مريم الصغير (الرياض)
افتتح، في الرياض، أمس، مؤتمر «الحوار وأثره في الدفاع عن النبي ــ صلى الله عليه وسلم»، بحضور مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، ومدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان أبا الخيل.
وأكد الدكتور أرنولد فان دورم المشارك في إنتاج الفيلم المسيء للرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ قبل إسلامه، أهمية الحوار باعتباره المخرج لحل الكثير من المشاكل، مشددا على أهمية عقد الكثير من المؤتمرات لتعريف الشعوب بالإسلام، خصوصا في ظل تصاعد حملات الإسلاموفوبيا في المجتمعات الأوروبية، وقال: «إن الفجوة بين المسلمين وغيرهم من الديانات الأخرى في تزايد، نظرا لوجود أطراف سياسية تقوم بتوظيف الوسائل الإعلامية لترسيخ الصورة السلبية للإسلام والمسلمين في المجتمعات الأوروبية، بحيث أصبحت الصورة المثارة يوميا هي العنف والتعصب». وكشف أرنولد عن أنه شارك في إنتاج الفيلم المسيء للرسول ولم ينفرد بإنتاجه، مضيفا أنه يسعى بالتنسيق مع المملكة لإنتاج فيلم عن الرسول لمسح الصورة السيئة عنه والتعريف بكل شيء عنه، وقال: «أعتقد أن هذا الفيلم مهم جدا، خصوصا للشباب؛ لأنهم يشكلون الغالبية في أوروبا وهنالك صورة مغلوطة لديهم، ولذلك يتوجب علينا القيام بإنتاج هذا الفيلم».
وأوضح أنه بعد أن اتضحت لديه الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين حرص على إنشاء منظمة هدفها تغيير صورة الإسلام والمسلمين في المجتمعات الأوروبية، خصوصا في هولندا، مضيفا أن هذه المنظمة تقوم على ثلاث ركائز أساسية: الأولى تهتم بالمسلمين الجدد وعرض الإسلام لهم بطريقة صحيحة، والثانية إنشاء حزب سياسي يستهدف مشاركة مليون ونصف المليون مسلم هولندي، والثالثة الدعوة إلى نشر الإسلام في كل أنحاء أوروبا، جاء ذلك خلال فعاليات الجلسة الأولى لمؤتمر «الحوار وأثره في الدفاع عن النبي ــ صلى الله عليه وسلم»، صباح أمس، في مبنى المؤتمرات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، برئاسة الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السديس الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين.
ومن جهته، شدد عميد كلية أصول الدين بجامعة الإمام الدكتور عبدالعزيز الهليل، خلال ورقته التي حملت عنوان: «منهج الصحابة في الدفاع عن النبي ــ صلى الله عليه وسلم»، على ضرورة الإلمام بسير الشخصيات التي يحاورها المسلمون حتى يكون الحوار مستوفيا قواعده. في حين ذكر الدكتور محمد بن جبر الألفي، خلال عرض مشاركته التي حملت عنوان «شبهات حول الحرية الدينية في ضوء مبادئ القرآن الكريم والسنة النبوية»، أن النبي لم يقبل من مشركي العرب إلا الإسلام، بعكس المشركين من خارج العرب؛ لأن مشركي العرب أرادوا إزالة الإسلام. فيما طالب عميد كلية الشريعة بالأحساء الدكتور محمد العقيل، خلال مشاركته «استخدام الحوار عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتعريف بالنبي ــ صلى الله عليه وسلم»، بضرورة بيان معنى الحوار وآدابه ومبادئه وفنونه؛ لكي تنتشر ثقافة الحوار الصحيحة بين أفراد المجتمع، وخصوصا المبتعثين منهم لأنهم بمثابة الدعاة إلى دين الإسلام.
وفي ختام الجلسة الأولى، أهدى الشيخ عبدالرحمن السديس مشلحه للدكتور أرنولد فان دورم.
من جهة أخرى طالبت الجلسة الثانية من مؤتمر «الحوار وأثره في الدفاع عن النبي ــ صلى الله عليه وسلم»، التي ترأسها الدكتور ساعد العرابي الحارثي، بتأسيس مؤسسات حوارية متخصصة في فن الحوار والإقناع، وإقامة المؤتمرات والندوات العلمية التي تخاطب المتصدرين للحوار مع الآخر، والحوار مع الغرب لدحض الشبهات التي يرمى بها الإسلام، خصوصا فيما يتعلق بالحقوق والحريات.
وأشار المشاركون في الجلسة إلى أن الحوار بين أتباع الأديان صار مطلبا ضروريا للتخفيف من حالات اللا تفاهم، وتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين.
وأوضحوا أن المسلم لا يتعامل مع الآخرين بإساءة الظن وسوء النية، وأن الحملات التي تحاول النيل من رسولنا محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ بالافتراء عليه وقيامها بتشويه صورة الإسلام تؤكد لنا يوما بعد يوم أن الحق والباطل في سجال مستمر ودائم.
وبينوا أن الحوار الوسيلة المثلى للدعوة إلى الله بالتواصل والتفاهم، ونشر الإسلام بالحكمة والموعظة، وتسخير الحوار للدفاع عن نبينا محمد ــ صلى الله عليه وسلم، وأنه يلملم الصفوف التي فرقتها النزاعات والصراعات الداخلية، والتصدي للتيارات والمذاهب الوضعية المعاصرة وبيان عوارها وكشف أساليبها.