بوعد ربّه: {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء:62]، فكان المدد الإلهيُّ: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} [الشعراء : 63].

عاشوراء موسم الفرح الكبير بنصر الله المؤزَّر، يستحيل عند الشيعة إلى مأتمٍ وحزنٍ وبكاء وتهييجٍ على الطَّعن في حملة الشريعة ونَقَلَة الكتاب والسنة من الصَّحابة –رضوان الله عليهم- بدعوى محبَّة آل البيت، وحزناً على الحسين بن عليٍّ -رضي الله عنه-!

والحسين وآل البيت كلّهم برءاء من هذه المجوسيّة التي تهدف إلى تحريف الدين والتَّشكيك في أصوله، نعم إنّ الدين الّذي تجتهد إيران في إقامته ونشره في لبنان وفي غيرها من البلدان، دين محرف لا يشبه دين الله الذي بعث به الرسل، لكنّ الدولة الإيرانية تتّخذ فكر التشيع ستاراً، تستجيش به عواطف العامّة والدّهماء، من البسطاء الّذين لم تتفتح أعينهم على الحقيقة، فعاشوا في غشاوة التّشيّع، وما فيه من استثارة واستدرار لعواطفهم ومحبتهم لآل البيت، من أجل أن تتخذ ذلك ستاراً للطعن في الشريعة.

ومع ذلك فلا ينبغي أن نحكم على أعيان الشيعة بحكمٍ واحد، فهم ليسوا سواء، فيهم العالم الوالغ في الضلالة، من يعرف الحقَّ ويكتمه، انتصاراً للمعتقد الفارسيّ المجوسيّ القديم، وحقداً على الإسلام والعرب، نعم، وللأسف لا يزال حب الحضارة الفارسية المجوسية القديمة يملأ صدورهم، ولم يزدهم فتح الإسلام إلا إمعاناً، وقد كان فتح الإسلام شوكة في حلوقهم، ما استطاعوا أن يبتلعوها فعاشوا في ظل الدولة الإسلامية وتعايشوا معها، والحقد ملء صدورهم فكان انحرافهم بالتّشيُّع الفطري في نفوس المسلمين إلى آل البيت، وبنائهم على عاطفته مذهباً كاملاً مبنيّاً على قاعدة الكذب الصّريح، اتّخذوه حصان طروادة ينقضون به أركان الإسلام من داخله.

فعلينا أن نتنبّه أيها الإخوة إلى المكر الذي تمارسه دولة إيران، تحت ستار من الكذب والتضليل! والّذي انطلى للأسف على كثيرٍ من العوامّ، بل على كثيرٍ من طلبة العلم، الّذين استنكر بعضهم تحذير أهل العلم والفقه في الأحوال المعاصرة ممّا يُسمى بحزب الله، وخدعتهم الشعارات المرفوعة، كما خدعت من قبلهم آخرين مثلهم لما قامت الثورة الإيرانية عام 1978م، وأعلنت إقامتها للجمهورية الإسلاميّة، فعندئذٍ وللأسف صدّقها الكثيرون، وانخدعوا بشعاراتها الزائفة، بل وتوجّه إليها بعض طلاب العلم مباركين ومهنئين ومبايعين إمامها الخميني ومعانقين!

وهذا كلّه أيّها الإخوة بسبب قلة الفقه في الأحوال المعاصرة، وعدم الاستئناس في ذلك بأقوال أهل العلم الّذين حنكتهم التجارب والابتلاءات التي مرّوا بها، فصاروا ينظرون إلى هذه الأحداث وهم يدركون ما وراءها من دوافع خفيّة، ويلمسون الكذب والافتراء والتضليل الّذي تمارسه وسائل الإعلام الشيعية، والمخدوعون بها من عامّة المسلمين.

أيُّها الإخوة، إنّ الفتن لم تزل منذ عهدٍ طويل، تُحدق بالمسلمين وعلمائهم، فلذلك حريٌّ بالشباب اليوم أن يلوذوا في أمثال هذه الحوادث بمن خبر هذه الابتلاءات فخرج منها نقيَّ المعدن، حديد البصر في حقيقة الوقائع والأحداث التي تمرُّ به.

