عرض مشاركة واحدة
قديم 01-26-2012, 04:48 PM   #2
ميار محمد
عضو متألق
 
الصورة الرمزية ميار محمد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
الدولة: مصر احلى ما فى الدنيا
المشاركات: 23
معدل تقييم المستوى: 0
ميار محمد is on a distinguished road
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ميار محمد
افتراضي رد: تفسير سور القرآن الكريم مبسط و أسباب النزول

قوله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتمونَ مَا أَنـزلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهدَى ) 159.

نـزلت في علماء أهل الكتاب وكتمانهم آية الرجم وأمر محمد صلى الله عليه وسلم.


قوله تعالى: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) الآية 164.

أخبرنا عبد العزيز بن طاهر التميمي قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال: أخبرنا أبو عبد الله الزيادي قال: حدثنا موسى بن مسعود النهدي قال: حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن عطاء قال: أنـزلت بالمدينة على النبيّ صلى الله عليه وسلم: ( وَإِلَهكمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هوَ الرَّحْمَن الرَّحِيم ) فقالت كفار قريش بمكة: كيف يسع الناس إله واحد؟ فأنـزل الله تعالى: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ حتى بلغ ( لِقَوْمٍ يَعْقِلونَ )).

أخبرنا أبو بكر الأصبهاني قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الحافظ قال: حدثنا أبو يحيى الرازي قال: حدثنا سهل بن عثمان العسكـري قال: حدثنا أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق عن أبي الضحى قال: لما نـزلت هذه الآية: ( وَإِلَهكمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ) تعجب المشركون وقالوا: إله واحد؟ إن كان صادقًا فليأتنا بآية. فأنـزل الله تعالى: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) إلى آخر الآية.

قوله تعالى: ( يَا أَيّهَا النَّاس كلوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالا طَيِّبًا ) 168.

قال الكلبي عن أبي صالح: نـزلت في ثقيف وخزاعة وعامر بن صعصعة حرموا على أنفسهم من الحرث والأنعام وحرموا البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي.

قوله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتمونَ مَا أَنـزلَ اللَّه مِنَ الْكِتَابِ ) 174.

قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: نـزلت في رؤساء اليهود وعلمائهم، كانوا يصيبون من سفلتهم الهدايا والفضول، وكانوا يرجون أن يكون النبيّ المبعوث منهم، فلما بعث من غيرهم خافوا ذهاب مأكلتهم وزوال رياستهم، فعمدوا إلى صفة محمد صلى الله عليه وسلم فغيروها ثم أخرجوها إليهم، وقالوا: هذا نعت النبي الذي يخرج في آخر الزمان، لا يشبه نعت هذا النبيّ الذي بمكة فإذا نظرت السفلة إلى النعت المتغير وجدوه مخالفًا لصفة محمد صلى الله عليه وسلم فلا يتبعونه.

قوله تعالى: ( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ توَلّوا وجوهَكمْ ) الآية 177.

قال قتادة: ذكر لنا أن رجلا سأل نبيّ الله صلى الله عليه وسلم عن البِرّ، فأنـزل الله تعالى هذه الآية. قال: وقد كان الرجل قبل الفرائض إذا شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، ثم مات على ذلك، وجبت له الجنة، فأنـزل الله تعالى هذه الآية.


قوله تعالى: ( يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنوا كتِبَ عَلَيْكم الْقِصَاص فِي الْقَتْلَى ) الآية 178.

قال الشعبي: كان بين حيين من أحياء العرب قتال، وكان لأحد الحيين طول على الآخر، فقالوا: نقتل بالعبد منا الحرّ منكم، وبالمرأة الرجـل، فنـزلت هذه الآية.

قوله تعالى: ( أحِلَّ لَكمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَث إِلَى نِسَائِكمْ ) 187

قال ابن عباس في رواية الوالبي: وذلك أن المسلمين كانوا في شهر رمضان إذا صلوا العشاء حرّم عليهم النساء والطعام إلى مثلها من القابلة، ثم إن ناسًا من المسلمين أصابوا من الطعام والنساء في شهر رمضان بعد العشاء، منهم عمر بن الخطاب، فشكوا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنـزل الله هذه الآية.

