|
منتدى الحديث وعلومه علم مصطلح الحديث ،الأحاديث الصحيحة والضعيفة ،الفوائد الحديثية ،علم الجرح والتعديل ،علم العلل |
إضافة رد |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-06-2017, 04:22 PM | #1 |
عضو
تاريخ التسجيل: May 2013
المشاركات: 19
معدل تقييم المستوى: 0 |
شرح أدعـــية النبي صلى الله عليه و سلم -من السنة النبوية
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد و على آله و صحبه وسلم تسليما كثيرا شرح أدعـــية النبي صلى الله عليه و سلم -من السنة النبوية يا من تريد الزوجة الصالحة .. يا من تريد الذرية الطيبة .. يا من تريد المسكن الواسع .. يا من تريد العيشة النقية .. يا من تريد الستر في الدنيا و الآخرة يا من تريد أن تعيش بخير و تموت بخير و ترزق حسن الخاتمة .. يا من تريد أن يكفيك الله شر الحاسدين و الحاقدين و الماكرين .. يا من تريد خيري الدنيا و الآخرة .. يا من تريد أن يكفيك الله شرور الدنيا و الآخرة .. في الأدعية القرآنية و النبوية ما تبحث عنه .. فتدبر معانيها و رددها أخي في يومك و ليلك حتى تنال البركات و تُدفع النقمات و يرضى عنك ذو الجلال ..... مما نعلمه أن للدعاء أهمية كبرى و ثمرات جليلة و فضائل عظيمة و ان الدعاء طاعة لله و عبادة و سلامة من الكبر . يقول الله عز و جل: (ادعوني استجب لكم) (غافر:60) و عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك). و الجوامع هي التي لفظها قليل ومعناها كثير، فهي قليلة المبنى واسعة المعنى، هذه هي جوامع الكلم، وهكذا كانت أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم. فالأولى للمسلم عندما يدعو أن يحرص على أدعية الرسول عليه الصلاة والسلام، ويعرف هذه الأدعية وما كان يدعو به ويأتي به، هذا هو الأولى وهذا هو الذي ينبغي له؛ لأن الإنسان إذا أتى بأدعية من عند نفسه قد يكون فيها تجاوز، وقد يكون فيها أمر منكر، وقد يكون فيها أمر محرم، وقد يكون فيها أمر شاذ. و عليه أحببت أن أضع بين أيديكم مجموعة من الأدعية المتواترة عن رسول الله صل الله عليه و سلم ، مع بيان فضلها و شرحها و ما ورد فيها من البشائر والخيرات. أسال الله أن ينفعني و إياكم بهذا العمل وأن يجعلنا ممن يستمعـون القول فيتبعون أحسنه. ويجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريـم. هذا كتاب رائع في هذا الباب أرجو من الجميع تحميله كما أرجو من الجميع قراءة هذه الشروح للأدعية المباركة لأبائكم و أمهاتكم و إخوانكم و.....و نقل هذا الموضوع في المنتديات و شروحات الأدعية في مواقع التواصل الإجتماعي ..فالدال على الخير كفاعله و الخير كل الخير في تعلم الأدعية النبوية و تعليمها كتاب اللآلئ الزكية في شرح الأدعية النبوية -تقديم العلامة شعيب الأرناؤوط أرجو التثبيت التعديل الأخير تم بواسطة الفاروق ; 03-06-2017 الساعة 04:37 PM |
03-06-2017, 04:33 PM | #2 |
عضو
تاريخ التسجيل: May 2013
المشاركات: 19
معدل تقييم المستوى: 0 |
رد: شرح أدعـــية النبي صلى الله عليه و سلم -من السنة النبوية
التعوذ من زوال النعم
تعوذ نبوي عظيم لا تتركه اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ))([1]). المفردات: قوله: (من زوال نعمتك): النعمة: كل ملائم تحمد عاقبته، أي النعم الظاهرة والباطنة؛ لأنه مفرد مضاف يفيد العموم. قوله: (تحوّل عافيتك): أي تبدل العافية بضدها من عافية إلى مرض وبلاء, والفرق بين الزوال والتحوّل, أن الزوال: ذهاب الشيء من غير بدل. والتحوّل: إبدال الشيء بالشيء كإبدال الصحة بالمرض، والغنى بالفقر. قوله: (فجاءة نقمتك): الفجأة: البغتة، والنقمة: العقوبة. (وجميع سخطك): السخط: الكراهية للشيء، وعدم الرضا به، وهي صفة من صفات اللَّه