عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-2011, 02:38 PM   #5
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي


18- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن هذه العبارة ‏(‏أعطي الله لا يهينك‏)‏‏؟‏



فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ هذه العبارة صحيحة، والله سبحانه و تعالى - قد يهين العبد ويذله، وقد قال الله - تعالى- في عذاب الكفار‏:‏ إنهم يجزون عذاب الهون بما كانوا يستكبرون في الأرض، فأذاقهم الله الهوان والذي بكبريائهم واستكبارهم في الأرض بغير الحق‏.‏ وقال‏:‏‏
{‏وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ‏}‏ ‏[‏الحج‏:‏ 18‏]‏‏.‏‏.‏ والإنسان إذا أمرك فقد تشعر بأن هذا إذلال وهو أن لك فيقول‏:‏ ‏(‏الله لا يهينك‏)‏‏.‏






19- وسئل فضيلة الشيخ عن هذه العبارة ‏(‏الله يسأل عن حالك‏)‏ ‏؟‏




فأجاب بقوله‏:‏ هذه العبارة‏:‏ ‏(‏الله يسأل عن حالك‏)‏، لا تجوز لأنها أن الله - تعالى - يجهل الأمر فيحتاج إلى أن يسأل، وهذا من المعلوم أنه أمر عظيم، والقائل لا يريد هذا في الواقع لا يريد أن الله يخفى عليه شيء، ويحتاج إلى سؤال،لكن هذه العبارات قيد تفيد هذا المعنى، أو توهم هذا المعنى، فالواجب العدول عنها، واستبدالها بأن تقول‏:‏ ‏(‏أسأل الله أن يتفي بك‏)‏، و‏(‏أن يلطف بك‏)‏، وما أشبهها‏.‏






20- وسئل‏:‏ هل يجوز على الإنسان أن يقسم على الله‏؟‏





فأجاب بقوله‏:‏ الإقسام على الله أن يقول الإنسان والله لا يكون كذا، كذا، أو والله لا يفعل الله كذا وكذا والإقسام على الله نوعان‏:‏
أحدهما‏:‏ أن يكون الحامل عليه قوة ثقة المقسم بالله - عز وجل- وقوة إيمانه به مع اعترافه بضعفه وعدم إلزامه الله بشيء فهذا جائز ودليله قوله ‏:‏ ‏(‏رُب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره‏)‏ ودلل آخر واقعي وهو حديث أنس بن النضر حينما كسرت أخته الربيع سنّا لجارية من الأنصار فطالب أهلها بالقصاص فطلب إليهم العفو فأبوا، فعرضوا الأرش فأبوا، فأتوا رسول الله فأبوا إلا القصاص فأمر رسول الله بالقصاص فقال أنس بن النضر أتكسر ثنيّة الربيع‏؟‏ والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها فقال رسول الله ‏:‏ ‏(‏يا أنس كتاب الله القصاص‏)‏ فرضي القوم فعفوا فقال رسول الله ‏:‏ ‏(‏إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره‏)‏ وهو - رضي الله عنه - لم يقسم اعتراضًا على الحكم وإباء لتنفيذه فجعل الله الرحمة في قلوب أولياء المرأة التي كسرت سنها فعفو عفوًا مطلقًا، عند ذلك قال الرسول ‏:‏ ‏(‏إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره‏)‏ فهذا النوع من الأقسام لا بأس به‏.‏
النوع الثاني‏:‏ من الإقسام على الله‏:‏ ما كان الحامل عليه الغرور والإعجاب بالنفس وأنه يستحق على الله كذا وكذا، فهذا والعياذ بالله محرم، وقد يكون محبطًا للعمل، ودليل ذلك أن رجلًا كان عابدًا وكان يمر بشخص عاص لله، وكلما مر به نهاه فلم ينته، فقال ذات يوم والله لا يغفر الله لفلان - نسأل الله العافية - فهذا تحجر رحمه الله ؛ لأنه مغرور بنفسه فقال الله - عز وجل - ‏(‏من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان قد غفرت له وأحبطت عملك‏)‏ قال أبو هريرة‏:‏ ‏(‏تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته‏)‏‏.‏ ومن هذا نأخ أن من أضر ما يكون على الإنسان اللسان كما قال النبي لمعاذ بن جبل - رضي الله عنه-‏:‏‏(‏ألا أخبرك بملاك ذلك كله‏)‏ قلت‏:‏ بلى يا رسول الله، فأخذ النبي بلسانه فقال‏:‏ يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به‏؟‏

فقال‏:‏ ‏(‏ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصاد ألسنتهم‏)‏‏.‏ والله الموفق والهادي إلى سواء الصراط‏.


ابوصهيب غير متواجد حالياً