أخبرنا أبو بكر الأصفهاني قال: أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الرازي قال: حدثنا سهل بن عثمان العسكري قال: حدثنا يحيى ابن أبي زائدة قال: حدثني أبي وغيره، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال: كان المسلمون إذا أفطروا يأكلون ويشربون ويمسون النساء ما لم يناموا فإذا ناموا لم يفعلوا شيئًا من ذلك إلى مثلها من القابلة، وأن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائمًا، فأتى أهله عند الإفطار، فانطلقت امرأته تطلب شيئًا وغلبته عيناه فنام، فلما انتصف النهار من غد غشي عليه، قال: وأتى عمر امرأته وقد نامت، فذكر ذلك للنبيّ صلى الله عليه وسلم فنـزلت: ( أحِلَّ لَكمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَث إِلَى نِسَائِكمْ ) إلى قوله: ( الْفَجْرِ ) ففرح المسلمون بذلك.

أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد الشيباني قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال: حدثنا الزعفراني قال: حدثنا شبابة قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان الرجل صائمًا فحضر الإفطار فنام قبل أن يطعم، لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي، وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائمًا، فلما حضر الإفطار أتى امرأته، فقال: هل عندك طعام؟ قالت: لا ولكن أنطلق فأطلب لك، وكان يومه يعمل فغلبته عيناه، وجاءته امرأته، فلما رأته قالت: خيبة لك فأصبح صائمًا فلما انتصف النهار غشي عليه، فذكر ذلك للنبيّ صلى الله عليه وسلم فنـزلت هذه الآية: ( أحِلَّ لَكمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَث إِلَى نِسَائِكمْ ) ففرحوا بها فرحًا شديدًا، رواه البخاري عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل.

أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي قال: أخبرنا محمد بن الفضل قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا يحيى بن حمزة قال: حدثنا إسحاق بن أبي فروة، عن الزهري أنه حدثه عن القاسم بن محمد قال: إن بدء الصوم كان يصوم الرجل من عشاء إلى عشاء، فإذا نام لم يصل إلى أهله بعد ذلك، ولم يأكل ولم يشرب، حتى جاء عمر إلى امرأته فقالت: إني قد نمت، فوقع بها وأمسى صرمة بن أنس صائمًا فنام قبل أن يفطر، وكانوا إذا ناموا لم يأكلوا ولم يشربوا، فأصبح صائمًا وكاد الصوم يقتله فأنـزل الله عز وجل الرخصة قال: ( فَتَابَ عَلَيْكمْ وَعَفَا عَنْكمْ ) الآية.

أخبرنا سعيد بن محمد الزاهد قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا أبو عمرو الحيري قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا ابن أبي مريم قال: أخبرنا أبو غسان قال: حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد قال: نـزلت هذه الآية: ( وَكلوا وَاشْرَبوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكم الْخَيْط الأَبْيَض مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ ) ولم ينـزل ( مِنَ الْفَجْرِ ) وكان رجال إذا أرادو الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له رؤيتهما، فأنـزل الله تعالى بعد ذلك: ( مِنَ الْفَجْرِ ) فعلموا أنه أنما يعني بذلك الليل والنهار، رواه البخاري عن ابن أبي مريم، ورواه مسلم عن محمد بن سهل عن أبي مريم.


قوله تعالى: (وَلا تَأْكلوا أَمْوَالَكمْ بَيْنَكمْ بِالْبَاطِلِ ) الآية 188.

قال مقاتل بن حيان: نـزلت هذه الآية في امرئ القيس بن عابس الكندي، وفي عبدان بن أشوع الحضرمي، وذلك أنهما اختصما إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم في أرض وكان امرؤ القيس المطلوب وعبدان الطالب، فأنـزل الله تعالى هذه الآية، فحكم عبدان في أرضه، ولم يخاصمه.

قوله تعالى: ( يَسْأَلونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ ) الآية 189.

قال معاذ بن جبل: يا رسول الله إن اليهود تغشانا ويكثرون مسألتنا عن الأهلة فأنـزل الله تعالى هذه
الآية.

