عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-2011, 02:58 PM   #21
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي


73- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ جاء في الفتوى رقم ‏(‏72‏)‏ أن كلمة الفكر الإسلامي كلمة لا تجوز لأنها تعني أن الإسلام قد يكون عبارة عن أفكار قد تصح أو لا تصح وهكذا، بينما قلتم أن إطلاق كلمة ‏(‏المفكر الإسلامي‏)‏ تجوز لأن فكر الشخص يتغير وقد يكون صحيحا أو العكس، ولكن الأشخاص الذين يستخدمون مصطلح ‏(‏الفكر الإسلامي‏)‏ يقولون أننا نقصد فكر الأشخاص ولا نتكلم عن الإسلام ككل أو عن الشريعة الإسلامية بالتحديد فهل هذا المصطلح ‏(‏الفكر الإسلامي‏)‏ جائز بهذا التفسير أم لا وما هو الدليل‏؟‏

فأجاب قائلا‏:‏ ثبت عن النبي ، أنه قال‏:‏ ‏(‏إنما أقضي نحو ما أسمع‏)‏ ونحن لا نحكم على الأفراد إلا بما يظهر منهم فإذا قيل ‏(‏الفكر الإسلامي‏)‏ فهذا يعني أن الإسلام فكر، وإذا كان القائل بهذا التعبير يريد فكر الرجل الإسلامي فليقل ‏(‏فكر الرجل الإسلامي‏)‏ أو ‏(‏المفكر الإسلامي‏)‏ وبدلا من أن نقول ‏(‏الفكر الإسلامي‏)‏ نقول‏(‏ الحكم الإسلامي‏)‏ لأن الإسلام حكم والقرآن الكريم إما خبر وإما حكم كما قال - تعالى -‏:‏ ‏{‏وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 115‏]‏‏.‏



74- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن قول بعض الناس إذا شاهد من أسرف على نفسه بالذنوب‏:‏ ‏(‏فلان بعيد عن الهداية، أو عن الجنة، أو عن مغفرة الله‏)‏ فما حكم ذلك‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ هذا لا يجوز لانه من باب التألي على الله - عز وجل - وقد ثبت في الصحيح أن رجلا كان مسرفا على نفسه، وكان يمر به رجل آخر فيقول‏:‏ والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله - عز وجل - ‏(‏من ذا الذي يتألي على أن لا أغفر لفلان قد غفرت له، وأحبطت عملك‏)‏‏.‏ ولا يجوز للإنسان أن يستبعد رحمه الله - عز وجل ـ كم من إنسان قد بلغ من الكفر مبلغا عظيما، ثم هداه الله فصار من الأئمة الذين يهدون بأمر الله ـ عز وجل ـ والواجب على من قال ذلك أن يتوب إلى الله، حيث يندم على ما فعل ويعزم على أن لا يعود في المستقبل‏.‏



75- وسئل فضيلته‏:‏ عن قول الإنسان إذا سئل عن شخص قد توفاه الله قريبا‏:‏ ‏(‏فلان ربنا افتكره‏)‏‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ إذا كان مراده بذلك أن الله تذكر ثم أماته فهذه كلمة كفر، لأنه يقتضي أن الله - عز وجل - ينسى، والله - سبحانه وتعالى - لا ينسى، كما قال موسى، عليه الصلاة والسلام، لما سأله فرعون‏:‏ ‏{‏قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى ‏}‏ ‏[‏طه‏:‏ 51‏:‏ 52‏]‏‏.‏ فإذا كان هذا هو قصد المجيب وكان يعلم ويدري معنى ما يقول فهذا كفر‏.‏
أما إذا كان جاهلا ولا يدري ويريد بقوله‏:‏ ‏(‏أن الله افتكره‏)‏ يعني أخذه فقط فهذا لا يكفر، لكن يجب أن يظهر لسانه عن هذا الكلام، لأنه كلام موهم لنقص رب العالمين - عز وجل - ويجيب بقوله‏:‏ ‏(‏توفاه الله أو نحو ذلك‏)‏‏.‏



76- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن حكم التسمي بقاضي القضاة‏؟‏
فأجاب قائلا‏:‏ قاضي القضاة بهذا المعنى الشامل العام لا يصلح إلا لله - عز وجل - فمن تسمي بذلك فقد جعل نفسه شريكا لله - عز وجل - فيما لا يستحقه إلا الله - عز وجل - وهو القاضي فوق كل قاضٍٍ
والحكم وإليه يرجع الحكم كله، وإن قيد بزمان أو مكان فهذا جائز، لكن الأفضل أن لا يفعل، لأنه قد يؤدي إلى الإعجاب بالنفس والغرور حتى لا يقبل الحق إذا خالف قوله، وإنما جاز هذا لأن قضاء الله لا يتقيد، فلا يكون فيه مشاركة لله - عز وجل - وذلك مثل قاضي قضاة العراق، أو قاضي قضاة الشام، أو قاضي قضاة عصره‏.‏
وأما إن قيد بفن من الفنون فبمقتضى التقيد يكون جائزا، لكن إن قيد بالفقه بأن قيل‏:‏ عالم العلماء في الفقه سواء قلنا بأن الفقه يشمل أصول الدين وفروعه على حد قوله ‏:‏ ‏(‏من يرد الله به خيرا يفقه في الدين‏)‏ أو قلنا بأن الفقه معرفة الأحكام الشرعية العملية كما هو المعروف عند الأصوليين صار فيه عموم واسع مقتضاه أن مرجع الناس كلهم في الشرع إليه فأنا أشك في جوازه والأولى التنزه عنه‏.‏ وكذلك إن قيد بقبيلة فهو جائز ولكن يجب مع الجواز مراعاة جانب الموصوف حتى لا يغتر ويعجب بنفسه ولهذا قال النبي للمادح‏:‏ ‏(‏قطعت عنق صاحبك‏)‏ ‏.‏



ابوصهيب غير متواجد حالياً