******* سابعا
طقوس عاشوراء .. والشعائر الحسينية


أنتجت إحدى شركات الأفلام الغربية فيلمًا تسجيليًّا بعنوان "سيف الإسلام"، ادعت فيه حب المسلمين للعنف وولعهم لسفك الدماء؛ ولم تجد أفضل من احتفالات عاشوراء لدى الشيعة التي يسيلون خلالها دمائهم لإثبات صحة اتهام المسلمين بالدموية[1].
فما هي الطقوس التي يحرص عليها الشيعة في العاشر من المحرم من كل عام؟ وما هو تاريخ هذه الشعائر التي يقولون إنها لإظهار الندم والحزن على الحسين بن علي رضي الله عنهما؟ وهل تشوه هذه الممارسات والأفعال صورة الإسلام في أعين الآخرين؟
تعود أقدم المؤشرات التاريخية على نشوء الشعائر الحسينية إلى ما كان يقوم به المناصرون لأهل البيت بالذهاب إلى كربلاء والتجمع حول قبر الإمام الحسين ؛ وخاصة يوم العاشر من محرم من كل عام لإظهار الندم وطلب المغفرة لتقاعسهم عن نصرة الإمام الحسين في واقعة كربلاء ضد يزيد بن معاوية.
وبحسب المصادر التاريخية، فإن المختار بن يوسف الثقفي الذي قاد حركة التوابين، ورفع شعار "يا لثارات الحسين" كان أول من أقام احتفالاً تأبينيًّا في داره في الكوفة بمناسبة يوم عاشوراء، وأنه أرسل بعض النادبات إلى شوارع الكوفة للندب على الحسين.
أما ابن قتيبة الدينوري فقد أشار إلى مثل هذه الاحتفالات التي أقيمت يوم عاشوراء، والتي جاءت على شكل ندب ونياحة على مقتل الإمام علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- وعلى أبنائه من بعده، وقام بها الشيعة الأوائل عند تجمعهم حول قبور الأئمة من أبناء علي بن أبي طالب.
ضرب القامات والصدور
إن ضرب القامات وشق الصدور والنحيب إحدى الخرافات التي يُدعي أنها أحد وسائل التقرب إلى الله؛ حيث يقومون بضرب الصدور والقامات باليد المجردة في باكستان، وفي لبنان يضربون القامات باستعمال السيوف والخناجر لسكب الدماء وجرح الجسم، وفي مناطق أخرى بالسلاسل مما صاحب ذلك من قصائد الحزن وكلمات الرثاء لآل البيت وسب آل أمية وسب الصحابة، البكاء والعويل والنحيب رجالاً ونساء، وهم ينسبون إلى الأئمة قولهم: "من بكى أو تباكى على الحسين وجبت له الجنة". والكل يريد الجنة ويسعى لها؛ ولذلك كلٌّ يسعى لزيادة البكاء وإظهار الحزن، كل ذلك لكي يرضوا الله؟!
الاختلاط في ضرب المقامات
يقوم الشيعة في بعض دول الخليج بضرب القامات بعد فصل الرجال عن النساء، أما باقي الدول كما في إيران والإمارات والكويت، فالخلط بين الجنسين تام بكل صورة، ومنهم من يقول: إن أي شاب تعرف على فتاة في ضرب المقامات وتزوجا كان من أفضل الزيجات، وباركها الله بحب الحسين.
من التلقائية إلى الطقوس
غير أن تلك الاحتفالات والتجمعات لم تكن عادات راسخة ذات شعائر وطقوس دينية ثابتة، وإنما كانت مجرد تجمع عدد من الأتقياء من الشيعة الأوائل لقراءة الفاتحة والترحم على الحسين، حيث ينشد أحد الشعراء قصيدة في رثائه وتقديم العزاء والسلوى لأهل البيت.
وقد ذكر ياقوت الحموي وابن خلكان في وفياته، أن الشاعر المعروف "الناشئ الأصغر" كان يعقد "مجالس النياحة" على الحسين بعد أن انتشر التشيع، وخفت وطأة السلطات الحاكمة على العلويين.
وخلال القرن السابع للهجرة أصبحت قراءة المقتل عادة متبعة يوم عاشوراء.
وكان المستنصر بالله العباسي قد أمر المحتسب جمال الدين بن الجوزي عام 640هـ= 1223م بمنع الناس من قراءة المقتل في يوم عاشوراء والإنشاد في سائر المحال بجانبي بغداد، سوى مشهد موسى بن جعفر.
وقد ذكر ابن الجوزي أن اللطم جرى يوم عاشوراء في المشهد، وذلك بحدود منتصف القرن الخامس للهجرة/ الحادي عشر الميلادي، وهي أول إشارة في ذكر اللطم يوم عاشوراء في العراق.