وقال قتادة: ذكـر لنا أنهم سألوا نبي الله صلى الله عليه وسلم: لم خلقت هذه الأهلة؟ فأنـزل الله تعالى: ( قلْ هِيَ مَوَاقِيت لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ) وقال الكلبي: نـزلت في معاذ بن جبل وثعلبة بن عنمة وهما رجلان من الأنصار قالا يا رسول الله ما بال الهلال يبدو فيطلع دقيقا مثل الخيط ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويستدير، ثم لا يزال ينقص ويدق حتى يكون كما كان، لا يكون على حال واحدة؟! فنـزلت هذه الآية.

قوله تعالى: ( وَلَيْسَ الْبِرّ بِأَنْ تَأْتوا الْبيوتَ مِنْ ظهورِهَا ) 189.

أخبرنا محمد بن إبراهيم المزكي قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال: أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا أبو الوليد والحوضي قالا حدثنا شعبة قال: أنبأنا أبو إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب يقول: كانت الأنصار إذا حجوا فجاءوا لا يدخلون من أبواب بيوتهم، ولكن من ظهورها، فجاء رجل فدخل من قبل باب، فكأنه عير بذلك، فنـزلت هذه الآية. رواه البخاري عن أبي الوليد، ورواه مسلم عن بُندار، عن غُنْدَر، عن شعبة.

أخبرنا أبو بكر التميمي قال: حدثنا أبو الشيخ قال: حدثنا أبو يحيى الرازي قال: حدثنا سهل بن عبيد قال: حدثنا عبيدة، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: كانت قريش تدعى الحمس، وكانوا يدخلون من الأبواب في الإحرام وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من باب في الإحرام، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بستان، إذ خرج من بابه وخرج معه قطبة بن عامر الأنصاري، فقالوا: يا رسول الله إن قطبة بن عامر رجل فاجر وإنه خرج معك من الباب فقال له: "ما حملك على ما صنعت؟" قال: رأيتك فعلته ففعلت كما فعلت. فقال: "إني أحمسي" قال: فـإن ديني دينك، فأنـزل الله: ( وَلَيْسَ الْبِرّ بِأَنْ تَأْتوا الْبيوتَ مِنْ ظهورِهَا ) .

وقال المفسرون: كان الناس في الجاهلية وفي أول الإسلام إذا أحرم الرجل منهم بالحج أو العمرة لم يدخل حائطًا ولا بيتًا ولا دارًا من بابه، فإن كان من أهل المدن نقب نقبًا في ظهر بيته منه يدخل ويخرج، أو يتخذ سلمًا فيصعد فيه، وإن كان من أهل الوبر خرج من خلف الخيمة والفسطاط ولا يدخل من الباب حتى يحلّ من إحرامه ويرون ذلك دينًا إلا أن يكون من الحمس، وهم قريش وكنانة وخزاعة وثقيف وخثعم وبنو عامر بن صعصعة وبنو النضر بن معاوية سُمُّوا حُمسًا لشدتهم في دينهم، قالوا: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بيتًا لبعض الأنصار، فدخل رجل من الأنصار على إثره من الباب وهو محرم، فأنكروا عليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لِمَ دخلت من الباب وأنت محرم؟" فقال: رأيتك دخلت من الباب فدخلت على إثرك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني أحمسيّ" قال الرجل: إن كنت أحمسيًا فإني أحمسيّ، ديننا واحد رضيت بهديك وسمتك ودينك، فأنـزل الله تعالى هذه الآية.

قوله تعالى: ( وَقَاتِلوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يقَاتِلونَكمْ ) الآية 190.

قال الكلبي عن أبي صالح، عن ابن عباس: نـزلت هذه الآيات في صلح الحديبية، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صُدّ عن البيت هو وأصحابه، نحر الهدى بالحديبية، ثم صالحه المشركون على أن يرجع عامَهُ، ثم يأتي القابل على أن يُخْلُوا له مكة ثلاثة أيام، فيطوف بالبيت ويفعل ما شاء، وصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلما كان العام المقبل تجهَّز رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لعمرة القضاء، وخافوا أن لا تفي لهم قريش بذلك، وأن يصدوهم عن المسجد الحرام ويقاتلوهم، وكره أصحابه قتالهم في الشهر الحرام، في الحرام فأنـزل الله تعالى: ( وَقَاتِلوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يقَاتِلونَكمْ ) يعني قريشًا.

