تسجيل الدخول

قديم 10-04-2013, 01:46 PM   #1
انى احبكم فى الله

مشرف المرئيات الاسلامية

 
الصورة الرمزية انى احبكم فى الله
 
تاريخ التسجيل: Jun 2012
الدولة: مصر\ الاسماعيلية
المشاركات: 571
معدل تقييم المستوى: 12
انى احبكم فى الله will become famous soon enough
إرسال رسالة عبر ICQ إلى انى احبكم فى الله إرسال رسالة عبر AIM إلى انى احبكم فى الله إرسال رسالة عبر Yahoo إلى انى احبكم فى الله إرسال رسالة عبر Skype إلى انى احبكم فى الله
Post هل تعلم ما هى أنواع الأنساك

هل تعلم ما هى أنواع الأنساك


الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر





قلت: فإذا انتهى ممَّا يشرع للإحرام وعزَم على المسير يَنوِي الدخول في النُّسك الذي يختاره ويُلبِّي به، فلا بُدَّ من النيَّة مع التلبية، كما تواتَرَ عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - هو وأصحابه، أو سَوق الهدي، كما هو رواية عن أحمد وغيره، واختاره شيخ الإسلام، وقال: بل متى ما لبَّى قاصدًا للإحرام انعَقَد إحرامه باتِّفاق المسلمين، ولا يجبُ عليه أن يتكلَّم قبل التلبية بشيءٍ، فإنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم يشرعْ شيئًا من ذلك، ولا كان يتكلَّم بشيءٍ من ذلك، ولا كان يتكلَّم بشيءٍ من ألفاظ النيَّة، لا هو ولا أحدٌ من أصحابه، بل كان يقولُ: ((لبَّيْكَ عمرة وحجًّا))[1]، وكان يقول للواحد من أصحابه: ((بِمَ أهلَلْت؟))[2].



ويُخيَّر الشخصُ بين أنواع النُّسك الثلاثة وهي:

أ- التمتُّع:

وهو أنْ يحرم بالعُمرة وحدَها في أشهُر الحج: وهي شوال وذو القِعدة وذو الحجَّة، فيقول: لبَّيْك عُمرة، وإنما يقعُ التمتُّع فيا قبلَ غُروب الشمس يوم عرفة، والأحوَطُ له ألَّا يتمتَّع إذا ضاقَ الوقت.



فإذا وصَل مكَّة طافَ وسعى للعمرة، وحلق أو قصَّر، فإذا كان يوم التروية - وهو اليوم الثامن من ذي الحجَّة - أحرم بالحج وحدَه، وأتى بجميع أفعاله، ولا يُوصَف الناسك بالتمتع إلّا إذا أحرمَ بالعُمرة في أشهُر الحجِّ، أمَّا مَن أحرم بالعُمرة قبل أشهر الحج كرمضان فإنَّه يُقال عنه: معتمر، ولا يُقال: متمتِّع، وهكذا مَن أحرم بالحجِّ وحدَه في أشهر الحج يُقال له: مُفرِد، ولا يُقال له: مُتمتِّع.



ب- الإفراد:

وهو أنْ يُحرم بالحج وحدَه في أشهُر الحج، فيقول: لبيك حجًّا، فإذا وصَل مكَّة طافَ للقدوم، ثم سعَى للحَجِّ، ولا يحلق ولا يُقصِّر ولا يحلُّ من إحرامه، بل يبقى مُحرِمًا حتى يحلَّ منه بعدَ رمْي جمرة العقبة، والحلق يوم العيد، وإنْ أخَّر سعيَ الحج إلى ما بعد طَواف الحجِّ يوم العِيد أو بعده فلا بأس.



جـ- القِران:

وهو أنْ يحرم بالعُمرة والحج جميعًا فيقول: لبَّيْكَ عُمرة وحجًّا أو يحرم بالعُمرة أولاً ثم يدخل الحج عليها قبل الشُّروع في طَوافها، وعمل القارن كعمل المفرد، إلا أنَّ القارن يُلبِّي بالعُمرة والحج معًا، وعليه الهَدىُ شُكرًا لله تعالى؛ إذ يسَّر له العُمرة والحج عبادتين في سفرٍ واحد، والمفرد يُلبِّي بالحج وحدَه، وليس عليه هَدْيٌ.



