عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-2011, 02:53 PM   #18
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي

61- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن الجمع بين قول النبي ‏:‏ ‏(‏السيد الله تبارك وتعالى‏)‏ وقوله، ‏:‏ ‏(‏أنا سيد ولد آدم‏)‏ وقوله‏:‏ ‏(‏قوموا إلى سيدكم‏)‏ وقوله في الرقيق‏:‏ ‏(‏وليقل سيدي‏)‏‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ أختلف على ذلك في أقوال‏:‏
القول الأول‏:‏ أن النهي على سبيل الأدب، والإباحة على سبيل الجوز، فالنهي ليس للتحريم حتى يعارض الجواز‏.‏
القول الثاني‏:‏ أن النهي حيث يخشى منه المفسدة وهي التدرج إلى الغلو، والإباحة إذ لم يكن هناك محذور‏.‏
القول الثالث‏:‏ أن النهي بالخطاب أي أن تخاطب الغير بقولك ‏(‏سيدي أو سيدنا‏)‏ لأنه ربما يكون في نفسه عجب وغلو إذا دعي بذلك، ولأن فيه شيئا آخر وهو خضوع هذا المتسيد له وإذلال نفسه له، بخلاف إذا جاء على غير هذا الوجه مثل ‏(‏قوموا إلى سيدكم‏)‏ و ‏(‏أنا سيد ولد آدم‏)‏ لكن هذا يرد على إباحته للرقيق أن يقول لمالكه ‏(‏سيدي‏)‏‏؟‏
لكن يجاب عن هذا بأن قول الرقيق لمالكه ‏(‏سيدي‏)‏ أمر معلوم لا غضاضة فيه، ولهذا يحرم عليه أن يمتنع مما يجب عليه نحو سيده والذي يظهر لي - والله أعلم - أن هذا جائز لكن بشرط أن يكون الموجه إليه السيادة أهلا لذلك، وأن لا يخشى محذور من إعجاب المخاطب ونخوع المتكلم، أما إذ لم يكن أهلا، كما لو كان فاسقا أو زنديقًا فلا يقال له ذلك حتى لو فرض عنه أعلى منه رتبة أو جاهلا فقد جاء في الحديث‏:‏ ‏(‏لا تقولوا للمنافق سيد فإنكم إذ قلتم ذلك أغضبتم الله‏)‏ ‏.‏
وكذلك لا يقال إذا خشى محذور من إعجاب المخاطب أو نخوع المتكلم‏.‏






62- وسئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن قول‏:‏ ‏(‏شاءت الظروف أن يحصل كذا وكذا‏)‏، و‏(‏شاءت الأقدار كذا وكذا‏)‏‏؟‏ ‏.‏
فأجاب قائلا‏:‏ قول‏:‏ ‏(‏شاءت الأقدار‏)‏، و ‏(‏شاءت الظروف‏)‏ ألفاظ منكرة ؛ لأن الظروف جمع ظرف هو الأزمان، والزمن لا مشيئة له، وإنما يشاء هو الله، عز وجل، نعم لو قال الإنسان‏:‏ ‏(‏اقتضى قدر الله كذا وكذا‏)‏‏.‏ فلا بأس به‏.‏ أما المشيئة فلا يجوز أن تضاف للأقدار لأن المشيئة هي الإرادة، ولا إرادة للوصف، إنما للإرادة للموصوف‏.‏






63- سئل فضيلته‏:‏ عن حكم قول ‏(‏وشاءت الأقدار‏)‏ و ‏(‏شاء القدر‏)‏‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏ لا يصح أن نقول ‏(‏شاءت قدرة الله‏)‏ لأن المشيئة إرادة، والقدرة معنى، والمعنى لا إرادة له، وإنما الإرادة للمريد، والمشيئة لمن يشاء، ولكننا نقول اقتضت حكمة الله كذا وكذا، أو نقول عن شيء إذا وقع هذه قدرة الله أي مقدوره كما تقول‏:‏ هذا خلق الله أي مخلوقه‏.‏ أما أن نضيف أمرا يقتضي الفعل الاختياري إلى القدرة فإن هذا لا يجوز ومثال لذلك قولهم ‏(‏شاءت القدر كذا وكذا‏)‏ هذا لا يجوز لأن القدر والقدرة أمران معنويات ولا مشيئة لهما، إنما المشيئة لمن هو قادر ولمن مقدر‏.‏ والله أعلم‏.‏





64- سئل فضيلته‏:‏ هل يجوز إطلاق ‏(‏شهيد‏)‏ على شخص بعينه ويقال الشهيد فلان‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏ لا يجوز لنا أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد حتى، لو قتل مظلومًا أو قتل وهو يدافع عن الحق، فإنه لا يجوز أن نقول فلان شهيد وهذا مخالف لما عليه الناس اليوم حيث رخصوا هذه الشهادة وجعلوا كل من قتل حتى ولو كان مقتولا في عصبة جاهلية يسمونها شهيدا، وهذا حرام لأن قولك عن شخص قتل وهو شهيد يعتبر شهادة سوف تسأل عنها يوم القيامة، سوف يقال لك هل عندك علم أنه قتل شهيدا‏؟‏ ولهذا لما قال النبي ‏:‏ ‏(‏ما من مكلوم يكلم في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يعثب دما، اللون لون الدم، والريح ريح المسك‏)‏ فتأمل قول النبي ‏:‏ ‏(‏والله أعلم بمن يكلم في سبيله‏)‏ - يكلم‏:‏ يعني يجرح - فإن بعض الناس قد يكون ظاهرهم أنه يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا ولكن الله يعلم ما في قلبه وأنه خلاف ما يظهر من فعله، وهذا باب البخاري - رحمه الله - على هذه المسألة في صحيحه فقال ‏(‏باب لا يقال فلان شهيد‏)‏ لأن مدار الشهادة على القلب، لا يعلم ما في القلب إلا الله - عز وجل - فأمر النية أمر عظيم، وكم من رجلين يقومان بأمر واحد يكون بينهما كما بين السماء والأرض وذلك من أجل النية فقد قال النبي ‏:‏ ‏(‏إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه‏)‏‏.‏
ابوصهيب غير متواجد حالياً