عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2011, 01:19 AM   #4
مسلم التونسي

المدير العام للموقع

 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 6,084
معدل تقييم المستوى: 10
مسلم التونسي is on a distinguished road
افتراضي

الشبهة الخامسة:

في الصحيح من حديث ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء


فسئلوا عن ذلك؟ فقالوا: هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون فنحن نصومه تعظيماً له,


فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((نحن أولى بموسى منكم فأمر بصومه))15,


فقالوا: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يلاحظ ارتباط الزمان بالحوادث الدينية الكبرى التي مضت؛


فإذا جاء الزمان التي وقعت فيه كانت فرصة لتذكرها، وتعظيم يومها؛ ومن ذلك المولد النبوي، فنحن نحتفل به لذلك.




وفي الرد عليها نقول:


إن من النعم التي أنعم بها الله - تبارك وتعالى - على موسى - عليه السلام - أن أغرق الله - تبارك وتعالى – فرعون، ونجَّى موسى - عليه السلام -, والنعم تستحق الشكر,


وإن النعمة الكبرى في الأمة الإسلامية هي بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - وليس مولده, إذ لم ينقل عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه احتفل بمولده,


ولم ينقل عن أحد من الصحابة أنه احتفل بمولد النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يشر القرآن ليوم مولده - صلى الله عليه وسلم - وإنما أشار لبعثته على أنها فضل ومنة ونعمة


فقال الله - تبارك وتعالى -:

{لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِين}16,


وقال سبحانه: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِين}17,


فلو كان الاحتفال بذكرى مولده جائز؛ لكان الأولى الاحتفال بذكرى يوم بعثته وليس ذكرى يوم مولده - صلى الله عليه وسلم -؛


وأما صيام النبي - صلى الله عليه وسلم - لهذا اليوم فإنه - عليه الصلاة والسلام - المبلغ عن الله - تبارك وتعالى -، وهو المشرع عن الله - تبارك وتعالى -،


وإنما نحن مأمورون بالاتباع لا الابتداع قال الله - تبارك وتعالى -: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}18,


وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد))
19,


وقال: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))20, فالحديث الأول يشمل كل حدث في الدين, والثاني يشمل كل عمل لم يدل الشرع عليه، ولم ينقل، فهو مردود على صاحبه غير مقبول، ومن ذلك الاحتفال بالمولد.




الشبهة السادسة:


حديث أبي قتادة الأنصاري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عن صومه؟


قال: فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عمر - رضي الله عنه -: "رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، وببيعتنا بيعة",


قال: فسئل عن صيام الدهر؟ فقال: لا صام ولا أفطر، أو - ما صام وما أفطر -، قال: فسئل عن صوم يومين وإفطار يوم؟ قال: ((ومن يطيق ذلك؟))،



قال: وسئل عن صوم يوم وإفطار يومين؟ قال: ((ليت أن الله قوانا لذلك))، قال: وسئل عن صوم يوم وإفطار يوم؟ قال: ((ذاك صوم أخي داود - عليه السلام -))،


قال: وسئل عن صوم الاثنين؟ قال: ((ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت .... الحديث))21, فخص النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم مولده بصيام.




ورداً عليها نقول:


يقال - إن صح أن مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول -؛ لو كان معظماً عنده - صلى الله عليه وسلم - كما يزعم هؤلاء الصوفية لاتخذه عيداً, أو لخصه بشيء من الأعمال دون بقية الأيام,


لكنه لم يُنقَل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيء من ذلك، وقد قال الله - تبارك وتعالى - في محكم التنزيل:

{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}22,


والأولى بكم يا من ادعى محبته كذباً وزوراً أن تتبعوه في جميع أعمالكم, فتتبعوه في أمره ونهيه، وفي جميع أفعاله - صلى الله عليه وسلم - وخبره,


فإن كان خصه بصيام فكان لكم أن تصوموه وكفى, لكنه كان - عليه الصلاة والسلام - يصوم كل اثنين وخميس, ولم يصم فقط يوم الثاني عشر من ربيع الأول أفلا تعقلون!!!؛


ولم يُنقَل عن الخلفاء الأربعة أو الصحابة أجمعين - رضي الله عنهم أجمعين - فهمكم هذا، وقد قال - عليه الصلاة والسلام -:

((قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وعليكم بالطاعة، وإن عبداً حبشياً، عضوا عليها بالنواجذ، فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما انقيد انقاد))23 فدل هذا على أنه عمل محدث.



__________________
اكسب الحسنات من عضويتك على الفيسبوك اشترك الان بتطبيقنا على الفيسبوك
ادخل على الرابط
من هنا

ثم اختار ابدأ اليوم
ثم الصفحة التاليه اضغط على علامة فيسبوك
وبعدها وافق على الاشتراك
سيقوم التطبيق بنشر أيات من القرأن الكريم بشكل تلقائى على صفحتك بالفيسبوك
وباقة مميزة من الموضوعات الاسلامية من موقع شبكة الكعبة
اشترك الان وابلغ اصدقائك
مسلم التونسي غير متواجد حالياً