منتديات الكعبة الإسلامية

منتديات الكعبة الإسلامية (http://forum.alkabbah.com/index.php)
-   قسم فتاوى العلماء (http://forum.alkabbah.com/forumdisplay.php?f=56)
-   -   امرأة تتهاون في قضاء صوم رمضان وتتهاون في القيام لصلاة الفجر؛فهل لزوجها أن يهجرها؟ (http://forum.alkabbah.com/showthread.php?t=22354)

عبد الحكيم.. 11-01-2013 05:41 AM

امرأة تتهاون في قضاء صوم رمضان وتتهاون في القيام لصلاة الفجر؛فهل لزوجها أن يهجرها؟
 
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال:

هذا السؤال الأول شيخنا من تونس؛

يقول السائل: امرأةٌ عليها قضاءُ صومِ رمضان ولم تقضِه منذ سنتين تهاونًا، وأيضًا هي تتهاون في القيام لصلاة الفجر؛ فهل لزوجها أن يهجرها؟ أم ماذا تنصحونه أن يفعل معها؟


الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد..

فالجواب على هذا السؤال التونسي يتألَّف من شطرين؛

* الشطر الأول: في عدم قضاء تلك المرأة ما أفطرته من رمضان لمدة سنتين، الذي يترجَّحُ عندي أنَّها عليها القضاء، لقول الله تعالى: ﴿فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ الآية، وهذه الآية مُطلقة، والأصلُ في المُطلق من النصوص بقاؤه على إطلاقه، فلم تُحَدِّد الآية الكريمة وقتًا لقضائه، نعم نحنُ نوصي من أفطَرَ رمضانَ بعذر بعضه أو كُلّه أن يبادر بالقضاء، وأن يُسارع لأنَّ هذا دَيْن، فلعلَّه تغتنمه المنية دون قضاء فيقضيه وليُّه؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم: ((مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ))، هذا أوَّلا.

وثانيًا: قد يتراكم القضاء، يكثر، فيعتري هذا المُفرِّط أمران:

· الأول: النِّسيان فكثيرٌ منهم - من المفرِّطين - ينسى كم عدد ما أفطر، فيَقَعُ في حَرَج.

· والثاني: التثاقل؛ فيزدادُ تسويفًا حتى يموت.

* الشطر الثاني: في كونها تتهاون عن القيام لصلاة الصبح، هذا التهاون الذي وُصِفَت به تلك المرأة - والعهدة على الكاتب - لا يخلو من سببين:

# أحدهما: السَّهر المُفرِط فكثيرٌ من الناس يسهرُ إلى ساعاتٍ متأخرة فيثقل عليه القيام لصلاة الصبح حاضرة، فيتأخر ساعة أو ساعتين أو أكثر، فمن كان هذا ديدنه ومسلكه؛ فإنَّا نوصيهِ بالتوبة والاستغفار لِمَا دَاوَمَ عليه من السَّهر حتَّى فوَّت عليه صلاةَ الصبح حاضرة، وذلك مخالفة منه لِمَا صَحَّ عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه ((كَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ الْعِشَاءِ وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا))، والمقصود: الإفاضة في الحديث، وقضاء اللَّيل في غير مصلحة، لابُدَّ من قضائها، فكثيرٌ من الناس يقضون أوقاتهم في اللَّهْوِ والمَرَح، قد يجلسون يسهرون على أغاني، والتجوّل في الأسواق والمقاهي، والنساء على سَمْرات حتى يضيع عليهنَّ وقت الفجر؛ وهذا خطأ خلاف سُنَّة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -.

# الثاني: أن يكون بها مرض يُسبِّبُ لها هذا الثِّقل، فهذه لا شيء عليها - إن شاء الله -.

# وثمَّة سببٌ ثالث: وهو أن تكون هذه المرأة صاحبة عمل لابُد لها منه موظفة أو تعمل أشياء لابُد لها منها فسَهِرَت؛ فهذا إذا كانَ عارضًا لا بأسَ به. نعم.


الشيخ: عبيد بن عبد الله الجابري


الساعة الآن 10:33 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة للمسلمين بشرط الإشارة لشبكة الكعبة الإسلامية