عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-2011, 01:52 AM   #9
الجوهرة المصونة
مراقبة قسم الأسرة المسلمة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الدولة: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
المشاركات: 130
معدل تقييم المستوى: 14
الجوهرة المصونة is on a distinguished road
افتراضي رد: المناهي اللفظية لفضيلة الشيخ إبن عثيمين رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نستكمل ذكر بعض المناهي اللفظيه بارك الله فيكم


95.سئل فضيلة الشيخ :عن قول الإنسان إذا خاطب ملكا ( يا مولاي ) ؟ .
فأجاب بقوله: الولاية تنقسم إلى قسمين :
القسم الأول : ولاية مطلقة وهذه لله عز وجل كالسيادة المطلقة ، وولاية الله بالمعنى العام شاملة لكل أحد قال الله – تعالى -: ( ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق الا له الحكم وهو أسرع الحاسبين)(70) فجعل له سبحانه الولاية على هؤلاء المفترين،وهذه ولاية عامة،وأما بالمعنى الخاص فهي خاصة بالمؤمنين المتقين قال الله – تعالى - : (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم ) (71) وقال الله – تعالى - : (الا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون) (72) وهذه ولاية خاصة .
القسم الثاني: ولاية مقيدة مضافة ، فهذه تكون لغير الله ولها في اللغة معاني كثيرة منها الناصر ، والمتولي للأمور،والسيد، قال الله – تعالى –(وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين)(73) وقال ، صلى الله عليه وسلم(من كنت مولاه فعلي مولاه ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( إنما الولاء لمن أعتق ). وعلى هذا فلا بأس أن يقول القائل للملك : مولاي بمعنى سيدي ما لم يخشى من ذلك محذور .

96. وسئل فضيلة الشيخ :يحتج بعض الناس إذا نهي عن أمر مخالف للشريعة أو للآداب الإسلامية بقوله (الناس يفعلون كذا ) ؟ .
فأجاب بقوله:هذا ليس بحجة لقوله – تعالى- : ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) (74) ولقوله (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)(75) والحجة فيما قاله الله ورسوله ، صلى الله عليه وسلم أو كان عليه السلف الصالح .

97.وسئل فضيلة الشيخ :عن قول الإنسان لضيفه : ( وجه الله إلا أن تأكل ) ؟ .
فأجاب بقوله: لا يجوز لأحد أن يستشفع بالله – عز وجل – إلى أحد من الخلق ، فإن الله أعظم وأجل من أن يستشفع إلى خلقه وذلك لأن مرتبة المشفوع إليه أعلى من مرتبة الشافع والمشفوع له ، فكيف يصح أن يجعل الله – تعالى- شافعا عند أحد ؟ ! .

98.سئل الشيخ :عن قولهم ( هذا نوء محمود) ؟ .
فأجاب بقوله : هذا لا يجوز وهو يشبه قول القائل مطرنا بنوء كذا وكذا الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن الله – عز وجل - : ( من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فهو كافر بي مؤمن بالكوكب) .
والأنواء ما هي إلا أوقات لا تحمد ولا تذم ، وما يكون فيها من النعم والرخاء فهو من الله – تعالى – وهو الذي له الحمد أولاً وآخراً وله الحمد على كل حال .

99.وسئل فضيلة الشيخ :- حفظه الله - : عن قول( لا حول الله )؟ .
فأجاب قائلا: قول(لا حول الله) ، ما سمعت أحدا يقولها وكأنهم يريدون ( لا حول ولا قوة إلا بالله) ، فيكون الخطأ فيها في التعبير ، والواجب أن تعدل على الوجه الذي يراد بها ، فيقال : (لا حول ولا قوة إلا بالله) .

100. سئل فضيلة الشيخ :ما رأيكم في هذه العبارة (لا سمح الله )؟ .
فأجاب قائلا : أكره أن يقول القائل (لا سمح الله) لأن قوله (لا سمح الله) ربما توهم أن أحدا يجبر الله على شيء فيقول ( لا سمح الله ) والله – عز وجل – كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (لا مكره له ) . قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (لا يقول أحدكم اللهم أغفر إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت ، ولكن ليعزم المسألة ، وليعظم الرغبة فإن الله لا مكره له ، ولا يتعاظمه شيء أعطاه ) والأولى أن يقول : (لا قدر الله) بدلا من قوله : (لا سمح الله) لأنه ابعد عن توهم ما لا يجوز في حق الله – تعالى - .

