[بنت النيل]

الحديث الثانى

عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال :

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم

ألم تروا إلى ما قال ربكم ؟

قال :
ما نعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق منهم كافرين يقولن :

(( الكواكب ، وبالكواكب))
أخرجه مسلم

شرح الحديث

اشتمل هذا الحديث على أمرين مهمين وعظيمين :

1
فهو ابطال ماكان عليه اهل الشرك من الجاهليين ومن تاثر بهم وبمعتقداتهم الى يومنا هذا

من اضافة المطر الذي هو رزق الله الى النجوم والانواء او الكوكب

قال الحافظ في فتح الباري :

في قوله ((مؤمن بي وكافر))

2
يحتمل ان يكون المراد بالكفر هنا كفر الشرك بقرينة مقابلته بالايمان ولما رواه احمد في مسنده عن معاويه الليثي قال:

قال رسول الله يكون الناس مجدبين فينزل الله تبارك وتعالى عليهم رزقا من رزقه فيصبحون مشركين

فقيل له وكيف ذاك يارسول الله ؟
قال يقولون مطرنا بنوء على كذا وكذا

قال ويحتمل ان يكون المراد به كفر النعمه لما ثبت في مسلم عن ابي هريره ان رسول الله قال :

الم تروا الى ماقال ربكم قال:
ماانعمت على عبادي من نعمه الااصبح فريق منهم بها كافرين يقولون الكواكب وبالكواكب

وعلى كلا القولين فان اهل العلم يقولون :

ان الرجل اذا كان يعتقد ان النجم او الكوكب بنفسه يستقل بانزال الامطار او غيرها من الحوادث التي تجري في الارض وانها منفعله وناتجه عن ارادات النجوم فهذا تأليه للنجوم
فهو كفر بالله وشرك اكبر ومخرج من المله
وكل من اعتقد ان هناك نبيا او وليا او دوله عظمى او صغرى او شخصا عاديا اوغير عادي او مخلوقا متكلما او غير متكلم
كل من اعتقد ان له القدره في تصريف الكون وتدبيره بل قال بعضهم له امكانيه ادخال الجنه من يشاء
وادخال النار من يشاء كما يقوله بعض الغلاه من المنتسبين الى فرق ضاله منحرفه
فهذا تأليه واعطاء لخصوصيات الاله الخالق للمخلوقات الضعيفه وهذا شرك اكبر وكفر نعوذ بالله من ذلك
فاالكواكب وغيرها من مخلوقات الله لاتملك لنفسها نفعاً ولاضراً فكيف يجعل لها من القدره والتأثير كقدرة الله او نحو من ذلك

ايها الاخوه المسلمون :

ومن المصائب التى ابتلى بها كثير من ضعاف الايمان من المسلمين مايعرف بالابراج والحظوظ وكل

واحد يدعي ان له النجم الفلاني او البرج الفلاني فيذهب الى اولئك المنجمين اويقرأ في الكتب او الجرائد او المجلات التي تنشر مثل هذه الانحرافات فمن فعل ذلك فهو على خطر عظيم

لان هذا نوع كهانه والتي فيها زعم بمعرفة الغيب والامور المستقبليه التي لايعلمها الا الله فمن اتى الى هؤلاء الكهنه والمنجمين وقراء الكف والفنجان او غيرها بمجرد سؤالهم

مع اعتقاده أن الله يعلم الغيب لم تقبل له صلاة اربعين يوماً
قال عليه الصلاة والسلام:
(( من أتى عرافاً فسأله عن شئ لم تقبل له صلاة اربعين يوماً))

واما اذا ذهب اليهم معتقداً انهم عندهم علم الغيب ويصدقهم بما يقولون
فقد كفر بما انزل على محمد قال عليه الصلاه السلام
حيث قال صلى الله عليه وسلم
((من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد ))

وبلغ الخوف والهلع ببعض الناس انهم يعتقدون ببعض المخلوقات انهم يعلمون سرهم ونجواهم وهذا خاص بالله ويذكرون من القصص والعجائب والخرافات مالا يقبله عاقل موحد مؤمن بالله فالخلق والرزق والغيب بيد الله
يخلق مايشاء ويرزق من يشاء ولايعلم الغيب الا الله