تسجيل الدخول

قديم 02-03-2014, 04:28 PM   #1
أبو عادل
عضو متألق ومشرح للأشراف على الأقسام الإسلامية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: المملكة المغربية
المشاركات: 2,446
معدل تقييم المستوى: 16
أبو عادل is on a distinguished road
Thumbs up السلطان عبد الحميد الثاني :: رؤية تاريخية مغايرة.




كان شهماً دييناًوقوراً فصيحاً نبيلاً فاضلاً, في المكان الصحيح ولاكن في الزمان
الخاطيء , جاء والدولة في إدبار فسبحان مقلب الليل والنهار
مالك الملك , الذي يؤتي الملك من يشاء , وينزع الملك ممن يشاء ..!!

خير ما ابدا به كلامي عن السلطان عبد الحميد رحمه الله
هي تلك الكلمات , التي قالتهاابنته الاميرة "عائشة عثمان اوغلي بنت السلطان عبد الحميد " في كتابها (والدي السلطان عبد الحميد )
حيث قالت: كان والدي متوسط القامة, يميل شعر راسه ولحيته إلي اللون الكستنائي الغامق كثيف شعر الراس الافي قمتها , وكان محدب الانف ,بالشكل الذي يحمل سمة آل عثمان , اما نظراته فكانت تنم عن ذكاء وحساسية ,وكان صوته جهورياً قوياً تستعذب كلماته حين تسمعه ,وكان قادراً علي شرح افكاره ومراميه بأفصح العبارات وأرق الكلمات, تشهد في حركاته وتصرفاته وقار السلطنة وبهاءها, وخلاصة القول انه كان نمطاً من انماط الاسرة العثمانية.
وكان يتوضأفي اليوم ثلاث او اربع مرات , ويؤدي صلاته بإنتظام وسجادته يحملها معه اينما ذهب , وكان يقول إن إقامة الصلاة علي الحرير ليست جائزة ...
بهذه الكلمات ندخل الي سيرة السلطان عبد الحميد رحمه الله , والذي نال تاريخه من الافتراء والظلم ما الله به عليم , علي أيدي العلمانيين واعداء الاسلام قاتلهم الله ...

حياته ونشأته

ماتت والدة السلطان عبدالحميد وهو في العاشرة من عمره فاعتنت به الزوجة الثانية لأبيه وكانت عقيماً. فأحسنت تربيته وحاولت أن تكون له أم، فبذلت له من حنانها كما أوصت بميراثها له. وقد تأثر السلطان عبدالحميد بهذه التربية وأعجب بوقارها وتدينها وصوتها الخفيض الهادئ، وكان لهذا انعكاس على شخصيته طوال عمره.

تلقى السلطان عبدالحميد تعليماً منتظماً في القصر السلطاني على أيدي نخبة مختارة من أشهر رجالات زمنه علماً وخلقاً. وقد تعلم من اللغات العربية والفارسية ، ودرس التاريخ وأحب الأدب، ونظم بعض الأشعار باللغة التركية العثمانية.

وتدرب على استخدام الاسلحة وكان يتقن استخدام السيف، وإصابة الهدف بالمسدس، ومحافظ على الرياضة البدنية، وكان مهتماً بالسياسية العالمية ويتابع الأخبار عن موقع بلاده منها بعناية فائقة ودقة ناردة.

زيارته الى أوروبا مع عمه السلطان عبدالعزيز

قام السلطان عبدالعزيز بزيارة أوروبا يرفقه وفد عثماني رفيع المستوى وكان من ضمنه الأمير عبدالحميد الذي ظهر أمام الأوروبيين بملابسه البسيطة وسيرته الحميدة في العفة وقد استعد الأمير عبدالحميد لهذه الرحلة بمطالعات واسعة،

فإنه كان دقيقاً في رؤيته، وفي حكمه على الأشياء التي رآها في الغرب، ولقد ألتقى الوفد العثماني بساسة ذلك العصر في أوروبا مثل؛ نابليون الثالث في فرنسا، والملكة فكتوريا في إنجلترا، وليوبلد في الثاني في بلجيكا، وغليوم الأول