ودليل التخيير بين هذه الأنساك الثلاثة ما رواه الشيخان في صحيحَيْهما من حديث عائشة - رضِي الله عنها - قالت: ((خرجنا مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عام حجَّةِ الوَداع، فمنَّا مَن أهلَّ بعُمرةٍ، ومنَّا مَن أهلَّ بحجٍّ وعُمرةٍ، ومنَّا مَن أهلَّ بالحجِّ...))[3] الحديث.



وفي صحيح مسلم عنها - رضِي الله عنها - قالت: خرَجْنا مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: ((مَن أراد منكُم أنْ يهلَّ بحجٍّ وعُمرة فليفعلْ، ومَن أراد أنْ يهلَّ بحجٍّ فليهل، ومَن أراد أنْ يهلَّ بعمرة فليهل)) الحديث[4].



وقد حكى النووي وابنُ قدامة وغيرهما - رحمهم الله تعالى - إجماعَ العلماء على جَواز الأنْساك الثلاثة.



الأفضل من هذه الأنساك:

1- إنْ تيسَّر للشخص أنْ يأتي بالهدْي معه من بلده دُون حرجٍ ومشقَّة، أو من الطريق ولو من أدنى الحلِّ وأراد عُمرةً وحجًّا في أشهُر الحج في سفرةٍ واحدة، فإنَّ القِران أفضل له؛ لأنَّ هذا هو النُّسك الذي أحرَمَ به النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ؛ فقد اختاره الله له ولم يكنِ الله ليختار للنبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلا الأفضَل.



2- فإنْ تعذَّر سَوقُ الهدْي، أو صار فيه حرجٌ ومشقة - كما هو الحال في هذا الزمان - فالتمتُّع أفضل له، فإنَّه هو الذي اختارَه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - - لمن لم يّسُقِ الهدْي من أصحابه آخِر الأمر، وأمرَهم به وحثَّهم عليه، وتمنَّى أنَّه لم يسق الهَدي حتى يحلَّ من إحرامه بعد العُمرة، ليَصِير مُتمتِّعًا مثلهم؛ موافقةً لأصحابه وتطييبًا لقُلوبهم لما تبيَّن له ما في نُفوسهم من كراهية أنْ يحلُّوا من إحرامهم بعُمرة، وهو - صلَّى الله عليه وسلَّم - باقٍ على إحْرامه كما في حديث جابر - رضِي الله عنه - قال: ((أمَرَنا - يعني: النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - - لما قدمنا مكة أنْ نحلَّ من إحْرامنا ونجعَلها عمرةً، فكَبُرَ ذلك علينا وضاقَتْ به صُدورنا))[5].



وحديثُ ابنِ عباسٍ: ((فأمرهم أنْ يجعلوها عمرةً، فتَعاظَمَ ذلك عِندهم، وقالوا: يا رسول الله، أيُّ الحلِّ؟ قال: ((الحلُّ كلُّه))[6]، فكبُر عليهم أنْ يحلُّوا، وهو - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم يحلَّ وثقل التَّمتُّعُ عليهم؛ لأنَّهم لم يسبقْ لهم أن تمتَّعوا مع الحج، فقال تطييبًا لقلوبهم: ((لولا أنَّ معي الهدي لأحللت))[7]، وقال: ((لو استقبلتُ من أمري ما استَدبرتُ لما سُقتُ الهدي ولجعلتُها عمرةً))[8].



وفي روايةٍ: ((افعَلُوا ما أمرتُكم به؛ فلولا أنِّي سُقت الهدي لفعلتُ مثل الذي أمرتُكم، ولكن لا يحلُّ منِّي حرامٌ حتى يبلغ الهدي محِلَّه))[9]، ففعَلُوا.



وقال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - في التفصيل بين أنواع النسك -:

((التحقيق أنَّه يتنوَّع باختلاف حال الحاجِّ:

فإنْ كان يُسافِرُ سفرةً للعُمرة، وللحجِّ سفرة أخرى أو يسافر إلى مكَّة قبل أشهر الحج، ويعتمر ويقيم بها، فهذا الإفراد أفضلُ له باتِّفاق الأئمَّة.