الفعلية العظيمة التي تليق به جلّ وعلا، ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾. الشرح: قوله: (اللَّهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك): أي يا اللَّه إني ألتجئ إليك من ذهاب جميع نعمك الظاهرة والباطنة، الدنيوية والأخروية ما علمتها، وما لم أعلمها؛ لأن نعمك لا تُحصى، ولا تُعدُّ ((استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من زوال نعمته؛ لأن ذلك لا يكون إلا عند عدم شكرها))، فتضمّنت هذه الاستعاذة المباركة التوفيق لشكر النعم، والحفظ من الوقوع في المعاصي؛ لأنها تزيل النعم، قال اللَّه سبحانه وتعالى ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾. وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّه لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾. وقال جلّ شأنه: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾. قوله: (وتحول عافيتك): أي أعوذ بك يا اللَّه من تبدّل العافية التي أعطيتني إياها، وهي السلامة من الأسقام والبلاء والمصائب، إلى الأمراض والبلاء، فتضمّنت أيضاً هذه الاستعاذة سؤال اللَّه دوام العافية وثباتها، والاستعاذة به عز وجل من تحوّل العافية؛ لأن بزوالها تسوء عيشة العبد، فلا يستطيع القيام بأمور دنياه ودينه، وما قد يصاحبه من التسخط وعدم الرضا وغير ذلك . قوله: (وفجأة نقمتك): أي أعوذ بك من العقوبة، والانتقام بالعذاب مباغتة، دون توقع وتحسب، وخُصَّ فجاءت النقمة بالاستعاذة؛ لأنها أشد و أصعب من أن تأتي تدريجياً، بحيث لا تكون فرصة للتوبة. قوله: (وجميع سخطك): أي ألتجئ وأعتصم إليك أن تعيذني من جميع الأسباب الموجبة لسخطك جلّ شأنك؛ فإنّ من سخطت عليه فقد خاب وخسر، ولو كان في أدنى شيء، وبأيسر سبب؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ((وجميع سخطك))، فهي استعاذة من جميع أسباب سخطه سبحانه وتعالى من الأقوال والأفعال والأعمال، ((وإذا انتفت الأسباب المقتضية للسخط حصلت أضدادها وهو الرضى)). ([1]) أخرجه مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب أكثر أهل الجنة الفقراء، وأكثر أهل النار النساء، وبيان الفتنة بالنساء، برقم 2739. ([2]) الفتوحات الربانية، 3/ 630. ([3]) تحفة الذاكرين، ص 421. ([4]) سورة الشورى، الآية: 11. ([5]) النهاية، ص 322. ([6]) سورة إبراهيم، الآية: 7. ([7]) سورة الرعد، الآية: 11. ([8]) سورة الشورى، الآية: 30. ([9]) الفتوحات الربانية، 3/ 631. يتبع إن شاء الله |
03-06-2017, 04:43 PM | #3 |
عضو
تاريخ التسجيل: May 2013
المشاركات: 19
معدل تقييم المستوى: 0 |
رد: شرح أدعـــية النبي صلى الله عليه و سلم -من السنة النبوية
التعوذ من جهد البلاء تعوذ نبوي عظيم لا تتركه اللهمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ))([1]). المفردات: قوله: (جهد البلاء): الجَهد بالفتح هو كل ما يصيب المرء من شدة ومشقة، وبالضم ما لا طاقة له بحمله، ولا قدرة له على دفعه . قوله: (درك الشقاء) الدَّرَك: اللحوق والوصول إلى الشيء، والشقاء، هو الهلاك، أو ما يؤدي إلى الهلاك، وهو نقيض السعادة . قوله: (سوء القضاء): ما يسوء الإنسان ويحزنه، ويوقعه في المكروه من الأقضية المُقدَّرة عليه . قوله: (شماتة الأعداء): فرحة الأعداء ببلاء يُصيب العبد([2]) . الشرح: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من هذا الدعاء، وأمر به أيضاً فدلّ على شدّة أهمّيته، والعناية به لما احتواه من عظيم الاستعاذات، وشمولها، في أهمّ المهمّات، في أمور الدين والدنيا والآخرة . قوله: (اللَّهم إني أعوذ بك من جهد البلاء): اللَّهمّ أجرني من شدّة البلاء ومشقّته، والذي ما لا طاقة لي