في ألمانيا، وفرنسوا جوزيف في النمسا وقد سبقت تلك الرحلة زيارته مع السلطان عبدالعزيز الى مصر وانتبه أثناء وجوده في مصر الى الزيف الكاذب للبريق الأوروبي والأخذ هناك بالشكليات الأوروبية ، مما جعل مصر تستدين

وتغرق في الديون، نتيجة انطلاق الوالي الخديوي اسماعيل باشا في إسرافه ومحاولته جعل مصر قطعة من أوروبا ، وأما رحلته الى أوروبا فقد استغرقت من 21 يونيو الى 7 أغسطس من عام 1867م. زار الوفد العثماني: فرنسا وإنكلترا وبلجيكا والدولة النمساوية المجرية.

وفي هذه الرحلة الأوروبية ، تفتح ذهن السلطان عبدالحميد الى أمور كثيرة، انعكست على فترة حكمه كلها بعد ذلك. وهذه الأمور هي :

1- الحياة الأوروبية بكل مافيها من طرق معيشة غريبة وأخلاقيات مختلفة وشكليات.

2- التطور الصناعي والعسكري وبخاصة في القوات البرية الفرنسية والألمانية وفي القوات البحرية البريطانية.

3- ألاعيب السياسة العالمية

أثرت رحلة السلطان عبدالحميد الى أوروبا أيضاً في اتباعه سياسة استقلالية تجاه أوروبا. ولم يعرف عن عبدالحميد تأثير أي حاكم أوروبي عليه، مهما كانت صداقته ومهما كانت درجة التقارب بين بلده وبين الدولة العثمانية.
وتعلم السلطان عبدالحميد من هذا درس القدرة على إسكات القوى التي تود تحطيم الدولة العثمانية. وتعلم ذكاء الحوار السياسي وهو مابرع فيه بعد ذلك.

بيعته للخلافة وأعلان الدستور

بويع بالخلافة بعد أخيه مراد ، يوم الخميس 11 شعبان 1293هـ 31 أغسطس 1876م. وكان عمره آنذاك اربعاً وثلاثين سنة، وحضر لمبايعته الوزراء والأعيان وكبار الموظفين من مدنيين وعسكريين في سراي طوبقبو. وهنأه بالخلافة كذلك رؤساء الطوائف المختلفة، وأطلقت المدافع بسائر أطراف السلطنة احتفالاً بهذه المناسبة.

وأقيمت الزينات بجميع جهات استانبول ثلاثة أيام وأرسل الصدر الأعظم برقيات الى دول العالم لإعلامها بذلك.
وكان السلطان عبدالحميد قد عين مدحت باشا صدراً أعظم، ثم أعلن في 23 ديسمبر (1293هـ/1876م) الدستور الذي يضمن الحريات المدنية وينص على مبدأ الحكومة البرلمانية.
هذا الدستور ، كان البرلمان يتكون من مجلسين: مجلس النواب أو المبعوثان ثم مجلس الأعيان أو الشيوخ.
وقد تعرض السلطان عبدالحميد في بداية حكمه الى استبداد الوزراء واشتداد سياستهم التغريبية بقيادة جمعية العثمانيين الجدد والتي كانت تضم النخبة المثقفة التي تأثرت بالغرب والتي استطاعت الأيدي الماسونية تجندهم لخدمة أهدافها،

وقد بلغ من استبداد الوزراء بالحكم، أن كتب مدحت باشا، وهو في مقام الرئاسة لنخبة العثمانيين الجدد، الى السلطان عبدالحميد في أول عهده بالعرش (1877م): (لم يكن غرضنا من إعلان الدستور إلا قطع دابر الاستبداد، وتعيين

مالجلالتكم من الحقوق وما عليها من الواجبات، وتعيين وظائف الوزراء، وتأمين جميع الناس على حريتهم وحقوقهم، حتى تنهض البلاد الى مدارج الارتقاء، وإني أطيع أوامركم إذا لم تكن مخالفة لمنافع الأمة .