وأمَّا إذا فعل ما يفعَلُه غالبُ الناس، وهو أنْ يجمَعَ بين العُمرة والحج في سفرةٍ واحدة، ويقدم مكَّة في أشهُر الحج، فهذا إنْ ساقَ الهدي فالقِران أفضل.



وإنْ لم يَسُقِ الهدي - يعني: وجمع بين العُمرة والحج، وقدم مكة في أشهُر الحج - فالتحلُّل من إحْرامه بعُمرةٍ أفضل له، وهو التمتُّع.



فإنَّه قد ثبَت بالنُّقول المستفيضة التي لم يختلفْ في صحَّتها أهلُ العِلم بالحديث أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لما حَجَّ حَجَّةَ الوَداع هو وأصحابه أمَرَهُم أنْ يحلُّوا من إحْرامهم ويجعَلُوها عمرةً، إلا مَن ساقَ الهدْي فإنَّه أمرَه أنْ يَبقَى على إحْرامه حتى يبلُغ الهدْي محلَّه يوم النَّحر.



قلت: وممَّا رجَّح به أهلُ العلم التمتُّع:

1- أنَّ الله تعالى نصَّ عليه في القُرآن.



2- وأنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أمَر به مَن لم يَسُقِ الهدي من أصحابه لما طافوا وسعوا أنْ يجعَلُوها عمرةً، وتأسف أنَّه لم يُوافِقْهم لكونه ساقَ الهدْي، وهو - صلَّى الله عليه وسلَّم - لا يختارُ لهم فيَأمُرهم إلَّا بالأفضل، ولا يتأسَّف إلا على الأفضل.



وأحاديث التمتُّع متواترةٌ رَواها أكابرُ الصحابة.



3- ولإتيانه بأفعالهما كاملةً على وجْه اليُسر والسُّهولة.



قال الترمذي - رحمه الله -: ((وأهلُ الحديث يختارون التمتُّع بالعُمرة إلى الحج، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق)).



النُّسك الذي أهلَّ به النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -:

تقدَّمت الإشارة فيما سبق إلى أنَّ القِران (وهو الجمع بين العُمرة والحج بتلبية وبإحرام واحد دون فصلٍ بينهما بتحلُّل) هو النُّسك الذي أهلَّ به النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فهو النُّسك الذي اختاره الله له؛ فإنَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - ساقَ الهدْي معه من المدينة، وهذا هو الذي منَعَه - صلَّى الله عليه وسلَّم - من التحلُّل بالعُمرة، وأنْ يفعل مثلَ الذي أمرَ به أصحابه.



وقد دلَّ على ذلك أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما؛ فعن ابن عمر - رضي الله عنهما -: ((أنَّه - يعني: النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - - قرَن الحجَّ إلى العُمرة))؛ متفق عليه، وقال عمران ابن حصين - في مرضه الذي تُوفِّي فيه - لمطرف: ((اعلم أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قد جمَع بين حجٍّ وعمرةٍ))؛ رواه مسلم[10].



وفي البخاري عن عمر بن الخطاب - رضِي الله عنه - قال: سمعت النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بوادي العقيق يقول: ((أتاني آتٍ من ربِّي فقال: صَلِّ في هذا الوادي المبارك، وقُلْ: عمرة في حجَّة))[11].



وعند مسلم عن أنس - رضِي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أهلَّ بهما جميعًا: ((لبيك عمرةً وحجًّا، لبَّيك عمرةً وحجًّا))[12].



صفة التلبية وما ينبغي لها:

ثبَت في الصحيحين عن عبدالله بن عمر - رضِي الله عنهما - أنَّ تلبية النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لبيك اللَّهمَّ لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنَّ الحمدَ والنعمةَ لك والمُلك، لا شريكَ لك))[13].



وقد أجمَعَ المسلمون على لفظ التلبية في حديث ابن عمر - كما حَكاه غير واحد - واختلفوا في الزيادة عليه؛ مثل ما روي عن عمر وابنه - رضِي الله عنهما - أنهما كانا يزيدان: ((لبيك وسعدَيْك، والخير بيديك، لبيك والرَّغباء إليك والعمل))، فكَرِهَها بعضُ أهلِ العِلم وأجازَها طائفةٌ منهم واستحبَّها آخَرون.



