عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-2011, 02:53 PM   #17
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي


58- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ من الذي يستحق أن يوصف بالسيادة‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ لا يستحق أحد أن يوصف بالسيادة المطلقة إلا الله - عز وجل - فالله تعالى هو السيد الكامل السؤدد، أما غيره فيوصف بسيادة مقيدة مثل سيد ولد آدم، لرسول الله ، والسيادة قد تكون بالنسب، وقد تكون بالعلم، وقد تكون بالكرم، وقد تكون بالشجاعة، وقد تكون بالملك، كسيد المملوك وقد تكون بغير ذلك من الأمور التي يكون بها الإنسان سيدا، وقد يقال للزوج سيد بالنسبة لزوجته، كما في قوله - تعالى -‏:‏ ‏{‏ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ ‏}‏ ‏[‏يوسف‏:‏ 25‏]‏ ‏.‏
فأما السيد في النسب فالظاهر أن المراد أن من كان من نسل رسول الله ، وهم أولاد فاطمة - رضي الله عنها - أي ذريتها من بنين وبنات، وكذلك الشريف، وربما يراد بالشريف من كان هاشميا وأيا كان الرجل أو المرأة سيدا أو شريفا فإنه لا يمتنع شرعا أن يتزوج من غير السيد والشريف، فهذا سيد بني آدم وأشرفهم، محمد رسول الله قد زوج ابنتيه رقية وأم كلثوم عثمان بن عفان، وليس هاشميا، وزوج ابنته زينب أبا العاص بن الربيع وليس هاشميا‏.‏


59- وسئل فضيلته عن الجمع بين حديث عبد الله بن الشخير - رضي الله عنه - قال ‏(‏انطلقت في وفد بين عامر إلى رسول الله ، فقلنا أنت سيدنا فقال ‏(‏السيد الله تبارك وتعالى‏)‏‏.‏ وما جاء في التشهد ‏(‏اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد‏)‏‏.‏ وحديث ‏(‏أنا سيد ولد آدم‏)‏‏؟‏

فأجاب قائلا‏:‏ لا يرتاب عاقل أن محمدا ، سيد ولد آدم فإن كل عاقل مؤمن يؤمن بذلك، والسيد هو ذو الشرف والطاعة والإمرة، وطاعة النبي من طاعة الله - وتعالى -‏:‏ ‏{‏مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 80‏]‏‏.‏ ونحن وغيرنا من المؤمنين لا نشك أن نبينا ، سيدنا، وخيرنا، وأفضلنا عند الله - سبحانه وتعالى- وأنه المطاع فيما يأمر به، صلوات الله وسلامه عليه، ومن مقتضى اعتقادنا أنه السيد المطاع، عليه الصلاة والسلام، أن لا نتجاوز ما شرع لنا من قول أو فعل أو عقيدة ومما شرعه لنا في كيفية الصلاة عليه في التشهد أن نقول‏:‏ ‏(‏اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد‏)‏ أو نحوها من الصفات الواردة في كيفية الصلاة عليه ، ولا أعلم أن صفة وردت بالصيغة التي ذكرها السائل وهي ‏(‏اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد‏)‏ وإذا لم ترد هذه الصيغة عن النبي ، فإن الأفضل ألا نصلى على النبي ، بها، وإنما نصلى عليه بالصيغة التي علمنا إياها‏.‏
وبهذه المناسبة أود أبنه إلى أن كل إنسان يؤمن بأن محمدا، ، سيدنا فإن مقتضى هذا الإيمان أن لا يتجاوز الإنسان ما شرعه وأن لا ينقص عنه، فلا يبتدع في دينه الله ما ليس منه، ولا ينقص من دين الله ما هو منه، فإن هذا هو حقيقة السيادة التي هي من حق النبي ، علينا‏.‏
وعلى هذا فإن أولئك المبتدعين لأذكار أو صلوات على النبي ، لم يأت بها شرع الله على لسان رسوله محمد تنافي دعوى أن هذا الذي ابتدع يعتقد أن محمدا ، سيد، لأن مقتضى هذه العقيدة أن لا يتجاوز ما شرع وأن لا ينقص منه، فليتأمل الإنسان وليتدبر ما يعنيه بقوله حتى يتضح له الأمر ويعرف أنه تابع لا مشرع‏.‏
وقد ثبت عن النبي ، أنه قال‏:‏ ‏(‏أنا سيد ولد آدم‏)‏ والجمع بينه وبين قوله‏:‏ ‏)‏السيد الله‏(‏ أن السيادة المطلقة لا تكون إلا لله وحده فإنه تعالى هو الذي له الأمر كله فهو الآمر وغيره مأمور، وهو الحاكم وغيره محكوم، وأما غيره فسيادته نسبية إضافية تكون في شيء محدود، ومكان محدود، وعلى قوم دون قوم، أو نوع من الخلائق دون نوع‏.‏

60- وسئل فضيلته عن هذه العبارة ‏(‏السيدة عائشة - رضي الله عنها -‏)‏‏؟‏

فأجاب قائلا‏:‏ لا شك أن عائشة - رضي الله عنها - من سيدات نساء الأمة، ولكن إطلاق ‏(‏السيدة‏)‏ على المرأة و‏(‏السيدات‏)‏ على النساء هذه الكلمة متلقاة فيما أظن من أوضع النساء، لأنهم يسودون النساء أي يجعلونهم سيدات مطلقا، والحقيقة أن المرأة مرأة، وأن الرجل رجل، وتسميه المرأة بالسيدة على الإطلاق ليس بصحيح، نعم من كانت منهن سيدة لشرفها في دينها أو جاهها أو غير ذلك من الأمور المقصودة فلنا أن نسميها سيدة، ولكن ليس مقتضى ذلك إننا نسمي كل امرأة سيدة‏.‏
كما أن التعبير بالسيدة عائشة، والسيدة خديجة، والسيدة فاطمة وما أشبه ذلك لم يكن معروفا عند السلف بل كانوا يقولون أم المؤمنين عائشة أم المؤمنين خديجة، فاطمة بنت الرسول ، ونحو ذلك‏.‏

ابوصهيب غير متواجد حالياً