عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2014, 04:49 PM   #5
أبو عادل
عضو متألق ومشرح للأشراف على الأقسام الإسلامية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: المملكة المغربية
المشاركات: 2,446
معدل تقييم المستوى: 16
أبو عادل is on a distinguished road
افتراضي رد: سلمة بن الأكوع ـ رضي الله عته ـ .

سلمة بن الأكوع (ع)

هو سلمة بن عمرو بن الأكوع ، واسم الأكوع : سنان بن عبد الله ، أبو عامر وأبو مسلم . ويقال : أبو إياس الأسلمي الحجازي المدني .

قيل : شهد مؤتة، وهو من أهل بيعة الرضوان .

روى عدة أحاديث .

حدث عنه ; ابنه إياس ، ومولاه يزيد بن أبي عبيد ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، والحسن بن محمد بن الحنفية ، ويزيد بن خصيفة .

قال مولاه يزيد : رأيت سلمة يصفر لحيته . وسمعته يقول : بايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الموت ، وغزوت معه سبع غزوات .

ابن مهدي : حدثنا عكرمة بن عمار ، عن إياس بن سلمة ، عن أبيه ، قال : بيتنا هوازن مع أبي بكر الصديق ، فقتلت بيدي ليلتئذ سبعة أهل أبيات .

عكرمة بن عمار : حدثنا إياس ، عن أبيه ، قال : خرجت أنا ورباح غلام النبي -صلى الله عليه وسلم- بظهر النبي -صلى الله عليه وسلم- وخرجت بفرس لطلحة فأغار عبد الرحمن بن عيينة على الإبل ، فقتل راعيها ، وطرد الإبل هو وأناس معه في خيل . فقلت : يا رباح ! اقعد على هذا الفرس ، فألحقه بطلحة ، وأعلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقمت على تل ، ثم ناديت ثلاثا : يا صباحاه ! واتبعت القوم ، فجعلت أرميهم ، وأعقر بهم ، وذلك حين يكثر الشجر فإذا رجع إلي فارس ، قعدت له في أصل شجرة ، ثم رميته ، وجعلت أرميهم ، وأقول . أنـا ابـن الأكوع

واليوم يوم الرضع

وأصبت رجلا بين كتفيه ، وكنت إذا تضايقت الثنايا ، علوت الجبل ، فردأتهم بالحجارة ، فما زال ذلك شأني وشأنهم حتى ما بقي شيء من ظهر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا خلفته وراء ظهري ، واستنقذته . ثم لم أزل أرميهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين رمحا ، وأكثر من ثلاثين بردة يستخفون منها ، ولا يلقون شيئا إلا جعلت عليه حجارة ، وجمعته على طريق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى إذا امتد الضحى ، أتاهم عيينة بن بدر مددا لهم ، وهم في ثنية ضيقة ، ثم علوت الجبل ، فقال عيينة : ما هذا ؟ قالوا : لقينا من هذا البرح ، ما فارقنا بسحر إلى الآن ، وأخذ كل شيء كان في أيدينا . فقال عيينة : لولا أنه يرى أن وراءه طلبا لقد ترككم ، ليقم إليه نفر منكم . فصعد إلي أربعة ، فلما أسمعتهم الصوت ، قلت : أتعرفوني ؟ قالوا : ومن أنت ؟ قلت : أنا ابن الأكوع . والذي أكرم وجه محمد -صلى الله عليه وسلم- لا يطلبني رجل منكم فيدركني ، ولا أطلبه فيفوتني .

فقال رجل منهم : إني أظن . فما برحت ثم ، حتى نظرت إلى فوارس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتخللون الشجر وإذا أولهم الأخرم الأسدي ، وأبو قتادة ، والمقداد ; فولى المشركون . فأنزل ، فأخذت بعنان فرس الأخرم ، لا آمن أن يقتطعوك ، فاتئد حتى يلحقك المسلمون ; فقال : يا سلمة ! إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر ، وتعلم أن الجنة حق والنار حق ، فلا تحل بيني وبين الشهادة ، فخليت عنان فرسه ، ولحق بعبد الرحمن بن عيينة ، فاختلفا طعنتين ، فعقر الأخرم بعبد الرحمن فرسه ، ثم قتله عبد الرحمن ، وتحول عبد الرحمن على فرس الأخرم ، فيلحق أبو قتادة بعبد الرحمن ، فاختلفا طعنتين فعقر بأبي قتادة ، فقتله أبو قتادة ، وتحول على فرسه .