ولعلَّ الذي يترجَّح - والله أعلم - الجوازُ؛ لأنَّه ثبت في صحيح مسلم عن جابر - رضِي الله عنه - وذكر تلبية النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((وأهلَّ الناسُ بهذا الذي يهلُّون به - يعني: من الزيادة على تلبيته - صلَّى الله عليه وسلَّم - - فلم يردَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - شيئًا))[14]، فهذا يدلُّ على جَواز الزيادة التي أقرَّهم عليها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فهذا من السُّنَّة التقريريَّة وهي أحدُ أنواع السُّنَّة لكن الاقتصار على تلبية النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أفضل.



وممَّا ينبغي أنْ يُعلَم:

1- أنَّ التلبية هي إجابةُ دعوة الله تعالى لخلقه حين دَعاهم إلى حجِّ بيته على لسان خليله إبراهيم، ففيها ما يُشعِرُ بإكرام الله لعِباده بأنْ كان إيفادهم باستِدعاءٍ منه - عزَّ وجلَّ - في قوله: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾ [الحج: 27]، فإنَّ معنى: ((لبيك اللَّهم لبيك))؛ أي: إجابةً لك بعد إجابةٍ، أو أنا مقيمٌ على طاعتك وإجابة دعوتك وأمرك لنا بالحج؛ فإنَّ الملبِّي هو المستسلِمُ المنقاد لداعيه.



2- وأنَّها شعار الحج؛ ففي الحديث: ((أفضلُ الحجِّ العجُّ والثجُّ))[15].



والعج: هو رفع الصوت بالتلبية، والثج: إراقة دِماء الهدي؛ ولهذا يُستحبُّ رفع الصوت بها من الرجال ما لم يُفْضِ إلى مَشقَّةٍ تأسِّيًا بالنبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأصحابه؛ ولأنَّها شعار الحج، وليُقتدى به.



وقال أبو حازم: ((كان أصحاب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لا يبلغون الرَّوْحاء حتى تبحَّ حلوقهم من التلبية)).



وفي الموطأ والسنن عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((أتاني جبريلُ فأمرني أنْ آمُرَ أصحابي أنْ يرفَعُوا أصواتهم بالإهلال))[16]؛ يعني: التلبية.



ولفظ الموطأ: ((أنْ آمُر أصحابي، أو من معي أنْ يرفَعُوا أصواتهم بالتلبية أو بالإهلال))[17].



ولأحمد وابن ماجه وصحَّحه ابن حبان عن زيد بن خالد - رضِي الله عنه - مرفوعًا: ((أتاني جبريلُ فقال: إنَّ الله يأمُرك أنْ تأمُر أصحابك أنْ يرفعوا أصواتهم بالتلبية؛ فإنَّها من شعائر الحج))[18].



3- وأنَّه يستحبُّ الإكثار من التلبية والاستمرار حالَ الإحرام، فلا يقطعها في العُمرة إلا عند الشُّروع في الطواف، ولا يقطعها في الحج إلا إذا شرع في رمْي جمرة العَقَبة، كما دلَّت على ذلك الأحاديث الصحيحة عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة: ((استحباب الإكثار من التلبية عند اختلاف الأحوال، وتستحبُّ في مكة، والبيت، وسائر مساجد الحرم، كمسجد منى وعرفات؛ لأنها مواضع النُّسك، وتتأكَّد دُبر الصلوات المكتوبات، ولو في غير جماعةٍ.



رُوِي عن جابر - رضِي الله عنه - قال: ((كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُلبِّي في حجَّته إذا لقي راكبًا أو علا أكمةً أو هبط واديًا، وفي أدبار الصَّلوات المكتوبة، وفي آخِر الليل)).



قلت: وروَى الشافعيُّ عن ابن عمر - رضِي الله عنهما - أنَّه كان يُلبِّي راكبًا ونازلاً ومُضطجعًا، وروَى ابن أبي شيبة عن ابن سابطٍ قال: ((كان السلف يستحبُّون التلبية في أربعة مواضع: في دُبر الصلوات، وإذا هبطوا واديًا أو علوه، وعند التِقاء الرفاق)).



وثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس - رضِي الله عنهما - عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((أمَّا موسى كأنِّي أنظُر إليه إذا انحدَر في الوادي يُلبِّي))[19].



فينبغي الإكثارُ من التلبية خُصوصًا عند تغيُّر الأحوال والأزمان؛ إذا علا مرتفعًا أو هبط منخفضًا، وعند الدُّخول والخروج، والرُّكوب والنُّزول، وإقبال الأوقات وإدبارها، وعند تَلاقِي جموع الناس في الطُّرقات، فإنَّ الأشغال بالتلبية ورفْع الصوت بها من الرجال إعلانًا للتوحيد وتعظيمًا لتلك الشعيرة، وشغلاً للوقت بالذكر، واشتغالاً عمَّا لا يفيد أو يضر من الكلام.



واستحبَّ بعض أهل العِلم الدعاءَ بعد التلبية والصلاة على النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ؛ لأنَّه موضعٌ يُشرَع فيه ذكر الله تعالى، فشُرِعت فيه الصلاة على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كالصلاة والأذان، وقد روى الدارقطني وغيره: ((كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا فرَغ من تلبيةٍ سأل الله الجنَّة واستعاذَ برحمته من النار))[20].



الاشتراط في الإحرام:

إذا خافَ المحرم ألَّا يتمكَّن من أداء نُسُكِه لعارضٍ من مرَضٍ، أو مطَر، أو غلَب على ظنِّه أنْ يُمنع من قبل ولاة الأمر بسبب الإجراءات النظاميَّة، ونحو ذلك من العوائق، يستحبُّ له أنْ يشترط عند الإحرام، فيقول ما ورد في الحديث: ((لبيك اللَّهم لبيك ومحلِّي من حيث حبستني))؛ رواه الترمذي وغيره وصحَّحه[21].



وفي الصحيحين عن ابن عباس - رضِي الله عنهما -: أنَّ ضباعة بنت الزبير قالت: يا رسول الله، إنِّي أريدُ الحجَّ وأنا شاكيةٌ - أي: مريضة - فقال لها النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((حجِّي واشترطي أنَّ محلي حيث حبَسْتَني))[22].



ولأحمد قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((فإنْ حُبست - يعني: مرضت - فقد حللت من ذلك بشرطك على ربِّك))[23]، فمتى حُبِسَ عن الحجِّ بمرضٍ أو عدوٍّ أو مطرٍ أو نظامٍ، حلَّ من إحرامه، ولا شيءَ عليه، وهذه فائدةُ الاشتراط عند الإحرام.



أمَّا مَن لا يخاف من عائقٍ يَعُوقُ عن أداء الحجِّ أو العُمرة، فإنَّه لا ينبغي له أنْ يشترط؛ لأنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم يشترطْ ولم يأمُرْ به إلا مَن كان مريضًا.


__________________
اُشهد اللهٌ إني اُحبكم فى الله
وأسال الله أن يرزقنا الإخلاص في القول و العمل
و أن يستعملنا في ما يحب و يرضى .. آمين .. آمين .. آمين





انى احبكم فى الله غير متواجد حالياً  
قديم 09-26-2015, 08:52 PM   #2
ابو نضال
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 2,255
معدل تقييم المستوى: 11
ابو نضال is on a distinguished road
افتراضي رد: هل تعلم ما هى أنواع الأنساك



بسم الله الرحمن الرحيم



بارك الله بك على هذا الطرح القيم
كان موضوعك رائعا بمضمونه

لك مني احلى واجمل باقة ورد




وجزاك الله خيرا وغفر لك ولوالديك وللمسلمين جميعا



لا اله الا الله محمد رسول الله


ابو نضال غير متواجد حالياً  
إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحج على جميع الأنساك الثلاثة فما حكم هذا المعتقد؟ أبو عادل الحج والعمره 3 09-26-2015 08:14 PM
أنواع الحج أبو عادل الحج والعمره 3 09-26-2015 08:12 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة للمسلمين بشرط الإشارة لشبكة الكعبة الإسلامية
جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة الكعبة الإسلامية © 2018