بحمله، ولا أقدر على دفعه، سواء كان هذا البلاء جسدياً كالأمراض وغيرها، أو كان بلاء معنوياً ذِكرياً كأن يُسلِّط عليَّ من يؤذيني بالسبّ والشتم والغيبة والنميمة والبهتان وغير ذلك، فهذه استعاذة من جميع البلاءات بشتى أنواعها وأشكالها . قوله: (ودَرَك الشقاء): وأجرني من أن يلحقني مشقّة، وهلكة في دنياي، في نفسي، وأهلي، ومالي، وفي آخرتي، من عقوبة وعذاب بما اقترفته بسبب الذنوب والآثام . قوله: (وسوء القضاء) هو ما يسوء الإنسان ويحزنه أو يوقعه في المكروه من القضية المقدّرة عليه، وهو شامل في الدين، والدنيا، في النفس، والأهل، والمال، والولد، والخاتمة، وهذه الاستعاذة تتضمّن الحفظ في كل الأمور المذكورة . والاستعاذة من سوء القضاء لا يخالف الأمر بالرضا بالقضاء؛ فإن الاستعاذة منه من قضاء اللَّه سبحانه وتعالى وقدره، والتي شرعها لنا وجعلها سُنّة لعباده؛ لهذا يجب أن يعلم أن القضاء باعتبار العباد ينقسم إلى قسمين: خير وشر، فشرع لهم سبحانه الدعاء بالوقاية من شره، والاستعاذة منه، فهذا في القضاء المقضي المخلوق، أما قضاء اللَّه الذي هو حكمه وفعله، فكلّه خير لا شرّ فيه أبداً . كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ((والشر ليس إليك)) . لكماله جلّ وعلا من كل الوجوه، فلا يدخل الشرّ في صفاته ولا في أفعاله، ولا يلحق في ذاته جلّ وعلا . قوله: (شماتة الأعداء): فرح الأعداء بما ينزل على الشخص من مكروه، وسوء ومحنة، فينكأ القلب عندها، ويحزن، ويبلغ من النفس أشدّ مبلغ، وقد يؤدّي إلى العداوة والبغضاء والحقد، وقد يُفضي إلى استحلال ما حرّمه اللَّه تعالى من القتال والانتقام والتعدي والظلم؛ لهذا أستعيذ منه لخطورته. فدلّ هذا الدعاء الجليل على أنه من جوامع الكلم التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم الذي جمع الاستعاذة من جميع الشرور في الدين والدنيا، فاعتن بهذا الدعاء العظيم في ليلك ونهارك، وفي سفرك وحضرك، حتى تكون في حفظ اللَّه وعصمته من جميع شرور الدنيا والآخرة. ([1]) البخاري، كتاب الدعوات، باب التعوذ من جهد البلاء، برقم 6347، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره، برقم 2707، ولفظه: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء،وشماتة الأعداء)). ([2]) انظر: الفتوحات الربانية، 3/ 626. ([3]) فيض القدير، 5/ 201، 3/ 256، الفتوحات الربانية، 3/ 626. ([4]) مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، برقم 771. |
03-07-2017, 05:08 PM | #4 |
عضو
تاريخ التسجيل: May 2013
المشاركات: 19
معدل تقييم المستوى: 0 |
رد: شرح أدعـــية النبي صلى الله عليه و سلم -من السنة النبوية
تعوذ نبوي عظيم لا تتركه (التعوذ من شــــر الحـــواس) اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي ([1]). الشـــرح: قوله: ((اللَّهم إني أعوذ بك من شرِّ سمعي)): يا اللَّه، إني أعوذ بك من كل ما حرَّمت السماع منه ولا ترضاه: كالشرك، والكفر، والغيبة، [والنميمة، والكذب]، والزور، والبهتان، والمعازف، أو بأن لا أسمع إلاَّ الحق من ذكر ونصح وموعظة . قوله: ((ومن شرّ بصري)): كي لا أرى شيئاً لا ترضاه من المحرمات من النساء، والمُرد من الصبيان، ومنه النظر على وجه الاحتقار لأحد من الخلق، أو أهمل النظر والاعتبار في المخلوقات العجيبة في الأرض والسماء. قوله: ((ومن شرِّ لساني)): أعذني من كلّ محرّم أنطقه بلساني، كالكذب، والغيبة، والنميمة، والسبّ، والقذف، وغيره من المحرّمات؛ فإن اللسان أكثر الخطايا والمهالك فيه . والاستعاذة من شرِّ اللسان يتضمّن نقيضه بأن لا ينطق إلا الحق كالذكر، والثناء عليك، والشكر على نعمتك وآلائك، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ولا