تاريخيًّا في العاشر من محرم (353هـ= 963م) جرت -ولأول مرة- احتفالات فريدة في بغداد في ذكرى استشهاد الإمام الحسين حيث أغلقت الأسواق وسارت النادبات في شوارع بغداد، وقد سودن وجوههن وحللن شعورهن ومزقن ثيابهن وهن يلطمن وجوههن ويرددن مرثية حزينة. وقد أشار بعض المؤرخين إلى أن الشيعة كانوا يلبسون السواد، وقد زاروا قبر الحسين في كربلاء.
وفي كربلاء خرجت النساء ليلاً وخرج الرجال نهارًا حاسري الرءوس حفاة الأقدام لمواساة الحسين.
وبحسب ابن الجوزي، كان معز الدولة البويهي قد أمر بغلق الأسواق، حيث عطل القصابون أعمالهم، وتوقف الطباخون عن الطبخ، وفرغت الأحواض والصهاريج مما فيها من الماء، ووضعت الجرار مغلقة باللباد في الشوارع والطرق لسقي عابر السبيل والعطشان، وكانت النسوة يمشين بشعور منثورة وأوجه مسودة وملابس ممزقة، يلطمن ويولولن حزنًا على الحسين الشهيد.
من خلال تلك الأحداث التي رواها المؤرخون يمكن أن نعُدَّ فترة الحكم البويهي في العراق من أهم الفترات في تاريخ نشوء وتطور الشعائر الحسينية.
دور الدولة الصفوية
أما الشكل الشائع لعاشوراء على النحو المعروف لنا في الوقت الحاضر (أي رواية سيرة الحسين في محافل شعبية) فتعود جذوره -على الأرجح- إلى القرن العاشر للهجرة/ السادس عشر للميلاد، عندما اعتلى الصفويون سدة الحكم في إيران، واتخذوا من التشيع عقيدة رسمية لدولتهم.. وكان لهم دور في انتقالها إلى الهند وأذربيجان التركية والأناضول وبعض مناطق سيبيريا.
ومع الوقت، تطورت هذه الشعائر بنوعيها المعروفين لنا في الوقت الحاضر، أي رواية سيرة الحسين في تجمعات شعبية حافلة، تليها المواكب، وكانت حصيلة الدمج بين هذين النمطين في إيران إبان القرن الثامن عشر ولادة ما يعرف في هذا البلد بمسرح التعزية.
لم تقتصر تلك الشعائر على العراق وإيران، بل امتدت إلى بلدان أخرى؛ فالمقريزي في خططه يذكر أن شعار الحزن يوم العاشر من المحرم كان أيام الإخشيديين، واتسع نطاقه في أيام الفاطميين، فكانت مصر في عهدهم بوقت البيع والشراء تعطل الأسواق، ويجتمع أهل النوح والنشيد يكونون بالأزقة والأسواق، ويأتون إلى مشهد أم كلثوم والسيدة نفيسة وهم نائحون باكون.
وتروي تواريخ الدولة العبيدية بمصر، اهتمام الملك المعز الفاطمي بأمر إقامة عزاء الحسين في خارج البيوت أيضًا، فكانت النساء يخرجن في أيامه ليلاً كما يخرج الرجال نهارًا.
التحول إلى طقوس رسمية
وقد اتخذ الاحتفال بهذا اليوم -في مصر- شكلاً رسميًّا وأصبحت الدولة تحتفل به وتعتبره عيدًا من أعيادها الرسمية.. ولكن على العكس من الأعياد الأخرى كلها كان عيد حزن وبكاء؛ ففي هذا اليوم كانت تعطل الأسواق وتقفل الدكاكين ويخرج الناس ومعهم المنشدون إلى الجامع الأزهر وتتعالى أصواتهم بالنحيب والبكاء والنشيد، وعندما بني المشهد الحسيني في أواخر الدولة كان خروج الناس إلى هذا المشهد لا إلى الجامع الأزهر.
وإذا اتجهنا إلى الأندلس، نجد إشارة ذات أهمية كبرى في إحدى النسخ الخطية الفريدة من المؤلف التاريخي "إعلام الأعلام فيمن بويع بالخلافة قبل الاحتلام" للسان الدين بن الخطيب أحد أعلام المفكرين في القرن الثامن الهجري، والنسخة محفوظة في خزانة جامعة القرويين بمدينة فاس، حيث ذكر عادات الأندلسيين وأهل شرق الأندلس خاصة في ذكرى مقتل الحسين من التمثيل بإقامة الجنائز وإنشاد المراثي.
ووصف إحدى هذه المراسم وصفًا حيًّا شائقًا حتى ليخيل لنا أننا نرى إحياء هذه الذكرى في بلد شيعي.. وذكر أن هذه المراثي كانت تسمى (الحسينية)، وأن المحافظة عليها بقيت ما قبل تاريخ عهد ابن الخطيب إلى أيامه.
