عرض مشاركة واحدة
قديم 03-18-2011, 07:21 AM   #2
أبو عادل
عضو متألق ومشرح للأشراف على الأقسام الإسلامية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: المملكة المغربية
المشاركات: 2,446
معدل تقييم المستوى: 16
أبو عادل is on a distinguished road
افتراضي

وفي الوقت الذي كان فيه حكام الصفوية فظين غليظين علي أهل السنة كانوا رقيقين لينيين مع النصاري كما يعترف بذلك ويقره الكاتب والمؤرخ الشيعي عباس إقبال حيث يقول: "ولم يكن الشاه عباس فظا علي غير أهل السنة من دون أتباع سائر المذهب فقد جلب أثناء غزواته الأرمينية والكرج نحو ثلاثين ألف أسرة من مسيحي هذه الولايات علي مازندران وأسكنهم بها كما رحل إلي أصفهان خمسين ألف أسرة من أرامنية وجلفاء وإيران وبني لهم مدينة جلفا علي شاطيء نهر زاينده رود وأنشأ لهم فيها الكنائس وشجعهم علي التجارة مع الهند والبلاد الخارجية بأن أعطاهم الحرية الكاملة". ويذكر شاهين مكاريوس (تاريخ إيران ص 154) أن الشاه عباس أصدر منشورا إلي رعاياه يقول فيه: "إن النصارى أصدقاؤه وحلفاء بلاده وأنه يأمر رعاياه باحترامهم وإكرامهم أينما حلوا واستطرادا لهذه السياسة فتح الشاه موانئ بلاده لتجار الإفرنج وأوصي ألا تؤخذ منهم رسوم علي بضائعهم وألا يتعرض أحد من الحكام أو الأهالي لهم بسوء ويقول مكاريوس: إن الشاه إسماعيل كان أول من فعل هذا مجاهرا من سلاطين المسلمين. وعلى إثر ظهور البرتغاليين في المنطقة بدأت إيران إقامة علاقات تجارية مع إنجلترا وفرنسا وهولندا، ومهدت هذه العلاقات إلى اتصالات على مستوى دبلوماسي وديني عند اعتلاء شاه عباس الأول عرش فارس عام 1587م، وسجلت تغييرات أساسية في البلاد وفي علاقاتها مع الغرب، وكان من نتائج التحول السياسي الذي أحدثه شاه عباس أن غص بلاطه بالمبشرين والقسس، وبنى الغربيون الكنائس في إيران، لإدخال من لم يقتل ولم يُشيع من المسلمين في دين النصارى



عقد تحالفات مع الدول النصرانية:



فلقد كانت التحالفات مع القوي الصليبية سمة مميزة للدولة الصفوية الرافضية التي تري أن التقارب مع الصليبيين وأهل الكفر أفضل من تقاربهم مع المسلمين من أهل السنة وفي حين كانت الدولة العثمانية رافعة راية الإسلام غازية في أوروبا فاتحة للقسطنطينية مدافعة عن الدول الإسلامية من الهجمات الصليبية وتخشاها جميع دول وممالك أوروبا, كانت الدولة الصفوية تحيك المؤامرات ضدها وتدخل في اتفاقيات مع دول أوروبا الصليبية للقضاء علي القوة العثمانية الإسلامية وبشهادة الجميع كان عهد الصفوية هو عهد إدخال قوي الاستعمار في منطقة الخليج حيث مهدت له الطرق بعقد التحالفات العسكرية والتجارية مع البرتغاليين والهولنديين والإنجليز.


ولقد شهد التاريخ كثيرا من تلك المؤامرات وخاصة في عهد الشاه إسماعيل الصفوي فبعد الهزيمة المرة التي لحقت به في موقعة جالديران عام 960هـ أمام السلطان سليم, تحرك للتحالف مع البرتغاليين لتغطية الهزيمة, فأقام العلاقات معهم, وكان البرتغاليون أنفسهم يبحثون عن هذه العلاقات فقد كانوا جزء من أوروبا التي فرحت بظهور الدولة الصفوية حين لاحت لهم بظهورها فرصة انفراج الضغط العثماني عليهم وعلي تجارتهم ولذلك سعت الدول الأوروبية إلي إسماعيل تعرض عليه تثبيت عري الصداقة والمودة وتحثه علي إيجاد علاقات سياسية واقتصادية.


وعقدت اتفاقية بين الشاه إسماعيل الصفوي واليوكرك الحاكم البرتغالي في الهند نصت علي ما يلي:


1- تصاحب قوة بحرية برتغالية الصفويين في حملتهم علي البحريين والقطيف.


2- تتعاون البرتغال مع الدولة الصفوية في إخماد حركات التمرد في بلوجستان ومكران.


3- تتحد الدولتان في مواجهة الدولة العثمانية.


4- تصرف حكومة إيران الصفوية النظر عن جزيرة هرمز وتوافق علي أن يبقي حاكمها تابعا للبرتغال.


وأما اتفاقاتها مع جمهورية فينيسيا (البندقية) فكانت مخزية كذلك. فقد كانت فينيسيا من الدول المتأثرة تجاريا بسبب قضاء العثمانيين علي الدولة البيزنطية وإغلاقها الطريق الرئيسي للتجارة بين أوروبا وأسيا فأرسل الشاه إسماعيل السفراء إلي بلاط فينيسيا طالبا الهجوم علي العثمانيين عن طريق البحر وأن يقوم هو بالهجوم من ناحية البر بشرط أن تسترد فينيسيا قواعدها التي فقدتها في البحر الأبيض المتوسط.


