|
منتدى العقيدة الإسلامية كل ما يختص بالعقيدة الإسلامية - توحيد الألوهية توحيد الربوبية توحيد الأسماء والصفات والإيمان و أركانه |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-20-2013, 01:30 PM | #1 |
عضو نشط
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 78
معدل تقييم المستوى: 12 |
مصطلح العقيدة و أهل السنة و الجماعة
مصطلح العقيدة ليس بدعياً زعموا أن مصطلح ( العقيدة ) بدعي : ومعلوم أن المصطلحات لا مشاحة فيها ، أن مصطلح العقيدة مصطلح صحيح أصبح له مفهوم عند العلماء والباحثين قديماً وحديثاً ، وليس هنا ما يمنع من إطلاقه في اللغة والشرع ودعوى أنه بدعة جهل بأصول البدعة وضوابطها . لأنه من مصطلحات العلوم : كالتفسير ، والحديث وعلومهما ، والفقه ، وأصول الفقه ، والأدب ... إلخ فإن غالبها مصطلحات استحدثت للدلالة على مضامينها ، فهي من باب الوسائل والأساليب الاجتهادية ، والتقسيمات العلمية ، ولا تدخل في ضابط البدعة ، لأن البدعة إنما تكون في الدين لا في الوسائل والمصطلحات ، والعبرة بالمضامين لا بالمصطلحات . ولذلك كان السلف يطلقون على أصول الدين : الإيمان ، والإسلام ، والدين ، والسنة ، والأثر ، والعقيدة وقد اتفقت الأمة على صحة هذه المصطلحات وليس فيها ما يُشْكل فبعضها شرعي المنشأ ، وبعضها اصطلح عليه في الشرع ما ينفيه ، لأنه ليس على قاعدة البدع ومن ذلك مصطلح العقيدة ... والله أعلم . والعبرة بالمضامين ، وعلى أقل الأحوال هو من المختلف فيه ، ولو ثبت شرعاً أنه بدعي تركناه ! كما أن مصطلح العقيدة كان معروفاً في القرون الفاضلة وبُعيدها ، وقد نشأ مواكباً لنشأة العلوم الشرعية الأخرى المستمدة من الكتاب والسنة ؛ كالتفسير وعلوم القرآن وعلوم الحديث فقد ورد استعمال هذا الاصطلاح من قبل جماعة من الأئمة الأعلام كأبي ثور وأبي حاتم وأبي زرعة وابن جرير الطبري [1] عند التأمل لمعاني السنة ، ومعاني الجماعة ، كما وردت في النصوص الشرعية ، وكما عبر عنها وفهمها السلف ؛ نجد أنه يتحدد بوضوح المفهوم السليم لأهل السنة والجماعة . من هم ؟ وما صفاتهم ؟ وما منهجهم ؟ وعليه فإنا نستطيع أن نعرَّف أهل السنة من وجوه متعددة ، من خلال صفاتهم وسماتهم ، ومنهجهم ، ومن خلال تعريف السلف لهم ، أي من خلال تعريفهم هم بأنفسهم ، فأهل الدار أدرى بما فيها وأهل مكة أدرى بشعابها . ومن هذه الوجوه التي يمكن أن نتعرف بها على أهل السنة : أولاً : أنهم هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهم أهل السنة الذين علموها ، ووعوها وعملوا بها ، ونقلوها ، وحملوها ، رواية ودراية ، ومنهجاً ، فهم أجدر من يستحق التسمي بأهل السنة لسبقهم إلى السنة علماً وعملاً وزمناً . ثانياً : يليهم كذلك أتباع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذين أخذوا عنهم هذا الدين ، ونقلوه وعلموه وعملوا به ، من التابعين وتابعيهم ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، فهم أهل سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين تمسكوا بها ، ولم يبتدعوا ولم يتبعوا غير سبيل المؤمنين . ثالثاً : وأهل السنة والجماعة هم السلف الصالح أهل الكتاب والسنة العاملون بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم [1]، المتبعون لآثار الصحابة والتابعين وأئمة الهدى ، المقتدى بهم في الدين ، الذين لم يبتدعوا ولم يبدلوا ، ولم يحدثوا في دين الله ما ليس منه . رابعاً : أهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية من بين الفرق وهم الطائفة الظاهرة والمنصورة إلى قيام الساعة [2] لأنهم هم الذين ينطبق عليهم قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك )) [3] وفي لفظ : (( لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله ..... )) الحديث [4] خامساً : هم الغرباء إذا كثرت الأهواء والضلالات والبدع ، وفسد الزمان ، أخذاً من قوله صلى الله عليه وسلم : (( بدأ الإسلام غريباً وسيعود كما بدأ غريباً ، فطوبى للغرباء )) [5] وقال صلى الله عليه وسلم : (( طوبى للغرباء ، أناس صالحون في أناس سوء كثير ، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم )) [6] وهذا الوصف إنما ينطبق على أهل السنة . سادساً : وهم أصحاب الحديث رواية ودراية علماً وعملاً لذلك نجد أن أئمة السلف فسروا الطائفة المنصورة والفرقة الناجية ، أهل السنة والجماعة ، بأنهم : ( أصحاب الحديث ) فقد روي ذلك عن ابن المبارك ، وأحمد بن حنبل ، والبخاري ، وابن المديني ، وأحمد بن سنان [7]، وهذا حق فإن أصحاب الحديث الجديرين بهذا الوصف هم أئمة أهل السنة . قال الإمام أحمد في الطائفة المنصورة : ( إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم ، قال القاضي عياض : ( إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث ) [8] قلت : وعامة المسلمين الذين على الفطرة والسلامة ولم يسلكوا مسالك الأهواء والبدع ، هم على السنة ، وهم تبع لعلمائهم بالاهتداء والاقتداء . لماذا سموا بأهل السنة الجماعة ؟ سُمِّي أهل السنة بذلك : لأنهم الآخذون بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم العاملون بها ، العاملون بمقتضاها ، والمتمثلون لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( عليكم بسنتي )) [9]، فالسنة هي : ما تلقاه الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من الشرع والدين ، والهدي الظهر والباطن ، وتلقاه عنهم التابعون ، ثم تابعوهم ثم أئمة الهدى العلماء العدول ، والمقتدون بهم ، ومن سلك سبيلهم إلى يوم القيامة [10]. ومن هنا صار أهل الحق المتبعون للسنة : أهل السنة فهم الجديرون بذلك على الحقيقة . أما تسميتهم بالجماعة : فلأنهم أخذوا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجماعة ، فاجتمعوا على الحق , وأخذوا به , واقتفوا أثر جماعة المسلمين المستمسكين بالسنة ، من الصحابة والتابعين وأتباعهم ، ولأنهم أجمعوا على الحق ، وعلى اتباع الجماعة , أهل السنة والحق ، ولأنهم دائماً – بحمد الله – يجتمعون على أئمتهم ، ويجتمعون على الجهاد ، مع ولاة المسلمين ، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويجتمعون على السنة والاتباع ، وترك البدع والأهواء والفرق ، فهم الجماعة التي عناها الرسول صلى الله عليه وسلم ووصفها وأمر بالأخذ بها . وأخيراً نصل إلى نتيجة بينة واضحة وهي أن : ( أهل السنة والجماعة ) اسم ووصف استمد : أولاً : من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، حينما أمر بالسنة وأوصى بها (( عليكم بسنتي )) ، وحينما أمر بالجماعة وأوصى بها , ونهى عن خلافها ومفارقتها ، والخروج والشذوذ عنها ، فأهل السنة والجماعة إنما سماهم الرسول صلى الله عليه وسلم ووصفهم بذلك . ثانياً : استمد من آثار الصحابة ، والسلف في القرون الفاضلة , من قولهم ووصفهم وحالهم ، فهو اسم ووصف أجمع عليه أئمة الهدى ، وسموا به أهل الحق ووصفوهم به وتلك آثارهم شاهدة ناطقة في مصنفاتهم في كتب السنن والآثار . ثالثاً : أن مصطلح أهل السنة والجماعة وصف شرعي وواقعي صادق ومعبر ، يتميز به أهل الحق عن أهل البدع والأهواء ، وهذا بخلاف ما يظنه البعض من أن ( أهل السنة والجماعة ) ، إنما هو اسم أحدث عبر السنين ، وأنه لم يعرف إلا بعد الافتراق ، والحق أنه اسم شعي مأثور عن سلف هذه الأمة ، منذ عهد الصحابة والتابعين ، والصدر الأول والقرون الفاضلة . أما ما يقوله بعض أهل الأهواء من أن أهل السنة يقصرون السنة والسلفية عليهم ؛ وأنهم يقصدون بالسلف الصالح : من كان على مذهبهم فهذا صحيح ، وهو الحق ، وليس عيباً ولا خطأ ، فإن السلف الصالح هم أهل السنة والعكس كذلك شرعاً وواقعاً كما أسلفت فمن لم يكن على مذهب السلف ولم يسلك منهجهم وسبيلهم فهو مفارق للسنة والجماعة . كما نقول لهؤلاء المفتونين ، وتلكم النابتة التي تتنكر للسنة وأهلها : هذه هي السنة ، وهؤلاء هم أهلها ، أهل السنة والجماعة ، فإن أعرضتم وأبيتم قول الحق ، فليس لنا معكم إلا مقولة نوح عليه السلام للمعرضين :{ قَالَ يَا قَوْمِ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ } (هود:28) وهل هم محصورون في مكان أو زمان ؟ أهل السنة والجماعة لا يحصرهم مكان أو زمان ، إنما قد يكثرون في بلد ويقلون في آخر ، وقد يكثرون في زمان ، ويقلون في زمان [11] لكنهم لا ينقطعون . ففيهم أعلام الهدى ، ومصابيح الدجى ، وحجة الله على الخلق إلى أن تقوم الساعة ، وبهم يتحقق وعد الله بحفظ الدين . وبهذا يتبين من هم أهل السنة والجماعة ، ومن هم السلف الصالح ، وأن دعاوى الفرق المفارقة للسنة والجماعة ، بأنها من أهل السنة والجماعة ، وانتحالها للسلف الصالح أو بعضهم ، مردودة بالضوابط الشرعية ، والأصول العلمية ، والحقائق التاريخية . كما تسقط دعوى أن المسلمين كلهم على السنة فهذا تكذيب لخبر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بأن الافتراق حاصل ، ومكابرة وتكذيب للواقع . وكذا بقية الدعاوي . وعليه : فالسنة ليست حزباً ولا شعاراً ولا مذهباً يتعصب له ، بل هي ميراث النبوة ومنهاجها ، والصراط المستقيم ، والعروة الوثقى ، وسبيل المؤمنين ، والواضحة ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك . وما يخرج عن ذلك من الأخطاء والزلات والبدع التي تحدث من أهل البدع أو من المنتسبين للسنة ، فليست من السنة في شيء ، ولا تحسب على المنهج الحق .
__________________
كل خير في إتباع من سلف و كل شر في إبتداع من خلف و مالم يكن يومئذ دينا فلن يكون اليوم دين فالكتاب و السنة بفهم السلف طريق الحق و سفينة النجاة http://egysalafi.blogspot.com/ https://www.facebook.com/saberalsalafi?fref=nf https://twitter.com/alsalafih2012 |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عقيدة أهل السنة و الجماعة | بنت النيل | منتدى العقيدة الإسلامية | 7 | 09-24-2015 05:17 PM |
كتاب تيسير مصطلح الحديث | لبيك ربي | الكتب الالكترونية الاسلامية | 5 | 02-08-2011 12:44 AM |