الموضوع: سورة النساء.
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2014, 05:10 PM   #5
أبو عادل
عضو متألق ومشرح للأشراف على الأقسام الإسلامية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: المملكة المغربية
المشاركات: 2,446
معدل تقييم المستوى: 16
أبو عادل is on a distinguished road
افتراضي رد: سورة النساء.

تحكيم غير الله والاستمداد منه، وكلا النوعين جرم لا يغتفر، لأنه فساد عميق بالنفس الإنسانية. ومع الحضارة الحديثة ظهر نوع أوغل فى الفساد والإلحاد، وهو جحد الألوهية أصلا، وعبادة الهوى، ونسيان الرب وتعاليمه نسيانا مطلقا... والإسلام فى هذا العصر يقاوم فنونا من الجحود، والتعطيل، والتثليث، والتشبيه، والحكم بغير ما أنزل الله، والجراءة على أصول الشريعة وفروعها. وعلى رجاله أن يقدروا ثقل هذه التبعات، وأن يضيئوا دروب الأرض بما فى أيديهم من نور، ولا يكونوا كاليهود الذين زعموا أنهم شعب الله المختار، ثم لم ير الناس منهم خيرا يذكر ولا صنيعا يشكر. حتى قال فيهم "هتلر": إنهم كالطفيليات تسكن البدن فتسرق غذاءه وتمنع نماءه، ولا عافية له إلا له إلا بالخلاص منها... وبلغ السعار اليهودى الحضيض عندما سئل رؤساء إسرائيل أى الفريقين أولى بالنصر وأدنى إلى الحق؟ فكان ردهم الوثنية أفضل من الإسلام، وحماة الجاهلية خير من أصحاب محمد..!! إن الدين عند بنى إسرائيل ليس عدالة ولا سماحة ولا خشية! إنه كل ما يذكى الصلف الجنسى عند القوم، ويشبع أثرتهم وغرورهم. وقد كرهوا العرب ولا يزالون، لأنهم الأمة التى اصطفاها القدر لحمل أمانات الوحى، بعد ما عبث الإسرائيليون بالوحى، وناءوا بتكاليفه. وأولاد يعقوب جزء محدود من آل إبراهيم، فلماذا يريدون احتكار نعمة الله على إبراهيم وآله فيظفروا بها وحدهم ولا يكون لأولاد إسماعيل نصيب منها؟. ولماذا ينقمون على أبناء عمومتهم ما نالهم من فضل الله، ويمالئون عباد الأصنام عليهم؟؟ "أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا * أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا" . والآية تشير إلى بخل اليهود المعروف، فلو أنهم ملكوا خزائن ربك ما تسرب منها عطاء لمحتاج ولا فضل على كفء، وقد حسدوا العرب على ما نالوا من خير، فما دخلهم فى هذا وما اعتراضهم؟.
ص _055
" أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما" . واليهود - لشدة غضبهم من انتقال الوحى إلى العرب - يتوارثون تكذيب محمد ومخاصمة قومه،وقد جاءوا بعد أربعة عشر قرنا إلى فلسطين يبغون استعادة مجدهم القديم، منتهزين فرصة أن العرب فرطوا فى مواريث الإسلام، وتخلفوا فى مضمار الحياة، وغلب عليهم اللهو واللعب.. وسمع أهل العصر صياحهم وهم يدخلون القدس هاتفين: يا لثارات خيبر! محمد مات وترك بنات! فهل نخجل من خطايانا ونعود إلى ديننا حتى يقال: محمد عاد، ومعه آساد؟؟. واسترسل السياق يلوم اليهود على شهادتهم للوثنيين، إن الشهادة أمانة، وأداؤها إلى أهلها دين، ولا ذرة من الإنصاف فى تفضيل الوثنية على الإسلام، لذلك قال تعالى: " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به.. " . وللأمانة معان كثيرة مادية ومعنوية، تدور كلها على صون حقوق الله وحقوق الناس، فى سائر الأعمال والأحوال، ولا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له... بعد ما قص القرآن من أخبار اليهود، شرع يحكى أخبار طائفة ثانية كان لها خطر كبير على الإسلام وأهله، هى طائفة المنافقين الذين أبطنوا الكفر وأظهروا الإيمان، حتى كشفتهم أعمالهم وفضحت سرائرهم... وبدأ الحديث عند قوله تعالى: " ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا.. ". والتعبير بزعموا إشارة إلى كذب دعواهم، والطاغوت ما يحتكم إليه دون الله من إنس وجن وجماد..! ومقتضى الإيمان الكفر بالطواغيت، والبعد عما توسوس به، قال تعالى :
ص _056
يتبع...
__________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم ونفعكم بكم، ووفقني وإياكم لما يحب ويرضى.
أبو عادل غير متواجد حالياً