وننقل هنا بعض هذا الوصف على لسان صاحبه: "ولم يزل الحزن متصلاً على الحسين والمآتم قائمة في البلاد يجتمع لها الناس، ويحتفلون لذلك يوم قتل فيه، فكانوا على ما حدثنا شيوخنا من أهل المشرق -يعني شرق الأندلس- يقيمون رسم الجنازة حتى في شكل من الثياب خلف سترة في بعض البيت، ويحتفل بالأطعمة والشموع، ويُجلب القراء المحسنون ويوقد البخور ويتغنى بالمراثي الحسينية".
وفي عهد ابن الخطيب كان ما يزال لهذه المراثي شأن أيضًا، فإنه في سياق حديثه السابق زادنا تفصيلاً وبيانًا عن الحسينية وطقوسها فقال: "والحسينية التي يستعملها إلى اليوم المستمعون، فيلوون لها العمائم الملونة ويبدلون الأثواب كأنهم يشقون الأعلى عن الأسفل، بقية من هذا لم تنقطع بعد وإن ضعفت، ومهما قيل الحسينية أو الصفة لم يدر اليوم أصلها".
احتفالات مختلفة ليوم واحد
أما في شمال إفريقيا فيحتفل المسلمون في مفتتح العام الهجري، وهو اليوم الأول من شهر محرم، باعتباره يوم فرح وسرور. كما يحتفل المسلمون بيوم عاشوراء بشكل مختلف ومتناقض أحيانًا. فالبعض منهم يحتفل به باعتباره يوم فرح وسرور، ولا يعلم سبب ذلك، مثلما يحتفل البعض باعتباره يوم عيد وانتصار، وهي سنة أمويَّة ما زالت بقاياها موجودة حتى اليوم.
ففي تونس مثلاً يتجمع الأطفال في الأزقة فيجمعون الحطب والأخشاب ويشعلون فيها النار بعد أن يشكلوا دائرة حولها وهم يرددون على إيقاع طبلة أو دف أو أي إناء "عاشورا، عاشورا"، وفي البيوت يذبح الدجاج ويطبخ ليقدم في الغداء. وإذا سألت أحدهم عن معنى "عاشورا" فسوف يجيبك "إنه عاشورا". وفي الجزائر والمغرب يقوم البعض بتوزيع "هريسة عاشورا" على الفقراء والجيران، ولا يعلم أحد عن معنى "عاشورا"، سوى أنها مناسبة دينية كان الأجداد يحتفلون بها.
في لبنان، وخصوصًا جبل عامل إبان الحكم العثماني، كانت الذكرى تعاش في جو من الضغط والخوف، وكانت تقام ولو بالشكل الشفوي الذي كان يقتصر على جلسات تروى خلالها سيرة الإمام الحسين وأهله في كربلاء.
عاشوراء.. تداخل الفن والسياسة
وبدأت الأمور تتحرك مطلع القرن العشرين، حيث كان يوجد في النبطية عدد من التجار الإيرانيين يتعاطون عمليات الوساطة التجارية بين مرفأي صيدا وحيفا والعمق العربي والفارسي.. وكان هؤلاء الإيرانيون يحتفلون بذكرى عاشوراء على طريقتهم الخاصة، حيث كانوا يقدمون تمثيلية يؤديها شخصان باللغة الفارسية، تروي واقعة كربلاء. كان الإمام الحسين يتواجه مع الشمر بن ذي الجوشن (قاتل الحسين) في إطار تمثيلية بسيطة لم تكن تدوم طويلاً.
كانت هذه التظاهرة المسموح بها للجالية الإيرانية في النبطية، باللغة الفارسية فقط، وبإذن خاص من الباب العالي.. وفي 1917م حضر إلى النبطية إبراهيم ميرزا وهو طبيب إيراني واستقر في عاصمة جبل عامل حيث بدأ مزاولة مهنته.. وعمل هذا الطبيب على ترؤس الشعائر الشعبية لذكرى عاشوراء، حيث كان يتقدم حلقات المؤمنين اللاطمين صدورهم والضاربين رؤوسهم.. ومعه -وإبان انسحاب الحكم العثماني من لبنان- وضع أول حوار بالعربية لتمثيلية عاشوراء.. هذا الحوار الذي كان يدور أثناء مبارزة الحسين مع الشمر، والذي نسقه آنذاك الدكتور إبراهيم ميرزا هو الذي أعطى تمثيلية عاشوراء النسق المسرحي الذي عرفت به فيما بعد.
احتفالات في أنحاء العالم
وتقام في شهر محرم وبخاصة يوم عاشوراء احتفالات عديدة وبصورة مختلفة في أغلب دول الخليج العربي، فقد عرفت البحرين إقامة المجالس الحسينية منذ زمن مبكر، حيث كان البحرانيون يقيمون المآتم في بيوتهم ومساجدهم.
ويستخدم البحرانيون مصطلح "التحاريم" المتداول في الأوساط الشعبية. وهو مصطلح أطلقه أهل البحرين على ذكرى ولادة الأئمة من أهل البيت وكذلك على وفياتهم، حيث تتوقف الأعمال وتغلق الأسواق يومي التاسع والعاشر من شهر محرم من كل عام بمناسبة ذكرى عاشوراء، ويعتبران عطلة رسمية تعطل فيها دوائر ومؤسسات الدولة، وكذلك دوائر القطاع الخاص والمتاجر.