ويقول السلطان عبدالحميد في هذا: (ولقد وجدت مدحت باشا ينصّب نفسه آمراً ووصياً عليّ. وكان في معاملته بعيداً عن المشروطية (الديمقراطية) وأقرب الى الاستبداد).
وكان مدحت باشا وأصحابه من الماسون يدمنون الخمر قال السلطان عبدالحميد في مذكراته: (...ومن المعروف أن أحرار ذلك العهد من شعراء وأدباء اجتمعوا مساء يوم صدور مرسوم القانون الأساسي في قصر مدحت باشا، لا ليتحدثوا في أمور الدولة ، بل في أمور السكر والعربدة، وهم يحتسون

الخمر، ومدحت باشا يدمن الخمر منذ شبابه ومشهور عنه هذا وألتقت نشوة الخمر بالنشوة التي بعثها إعلان القانون الاساسي وعندما نهض مدحت باشا من على مائدة الأكل خرج مستنداً على أذرع الآخرين حتى لا يقع على الأرض. وبينما كان يغسل يديه قال لزوج أخته طوسون باشا وهو يؤرجح لسانه في فمه (بتأثير الخمر).

ياباشا! من يستطيع الآن، وبعد كل ما وصلت إليه أن يبعدني عن منصبي؟! من ؟! قل لي كم عاماً سأبقي في الصدارة العظمى؟
رد عليه طوسون باشا قائلاً:
إذا بقيتم على هذا الحال، فليس أكثر من أسبوع!

لقد كان مدحت باشا في مجالس الخمر الخاص به يفشي أدق اسرار الدولة وكانت هذه الأسرار تنتشر في اليوم التالي بين أهالي استانبول. وفي إحدى الليالي تحدث مدحت باشا عن عزمه على إعلان الجمهورية في الدولة العثمانية وأنه سيصبح رئيساً للجمهورية العثمانية الجديدة ثم إمبراطوراً لها. تماماً مثلما حدث مع نابليون الثالث بفرنسا).
وكان مدحت باشا متهماً بقتل السلطان عبدالعزيز وشكل السلطان عبدالحميد لجنة للتحقيق في ذلك ثم قدم المتهمون الى المحكمة التي أدانتهم وحكم على مدحت باشا بالإعدام وتدخل السلطان عبدالحميد وخفض الحكم الى السجن ثم نفي الى الحجاز حيث مقر السجن العسكري هناك.




عملة ورقية عثمانية فئة عشرة قروش اصدرت عهد السلطان عبدالحميد الثاني عام 1293 هجري الموافق1876م. تعتبر من اوائل العملات الورقية العثمانية.


وهكذا ظل السلطان عبدالحميد الثاني
(1293-1327هـ/1876-1909م) يتمتع بالسلطة التي سبق لأسلافه أن تمتعوا بها، بحيث إن مدحت باشا ذاته كان أول الضحايا. كما أن الصلاحيات الواسعة التي منحها الدستور للسلطان حدت من سلطة رئيس الوزراء بحيث لم يتيح له أن يلعب سوى دور ثانوي في تسيير دفة الحكم.


وكان عصر السلطان عبد الحميد يمربظروف عصيبة، وازمات شديدة، وتآمر عالمي على الدولة العثمانية من الداخل والخارج فشرع في إصلاح الدولة وفق التعاليم الاسلامية لمنع التدخل الأوروبي في شؤون الدولة وحرص على تطبيق

الشريعة الاسلامية وقام بإبعاد الكتّاب والصحفيين عن العاصمة وقاوم كافة الاتجاهات الغربية المخالفة للحضارة الاسلامية المجيدة في ولايات الدولةواستطاع أن يشكل جهاز استخباراتي قوي لحماية الدولة من الداخل وجمع
معلومات عن أعدائه في الخارج واهتم بفكرة الجامعة الاسلامية وحقق بها نتائج عظيمة واهتز الأوروبيون من هذا التفكير الاستراتيجي العميق وعملوا على تفتيتها.