وخرجت أعدو في أثر القوم حتى ما أرى من غبار أصحابنا شيئا ، ويعرضون قبيل المغيب إلى شعب فيه ماء يقال له : " ذو قرد " فأبصروني أعدو وراءهم ، فعطفوا عنه ، وأسندوا في الثنية ، وغربت الشمس ، فألحق رجلا ، فأرميه ; فقلت : خذها وأنا ابن الأكوع ، واليوم يوم الرضع . فقال : يا ثكل أمي أكوعي بكرة ؟ قلت : نعم يا عدو نفسه . وكان الذي رميته بكرة ، فأتبعته سهما آخر ، فعلق به سهمان . ويخلفون فرسين ، فسقتهما إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو على الماء الذي حليتهم عنه - " ذو قرد " - وهو في خمس مائة ، وإذا بلال نحر جزورا مما خلفت ، فهو يشوي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت : يا رسول الله ! خلني فأنتخب من أصحابك مائة ، فآخذ عليهم بالعشوة ، فلا يبقى منهم مخبر . قال : أكنت فاعلا يا سلمة ؟ قلت : نعم . فضحك حتى رأيت نواجذه في ضوء النار . ثم قال : إنهم يقرون الآن بأرض غطفان .

قال : فجاء رجل ، فأخبر أنهم مروا على فلان الغطفاني ، فنحر لهم جزورا ، فلما أخذوا يكشطون جلدها ، رأوا غبرة ، فهربوا . فلما أصبحنا ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : خير فرساننا أبو قتادة ، وخير رجالتنا سلمة . وأعطاني سهم الراجل والفارس جميعا . ثم أردفني وراءه على العضباء راجعين إلى المدينة .

فلما كان بيننا وبينها قريبا من ضحوة ، وفي القوم رجل كان لا يسبق جعل ينادي : ألا رجل يسابق إلى المدينة ؟ فأعاد ذلك مرارا . فقلت : ما تكرم كريما ولا تهاب شريفا ؟ قال : لا ، إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت : يا رسول الله بأبي وأمي ، خلني أسابقه . قال : إن شئت . وقلت : امض . وصبرت عليه شرفا أو شرفين حتى استبقيت نفسي ، ثم إني عدوت حتى ألحقه ، فأصك بين كتفيه ، وقلت : سبقتك والله ، أو كلمة نحوها ، فضحك ، وقال : إن أظن ، حتى قدمنا المدينة . أخرجه مسلم مطولا .

العطاف بن خالد : عن عبد الرحمن بن رزين ، قال : أتينا سلمة بن الأكوع بالربذة ، فأخرج إلينا يدا ضخمة كأنها خف البعير ، فقال : بايعت بيدي هذه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : فأخذنا يده ، فقبلناها .

الحميدي : حدثنا علي بن يزيد الأسلمي ، حدثنا إياس بن سلمة ، عن أبيه قال : أردفني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرارا ، ومسح على وجهي مرارا ، واستغفر لي مرارا عدد ما في يدي من الأصابع .

قال يزيد بن أبي عبيد : عن سلمة : أنه استأذن النبي -صلى الله عليه وسلم- في البدو ، فأذن له .

رواه أحمد في "مسنده" عن حماد بن مسعدة ، عنه .

ابن سعد : حدثنا محمد بن عمر ، حدثنا عبد الحميد بن جعفر ، عن أبيه ، عن زياد بن ميناء ، قال : كان ابن عباس ، وأبو هريرة ، وجابر ، ورافع بن خديج ، وسلمة بن الأكوع مع أشباه لهم يفتون بالمدينة ، ويحدثون من لدن توفي عثمان إلى أن توفوا .

وعن عبادة بن الوليد أن الحسن بن محمد بن الحنفية قال : اذهب بنا إلى سلمة بن الأكوع ، فلنسأله ، فإنه من صالحي أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- القدم ، فخرجنا نريده ، فلقيناه يقوده قائده . وكان قد كف بصره .

وعن يزيد بن أبي عبيد ، قال : لما قتل عثمان ، خرج سلمة إلى الربذة ، وتزوج هناك امرأة ، فولدت له أولادا ، وقبل أن يموت بليال ، نزل إلى المدينة .

قال الواقدي وجماعة : توفي سنة أربع وسبعين .

قلت : كان من أبناء التسعين ، وحديثه من عوالي صحيح البخاري .
__________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم ونفعكم بكم، ووفقني وإياكم لما يحب ويرضى.
أبو عادل غير متواجد حالياً