وفي صبيحة اليوم العاشر من محرم، وهو يوم عاشوراء، تبدأ مواكب العزاء بمسيرتها في العاصمة وفي المدن الأخرى للاحتفال بذكرى استشهاد الحسين. وترتبط بهذه الاحتفالات مصطلحات شعبية، فيدعى النائح الذي يتصدر مجموعات العزاء وينشد مرثية حزينة حول الإمام الحسين "شيالا".
كما تقام المآتم الحسينية في عدد كبير من مدن عُمان خلال العشرة الأولى من شهر محرم. وقد شيد العمانيون لذلك "حسينيات" يجتمع فيها عدد كبير من الناس مكونين حلقة كبيرة يتوسطها منشد يقرأ مرثية على الإمام الحسين، ويقوم المشاركون بترديد مقطع من مقاطع المرثية ويقومون بحركة دائرية في ضمن الحسينية وهم يلطمون بأيديهم على صدورهم بضربات رمزية خفيفة، وفي إيقاع متواصل مع صوت المنشد الذي يقود حركة المشاركين الكبيرة بصوته الجهوري الحزين.
أما في الهند فيتفق أغلب المؤرخين على أن بداية الاحتفالات بذكرى استشهاد الحسين في الهند تعود إلى زمن تأسيس الدولة المغولية في بداية القرن السابع عشر. وكانت في البدء على شكل مجالس عزاء "نوحخاني" و"روضخاني".
وإلى جانب "نوحخان" و"روضخان" هناك مراسيم وشعائر وطقوس أخرى يدعوها الهنود بـ "زيارت"، وهي مواكب عزاء وعروض مسرحية شعبية بسيطة تقام بصورة خاصة، يوم عاشوراء ويوم الأربعين، حيث ينصب مسرح شعبي يبنى من خشب البامبو، وتنصب أمامه أعلام كثيرة وبأشكال وألوان مختلفة ترمز إلى رايات الحسين وأهل البيت.
وقد يوضع أحيانًا كف ذهبية أو نحاسية تدعى "پنجه"، وترمز هذه الكف إلى يد العباس بن علي الذي قطعت يداه حينما ذهب لجلب الماء من نهر الفرات. وهناك الضريح وهو حجرة صغيرة لها قبة مدورة، وترمز إلى القاسم بن الحسن.. ثم يأتي "فرس الحسين" المدعو "ذو جناح" وهو أبيض اللون ذو سرج ثمين وملون بألوان زاهية.
وخلال الاحتفالات بعاشوراء تقدم "تبريكات"، وهي أنواع من المأكولات والمشروبات الباردة التي توزع على الناس مجانًا.
ويحمل "الضريح" في موكب يخترق شارع المدينة الرئيسي مع مجموعة من الخيول المطهمة والأعلام السوداء ومجموعات من الجنود.
وفي المساء تقام مجالس التعزية في الحسينيات "إمام برا"، ويتبعها عزاء الزناجيل "شيني زاني" ثم عزاء الغرباء "شامة غريبان".
أما في باكستان، فقد بدأت تلك الاحتفالات في القرن الرابع عشر الميلادي، وخصوصًا في منطقة "بلتستان" المعروفة باسم "التبت الصغرى"، حيث أقيمت الحسينيات في كل بقعة من بقاعها وتسمى هناك "مأتم سرائي"، ويسمى القارئ "سوز خوان" وأكثر ما تبدأ المجالس بعد ذكر النبي ثم بقراءة شيء من شعر الشاعر الإيراني الشهير "وصال".
ويعرض الشعراء في مراثيهم لصبر الحسين وأصحابه وثباتهم وتبيان مبادئهم وأثر المأساة في النفوس الإنسانية السليمة. كما أن المرثية على العموم تبدأ أول ما تبدأ بأبيات تمهيدية في وصف الدنيا وغدرها، ثم في عرض موقف من مواقف كربلاء.
ومن أكبر وأهم مواكب العزاء في باكستان موكب "الزناجيل" الذي يتكون من مجموعات عديدة، كل فرد منهم يحمل في يده مجموعة من السلاسل الصغيرة التي تنتهي بسكاكين حادة الجانبين.. وعلى صوت "النوحخان" يضرب حاملو السلاسل الحديدية على ظهورهم وتسيل منها الدماء.. وترفع في بداية المواكب أعلام عديدة وملونة. ومن أهم تلك الأعلام "راية العباس" وهو علم أخضر اللون يرفع عاليا في المواكب أو "الإمام برا" وقد كتب عليه "يا عباس".