أتكلّم فيما لا يَعنيني، والسكوت عما يُغنيني، وحفظ اللسان من اللغو، واللَّهو، والباطل . قوله: ((ومن شرِّ قلبي)): أعذني من كل شرٍّ من السيئات في قلبي، كالنفاق، والحسد، والحقد، والرياء، والكبر، وسوء الظن، ومن الاعتقادات الفاسدة، ومن حُبّ الدنيا من الشهوات والشبهات. قوله: ((ومن شر منييِّ)): أي من شرِّ فرجي، بأن أوقعة في غير محلّه من الزنى، واللواط، والاستمناء، وغير ذلك من المحرّمات، أو يوقعني في مقدمات الزنى من النظر، واللمس، والمشي، والعزم، وأمثال ذلك؛ فإن شهوة الفرج من أعظم ما ابتُلي به الإنسان، فقد تؤدي إلى المسالك الرديئة، وإلى المهالك البعيدة، وخاصّة في هذا الزمان، مع كثرة دعاة الفتن والفساد، [وكثرة دواعيه]، وانتشارها، وكثرة وسائلها، وسهولة حصولها في كل مكان [إلاّ من رحمه الله تعالى] . ولا يخفى بتخصيص الاستعاذة من هذه الجوارح لما فيها من مناط الشهوة، ومثار الّلذة؛ ولأنها أصل كل شرٍّ وقاعدته ومنبعه؛ فإن اللَّه الحكيم جلّ قدره خلق هذه الآلات والحواس للانتفاع بها في منابع الخير، كالطاعات، وسبل الخيرات، والتأمّل في الآفاق من عجائب [قدرة عز وجل]، واستعمالها في الوقاية من الشرور والمعاصي، المؤدّية إلى الهلكات في الدنيا والآخرة. ([1]) أبو داود، أبواب الوتر، باب في الاستعاذة، برقم 1551، والترمذي، كتاب الدعوات، باب حدثنا أحمد بن منيع، برقم 3492، والنسائي، كتاب الاستعاذة، باب الاستعاذة من شر السمع والبصر، برقم 5470، وفي السنن الكبرى له، 4/ 446، ومسند أحمد، 24/ 304، برقم 15541، وغيرهم. وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 3/166، وصحيح النسائي، 3/1108. |
03-11-2017, 09:39 AM | #5 |
عضو
تاريخ التسجيل: May 2013
المشاركات: 19
معدل تقييم المستوى: 0 |
رد: شرح أدعـــية النبي صلى الله عليه و سلم -من السنة النبوية
يا من تريد الزوجة الحسنة و المسكن الواسع و الرزق الواسع و العافية و الولد البار و ..... يا من تريد الجنّة و الوقاية من النار و تيسير الحساب و الأمن من الفزع الأكبر نصيحة أخوية إلزم هذا الدعاء دعاء نبوي عظيم ((اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ))([1]). المفردات: ((اللَّهم)): يا اللَّه: ولا تستعمل هذه الكلمة إلا في الطلب، فلا يقال اللَّهم غفور رحيم، وإنما يقال: اللَّهم اغفر لي، وارحمني .. ونحو ذلك. ((ربنا)): معنى الرب: هو المالك، والسيد , والمدبر, والمربي, والمنعم, والمتصرف للإصلاح, ولا يستعمل الرب لغير اللَّه إلا بالإضافة، نحو: رب الدار, ورب البيت([2]). الشرح: هذه أول الدعوات النبوية الجليلة في كتاب المؤلف حفظه اللَّه تعالى ووفقه، بدأ بها لأنها كانت أكثر دعوات النبي صلى الله عليه وسلم فقد جاءت هذه الدعوة في كتاب اللَّه بلفظ: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً﴾([3]). وجاءت بالسنة بزيادة ((اللَّهم))، فأصبح اللفظ: ((اللَّهم ربنا))، ولم يأت مثل هذا اللفظ الجليل في القرآن العظيم: ((اللَّهم ربنا)) إلا في دعوة عيسى عليه السلام : ﴿اللَّهمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ﴾([4]). فنادى اللَّه تعالى بهذا اللفظ مرتين: مرة بوصف الألوهية ((اللَّهم)) الجامعة لجميع الكمالات من الأسماء والصفات، ومرةً بوصف الربوبية ((ربنا)) المنبئة عن التربية والإنعام، إظهاراً لغاية التضرع، ومبالغة في الدعاء استعطافاً لله تعالى ليجيب الدعاء([5])، و ذلك لعظم هذه الدعوة؛ لما فيها من جزيل المعاني، وعظيم المطالب والمقاصد، فقد جمعت معاني الدعاء كلِّه من خيري الدنيا والآخرة، [وفيها الالتجاء إلى اللَّه تعالى، وطلب الوقاية من عذاب النار، التي هي أعظم الشرور بأوجز لفظ، وهذا من جوامع