ظروف واحداث عصيبة
تمردات وثورات في البلقان


قام سكان الجبل الأسود والصرب بتحريض بلاد الهرسك للخروج عن الدولة العثمانية وكان ذلك في عام (1293هـ/1876م) واستطاع العثمانيون أخمادها، ورغب السلطان عبدالحميد في منع الدول الأوروبية من التدخل،

فأصدر قراراً بفصل القضاء عن السلطة التنفيذية ، وتعيين القضاة بالانتخاب عن طريق الأهالي، والمساواة في الضرائب بين المسلمين والنصارى ... ولم يرض ذلك السكان، فعادوا الى الثورة التي قمعت أيضاً، ولكن النمسا التي كانت

وراء الثورة وترغب في ضم البوسنة والهرسك إليها استمرت في تحريض السكان ضد الدولة العثمانية، فعملت النمسا مع روسيا وألمانيا وفرنسا وانكلترا على الطلب من السلطان بالقيام بإصلاحات فوافق عليها السلطان، ولكن نصارى

البوسنة لم يتقبلوا بذلك. وهذا يدل على المطالبة بالإصلاحات ليست سوى مبررات واهية، وحقيقة الأمر أنهم يريدون التدخل في شؤون الدولة بشكل مباشر وغير مباشر لإضعافها والإطاحة بها.

كما قامت ثورة البلغار في نفس الوقت الذي قام فيه نصارى البوسنة والهرسك بثورتهم بدعم من النمسا والدول الأوروبية وخاصة روسيا، فقد تأسست جمعيات في بلاد البلغار لنشر النفوذ الروسي بين النصارى الأرثوذكس

والصقالبة، وكانت تدعمها روسيا وتمدها بالسلاح، وتبذل هذه الجمعيات بدورها جهدها لإثارة سكان الصرب والبوسنة والهرسك، وتحرضهم على الثورة ضد العثمانيين. وعندما أنزلت الدولة العثمانية بعض الأسر الشركسية

احتج البلغار على ذلك، فقاموا بثورة وساعدتهم روسيا والنمسا بالسلاح والأموال؛ فتمكنت الدولة العثمانية من القضاء على الثورة، فأخذت الدول الأوروبية تثير الشائعات عن المجازر التي ارتكبها العثمانيون ضد النصارى

والعكس هو الصحيح وبهذه الشائعات اثير الرأي العام الأوروبي ضد الدولة العثمانية، وطالبت الحكومات الأوروبية بإتخاذ إجراءات صارمة ضد العثمانيين ومنها الحصول البلغار على استقلال ذاتي وتعيين حاكم نصراني لهم.

وقام الروس والألمان والنمساويون بدفع الصرب والجبل الأسود للقيام بحرب ضد العثمانيين، وكانت روسيا ترغب في توسيع حدودها من جهة بلغاريا، والنمسا تريد توسعة حدودها من جهة البوسنة والهرسك، ووعدت هذه الدول

أمير الصرب والجبل الأسود بالدعم. وشرع الجنود الروس بالتدفق سراً على بلاد الصرب، والجبل الأسود، وتمكنت الدولة العثمانية من الانتصار على الصرب وحلفائهم، فتدخلت الدول الأوروبية وطلبت وقف القتال وإلا فالحرب الواسعة.
واجتمع مندوبوا الدول الأوروبية في استانبول وقدموا اقتراحات للدولة من أهمها: تقسيم بلاد البلغار الى ولايتين ويكون ولاتها من النصارى، وأن تشكل لجنة دولية لتنفيذ القرارات، وأن تعطى هذه الامتيازات لإماراتي البوسنة
والهرسك أيضاً، وأن تتنازل الدولة عن بعض الأراضي للصرب والجبل الأسود.