قوله تعالى: ( الشَّهْر الْحَرَام بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ ) الآية 194.

قال قتادة: أقبل نبيّ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في ذي القعـدة، حتى إذا كانوا بالحديبية صدَّهم المشركون، فلما كان العام المقبل دخلوا مكة، فاعتمروا في ذي القعدة، وأقاموا بها ثلاث ليال، وكان المشركون قد فخروا عليه حين ردُّوه يوم الحديبية، فأقصه الله تعالى منهم، فأنـزل الله تعالى: ( الشَّهْر الْحَرَام بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ ) الآية.

قوله تعالى: ( وَأَنْفِقوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تلْقوا بِأَيْدِيكمْ إِلَى التَّهْلكَةِ ) 195.

أخبرنا سعيد بن محمد الزاهد قال: أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه قال: أخبرنا أحمد بن الحسين بن الجنيد قال: حدثنا عبد الله بن أيوب قال: حدثنا هشيم عن داود عن الشعبي قال: نـزلت في الأنصار، أمسكوا عن النفقة في سبيل الله تعالى، فنـزلت هذه الآية، وبهذا الإسناد عن هشيم حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عكرمة قال: نـزلت في النفقات في سبيل الله.


أخبرنا أبو بكر المهرجاني قال: أخبرنا عبد الله بن بطة قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي قال: حدثنا هدبة بن خالد قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن داود عن الشعبي، عن الضحاك ابن أبي جبيرة قال: كانت الأنصار يتصدقون ويطعمون ما شاء الله، فأصابتهم سنة، فأمسكوا، فأنـزل الله عز وجل هذه الآية.


أخبرنا أبو منصور البغدادي قال: أخبرنا أبو الحسن السراج قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: حدثنا هدبة قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير في قول الله عز وجل: ( وَلا تلْقوا بِأَيْدِيكمْ إِلَى التَّهْلكَةِ ) قال: كان الرجل يذنب الذنب فيقول: لا يغفر لي، فأنـزل الله هذه الآية.


أخبرنا أبو القاسم بن عبدان قال: حدثنا محمد بن صالح بن هانئ قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أنس القرشي قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقري قال: حدثنا حيوة بن شريح قال: أخبرني يزيد بن أبي حبيب قال: أخبرني أسلم أبو عمران قال: كنا بالقسطنطينية، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر الجهني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أهل الشام فضالة بن عبيد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج من المدينة صفّ عظيم من الروم، وصففنا لهم صفًّا عظيمًا من المسلمين، فحمل رجل من المسلمين على صفّ الروم حتى دخل فيهم، ثم خرج إلينا مقبلا فصاح الناس، فقالوا: سبحان الله ألقى بيديه إلى التهلكة، فقام أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيها الناس إنكم تتأولون هذه الآية على غير التأويل، وإنما أنـزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار، إنا لما أعزّ الله تعالى دينه وكثر ناصروه، قلنا بعضنا لبعض سرًّا من رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أموالنا قد ضاعت، فلو أنا أقمنا فيها وأصلحنا ما ضاع منها، فأنـزل الله تعالى في كتابه يرد علينا ما هممنا به، فقال: ( وَأَنْفِقوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تلْقوا بِأَيْدِيكمْ إِلَى التَّهْلكَةِ ) في الإقامة التي أردنا أن نقيم في الأموال فنصلحها، فأمرنا بالغزو، فما زال أبو أيوب غازيًا في سبيل الله حتى قبضه الله عز وجل.



قوله تعالى: ( فَمَنْ كَانَ مِنْكمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ ) 196.

أخبرنا أبو طاهر الزيادي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسن المحمد أباذي قال: حدثنا العباس الدوري قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا إسرائيل عن عبد الرحمن الأصفهاني عن عبد الله بن معقل، عن كعب بن عجرة قال: فيَّ نـزلت هذه الآية: ( فَمَنْ كَانَ مِنْكمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ ) وقع القمل في رأسي فذكرت ذلك للنبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: " احلق وافده صيام ثلاثة أيام، أو النسك، أو أطعم ستة مساكين لكل مسكين صاع".

