نبأ ابنى آدم
عندما طرد الله آدم وحواء من الجنة بعد أن عصيا أمره وأكلا من الشجرة بعد أن وسوس لهما الشيطان بذلك
ظلا يستغفران الله ويتوبا مما فعلا وعرفا أن الشيطان عدو لدود لهما أخرجهما من نعيم الجنه كما خرج هو من قبل
(قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
(قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ)
(قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ)
(25:23 )الاعراف
عاش آدم وحواء على الارض حيث الشقاء والعمل وقد علموا أنه لاعودة إلى الجنة إلا بعد
الموت وقد أطمئنوا أن الله يغفر الذنوب جميعا إلا الشرك به سبحانه
ولكن الله سبحانه حذرهم من الشيطان وقال لهم
(يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ)
(27)الاعراف
فتعلم آدم الزراعة والرعى
بدأت شهوة الجنس و التناسل بين آدم وحواء
وهى لم تكن موجوده فى الجنه و حملت حواء و كانت تنجب فى كل بطن توأم ذكر وأنثى
فأنجبت حواء
قابيل و أخته ثم هابيل و أخته
قابيل
كان رجلا انانيا تمكنت عبادة الذات من نفسه فطمست عينيه وكان يعمل يشتغل بالزراعة
هابيل
كان أخ من بطن ثانية وكان رجل طيب صالح يحب الخير للغيرعبدا لله مُوقرا لأوامره وكان يعمل برعى الاغنام
فماذا حدث بين الاخوين
أنجبت حواء عشرين بطنا لآدم فى كل بطن ذكر وانثى وكانت شريعه آدم
ان كل رجل يتزوج تؤام أخيه كان ذلك للضروره فى بداية الخلق لزيادة النسل على الارض
كانت اخت قابيل جميله فاتنة الجمال كحواء وكانت أخت هابيل قليلة الجمال
كبر الابناء وشب الاخوه فى رعاية أمهم حواء وأبيهم آدم
وبلغ الاولاد مبلغ الشباب كانوا يسعون الى طلب الرزق وعند بلوغهم هذه السن كان لابد من تزويجهم
حيث أمر آدم ان يتزوج قابيل من أخت هابيل
وهابيل يتزوج من أخت قابيل
كما أوحى الله سبحانه وتعالى لآدم
فرفض قابيل أن يتزوج من تؤام أخيه وكان يريد الزواج بتوءمته هو الاكثر جمالا
فطلب منهما آدم أن يقدم كلا منهما قربا لله
وكان قابيل يعمل بالزراعه فقد زرع ردئ لله زرع جاف ليس به ثمار
وكان هابيل يعمل بالرعى فقدم أحسن ما عنده لله من الانعام فنزلت نارا من السماء فأخذت ما قدم هابيل
وتركت ما قدم قابيل وعندما لم يقبل قربانه حقد على أخيه و قرر قتله
(واتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ
قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)
27 المائدة
و هكذا كانت أول أول جريمة قتل مع
سبق الاصرار و الترصد
كما يقولون فى الجرائم الأن
حيث بيت قابيل النيه لقتل أخيه هابيل وظل ينتظر الفرصه ليقضى عليه
ولأن هابيل كان تقيا قال لأخيه حين أنفرد به و سمحت له الفرصه ليقتله
(لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)
(إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ)
(فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
30:28 المائدة
وهكذا كانت أول جريمة قتل على الارض و حمل قابيل وزرها ووزر كل من يقتل نفسا بغير حق الى يوم القيامة
وليعلم أن أبن آدم قابيل الذي قتل أخاه هابيل كان مسلمًا مؤمنًا ولم يكن كافرًا
وإنه أرتكب معصية كبيرة بقتله أخاه ظلمًا وعدوانًا
روى الجماعة سوى أبي داود وأحمدُ في مسنده عن ابن مسعود قال:
أن رسول الله قال 
:
"لا تُقتل نفس ظلمًا إلا كان على ابن ءادم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل"
أي ظلمًا
فعُلم من ذلك ان قابيل ما تاب من قتله أخيه هابيل
أن قتل النفس من أبشع الجرائم و فاعلها فى الدرك الأسفل من النار لأنه يهدم بنبان الله
وهكذا حقق إبليس اول ما وعد به الله سبحانه وتعالى وهو أن يكون سكان جهنم من بنى آدم
فكان اول سكانها قابيل بن آدم
(لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبً مَفْرُوضًا)
(118)النساء
و لكن ما الأسباب التى تجعل الإنسان يقتل أخيه الانسان ؟
هذا ما سنعرفه فى اللقاء القادم بمشيئة الله