تسجيل الدخول


العودة   منتديات الكعبة الإسلامية > القسم الشرعى > منتدى الحديث وعلومه

منتدى الحديث وعلومه علم مصطلح الحديث ،الأحاديث الصحيحة والضعيفة ،الفوائد الحديثية ،علم الجرح والتعديل ،علم العلل

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-06-2011, 03:10 PM   #1
أبو عادل
عضو متألق ومشرح للأشراف على الأقسام الإسلامية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: المملكة المغربية
المشاركات: 2,446
معدل تقييم المستوى: 16
أبو عادل is on a distinguished road
التوكل.








روى البخاري والنسائي وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين ألقي في النار ، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا : {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}آل عمران173.


نقف مع هذا الحديث الوقفات الآتية :
الوقفة الأولى: يدل الحديث على أمر جلل ومسألة عظيمة ، تساهل فيها أقوام فضلوا واستسلموا للشياطين ، وصاروا نهباً للحيرة والضلالات ، وحادوا عن الطريق المستقيم ، وتمسك به عباد الله الموفقين فأيدهم ونصرهم ورزقهم وآواهم وحفظهم وأنزل عليهم السكينة والطمأنينة والراحة النفسية ، هذه القضية المهمة التي نتذكرها في كل ركعة من ركعات صلاتنا هي الاستعانة بالله والتوكل عليه : {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} والتي لا يجوز صرفها ولا صرف شيء منها لغير الله تعالى .
التوكل على الله : هو الاعتماد على الله تعالى وقوة الثقة به ، وأنه حسب العبد وكافيه ، موقناً أن الأمور كلها بيد الله تعالى فلا معين إلا هو ، ولا مغيث إلا هو ، ولا مصرف للكون إلا هو ، خالق الخلق ومدبر شؤونهم ، والعالم بأحوالهم .
فالمتوكل على الله هو الذي يعتمد عليه ويثق به ويلجأ إليه ويطمأن بموعوده .
ولعظم هذه المسألة في عقيدة المسلم أمر أن يتذكرها ، وأن يستصحبها في جميع أحواله وشؤونه ، فجاءت توجيهات الإسلام العامة ، والخاصة بأشياء معنية بهذا الأمر الجلل ، يقول الله تعالى : {وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}المائدة23، وقال تعالى عن موسى عليه السلام: {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ }يونس84.
وقال تعالى عن نوح عليه السلام : {يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ }يونس71، وقال عن هود عليه السلام : {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}هود56، وقال عن شعيب : {وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}هود88، وقال لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم : {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ}النمل79 وقال له : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}الأنفال64، وقال عن عباده المؤمنين : {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}آل عمران173 .
فالتوكل على الله عبادة جليلة ، يجب إخلاصها لله سبحانه ، بل من أعظم العبادات القلبية التي يجب التنبه لها ومعاهدتها .

الوقفة الثانية: من رام المعالي هانت عليه السبل فهذه العبادة الجليلة لها أثار محمودة عظيمة فمن يريد تحصيلها فليخلص قلبه في طلب هذا التوكل .
فالتوكل على الله تعالى يورث صاحبه قوة وشجاعة ، وثباتاً واطمأناناً . تهون أمامه كل قوة ، فهذا خليل الله إبراهيم عليه السلام عندما ألقي في النار لم يزد على أن قال : (حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) فقال الله تعالى للنار : {كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ}الأنبياء69 .
والتوكل على الله ينتج الرزق الواسع ، والخير العميم ، والفضل الكبير ، قال تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً ) ، فيبشر المتوكلون برزق الله تعالى وفضله وإحسانه ، والتوكل على الله سبيل لقطع الوساوس الشيطانية ، والهواجس المخيفة ، والارجاف في طلب المعاش خشية الفقر ، والتعلق بالأوهام والخزعبلات ، حال المصائب والأمراض ، والشيطان يحرص أن يدخل على الناس من هذه المداخل لكي يزعزع إيمانهم ، ويضعف يقينهم ، ويخلخل عقيدتهم . فالذي يعتمد على الله تعالى ويتوكل عليه يرى حقارة هذه الوساوس والخزعبلات .
والتوكل على الله تعالى سبيل السعادة والراحة النفسية ، فأسعد الناس في هذه الحياة المتوكلون على الله تعالى حق توكله ، إذ إنهم يعلمون أن الحياة السعيدة ليست بكثرة المال والعرض ، أو الجاه أو النصب أو غيرها ما لم يعمر هذه الأشياء إيمان عميق ، قال الله تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً ) .






__________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم ونفعكم بكم، ووفقني وإياكم لما يحب ويرضى.
أبو عادل غير متواجد حالياً  
 

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب الكتروني عن التوكل لفضيلة الشيخ القرضاوي ـ حفظه الله ـ . أبو عادل الكتب الالكترونية الاسلامية 3 02-19-2011 03:22 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة للمسلمين بشرط الإشارة لشبكة الكعبة الإسلامية
جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة الكعبة الإسلامية © 2018