أما في إندونيسيا فإن ذكرى استشهاد الحسين في شهر المحرم، لها حرمة كبيرة لدى المسلمين هناك بوجه عام، ويسمى شهر المحرم "سورا". ويطلق على المأتم الحسيني في سومطرة ذكرى "التابوت". وفي اليوم العاشر من المحرم يقام تمثيل رمزي لاستشهاد الحسين. أما في جزيرة جاوا، فلهذا اليوم تقدير خاص وعادات خاصة؛ إذ تطبخ الشوربا فقط على نوعين من اللونين الأحمر والأبيض، ثم يجمع الأولاد وتقسم الشوربا عليهم. وهذا رمز للحزن العميق بجمع الأولاد الصغار والأطفال وذلك تصويرا لليتم والحزن.. أما اللون الأحمر فهو رمز للدماء الطاهرة المراقة، واللون الأبيض رمز للخلاص والتضحية.. وإلى اليوم يعتبر شهر محرم وصفر من كل سنة عند الكثير من الإندونيسيين شهرين محترمين لهما مكانتهما في القلوب، فلا يقيمون فيهما أفراحًا، ولا يعقدون زواجًا ولا يجرون زفافًا؛ فالمعتقد السائد أن من أقام أفراحًا في هذين الشهرين قد يصيبه نحس. أما في مقاطعة "أجيه" بسومطرة الشمالية فيسمى شهر المحرم "شهر حسن وحسين".
أما في بورما فيحتفل الشيعة بذكرى استشهاد الحسين من أول محرم، ثم تخرج مواكبهم في اليوم العاشر منه وتستمر حتى شهر صفر، وقد تسربت إليهم بعض التقاليد الهندية فيقوم فيهم خلال المواكب من يمشي على الحجر، ويقيمون رمزًا لمقام الحسين في كل بلدة وهو عبارة عن صورة مصغرة للمقام في كربلاء، ويطلقون عليه اسم كربلا.. ففي خارج رانغون "كربلا"، وفي خارج مانيلا كذلك "كربلا".
أما في تايلاند فالعزاء الحسيني يقام على أتم مظاهره في بانكوك وبعض أنحاء تايلاند، ويشترك الشيعة كلهم في هذه المراسم العزائية التي تقرأ فيها فاجعة الطف بتفاصيلها، كما يلبس المشتركون في هذه المناحات، بهذه العشرة الحزينة وخاصة يومي التاسوعاء والعاشوراء اللباس الأسود. كما أن تقليد توزيع الخيرات وإطعام المساكين في هذه العشرة الحزينة، قائم بأتم وجه بين مختلف الطبقات هناك.
أما في بريطانيا، فإن أول مجلس عزاء حسيني أقيم هناك كان في العام 1962م وذلك في حي "ريجنت موسك" القديم. ويُذكر أن أول من قرأ واقعة الطف هو البريطاني عبد الله لبنس هوبت، الذي كان "كولونيل" في الجيش البريطاني وعاش في العراق لمدة خمس سنوات. وفي أثناء إقامته هناك تعرف على مراسم العزاء الحسيني التي كانت تقام في المدن العراقية، ولاحظ أن كثيرًا من الشيعة يذهبون لزيارة المشاهد المقدسة في النجف وكربلاء والكاظمية، مما أثار حب الاستطلاع لديه، الأمر الذي دفعه لدراسة الإسلام، وانتهى إلى اعتناقه على المذهب الإمامي الاثني عشري؛ ولذلك عندما عاد إلى بريطانيا حرص على إقامة هذه المجالس وكان أول من قرأ رواية مصرع الحسين في العاصمة البريطانية.
وتقام في لندن سنويًّا مسيرة حسينية في اليوم العاشر من المحرم وتنطلق من الهايد بارك وتنتهي بالمجمع الإسلامي، ترفع خلالها الأعلام والرايات السود التي تعبر عن الحزن في هذه المناسبة. ومن المثير للانتباه قيام احتفالات وطقوس بيوم عاشوراء في جزر الكاريبي، فقد نشر الصحفي بهجت منصور ريبورتاجًا حول يوم عاشوراء هناك؛ ففي مدينة "بورت أوسباني" عاصمة جزيرة تريننداد في البحر الكاريبي قرب كوبا، يقوم المسلمون كل عام بإعداد هودج كبير مطعم بالذهب والفضة وملون بألوان زاهية، ويحملونه في مسيرة كبيرة يوم عاشوراء، حيث يشارك في تلك الاحتفالات كثير من الهنود مع الكاريبيين.. ويسير الجمهور المحتشد وراء "الهودج" تحف بهم الطبول والآلات الموسيقية، وهي تعزف أنغامًا حزينة وتطوف شوارع العاصمة، وينتهي الموكب بهتافات المحتفلين بحياة الحسين ثم إلقاء "الهودج" في البحر لتحمله الأمواج الصاخبة إلى الأعماق[2].
هذه عقيدة القوم
فهذه عقيدة القوم وهذه عقولهم، فهم يبكون على الحسين ولا ندري ما يبكيهم! فهل يبكون الحسين لأنه دخل الجنة، أم هل يبكون الحسين لأنه من شباب الجنة، أم هل يبكون لأن الحسين عند ربه راضيًا مرضيًا، أم أنهم يبكون لأنه لقي ربه في الفردوس الأعلى إن شاء الله؟!
{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف: 103-105]