ولكن الدولة العثمانية رفضت هذه القرارات، وعقدت صلحاً منفرداً مع الصرب سحبت نتيجته جيوشها من بلاد الصرب، وأن يرفع العلم العثماني والصربي دليلاً على السيادة العثمانية.

الحرب الروسية العثمانية

كانت روسيا ترغب في الوصول الى المياه الدافئة بسبب عوامل دينية واقتصادية وجغرافية وقد نص (بطرس الأكبر) (1627-1725م) في وصيته للروس (في الفقرات التاسعة والحادية عشرة والثالثة عشرة) على ضرروة الصراع الحضاري ضد العثمانيين ، الى أن تنتهي الدولة العثمانية من الوجود.
يقول (بطرس الأكبر) في الفقرة التاسعة من وصيته:
(نقترب من القسطنطينية والهند بقدر الإمكان فمن يملك القسطنطينية فقد ملك العالم. بناء على ذلك ينبغي ملازمة الحرب مع العثمانيين).
وفي الفقرة الحادية عشرة يقول: (نشارك النمسا فيما قصدناه من إخراج العثمانيين من أوروبا).
وأهتمت روسيا بتلك الوصية وفي عصر السلطان عبدالحميد الثاني كثرت الثورات بدعم من روسيا والدول الأوروبية في البلقان واليونان وغيرها من الاقاليم العثمانية ولم تكتفي بذلك بل عملت على قيام دول نصرانية مستقلة

مثل رومانيا، وبلغاريا والصرب واليونان وبعد أن حقق العثمانيون انتصارات رائعة في البلقان استعدت روسيا للحرب ثم أعلنتها حرب لاهوادة فيها ضد الدولة العثمانية وانضمت رومانيا الى روسيا ودخل العثمانيون في حرب طاحنة

مع الروس، وعبرت الجيوش الروسية نهر الدانوب واستولت على بعض المدن التابعة للعثمانيين ومنها "تيرنوه" و"نيقولبلي بل" التي تقع في بلغاريا حالياً كما استولى الروس على بعض النقاط المهمة والمعابر المؤدية الى البلقان، وقام


صورللقوات العثمانية
السلطان عبدالحميد بتغيير كبير في قيادات الجيوش العثمانية للتصدي للغزو الروسي، وقد حاول الروس الاستيلاء على مدينة (بلفنه) التي تقع في بلغاريا حالياً وهي من أهم المعابر الى البلقان، ولكن القائد العثماني الشجاع الغازي

(عثمان باشا) تصدى لهم بكل شجاعة ، فردهم على أعقابهم منهزمين، فأعادوا الهجوم مرة أخرى بقوات أكثر كثافة ومع ذلك نجح ذلك القائد العثماني الفذ في التصدي للروس مرة أخرى، مما جعل السلطان العثماني يصدر مرسوماً خاصاً في الثناء على ذلك القائد.
وأمام هذا الصمود حاول الروس التغيير من سياستهم في الاستيلاء على هذه المدينة واتبعوا سياسة الحصار لها، وحاولوا منع الإمدادات من الوصول الى الجيوش العثمانية فيها، وفي الوقت نفسه عززوا قواتهم وحضر القيصر الروسي

بنفسه على المعركة القادمة وانضم أمير رومانيا الى روسيا وكان معه 100 ألف مقاتل، فأصبحت الكفة العسكرية في صالح الروس، حيث تجاوز عددهم 150 ألف مقاتل ففرضوا حصاراً على ثلاثة خطوط على القوات العثمانية، ومع هذا

فإن العثمانيين المحاصرين بقيادة عثمان باشا صمدوا صمود الابطال، ورغم أن عددهم كان قرابة 50 ألف مقاتل، فإنهم لم يكتفوا بذلك الصمود، بل أعدوا خطة رائعة لهجوم معاكس على خطوط العدو المحاصر لهم طالبين بذلك إما النصر وفك الحصار عنهم أو الشهادة.
وقاد عثمان باشا قواته التي انحدرت على الأعداء وهم يهللون ويكبرون ، فسقطت أعداد منهم شهداء على أيدي قوات الروس، ومع ذلك فقد تمكنوا من اختراق الخط الأول للمحاصرين والخط الثاني، واستولوا على المدافع فيه،

