عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-2011, 06:13 AM   #1
ريحانة الأقصى
مراقبة قسم الفقه واصوله
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 203
معدل تقييم المستوى: 14
ريحانة الأقصى is on a distinguished road
 ❝ التفوق بحث متكامل .❝¸.

التفوق بحث متكامل .


مقـدمـة :

بدأ الاهتمام بالمتفوقين في عهد الإمبراطورية الصينية قبل 4000 عام ، حيث وضع في ذلك الوقت نظاماً دقيقاً لاختيار الأفراد المتميزين لتولي الأعمال القيادية ( )
وفي عهد الحضارة اليونانية قبل 2400 عام قسم أفلاطون (427-347 ق.م) الناس في جمهوريته إلى مراتب ثلاث وفقاً لنتائجهم في الامتحانات والتدريبات في جميع العلوم النظرية والعلمية ( ) .
وبين الفارابي (510-590م) في مدينته الفاضلة أن فئة الفلاسفة الحكماء هم أعلى مرتبة ، وهم الفئة التي يجب أن تحكم المدينة الفاضلة ومن أهم مواصفات هذه الفئة : الذكاء والفطنة وحب العلم ، وأما الفيلسوف ابن رشد (1126-1198م) فقد قسم الناس إلى ثلاثة أقسام هم : فئة النخبة أو الفلاسفة ، فئة علماء الكلام ، وفئة العوام.
وفي الغرب بدأ الاهتمام بالمتفوقين في القرن الثامن عشر عندما أمر توماس جيفرسون(1801م) بمنع المتفوقين فرصاً للدراسة مجاناً في الجامعات ، وفي القرن التاسع عشر صدر كتاب« العبقرية الموروثة» للعالم جالتون (1869) وفي عام (1891) صدر كتاب« الرجل العبقري» للعالم لا مبروزو وتشرينيه عام (1905) اختبارات الذكاء ، وبدأ تبرمان عام (1920م) دراسته الطولية حول الذكاء التي توصل من خلالها إلى اكتشاف بعض السمة والخصائص الجديدة للمتفوقين .
وعلى المستوى العربي نهضت حركة العناية بالمتفوقين حيث أعدت دولة الكويت مشروعاً لدراسة المتفوقين بالمرحلة الثانوية وفي عام 1986 ثم تشكيل مجلس الإدارة مشروع رعاية المتفوقين ، وفي عام 1993م ثم إنشاء مجلس التربية الخاصة والأمانة العامة للتربية الخاصة ( ) .
وفي مصر تبلور الاهتمام بالمتفوقين في إنشاء بعض المدارس والفصول الخاصة ، وتشكيل بعض اللجان لرعايتهم وتم ذلك على عدة مراحل . ( وزارة التربية والتعليم والمركز القومي للبحوث ، 1990م)
وسعت المملكة العربية السعودية عام 1412هـ (1991/1992م) إلى جعل تعليم المتفوقين والموهوبين يتناسب مع احتياجاتهم وقدراتهم ، حيث كانت وزارة المعارف قد اقترحت ودعمت مشروعاً وطنياً للكشف عن الموهوبين والمتفوقين ورعايتهم وقد بدأ العمل فعلياً في هذا المشروع عام 1410هـ وتم الانتهاء منه عام 1414هـ ، وقد تحدد الهدف الأساسي للمشروع الذي في ضوئه تم تصحيحه بحيث يتكون من ثلاثة أجزاء متكاملة هي : الأعداد ، الأثراء ، والتوعية وقد أعتمد في التصرف على المتفوقين على : تقديرات المعلمين ، التفوق في التحصيل الدراسي ، التفوق في تحصيل العلوم والرياضيات ، اختبارات القدرات العقلية . ( )
وتقوم مناهج التعليم العام في أغلب المجتمعات على أساس الاهتمام بقدرات التلاميذ العاديين وعلى هذا الأساس تبنى المناهج وتقرر البرامج ومن هنا تكون هذا البرامج غالباً غير مناسبة للفئات الخاصة من متخلفين عقلياً أو متفوقين ، ولقد شعرت كثير من هذه المجتمعات بأن مناهج التعليم العام لا تتناسب المتخلفين عقلياً فاهتمت بإنشاء مدارس ومعاهد التعليم الخاص للعناية بهم ، غلا أن المتفوقين عقلياً لم يوجه لهم نفس الاهتمام ، ربما للاعتقاد بأن المتفوق عقلياً لا يحتاج إلى رعاية خاصة لأن تفوقه كفيل بأن يحقق له مستويات عالية من التحصيل دون عتاد .

