عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-2011, 02:44 PM   #10
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي

34- سئل الشيخ‏:‏ عن هذه العبارات‏:‏ ‏(‏باسم الوطن، باسم الشعب، باسم العروبة‏)‏‏؟‏
فأجاب قائلا‏:‏ هذه العبارات إذا كان الإنسان يقصد بذلك أنه يعبر عن العرب أو يعبر عن أهل البلد فهذا لا بأس به، وأن قصد التبرك والاستعانة فهو نوع من الشرك، وقد يكون شركا أكبر بحسب ما يقوم في قلب صاحبه من التعظيم بمن استعان به‏.‏
35- سئل فضيلته‏:‏ هل هذه العبارة صحيحة ‏(‏بفضل فلان تغير هذا الأمر، أو بجهدي صار كذا‏)‏‏؟‏
فأجاب الشيخ بقوله‏:‏ هذه العبارة صحيحة إذا كان للمذكور أثر في حصوله، فإن الإنسان له الفضل على أخيه إذا احسن إليه، فإذا كان الإنسان في هذا الأمر أثر حقيقي فلا بأس أن يقال‏:‏ هذا بفضل فلان، أو بجهود فلان، أو ما أشبه ذلك، لأن إضافة الشيء إلى سببه المعلوم جائزة شرعا وحسًا، ففي صحيح مسلم أن رسول الله ـ ـ قال في عمه أبي طالب‏:‏ ‏(‏لو لا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار‏)‏‏.‏ وكان أبو طالب يعذب في نار جنهم في ضحضاح من نار، وعليه نعلان يغلي منهما دماغه، وهو أهون أهل النار عذابًا - والعياذ بالله - فقال ـ ـ‏:‏ ‏(‏لو لا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار‏)‏‏.‏
أما إذا أضاف الشيء إلى السبب وليس بصحيح فإن هذا لا يجوز، وقد يكون شركا، كما لو أضاف حدوث أمر لا يحدثه إلا الله إلى أحد من المخلوقين، أو أضاف شيئا إلى أحد من الأموات أنه هو الذي جلبه له فإن هذا من الشرك في الربوبية‏.‏

36- سئل فضيلة الشيخ‏:‏عن حكم قول‏:‏ ‏(‏البقية في حياتك‏)‏، عند التعزية ورد أهل الميت بقولهم‏:‏‏(‏حياتك الباقية‏)‏‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ لا أرى فيها مانعًا إذا قال الإنسان ‏(‏البقية في حياتك‏)‏ لا أري فيها مانعا، ولكن الأولى أن يقال إن في الله خلق من كل هلاك، أحسن من أن يقال ‏(‏البقية في حياتك‏)‏، كذلك الرد عليه إذا غير المعزي هذا الأسلوب فسوف يتغير الرد‏.‏

37- وسئل حفظه الله تعالى‏:‏ عن حكم ثناء الإنسان على الله تعالى بهذه العبارة ‏(‏بيده الخير والشر‏)‏ ‏؟‏



فأجاب بقوله‏:‏ أفضل ما يثني به العبد على ربه هو ما أثنى به سبحانه على نفسه أو اثني به عليه أعلم الناس به نبيه محمد ـ ـ والله - عز وجل - لم يثن على نفسه وهو يتحدث عن عموم ملكه وتمام سلطانه وتصرفه أن بيده الشر كما في قوله تعالى -‏:‏ ‏{‏قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 26‏]‏‏.‏ فأثنى سبحانه على نفسه بأن بيده الخير في هذا المقام الذي قد يكون شرا بالنسبة لمحله وهو الإنسان المقدر عليه الذل، ولكنه خير بالنسبة إلى فعل الله لصدوره عن حكمة بالغة، ولذلك أعقبه بقوله ‏{‏بِيَدِكَ الْخَيْرُ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 26‏]‏‏.‏ وهكذا كل ما يقدره الله من شرور في مخلوقاته هي شرور بالنسبة لمحالها، أما بالنسبة لفعل الله - تعالى - لها وإيجاده فهي خير لصدورها عن حكمة بالغة، فهناك فرق بين فعل الله - تعالى - الذي هو فعله كله خير، وبين مفعولاته ومخلوقاته البائنة عنه ففيها الخير والشر، ويزيد الأمر وضوحا أن النبي ـ ـ أثنى على ربه تبارك وتعالى بأن الخير بيده ونفي نسبة الشر إليه كما في حديث علي - رضي الله عنه - الذي رواه مسلم وغيره مطاولًا وفيه أنه ـ ـ كان يقول إذا قام إلى الصلاة‏:‏ ‏(‏وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض‏)‏ إلى أن قال‏:‏ ‏(‏لبيك وسعديك، والخير كله في يديك والشر ليس إليك‏)‏ فنفي ـ ـ أن يكون الشر إلى الله تعالى، لأن أفعاله وأن كانت شرًا بالنسبة إلى محالها ومن قامت به، فليست شرًا بالنسبة إليه - تعالى - بصدورها عن حكمة بالغة تتضمن الخير، وبهذا تبين أن الأولى بل الأوجب في الثناء على الله وأن تقتصر على ما أثنى به على نفسه وأثنى به عليه رسوله ـ ـ أعلم الخلق به فنقول‏:‏ بيده الخير ونقتصر على ذلك كما هو في القرآن الكريم والسنة‏


ابوصهيب غير متواجد حالياً