وأصيب القائد عثمان باشا ببعض الجراح عند الخط الثالث فسرت إشاعة قوية بين جنده باستشهاده ففت ذلك في عضدهم، وحاولوا الرجوع الى المدينة، ولكن بعض قوات الروس أصبحت بداخلها، وبذلك أصبح الجند العثمانيون في

العراء بين نيران العدو المختلفة، فأضطروا الى الاستسلام للقوات الروسية. وكان ذلك في عام 1294هـ أواخر سنة 1877م، وقد سلم القائد العثماني نفسه وهو جريح الى الروس الذين كانوا معجبين به ويشيدون بشجاعته

وإقدامه، حتى أن القائد العام للقوات الروسية قام بتهنئة عثمان باشا على دفاعه الرائع وأعاد له سيفه احتراماً لقدرته القتالية وصبره. وارسل عثمان باشا الى روسيا في شهر ديسمبر من نفس العام 1877م، واستقبله القيصر بكل مراسم الاحترام ولم يعامل "عثمان باشا" معاملة الأسير.

وقد شجعت تلك الانتصارات الروسية الصرب في البلقان على التحرك ضد العثمانيين وقامت جيوشهم بالهجوم على المواقع العثمانية هناك، فأشغلتهم عن الروس، الذين كانوا في الوقت نفسه يسعون لاحتلال مناطق جديدة. وبالفعل

تمكن الروس من الاستيلاء على صوفيا (عاصمة رومانيا حالياً) ولم يكتف الروس بهذا ، بل توجهوا جنوباً ناحية العاصمة العثمانية القديمة، ووصلوا الى مواقع لاتبعد سوى خمسين كيلومتراً عن استانبول ، وأصبح الموقف داخل الدولة العثمانية سيئاً الى أبعد الحدود.

وفي الوقت نفسه كانت تجري العديد من المعارك بين العثمانيين والروس في الجانب الآسيوي حيث وصل الروس الى الأناضول ، ومع ذلك تمكن العثمانيون من هزيمتهم ومطاردتهم داخل الأراضي الروسية، وانتصر العثمانيون بقيادة احمد

مختار باشا على الروس في أكثر من ست معارك، مما جعل السلطان عبدالحميد يصدر مرسوماً في الثناء عليه، وقد عاود الروس الهجوم في تلك المناطق مرة أخرى وتمكنوا سنة 1295هـ من إنزال الهزائم بالقوات العثمانية والاستيلاء على بعض المناطق في الأناضول نفسها.
وأمام تلك الهزائم العثمانية في أوروبا وفي آسيا اضطرت الدولة العثمانية للدخول في هدنة مع الروس وقبول المفاوضات معهم، حيث وقعت بين الطرفين معاهدة سان ستيفاس عام 1878م.
عقدت هذه المعاهدة في 3 مارس عام 1878م. ووقعها "صفوت باشا" عن الدولة العثمانية وهو يبكي. وكان لابد بالضرورة أن تحتوي هذه المعاهدة على شروط مجحفة بالدولة العثمانية.
يتبع...


التوقيع:
__________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم ونفعكم بكم، ووفقني وإياكم لما يحب ويرضى.
أبو عادل غير متواجد حالياً  
 

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الوجه الآخر للجمال.. رؤية إسلامية لكي وله المصريه25 ملتقى الأسرة والمجتمع 4 09-13-2015 06:58 AM
رؤية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في المنام. أبو عادل قسم فتاوى العلماء 13 03-04-2011 09:42 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة للمسلمين بشرط الإشارة لشبكة الكعبة الإسلامية
جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة الكعبة الإسلامية © 2018