تعريف التفوق :

تستخدم العديد من الكتب والمراجع التربوية كلمة “Giftadness” للإشارة إلى الكفاءة المتميزة للفرد والقدرة الفعلية العالية والذكاء المرتفع ، أم حكمة “Talent” فهي تعدد إلى الأداء “Performance” المتميز والمهارة في حقل أو أكثر من حقول المعرفة ( )
أما الابتكار “Creativity” فهو يعني قدرة الفرد على الإنتاج الذي يتميز بأكبر قدر ممكن من الطلاقة والمرونة والأصالة وهو نتاج التفوق ( ) ويدمج بعض العلماء أمثال سارلند ووتي العديد من المفاهيم عند التعريف يصبح التفوق هو المفهوم الشامل أو المظلة الكبرى التي تندرج تحتها جميع المفاهيم الأخرى.
وربط تيرمان (1916م) التفوق بالذكاء عندما وضع تعريفاً للتفوق حصر فيه المتفوقين بما نسبته 1٪ فقط من المجتمع ، ويمثل المتفوق عند نيرمان من يحصل على (140) درجة وما فوق في مقياس ستانفورد بينية للذكاء ، وعرف ( وتي 1930) المتفوق بأنه من بيدي قدرة واضحة في جانب معين من جوانب النشاط الإنساني ، وصنف التفوق إلى خمسة أنواع هي :
1- تعريفات نسبة الذكاء ، حيث تكون درجة الذكاء على مقياس ما هي المعيار .
2- تعريفات تركز على أحدى المهن أو المعارف البشريك كمحك للتفوق .
3- تعريفات النسبة المئوية للتفوق ويمكن أن تعتمد هذه النسبة على درجة الذكاء ن أو المعدل التراكمي أو درجات التحصيل العلمي .
4- تعريفات الموهبة التي تركز على الأداء والتميز في الفن أو الموسيقى أو الرياضيات.
5- تعريفات الابتكار التي تركز على أهمية القدرات الابتكارية كمحك للتفوق، ووضع تيلور 1984 و T) نظريته للمواهب المتعددة التي يذكر فيها أن كل شخص لديه قدرات معينة عالية ، وأخرى متوسطة ، وثالثة ضعيفة ، وحدد ستة مجالات للموهبة هي : القدرة على اتخاذ القرار، التنبؤ ، الاتصال والتعبير، التخطيط ، التفكير الإنتاجي الابتكاري ، والتحصيل الأكاديمي.
وركز ( كلارك 1983 أو Clark) في تعريفه للتفوق على السمات الشخصية للمتفوقين والتي سميت بالسمات الابتكارية بينما ربط ( هوبكنز1995 و ) بين كل من الموهبة والتفوق والإبداع وبين تحقيق الذات وذلك من خلال تعامل الفرد المتفوق مع الآخرين ، وفي استجابته للمثيرات التي تواجهه في الحياة وفي قدرته على التعبير أفكاره.
وعرفت وزارة التربية الأمريكية عام (1772م) المتفوقين بأنهم الأفراد الذين يتم اختيارهم والتعرف عليهم، من قبل المختصين وهم الأفراد الذين يمتلكون قدرات ومهارات عالية الأداء ويحتاجون إلى خدمات تعليمية مختلفة عن أقرانهم في الصفوف الدراسية العادية ومن أهم القدرات والمهارات التي يمتلكها المتفوق ما يلي :
1- قدرات عقلية عامة .
2- قدرات علمية خاصة .
3- ابتكار تفكير إنتاجي .
4- مهارات بعدية أدائية .
ومن الملاحظ أن العلماء كانوا يركزون على نسبة الذكاء أو التحصيل الأكاديمي ، كمعيار للتفوق ثم تعددت المعايير نتيجة تراكم المعرفة العلمية في هذا المجال ، وتبين أنه ليس كل ذكي مبدع فهناك الكثير من الأذكياء ، المتفوقين دراسياً ممن ليسوا مبتكرين ولكن وبالتأكيد كل مبتكر لديه ودرجة تفوق المتوسط من الذكاء ، وقد أثبت بعض عدم وجود علاقة قوية بين الذكاء والابتكار ولكن هذا لا يفي عدم وجود علاقة مطلقاً بين الطرفين ، فترى المدرسة الإنجليزية وجود علاقة كبيرة بين الذكاء والابتكار ، بينما ترى المدرسة الأمريكية العكس .
يعرف الطفل المتفوق عقلياً بأنه الطفل الذي لديه من الاستعدادات العقلية ما يمكنه في مستقبل حياته من الوصول إلى مستويات أداء مرتفع في مجال معين من المجالات التي يقدرها المجتمع .


يتبع ..
ريحانة الأقصى غير متواجد حالياً