الكلم التي أعطيها نبينا صلى الله عليه وسلم جاءت بها الشريعة العظيمة المطهرة. ]آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً[: سؤال من خير الدنيا كله بأوجز لفظ وعبارة، فجمعت هذه الدعوة كل خير يتمناه العبد، ((فإنّ الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي، من عافية، ودارٍ رحبةٍ، وزوجةٍ حسنةٍ، ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنيءٍ، وثناء جميل، إلى غير ذلك))([4]). ]وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً[: أما ((الحسنة في الآخرة فلا شك أنها الجنة؛ لأن من لم ينلها يومئذٍ فقد حُرم جميع الحسنات))([5])، فهي أعلى حسنة، ويدخل في حسنات الآخرة كذلك: ((الأمن من الفزع الأكبر في العرصات، وتيسير الحساب))([6])، وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة. ]وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ[: ((وهذا يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا، من اجتناب المحارم والآثام، وترك الشبهات والحرام))([7])، وتتضمن هذه الوقاية أيضاً ((ألاّ يدخل النار بمعاصيه، ثم تخرجه الشفاعة))([8])، ثم بين ـ علو درجتهم، وبعد منزلتهم في الفضل، كما دلّ على ذلك اسم الإشارة (أولئك) ]أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ[([9]). ولما كان هذا الدعاء المبارك الجامع لكل معاني الدعاء من أمر الدنيا والآخرة، كان أكثر أدعيته كما أخبر بذلك أنس أنه قال: كان أكثر دعاء النبي ([10 ]). واقتدى بذلك أنس ، فكان لا يدعه في أي دعاء يدعو به([11])، وقد طلب منه بعض أصحابه أن يدعو لهم، فدعا لهم بهذه الدعوة المباركة، ثم قال: ((إذا آتاكم اللَّه ذلك فقد آتاكم الخير كله))([12]).
([1]) البخاري، كتاب التفسير، باب ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً﴾، برقم 4522، ورقم 6389، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل الدعاء باللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، برقم 2690. ([2]) النهاية، 2/ 179. ([3]) سورة البقرة، الآية: 201. ([4]) سورة المائدة، الآية: 114 ([5]) تفسير أبي السعود، 2/ 340، والضوء المنير، 2/ 472 ([6]) تفسير ابن كثير، 1/ 343. ([7]) ابن جرير الطبري، 1/ 553. ([8]) ابن كثير، 1/ 342. ([9]) المصدر السابق. ([10]) تفسير القرطبي، 1/ 786. ([11]) سورة البقرة، الآية: 202. ([12]) انظر: صحيح البخاري، كتاب الدعوات، باب قول النبي صلى الله عليه و سلم : (ربنا آتنا في الدنيا حسنة)، 8/ 83، برقم 6398، ومسلم، كتاب العلم، باب فضل الدعاء باللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، 4/ 2070، برقم 2690. ([13]) صحيح مسلم، كتاب العلم، باب فضل الدعاء باللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، 4/ 2070، برقم 2690. ([14]) فتح الباري، 11/ 229. التعديل الأخير تم بواسطة الفاروق ; 03-11-2017 الساعة 09:44 AM |
03-13-2017, 12:12 PM | #6 |
عضو
تاريخ التسجيل: May 2013
المشاركات: 19
معدل تقييم المستوى: 0 |
رد: شرح أدعـــية النبي صلى الله عليه و سلم -من السنة النبوية
دعاء نبوي عظيم من كرره عاش بخير و مات بخير و أحسن الله خاتمته ! اللهمّ أحْسِنْ عَاقِبَتَنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، وَأجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخِرَةِ[1] المفردات: ((الخزي)): هو الذلّ والهوان([2]) . ويأتي بمعنى الهلاك، والوقوع في بلية([3]). ((عاقبتنا)): العاقبة آخر كل شيء. الشرح: ((اللَّهمّ أحسن عاقبتنا في الأمور كلها)): أي يا اللَّه اجعل عاقبة كل أمر من أموري حسناً طيباً، فإن الأعمال بالخواتيم، فاجعل