موقع قصة الاسلام


******** ثامنا عـاشـوراء بين السنة والشيعة ... قــف وتـأمــل .. !!!!


خبر عاشوراء نصر و شكر
عن أبن عباس رضي الله عنهما قال : قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال :
" ما هذا ؟ قالوا : هذا يوم صالح ، هذا يوم نجَى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى ،
قال : فأنا أحق بموسى منكم ، فصامه وأمر بصيامه " . ( رواه البخاري)

( فضل عاشوراء )
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء ، وهذا الشهر يعنى شهر رمضان" . ( رواه البخاري)ومعنى يتحرى أي : يقصد صومه لتحصيل ثوابه .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

" صيام يوم عاشوراء ، إني احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله " .( رواه مسلم )

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله
رواه مسلم

ويستحب صيام يوم التاسع مع العاشر لحديث
( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع )

ويستحب الإكثار من الصيام في شهر المحرم لحديث
( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم )

===============================================
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما رأيت النبي يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء ، وهذا الشهر يعني شهر رمضان (62) . مشكاة المصابيح 1/634 .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم
عاشوراء
فقال لهم رسول الله : ( ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟ فقال : هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكرا فنحن نصومه .

فقال رسول الله : ( فنحن أحق وأولى بموسى منكم . فصامه رسول الله وأمر بصيامه . مشكاة المصابيح 1/638 .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حين صام رسول الله يوم
عاشوراء
وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله : إنه يوم يعظمه اليهود والنصارى؟ فقال رسول الله : لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ..مشكاة المصابيح 1/634.

ومن طرق الشيعه: عن أبي عبد لله عليه السلام عن أبيه أن عليا عليهما السلام قال: ( صوموا العاشوراء (هكذا) التاسع والعاشر فإنه يكفر ذنوب سنة) .لاستبصار 2/134.

وعن أبي الحسن عليه السلام قال : ( صام رسول الله وآله يوم
عاشوراء
)الاستبصار 2/134.


وعن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال: (
صيام يوم عاشوراء كفارة سنة ) الاستبصار 2/134.

عن أبي الحسن عليه السلام أنه قال : " صام رسول الله صلى عليه وآله يوم عاشوراء " تهذيب الأحكام 4/29 الاستبصار 2/134 ، الوافي 7/13 ، وسائل الشيعة 7/337 ، جامع أحاديث الشيعة 9/475 ، الحدائق الناضرة 13/370-371 ، صيامعاشوراء ص 112 .

عن جعفر عن أبيه عليهما السلام أنه قال : "
صيام يوم عاشوراء كفارة سنة " تهذيب الأحكام 4/300 ، الاستبصار 2/134 ،جامع أحاديث الشيعة 9/475 ، الحدائق الناضرة 13/371 ، صيامعاشوراء ص 112 ، الوافي 7/13 ، وسائل الشيعة 7/337 .

وعن الصادق رحمه الله قال : من أمكنه صوم المحرم فإنه يعصم صاحبه من كل سيئة " وسائل الشيعة 7/347 ، الحدائق الناضرة 13/377 ، جامع أحاديث الشيعة 9/474 .

وعن النبي صلى الله عليه وآله قال : " إن أفضل الصلاة بعد الصلاة الفريضة الصلاة في جوف الليل وإن أفضل الصيام من بعد شهر رمضان صوم شهر الله الذي يدعونه المحرم " وسائل الشيعة 7/347 ، الحدائق الناضرة 13/377 ، جامع أحاديث الشيعة 9/474 .

فهذه أقوال الأئمة الأعلام . . استفاضت بها مصادر الشيعة الضخام . . هذا الإسناد وهؤلاء الرجال ، وهذه الكتب وهذه الأقوال ، فأي عاقل يقول : إن صوم
عاشوراء ، بدعة وهراء ؟

فهو سنَّة في كل سَنَة : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسَنَة " .

أيها المسلم الشيعي آن لك أن تتحسس طريقك ، أن تفر إلى الله وتنطرح بين يديه ، وتستغيث به وتلجأ إليه ، وتسأله وتتوكل عليه ، وتسأله بخضوع وخشوع ودموع : أن يريك الحق حقاً ويرزقك اتباعه ، وأن يهديَك الصراط المستقيم صراط الذين أنعم عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين .


