عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-2011, 02:47 PM   #13
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي

44- وسئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن حكم ثناء الإنسان على نفسه‏؟‏
فأجاب قائلا‏:‏ الثناء على النفس إن أراد به الإنسان التحدث بنعمة الله - عز وجل - أو أن يتأسى بها غيره من أقرانه ونظائره فهذا لا بأس به، وإن أراد الإنسان تذكية نفسه وإدلاله بعمله على ربه - عز وجل - فإنه هذا فيه شيء من المنة ولا يجوز فقد قال الله - تعالى -‏:‏ ‏
{‏يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ‏}‏ ‏[‏الحجرات‏:‏ 17‏]‏ ‏.‏
من أراد به مجرد الخبر فلا بأس به لكن الأولى تتركه‏.‏
فالأحوال إذن في مثل هذا الكلام الذي فيه ثناء المرء على نفسه أربع‏:‏ الحالة الأولى أن يريد بذلك التحدث بنعمة الله عليه فيما حباه به من الإيمان والثبات‏.‏
الحالة الثانية‏:‏ أن يريد بذلك تنشيط أمثاله ونظائره على مثل ما كان عليه‏.‏
فهاتان الحالتان محمودتان لما يشتملان عليه من هذه النية الطيبة‏.‏
الحالة الثالثة‏:‏ أن يريد بذلك الفخر والتباهي والإدلال على الله - عز وجل- بما هو عليه من الإيمان والثبات وهذا غير جائز لما ذكرنا من الآية‏.‏
الحالة الرابعة‏:‏ أن يريد بذلك مجرد الخبر أن نفسه بما هو عليه من الإيمان والثبات فهذا جائز ولكن الأولى تركه
45- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن قول ‏(‏يا حاج‏)‏، و‏(‏السيد فلان‏)‏‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏قول ‏(‏حاج‏)‏ يعني أد الحج لا شيء فيها‏.‏ وأما السيد فيظهر إن كان صحيحا أنه ذو زيادة فيقال‏:‏ هو سيد بدون الـ فلا بأس به، بشرط ألا يكون فاسقا ولا كافرًا، فإن كان فاسقا أو كافرا فإنه لا يجوز إطلاق لفظ سيد إلا مضافا إلى قومه، مثل سيد بنى فلان، أو سيد الشعب فلان ونحو ذلك‏.‏
46- وسئل أيضًا‏:‏ عن حكم ما درج على ألسنة بعض الناس من قولهم ‏(‏حرام عليك أن تفعل كذا وكذا‏)‏ ‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ هو الذي وصفه بالتحريم إما أن يكون ما حرم الله كما لو قالوا حرام أن يعتدي الرجل على أخيه أو أشبه ذلك فإن وصف هذا الشيء بالحرام صحيح مطابق لما جاء به الشرع‏.‏
وأما إذا كان الشيء غير محرم فإنه لا يجوز أن يوصف بالتحريم ولو لفظًا ؛ لأن ذلك قد يوهمه تحريم ما أحل الله -عز وجل - أو يوهم الحجر على الله - عز وجل - في قضاءه وقدره بحيث يقصدون بالتحريم التحريم القدري، لأن التحريم يكون قدريا ويكون شرعيا فيما يتعلق بفعل الله - عز وجل - وإنه يكون تحريمًا قدريًا، وما يتعلق بشرعه فإنه يكون تحريما شرعيا على هذا فينهى هؤلاء على إطلاق مثل هذه الكلمة ولو كانوا لا يريدون بها التحريم الشرعي، لأن التحريم القدري ليس إليه أيضا بل هو إلى الله - عز وجل - هو الذي يفعل ما يشاء فيحدث ما يشاء وأن يحدث ويمنع ما شاء أن يمنعه، فالمهم أن الذي أرى أنه يتنزهون عن هذه الكلمة وأن يبتعدوا عنها وإن كان قصدهم في ذلك شيء صحيحًا‏.‏ والله الموفق‏.‏
47- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ قلتم في الفتوى رقم ‏(‏46‏)‏ أن التحريم يكون قدريًا ويكون شرعيًا فنأمل من سيادتكم التكرم ببيان بعض الأمثلة‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ سؤالكم عما ورد في جوابنا رقم ‏(‏46‏)‏ من أن التحريم يكون قدريًا ويكون شرعيًا وطلبكم أمثلة لذلك فإليكم ما طلبتم‏:‏
فمن التحريم القدري قوله - تعالى - في موسى‏:‏ ‏.‏
{‏وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ‏}‏ ‏[‏سورة القصص‏:‏ الآية ‏(‏12‏)‏‏]‏‏.‏ وقوله - تعالى‏:‏ ‏{‏وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ‏}‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏ 95‏]‏‏.‏
ابوصهيب غير متواجد حالياً