![]() |
#1 |
مشرف
![]() |
انقلاب الموازين وتصحيحها
![]() انقلاب الموازين وتصحيحها ![]() يقول الحق جلا وعلا: ![]() ![]() إن بين الله وبين المؤمنين بيعة، مفادها قول الله تعالى: ![]() ![]() الله تعالى يعلمنا أن الرجال من المؤمنين هم الذين يصدقون الله في بيعتهم، وليس كل المؤمنين رجال. فمن هو الرجل؟ وما سمات الرجولة؟ وما أسباب ضياعها؟ الرجل: هو عكس المرأة أو ضدها . ونعني بالرجل: هو الذي أخضع ذاته ونفسه لمنهج الله عز وجل، فهما وسلوكا. قال العلماء: الزمن يحوي الليل والنهار، وجنس الإنسان يحوي الذكر والأنثى، ولكل منهما مهمته، فكما أن الليل للسكنى والهدوء والنهار للكدح والعمل، فالرجل بمنزلة النهار، والمرأة بمنزلة الليل. لذا جمع بينهما رب العزة سبحانه فقال: ![]() ![]() ولا ينبغي أن يتمنى الرجل أن يكون امرأة، ولا المرأة أن تكون رجلا، وصدق الله العظيم: ![]() ![]() ![]() سمات الرجولة: 1) الذكر الدائم لله عز وجل، الرجولة هو أن لا تشغلك الدنيا عن الآخرة، بنص قول الله تعالى: ![]() ![]() كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يخطب على المنبر، فجاءت عير، فخرج الأصحاب ولم يبق إلا اثني عشر، فقال عليه الصلاة والسلام: ((والله لو تتابعتم فلم يبق منكم أحد، لسال بكم الوادي نارا))، وأنزل الله قوله تعالى: ![]() ![]() ![]() 2) أن تقدم طاعة الله على المال وعلى الولد، الله تعالى يقول: ![]() ![]() الإمام الآلوسي يقول في تفسير هذه الآية: الأموال والأولاد سريعا الزوال، وذكر الله ليس كذلك، والمال قد يكون وبالا على صاحبه لكثرة أصحاب الحقوق فيه، والولد قد يعق وقد يفسد ولا تنتفع به في الدنيا ولا في الآخرة([3]). ![]() 3) القوامة على الأسرة: قال تعالى: ![]() ![]() ولا يقدح في رجولة الرجل أن يعين أهله، فعائشة رضي الله عنها سئلت عن فعل رسول الله عليه الصلاة والسلام في بيته، قالت: ((كان يكون في مهنة أهله يشيل هذا ويحط هذا يخصف نعله ويرقع ثوبه ويحلب شاته))([4])، وهو رسول الله ![]() ولا يقدح في رجولة الرجل أن يلاطفهن أو أن يمازحهن، تقول عائشة رضي الله عنها: سابقني رسول الله عليه الصلاة والسلام فسبقته، فلما حملت اللحم أي بدت علي السمنة، سابقني رسول الله عليه الصلاة والسلام فسبقني، فقال: ((هذه بتلك))([5]). |
![]() |
![]() |
#2 |
مشرف
![]() |
![]()
الذي يقدح في رجولة الرجل في مجال الأسرة هو:
انعدام غيرته على أهله: أ – في أمر لباسها فلا يعنيه أن تخرج وأن تكشف عورتها للناس، والرسول عليه الصلاة والسلام أعلمنا أن من أهل النار: ((نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة (كسنام البعير) لا يردن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام))([6]). ب- أو لا تعنيه الجلسات المختلطة، فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ((إياكم والدخول على النساء، قالوا: يا رسول الله أرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت)) ([7])وتركهما منفردين. يقدح في رجولة الرجل أيضا أن يلقي للزوجة الحبل على الغارب، تخرج متى تشاء، وتعود متى تشاء، ولا يعرف الوجهة التي خرجت إليها، أو أن تسافر بغير محرم، أو عدم وجود الصحبة الطيبة التي تحفظ لها دينها وعفتها في الطريق. هذه الأمور وعدم انشغال الرجل بها يدل على فقدان الغيرة، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ((لا يدخل الجنة ديوث))([8]). والديوث هو الذي لا غيرة له على عرضه. ج- أيضا الذي يقدح في رجولة الرجل هو أن يسلم قيادة أمره إلى أهله، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ((إذا كان أمراؤكم فساقكم وأغنياؤكم شراركم، وأموركم إلى نسائكم، فبطن الأرض خير من ظهرها))([9])، وفي الأثر: (تعس عبد الزوجة). د- الذي يقدح في رجولة الرجل أن يقدم محبة أهله على محبة الله ورسوله، عبد الله بن أبي بكر تزوج امرأة يقال لها عاتكة، وكانت ذات حسب ونسب وجمال وأدب، خرج أبو بكر يوما إلى صلاة الجمعة فسمع عبد الله يناغي زوجته وتناغيه بما يكون بين الرجل وأهله، فلما عاد من صلاة الجمعة ورآهما على الحال الذي تركهما عليه قال: يا عبد الله ألم تصلّ معنا؟ قال: أأجمعتم؟ قال أبو بكر: لقد شغلتك عاتكة عن ربك طلقها. فطلقها، ومضت ستة أشهر علم بعدها أبو بكر ندم عبد الله وندم عاتكة أنهما انشغلا بما يكون بين الرجل وأهله عن طاعتهما لله عز وجل، ثم قال له: أرجعها. فأرجعها. ![]() 4) حسن الخلق، الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ((إن المؤمن ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم ))([10]). ![]() 5) التواضع، لا التكبر، جاء ضيف إلى عمر بن عبد العزيز ![]() ![]() 6) الرجولة في العفو لا في الانتقام، مسطح بن أثاثة كان ممن تكلم في أمر عائشة في حادثة الإفك، وحادثة الإفك ملخصها: أن رسول الله كان إذا خرج في غزوة أقرع بين نسائه، فإذا خرجت القرعة على إحداهن يأخذها معه في سفره تخدمه، وخرجت القرعة على عائشة. لما قفل الجيش وعاد، خرجت عائشة بعد أن نزل الجيش في مكان لبعض شأنها، فلما عادت إذا بالجيش قد ارتحل، فجلست في مكانها تنتظر، وكان هناك صحابي يقال له صفوان بن المعطل كان ينتظر آخر الجيش، فإذا كان الجيش قد نسي متاعا مثلا يأخذه معه، لما رأى عائشة رضي الله عنها – وكان قد رآها قبل فرض الحجاب – قال: أم المؤمنين. هنا فأناخ بجمله فركبت ولحق بالجيش، فلما وصل الجيش تفقدوا الهودج الذي فيه عائشة فلم يجدوها، فلم يمض وقت قليل إلا وصفوان بن المعطل جاء وهو يسوق الجمل وعليه عائشة، فتكلم رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول وطعن في عرض رسول الله عليه الصلاة والسلام أن هناك صلة ما بين عائشة وصفوان. وممن وقع في هذا الأمر مسطح، وكان فقيرا وكان أبو بكر ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
مشرف
![]() |
![]() أسباب ضياع الرجولة : نضع سببا واحدا هو انقلاب المقاييس، ورسول الله عليه الصلاة والسلام أعلمنا بانقلاب المقاييس فقال: ((يأتي على الناس زمان، يصدق فيه الكاذب ويكذب فيه الصادق، ويؤتمن فيه الخائن ويخون فيه الأمين، ويكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع([12]) لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر))([13]) وقد جاء في الأثر ![]() ![]() فانقلاب الموازين في مجال الرجولة هو: أ - أن تكون الاستطالة على الضعفاء مثلا: ((رأى رسول الله عليه الصلاة والسلام أبا مسعود يضرب عبدا له، فقال: ((اتق من هو أقدر عليك، منك عليه)) فالتفت فإذا هو رسول الله قد تملكه الغضب، فقال: هو حر لوجه الله يا رسول الله فقال عليه الصلاة والسلام: ((والله لو لم تقلها لمستك النار))([14]). ب- أصبحت الرجولة في عدم الوفاء بالعهد، أو الالتزام بالشرط، أو إذا وجد مجالا يستطيع به أن يحقق ربحا فلا شرط ولا عهد ولا التزام، وأن هذه هي الرجولة، الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ((ينصب لكل غادر لواءً([15]) يوم القيامة، يقال: هذه غدرة فلان))([16]). ج- أو أن يكون الكذب هي الرجولة، للتخلص من المواقف المحرجة مثلا، لكن في إسلامنا الرجولة أن تكون صادقا، وتظهر العيب الذي كان، إن الرسول عليه الصلاة والسلام مر على رجل يبيع طعاما، فوضع أصبعه فيه فأصابه بلل، قال: ((ما هذا يا صاحب الطعام؟)) قال: أصابته السماء يا رسول الله. فقلبه فجعل الجيد فوق والرديء تحت فقال ![]() ويقول عليه الصلاة والسلام: ((إياكم وكثرة الحلف، فإنه منفق للسلعة منفق للبركة))([18]). ![]() ([1])البزار والطبراني . ([2])أخرجه ابن جرير عن أبي هريرة ![]() ([3])روح المعاني مجلد 15ص286. ([4])الطبراني . ([5])أبو داود والنسائي . ([6])رواه مسلم . ([7])متفق عليه . ([8])رواه أحمد والنسائي . ([9])رواه الترمذي . ([10])رواه أبو داود . ([11])مختصر ابن كثير مجلد 2 ص 593آية 22من سورة النور. ([12])لكع بن لكع : أي لئيم ابن لئيم . ([13])رواه أحمد والحاكم . ([14])رواه مسلم . ([15])لواء : أي علم مرفوع . ([16])متفق عليه . ([17])رواه مسلم . ([18])رواه أبو داود . |
![]() |
![]() |
#4 |
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14 ![]() |
![]() ![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
مشرف
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
إداري سابق
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() ![]()
__________________
لا حول ولا قوة الا بالله |
![]() |
![]() |
#7 |
المدير العام للموقع ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 6,084
معدل تقييم المستوى: 10 ![]() |
![]()
جزاكم الله خيرا
__________________
اكسب الحسنات من عضويتك على الفيسبوك اشترك الان بتطبيقنا على الفيسبوك
ادخل على الرابط من هنا ثم اختار ابدأ اليوم ثم الصفحة التاليه اضغط على علامة فيسبوك وبعدها وافق على الاشتراك سيقوم التطبيق بنشر أيات من القرأن الكريم بشكل تلقائى على صفحتك بالفيسبوك وباقة مميزة من الموضوعات الاسلامية من موقع شبكة الكعبة اشترك الان وابلغ اصدقائك |
![]() |
![]() |
#8 |
مشرف
![]() |
![]() جزاكم الله خيرا مراقب عام شبكة الكعبة الاسلامية (مسلم) على مروركم على الموضوع ونفعنا الله وإياكم بما فيه من الفوائد |
![]() |
![]() |
#9 |
مشرف
![]() |
![]() جزاكم الله خيرا 3star مراقب عام الأقسام التعليمية على مروركم على الموضوع ونفعنا الله وإياكم بما فيه من الفوائد |
![]() |
إضافة رد |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|