أعمالنا كلها طيّبة, مرضيّة عندك, وثبّتنا على ذلك إلى أن نلقاك بأحسن أعمالنا. ((وأجرنا من خزي الدنيا)) أي اعصمنا من هلاك الدنيا، وهي مصائبها، وغرورها، وشرورها، ومن كل ذلٍّ وهوانٍ، وفضيحة فيها. ((وعذاب الآخرة)) أي: أعذنا من جميع أنواع عذاب الآخرة، كما يفيد ((إضافة اسم الجنس)). فتضمّن هذا السؤال السلامة، والأمان من كل الأوجه، فإن من سلم من خزي الدنيا، وعذاب الآخرة، فقد ظفر بخير الدارين، وَوُقِيَ من كلِّ شرٍّ فيهما، فدلّ هذا الدعاء على أنه من جوامع الكلم. ([1]) أحمد، 29/ 171، برقم 17628، والحاكم، 3/ 591، والطبراني في الكبير، 2/33/ 1169، وفي الدعاء، برقم 1436، وابن حبان، برقم 2424، 2425 (موارد)، والدعوات الكبير للبيهقي، 1/ 359، والديلمي في الفردوس، 1/ 141، قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد، 10/178: ((رجال أحمد وأحد أسانيد الطبراني ثقات))، وقال الأرناؤوط في تعليقه على المسند: ((رجاله موثقون)). ([2]) المفردات، 281. ([3]) النهاية، ص 263 التعديل الأخير تم بواسطة الفاروق ; 03-13-2017 الساعة 12:15 PM |
03-15-2017, 07:23 PM | #7 |
مرشحة للاشراف
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 136
معدل تقييم المستوى: 13 |
رد: شرح أدعـــية النبي صلى الله عليه و سلم -من السنة النبوية
جزاك الله خير
__________________
حَنِينُ
|
03-20-2017, 06:39 PM | #8 |
عضو
تاريخ التسجيل: May 2013
المشاركات: 19
معدل تقييم المستوى: 0 |
رد: شرح أدعـــية النبي صلى الله عليه و سلم -من السنة النبوية
دعاء نبوي عظيم الشرح:((اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ)) قوله: (اللَّهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري): دعا بإصلاح الدين أولاً؛ لأنه أعظم المقاصد، وأهم المطالب؛ لأن من فسد دينه فقد خاب وخسر الدنيا والآخرة، وسؤال اللَّه إصلاح الدين هو أن يوفق إلى التمسك بالكتاب والسنة وفق هدي السلف الصالح من الصحابة والتابعين في كل الأمور، وذلك يقوم على ركنين عظيمين: 1 – الإخلاص للَّه وحده في كل عبادة . 2 – والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم بأن يكون ((خالصاً صواباً)). فإن التمسك بهذين الأصلين عصمة للعبد من الشرور كلها، أسبابها، ونتائجها ونهاياتها، ومن مضلات الفتن، والمحن, والضلالات التي تضيع الدين والدنيا . فنسأل اللَّه أن يصلح لنا ديننا الذي يحفظ لنا جميع أمورنا . قوله: (و أصلح لي دنياي التي فيها معاشي): أي أصلح لي عيشي في هذه الدار الفانية القصيرة، بأن أُعْطَى الكفاف والصلاح، فيما أحتاج إليه، وأن يكون حلالاً مُعيناً على طاعتك، وعبادتك على الوجه الذي ترضاه عني، وأسألك صلاح الأهل، من الزوجة الصالحة، والذرية والمسكن الهنيء، والحياة الآمنة الطيبة، قال جلّ شأنه: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾([2]). قوله: ﴿فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾: أي في الدنيا بالقناعة، وراحة البال، والرزق الحلال والتوفيق لصالح الأعمال، ((فالحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت))([3]) . قوله: (وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي): أي وفّقني للعمل الصالح الذي يرضيك عني، وملازمة طاعتك، والتوفيق إلى حسن الخاتمة حتى رجوعي إليك يوم القيامة، فأفوز بالجنان، قال اللَّه تعالى: ﴿وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَــلٍ مَعْدُودٍ﴾([4])، لم يقل تعالى ممدود، بل قال: ﴿مَعْدُودٍ﴾ أي يُعدّ عدّاً إلى هذا اليوم العظيم، فينبغي لنا أن نعدّ العُدّة إلى هذا اليوم. قوله: (واجعل الحياة زيادة لي في كل خير): أي اجعل يا اللَّه الحياة سبباً في زيادة كل خير يرضيك عني من العبادة والطاعة . ويُفهم من ذلك أن طول عمر المسلم زيادة في الأعمال الصالحة الرافعة للدرجات العالية في الدار الآخرة، كما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم مَن خير الناس؟ فقال: ((مَنْ طَالَ عُمْرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ))([5]) . قوله: (و اجعل الموت راحة لي من كل شر): أي اجعل الموت راحة لي من كل هموم الدنيا وغمومها من الفتن والمحن، والابتلاءات بالمعصية والغفلة, ويُفهم من ذلك أن المؤمن يستريح غاية الراحة([6])، ويسلم السلامة الكاملة عند خروجه من هذه الدار، كما جاء في الصحيحين: أن رسول اللَّهِ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ فَقَالَ: ((مُسْتَرِيحٌ، وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا المُسْتَرِيحُ وَالمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ قَالَ: ((الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللهِ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ، وَالْبِلَادُ، وَالشَّجَرُ، وَالدَّوَابُّ))([7]). ((قال الحرالي: قد جمع في هذه الثلاثة: صلاح الدنيا، والدين، والمعاد، وهي أصول مكارم الأخلاق الذي بُعث لإتمامها، فاستقى من هذا اللفظ الوجيز صلاح هذه الجوامع الثلاث التي حلت في الأولين بداياتها، وتمت غاياتها ...)) ([8]) ([1]) أخرجه مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب التعوذ من شر ما عمل، ومن شر ما لم يعمل، برقم 2720. ([2]) سورة النحل، الآية: 97. ([3]) تفسير ابن كثير، 2/ 790. ([4]) سورة هود، الآية: 104. ([5]) مسند أحمد، 29/ 240، برقم 17698، والترمذي، كتاب الزهد، باب حدثنا أبو حفص عمرو بن علي، برقم 2329، وسنن الدارمي، 1/ 205، ومصنف بن أبي شيبة، 13/ 254، برقم 35561، ومستدرك الحاكم، 1/ 337، والطيالسي، 2/ 194، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، برقم 3364، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 1836. ([6]) فقه الأدعية والأذكار بتصرف، 4/ 494. ([7]) البخاري، كتاب الرقاق، باب سكرات الموت، برقم 6512، مسلم، كتاب الجنائز، باب ما جاء في مستريح ومستراح منه، برقم 950. ([8]) فيض القدير، 2/ 137. |
03-22-2017, 06:23 PM | #9 |
عضو
تاريخ التسجيل: May 2013
المشاركات: 19
معدل تقييم المستوى: 0 |
رد: شرح أدعـــية النبي صلى الله عليه و سلم -من السنة النبوية
|
03-22-2017, 06:30 PM | #10 |
عضو
تاريخ التسجيل: May 2013
المشاركات: 19
معدل تقييم المستوى: 0 |
رد: شرح أدعـــية النبي صلى الله عليه و سلم -من السنة النبوية
تعوذ نبوي عظيم لا تتركه
مَا يَقُولُ لِرَدِّ كَيْدِ مَرَدَةِ الشَّيَاطِينِ - ((أعُوذُ بِكَلِمَـاتِ اللـهِ التَّامَّاتِ، الَّتِي لا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، وبَرَأَ وذَرَأ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الأرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ والنَّهَارِ، ومِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إلاَّ طَارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَارَحْمـنُ))([1]). - صحابي الحديث هو عبدالرحمن بن خنيس رضى الله عنه . وجاء فيه؛ أن رجلاً سأل عبدالرحمن بن خنيس رضى الله عنه فقال: كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كادته الشياطين؟ فقال: انحدرت الشياطين من الأودية والشعاب يريدون رسول الله صلى الله عليه وسلم فهمَّ شيطان معه شعلة من نار أن يحرق بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رآهم فزع، فجاء جبريل عليه السلام فقال: يا محمد، قل:... قوله: ((لا يتجاوزهن)) أي: لا يتعداهن. قوله: ((بَرٌّ)) أي: تقي. قوله: ((من شر ما يَنْزِل من السماء)) أي: من العقوبات؛ كالصواعق والأمطار... قوله: ((ومن شر ما يعرج فيها)) أي: من الأعمال السيئة التي توجب العقوبة. قوله: ((ومن شر ما ذَرَأَ في الأرض)) أي: من شر ما خلق على ظهرها، كالوحوش والجن... قوله: ((ومن شر ما يخرج منها)) أي: من شر ما خلق في بطنها، كالحشرات والهوام. قوله: ((ومن شر فتن الليل والنهار)) أي: من شر ما يقع فيهما. قوله: ((ومن شر كل طارق)) أي: من شر ما يأتي من الحوادث ليلاً. ([1]) أحمد (3/419) بإسناد صحيح، وابن السني برقم (637)، وصحح إسناده الأرناؤوط في تخريجه للطحاوية (ص 133)، وانظر: مجمع الزوائد (10/127). (ق). الشياطين هاجمت النبيَّ ﷺ بالنار لتحرقه فهزمها بهذا الدعاء العظيم! |
03-25-2017, 02:26 PM | #11 |
عضو
تاريخ التسجيل: May 2013
المشاركات: 19
معدل تقييم المستوى: 0 |
رد: شرح أدعـــية النبي صلى الله عليه و سلم -من السنة النبوية
((اللَّهُمَّ ثَبِّتْنِي وَاجْعَلْنِي هَادِياً مَهْدِيَّاً))([1]). الشرح: وأصل هذا الدعاء المبارك أن جرير بن عبد اللَّه البجلي رضى الله عنه شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يثبت على الخيل، فضرب صلى الله عليه وسلم بيده الكريمة على صدره ثم دعا له فقال: ((اللَّهم ثبته، واجعله هادياً مهدياً)). قوله: ((اللَّهم ثبته)): تضمن هذا الدعاء المبارك التوفيق إلى الثبات في كل الأحوال، ومن كل الأنواع من الثبات الحسي والمعنوي، الدنيوي والأخروي, كما أفاد حذف المفعول الذي يفيد العموم, وهذا من جوامع الكلم في الدعاء؛ فإن سؤال اللَّه تعالى الثبات في الدنيا يكون: في ثبات القلب أمام ملاقاة أعداء اللَّه تعالى يستلزم ثبات الأقدام والجسد، وكذلك الثبات أمام الفتن، والضلالات، والزيغ، والشهوات، والشبهات, وكذلك تضمّن سؤال اللَّه تعالى الثبات عند الاحتضار الذي يأتي الشيطان لإضلال العبد، وكذلك في البرزخ عند سؤال منكر ونكير, وكذلك في اليوم الآخر على الصراط, فتضمّنت هذه الكلمات القليلة المعاني الكثيرة والجليلة في الدين والدنيا والآخرة. قوله: ((واجعلني هادياً مهدياً)): وهذه أكمل الحالات، وأفضل الدرجات أن يجتمع في العبد الهداية القاصرة والمتعدية, أي أن يكون مهدياً بنفسه، هادياً لغيره, وهذا من أجل النعم من الرب عز وجل أن يثبت العبد، ويهديه على الهدى، ثم يرزقه التوفيق إلى دعوة الناس من الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر، وما يترتب على ذلك من الأجر العظيم له, وهذا يدل على أهمّية الأدعية النبوية, التي فيها أجلّ المقاصد، والمطالب الدنيوية والأخروية بأوجز الألفاظ. ([1]) دلّ عليه دعاء النبي صلى الله عليه و سلم لجرير t. انظر: البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب حرق الدور والنخيل، برقم 3020، وكذلك برقم 4356، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل جرير بن عبد الله، برقم 2475، و2476. |
إضافة رد |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قبر النبي صلى الله عليه وسلم والحجرة النبوية وحماية الله لها من التهدم والسرقة | سمير المصرى | لطائف ورقائق | 4 | 01-10-2021 06:25 PM |
كنوز من السنة النبوية ( متجدد بمشيئة الله ) | داعية بأخلاقى | منتدى سيد الخلق عليه الصلاة والسلام | 16 | 09-26-2015 08:56 AM |
النبي صلى الله عليه وسلم لا يرى من يسلم عليه عند قبره | أبو عادل | منتدى سيد الخلق عليه الصلاة والسلام | 5 | 09-26-2015 06:58 AM |
السيرة النبوية - حياة الرسول صلى الله عليه و سلم . | أبو عادل | الكتب الالكترونية الاسلامية | 6 | 02-08-2011 08:59 AM |