فابحث عن سنة نبيك صلى الله عليه وآله وسلم . . وتأمل ما قاله إمامنا علي عليه السلام في تكفير صومه للذنوب :


عن علي عليه السلام قال : " صوموا يوم
عاشوراء
التاسع والعاشر احتياطاً فإنه كفارة السنة التي قبله ، وإن لم يعلم به أحدكم حتى يأكل فليتم صومه " مستدرك الوسائل 1/594 ، جامع أحاديث الشيعة 9/475 .


وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " إذا رأيت هلال المحرم فاعدد فإذا أصبحت من تاسعه فأصبح صائماً قلت - أي الراوي - : كذلك كان يصوم محمد صلى الله عليه وآله ؟ قال : نعم " إقبال الأعمال ص 554 ، وسائل الشيعة 7/347 ، مستدرك الوسائل 1/594 ، جامع أحاديث الشيعة9/475 .


وتأمل أن روايات صوم
عاشوراء
جاءت من طرق الشيعة بأسانيد معتبرة ، في حين جاءت الروايات الناهية عن صومه بأسانيد ضعيفة ، وقد اعترف بهذا الشيخ الحاج السيد محمد رضا الحسيني الحائري في كتابه نجاة الأمة في إقامة العزاء على الحسين والأئمة صفحة 145 ، 146 ، 148 طبع قم إيران 1413هـ .


وقفـــة :

أيها الصاحب : هل بعد هذا كله ستقدم كلام البشر ، أم كلام سيد البشر - صلى الله عليه وآله وسلم - ؟ .

إن من أراد الجنة فلن يسعى إلا إلى الحق ولو خالف البشر كلهم .


إن مقتل الحسين عليه السلام مصيبة من أعظم المصائب . . وأعظم منها قتل الإمام علي عليه السلام . . وأعظم منهما موت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - . . فتذكر مصيبتك به عندما تحدث أي مصيبة ... لكن ..

تــأمــلات :

لماذا لا نحيي يوم وفاة النبي صلى الله عليه وآله وهي أعظم من مصيبة قتل الحسين عليه السلام ؟!!

لماذا لم يقم الحسن والحسين مأتماً سنوياً بمناسبة قتل أبيهما علي رضي الله عنهم جميعاً ؟!!

أليس أبو الحسن خيراً من الحسن والحسين ؟!!

أيها الشيعي . . أليس لك من وقفة لتعلم كيف تسعى العنكبوت لتنسج تلك البدع ؟ ؟

إن الواجب على المسلم أن يقول عند المصائب كما أمر الله سبحانه في قوله : ** الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون } .


قال الإمام علي بن أبي طالب صهر النبوة : " من ضرب فخذه عند مصيبة فقد حبط عمله "
نهج البلاغة ، 4/ 34 .


وكذا عن الصادق - عليه السلام - : " من ضرب يده على فخذه عند المصيبة حبط أجره " وسائل الشيعة 7 / 347 ، الحدائق الناضرة 13/ 377 ، جامع أحاديث الشيعة 9 / 474 .

وتذكر أن الحسين - عليه سحائب الرحمة والرضوان – شهيد ، وأنه في الجنة ، وما أصابه فهو أمر مقدر مكتوب عند الله سبحانه وتعالى ، وأنك مهما عملت فلن تغير شيئا ، وقد مضى على استشهاده مئات السنين فلم يغير التسخط شيئا من المقدر ، والواجب على المسلم الصبر والاحتساب .
__________________
كل خير في إتباع من سلف و كل شر في إبتداع من خلف
و مالم يكن يومئذ دينا فلن يكون اليوم دين
فالكتاب و السنة بفهم السلف طريق الحق و سفينة النجاة
http://egysalafi.blogspot.com/

https://www.facebook.com/saberalsalafi?fref=nf
https://twitter.com/alsalafih2012

التعديل الأخير تم بواسطة صابر السلفي ; 11-12-2013 الساعة 12:21 PM
صابر السلفي غير متواجد حالياً  
قديم 09-25-2015, 09:31 AM   #2
ابو نضال
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 2,255
معدل تقييم المستوى: 11
ابو نضال is on a distinguished road
افتراضي رد: الشيعة و عاشوراء و قتل الحسين ملف شامل



بسم الله الرحمن الرحيم


بارك الله بك على هذا الطرح القيم
كان موضوعك رائعا بمضمونه

لك مني احلى واجمل باقة ورد




وجزاك الله خيرا وغفر لك ولوالديك وللمسلمين جميعا



لا اله الا الله محمد رسول الله



ابو نضال غير متواجد حالياً  
إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فضل صيام يوم عاشوراء سمير المصرى لطائف ورقائق 4 09-21-2015 05:33 PM
قصة مقتل الحسين ... أين رأس الحسين؟ أبوعمر السلفى شخصيات اسلامية 8 09-18-2015 08:58 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة للمسلمين بشرط الإشارة لشبكة الكعبة الإسلامية
جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة الكعبة الإسلامية © 2018