101. سئل فضيلة الشيخ غفر الله له : ما حكم قول ( لا قدر الله )؟ .
فأجاب بقوله: (لا قدر الله) معناه الدعاء بأن الله لا يقدر ذلك ، والدعاء بأن الله لا يقدر هذا جائز ، وقول (لا قدر الله) ليس معناه نفي أن يقدر الله ذلك ، إذ أن الحكم لله يقدر ما يشاء ، لكنه نفى بمعنى الطلب فهو خبر بمعنى الطلب بلا شك ، فكأنه حين يقول (لا قدر الله) أي أسأل الله أن لا يقدره ، واستعمال النفي بمعنى الطلب شائع كثير في اللغة العربية وعلى هذا فلا بأس بهذه العبارة .

102.سئل فضيلة الشيخ: عن قول بعض الناس إذا مات شخص (يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية)؟ .
فأجاب بقوله: هذا لا يجوز أن يطلق على شخص بعينه ، لأن هذه شهادة بأنه من هذا الصنف .

103.سئل فضيلة الشيخ: ما رأيكم في قول بعض الناس ( يا هادي ، يا دليل) ؟ .
فأجاب بقوله: ( يا هادي ، يا دليل ) لا أعلمهما من أسماء الله ، فإن قصد به الإنسان الصفة فلا بأس كما يقول اللهم يا مجري السحاب ، يا منزل الكتاب وما أشبه ذلك ، فإن الله يهدي من يشاء و(الدليل) هنا بمعنى الهادي .

104. وسئل غفر الله له : عن قول بعض الناس ( يعلم الله كذا وكذا) ؟ .
فأجاب بقوله: قول (يعلم الله) هذه مسألة خطيرة حتى رأيت في كتب الحنفية أن من قال عن شيء يعلم الله والأمر بخلافه صار كافرا خارجا عن الملة ، فإن قلت ( يعلم أني ما فعلت هذا ) وأنت فاعله فمقتضى ذلك أن الله يجهل الأمر ، ( يعلم الله أني ما زرت فلانا ) وأنت زائره صار الله لا يعلم بما يقع ، ومعلوم أن من نفى عن الله العلم فقد كفر ، ولهذا قال الشافعي – رحمه الله في القدرية قال : ( جادلوهم بالعلم فإن أنكروه كفروا ، وإن أقروا خصموا ) أ . هـ. والحاصل أن قول القائل ( يعلم الله) إذا قالها والأمر على خلاف مع قال فإن ذلك خطير جدا وهو حرام بلا شك . أما إذا كان مصيبا ، والأمر على وفق مع قال فلا بأس بذلك ، لأنه صادق في قوله ولأن الله بكل شيء عليم كما قالت الرسل في سورة يس : ( قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون)(76)

105.وسئل فضيلة الشيخ : عن قول : ( على هواك ) وقول بعض الناس في مثل مشهور : (العين وما ترى والنفس ما تشتهي) ؟ .
فأجاب بقوله : هذه الألفاظ ليس فيها بأس إلا أنها تقيد بما يكون غير مخالف للشرع ، فليس الإنسان على هواه في كل شئ تراه ، المهم أن هذه العبارة حيث هي لا بأس بها لكنها مقيدة بها بما لا يخالف الشرع .



(70) سورة الأنعام ، الآية (62) .
(71) سورة محمد ، الآية (11) .
(72) سورة يونس ، الآية (62 – 63).
(73) سورة التحريم ، الآية (4 )
(74) سورة الأنعام ، الآية (116).
(75) سورة يوسف ، الآية (103).
(76) سورة يس ، الآية (16).




تم الأنتهاء من هذا المبحث
بارك الله فيكم
واسأل الله أن ينفع به الإسلام والمسلمين
الجوهرة المصونة غير متواجد حالياً