[عبد الحكيم..]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال:
هذا يقول: من كان لديه زوجةً وأولادًا ولا يملك بيتًا، ويستأجر، مرة أخرى، ويتزوج بزوجة أخرى، لم يجمع شيء لأولاده وزوجته الأولى فهل يدخل كفى بالمرء إثمًا؟
الجواب:

نعم؛ يجب أن يقوم أولًا بالواجب عليه الحالي، الله - سبحانه وتعالى - حينما أباح لنا التعدد، قال -سبحانه وتعالى- ﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً﴾ فالعدل هذا باب، لكن الواجب في النفقة، هذا بابٌ آخر، الواجب في النفقة عليك لهؤلاء، هذا باب آخر، فإذا كان لا تقم بأداء حقهم أو ما عندك من المال إلَّا ما يقوم بحقهم وتريد أن تتزوج أخرى؛ نقول حقَّهم الآن مُقدَّم، وإذا وسَّع الله عليك، تزوَّج، تزوج الأخرى، ما يمنعك في ذلك، أبدًا.
والعدل بين الزوجات المراد به في أمور الدنيا التي يستطيع الإنسان القسم فيها، أما الذي لا يستطيع القسم فيه فهو الميل القلبي، هذا بيد الله - تبارك وتعالى - والله يميل بالقلوب إلى هذه عن هذه، وإلى هذه عن هذه، والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: ((اللَّهُمَّ هَذَا قَسْمِي فِيمَا أَمْلِكُ فَلَا تُؤَاخِذْنِي فِيمَا لَا أَمْلِكُ)) وهو الميل القلبي، نعم، ما في بأس.
الشيخ: محمد بن هادي المدخلي