ومن الدول التي كانت تسعي إيران لإيجاد علاقات معها للتخلص من الدولة العثمانية أسبانيا والمجر, حيث بعث الشاه إسماعيل برسالتين إلي أسبانيا والمجر طلب فيها عقد معاهدة صداقة وتعاون بينهم وعرض فكرة اتحاد بغرض سحق الأتراك العثمانيين.


كانت للشاه عباس كذلك اتصالات ومؤامرات مع الجانب الصليبي فقد قدم عباس عروضا للأسبان عن طريق البنادقة كي يتقاسما أراضي الدولة العثمانية فتحصل الأولي علي الجزء الأوروبي وتستأثر الثانية بالأسيوي ولم يكن هذا العرض سوي واحد من عروض كثيرة حملها سفراء إيرانيون وكانوا يقطعون المسافة بين أوروبا وإيران مجيئا وذهابا. كما أن عباس جعل إيران تتحالف مع قوة إنجليزية في الخليج وشجع البرتغاليين والهولنديين علي التجارة في بندر عباس.



كان هذا هو المنهج الذي نهجه الصفويون في تعاملهم مع الدول السنة, منهج كيد وتأمر ولذلك أثر علي كثير من مجريات الأمور واستفادت منه الدول الأوروبية أعظم استفادة. لقد كان لوجود الدولة الصفوية أثار سلبية علي العالم الإسلامي. فقد كانت سببا في انحسار المد الإسلامي في أوروبا, كما كانت سببا في تحول الشعب الإيراني السني إلي شعب شيعي يضمر العداء للمسلمين بدلا من أن يكون عونا لهم وبعدما كانت إيران دولة سنية حتي القرن العاشر الهجري وبعدما كانت إيران تقدم مئات العلماء والفقهاء والمحديثن والمؤرخين والمفسرين بل إن أصحاب عدد من أصول السنة كانوا في الأصل إيرانيين إذ بها تقدم كثير من المراجع الدينية التي تعتقد بتحريف القرآن وبرد السنة وأصبحت الدولة شوكة في جسد الأمة متنع من زحفها بالإسلام في شرق أوروبا.
ولقد كان شغل الدولة الصفوية الشاغل كيفية القضاء علي الدولة العثمانية السنية بأي وسيلة كانت ومن أجل هذا عقدت تحالفات مع الصليبين لمواجهة الدولة العثمانية وإيقاف زحفها علي أوروبا. والسبب في ذلك أن الدولة الصفوية تري أن الإسلام السني أعظم كفرا من كفر اليهود والنصاري وكون البلاد الأوروبية تبقي علي نصرانيتها خيرا من أن تنقلب إلي الإسلام السني.

الجهود الفكرية لهذه الدولة

ولما قامت الدولة الصفوية، صار هناك مجال كبير لوضع الروايات وإلصاقها بالإمام الصادق وبغيره من الأئمة
كما أخذ التشيع الإثنى عشري تتعمق فيه أكثر و أكثر جوانب الغلوا، فالحاج ميرزا حسين محمد النوري الطبرسي، المتوفى في عام 1320ه*، بالنجف كتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب ربِ الأرباب)، والذي يدعي فيه أن القرآن الكريم فيه تحريفٌ وزياده ونقصان
و أ يه الله المامقاني يؤلف تنقيح المقال في أصول الرجال، وأطلق في هذا الكتاب على أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما لقب الجبت والطاغوت ،كما ألف محمد باقر المجلسى : شيخ الدولة الصفوية في زمانه، والذي يلقبونه بالعلم العلامة الحجة فخر الأمة ، وصف في كتابه هذا الأئمة بصفات الله ، كما ادعى استمرار النبوة بعد الرسول كما كفر الصحابة ولعنهم ، وشحن كتابه هذا بدعوة الشيعة إلى قتل المسلمين وأخذ أموالهم ، وهدم كعبتهم ،
وإليك بعض عناوين هذه الموسوعة الضخمة .
باب: أنه الله تعالى يرفع للإمام عمود ينظر إلى أعمال العباد.
باب: أنه لا يحجب عنهم شيء من أحوال شيعتهم وما تحتاج إليه الأئمة من جميع العلوم، وأنهم يعلمون ما يصيبهم من البلايا ويصبرون عليها، ولو دعوا الله في دفعها لأجيبوا، وأنهم يعلمون ما في الضمائر وعلم المنايا والبلايا وفصل الخطاب والمواليد.
باب: أن عندهم جميع علوم الملائكة والأنبياء وأنهم أعطوا ما أعطاه الله الأنبياء، وأن كل إمام يعلم جميع علم الإمام الذي قبله، ولا تبقى الأرض بغير عالم.
باب آخر: في أن عندهم صلوات الله عليهم كتب الأنبياء عليهم السلام يقرؤنها على اختلاف لغاتهم.
باب: أنهم عليهم السلام يعلمون الألسن واللغات ويتكلمون بها.
باب: أنهم أعلم من الأنبياء عليهم السلام.
باب: أنهم يعلمون متى يموتون وأنه لا يقع ذلك إلا باختيارهم.
باب: أحوالهم بعد الموت وأن لحومهم حرام على الأرض وأنهم يرفعون إلى السماء.
باب: أنهم يظهرون بعد موتهم ويظهر منهم الغرائب.
باب: أن أسماءهم عليهم السلام مكتوبة على العرض والكرسي واللوح وجباه الملائكة وباب الجنة وغيرها.
يتبع...
أبو عادل غير متواجد حالياً