عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2011, 12:54 AM   #1
مسلم التونسي

المدير العام للموقع

 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 6,084
معدل تقييم المستوى: 10
مسلم التونسي is on a distinguished road
افتراضي هذا النبي - صلى الله عليه وسلم -

هذا النبي - صلى الله عليه وسلم -



1- تعريف الأدب.




2- سلوك النبي - صلى الله عليه وسلم - العملي مع زوجاته.




3- مواقف من حسن أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - مع زوجاته.




4- سوء المعاملة من أكبر أسباب الطلاق.




5- سلوك النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الأطفال.




سنتناول بمشيئة الله في خطبتنا هذه والتي هي بعنوان:
"هذا النبي"؛





أخلاق خير البرية محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأول الأخلاق العظيمة التي نتنسّم رحيقها من أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم- هو خلق الأدب، وحسن المعاملة.





تعريف الأدب:





قال ابن منظور - رحمه الله -:



"سُمِّي الأدب أدباً لأنه يؤدّب الناس - يجمع الناس - على المحامد، وينهاهم عن القبائح"،




وقال ابن القيم - رحمه الله -:


"الأدب هو استعمال الخلق الجميل، واستخراج ما في الطبيعة من كمال" ا.هـ.





ولقد كان نبينا أكمل الناس خلقاً، وأجملهم أخلاقاً، فقد طبّق بأفعاله أقواله، وأظهر المعنى الحقيقي للإسلام كسلوك عملي يظهر أثره في معاملة الناس ومخالطتهم،



فكان نِعم القدوة ونِعم الأسوة كما قال الله - سبحانه -: {
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}1،



ونحن مأمورون باتباعه، قال عزّ من قائل: {
وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}2.




أحبتي في الله:



أعيروني القلوب والأسماع لنرى ونعي معالم منيرة في أدب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإحسانه المعاملة لكل من عامله،




ومن هذه المعالم سلوكه العملي مع زوجاته:



فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت:



"ما ضرب رسول الله بيده خادماً له قطّ ولا امرأة، ولا ضرب رسول الله بيده شيئاً قطّ، إلا أن يجاهد في سبيل الله،




ولا خُيِّر بين أمرين قطّ إلا كان أحبهما إليه أيسرهما حتى يكون إثماً، فإذا كان إثماً كان أبعد الناس من الإثم، ولا انتقم لنفسه من شيء يؤتى إليه حتى تنتهك حرمات الله - عزّ وجل - فينتقم لله"
3.




أحبتي في الله:



إن الله جعل الزوجة موضع السكن، وموطن الرحمة للزوج، فقال - سبحانه -:




{
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}4،


وأمرنا بالإحسان إليها، وحسن معاشرتها حتى وإن بدا منها ما نكرهه، فلعل الخير فيها ونحن لا نعلم،





قال سبحانه: {
وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً}5.




وقد ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - بأخلاقه أروع الأمثلة العملية في معاملة الزوجة، وجعل الخيرية فيمن أحسن معاملة زوجته فقال
: ((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي))6،





وجاء نسوة إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - يشكون أزواجهن، فأعلن الرسول على الملأ: ((
لقد أطاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن، ليس أولئك بخياركم))7.




وكان الرسول قمّة شامِخة في حياته كلها، إذ ما كانت تشغله الأعباء الجسام التي ينهض بها لتكوين الأمة المسلمة، وتوحيد الكتائب؛





عن أن يكون زوجاً مثاليّاً مع زوجاته في حسن المعاشرة، ودَمَاثَة الخلق، فمن ذلك ما ترويه عائشة - رضي الله عنها - أنها كانت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فسابقته فسبقته، فلما حملت اللحم وبَدُنَت سابقته فسبقها فقال: ((
هذه بتلك))8.




هكذا تكون الأخلاق العالية، والمعاملة المثالية الراقية، رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتسابق مع زوجته ليدخل عليها السرور والفرحة بهذه المعاملة الراقية،



ليسمو بالحياة الزوجية فتكون أقدس علاقة، وأقوى رباط، لا تزيدها العواصف والمشاكل الزوجية إلا قوة إلى قوتها،




ويُشعِر الأمةَ بأن العلاقة الزوجية يجب أن تتجاوز التعامل من خلال الأوامر والنواهي فقط، ويجب أن لا تقتصر على المعاملة الحازمة، الجادّة الجامدة، بل تتخطّاها إلى مزاح ظريف، ولهو بريء، وسباق يُدخِل السرور على القلوب، والمرح على النفوس،



وذلك لأن النفوس تملّ وتكلّ، وتتعب وتنصب، وتحتاج إلى ما يريحها، وأكثر ما يريحها التعامل الراقي الذي ليس فيه انتقاص، ولا احتقار، ولا ازْدِراء.





روت عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان جالساً، فسمع ضَوْضَاء الناس والصبيان، فإذا الحبشة يرقصون يعني بالحِرَاب، فقال: (
(يا عائشة تعالي فانظري))،


فوضعت خدّي على مَنْكِبَيه، فجعل يقول: ((
يا عائشة ما شبعت؟!)) فأقول: لا؛



لأنظر منزلتي عنده، ولقد رأيته يُرَاوِحَ بين قدميه يعني من طول المدة
9، وفي رواية في الصحيحين: "يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف".
__________________
اكسب الحسنات من عضويتك على الفيسبوك اشترك الان بتطبيقنا على الفيسبوك
ادخل على الرابط
من هنا

ثم اختار ابدأ اليوم
ثم الصفحة التاليه اضغط على علامة فيسبوك
وبعدها وافق على الاشتراك
سيقوم التطبيق بنشر أيات من القرأن الكريم بشكل تلقائى على صفحتك بالفيسبوك
وباقة مميزة من الموضوعات الاسلامية من موقع شبكة الكعبة
اشترك الان وابلغ اصدقائك
مسلم التونسي غير متواجد حالياً