أخبرنا محمد بن إبراهيم المزكي قال: حدثنا أبو عمرو بن مطر إملاء قال: أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا مسدد، عن بشر قال: حدثنا ابن عون، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال كعب بن عجرة: فيَّ أنـزلت هذه الآية أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ادنه" فدنوت مرتين أو ثلاثًا فقال: "أيؤذيك هوامّك؟ " قال ابن عون: وأحسبه قال: نعم؛ فأمرني بصيام، أو صدقة، أو نسك ما تيسر. رواه مسلم، عن أبي موسى، عن ابن أبي عديّ، ورواه البخاري، عن أحمد بن يونس، عن ابن شهاب، كلاهما عن ابن عون.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله المخلدي قال: أخبرنا أبو الحسن السراج قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن سليمان المروزي قال: حدثنا عاصم بن علي قال: حدثنا شعبة قال: أخبرني عبد الرحمن بن الأصفهاني قال: سمعت عبد الله بن معقل قال: قعدت إلى كعب بن عجرة في هذا المسجد، مسجد الكوفة، فسألته عن هذه الآية ( فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نسكٍ ) قال: حملت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على وجهي، فقال: "ما كنت أرى أن الجهد بلغ منك هذا، ما تجـد شاة؟" قلت: لا فنـزلت هذه الآية: ( فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نسكٍ ) قال: "صم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من طعام". فنـزلت فيَّ خاصّة، ولكم عامة. رواه البخاري، عن آدم بن أبي إياس وأبي الوليد، ورواه مسلم، عن بُندار، عن غُنْدَر، كلهم عن شعبة .
أخبرنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الصوفي قال: أخبرنا محمد بن علي الغفاري قال: أخبرنا إسحاق بن محمد الرسعني قال: حدثنا جدي قال: حدثنا المغيرة الصقلابي قال: حدثنا عمر بن بشر المكي، عن عطاء، عن ابن عباس قال: لما نـزلنا الحديبية، جاء كعب بن عجرة تنتثر هوام رأسه على جبهته فقال: يا رسول الله هذا القمل قد أكلني، قال: "احلق وافده" قال: فحلق كعب فنحر بقرة، فأنـزل الله عز وجل في ذلك الموقف: ( فَمَنْ كَانَ مِنْكمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ ) الآية، قال ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصيام ثلاثة أيام، والنسك شاة، والصدقة الفرق بين ستة مساكين لكل مسكين مدان".

أخبرنا محمد بن محمد المنصوري قال: أخبرني عليّ بن عمر الحافظ قال: حدثنا عبد الله بن المهتدي قال: حدثنا طاهر بن عيسى التميمي قال: حدثنا زهير ابن عباد قال: حدثنا مصعب بن ماهان، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة: مرّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوقد تحت قدر له بالحديبية، فقال: "أيؤذيك هوامّ رأسك؟" قال: نعم، قال. "احلق" فأنـزلت هذه الآية: ( فَمَنْ كَانَ مِنْكمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نسكٍ) قال: "فالصيام ثلاثة أيام، والصدقة فرق بين ستة مساكين، والنسك شاة" .

أخبرنا عبد الله بن عباس الهروي فيما كتب إليّ أن العباس بن الفضل بن زكريا حدثهم عن أحمد بن نجدة حدثنا سعيد بن منصور حدثنا أبو عوانة عن عبد الرحمن بن الأصفهاني عن عبد الله بن معقل قال:

كنا جلوسًا في المسجد فجلس إلينا كعب بن عجرة فقال: فيّ أنـزلت هذه الآية: ( فَمَنْ كَانَ مِنْكمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ ) قال: قلت: كيف كان شأنك؟ قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمين فوقع القمل في رأسي ولحيتي وشاربي حتى وقع في حاجبي فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما كنت أرى أن الجهد بلغ منك هذا. ادعوا الحالق". فجاء الحالق فحلق رأسي. فقال: "هل تجد نسيكة؟" قلت: لا وهي شاة. قال: "فصم ثلاثة أيام أو أطعم ثلاثة آصع بين ستة مساكين". قال: فأنـزلت فيَّ خاصّة وهي للناس عامّة.
__________________
ميار محمد غير متواجد حالياً