منتديات الكعبة الإسلامية

منتديات الكعبة الإسلامية (http://forum.alkabbah.com/index.php)
-   قسم فتاوى العلماء (http://forum.alkabbah.com/forumdisplay.php?f=56)
-   -   فتاوى و مواضيع و مقالات عن عيد الحب. ‏ (http://forum.alkabbah.com/showthread.php?t=2311)

أبو عادل 02-05-2011 08:44 AM

فتاوى و مواضيع و مقالات عن عيد الحب. ‏
 


فقد انتشر في الآونة الأخيرة الاحتفال بعيد الحب ــ خاصة بين الطالبات ــ وهو عيد من أعياد النصارى ، ويكون الزي كاملاً باللون الأحمر الملبس والحذاء ويتبادلن الزهور الحمراء ..
نأمل من فضيلتكم بيان حكم الاحتفال بمثل هذا العيد ، وما توجيهكم للمسلمين في مثل هذه الأمور والله يحفظكم ويرعاكم .

بسم الله الرحمن الرحيم

ج / وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه :
الأول : أنه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة .
الثاني : أنه يدعو إلى العشق والغرام
الثالث: أنه يدعو إلي اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح رضي الله عنهم .
فــلا يــحـل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد سواء كان في المآكل أو المشارب أو الملابس أو التهادي أو غير ذلك وعلى المسلم أن يكون عزيز بدينه ولا يكون إمَّــعَــةً يتبع كل ناعق . أسأل الله تعالى أن يعيذ المسلمين من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يتولانا بتوليه وتوفيقه .


فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ.

أبو عادل 02-05-2011 08:45 AM

10 همسات حولَ عيد الحُبّ!

عبد الرحمن بن محمد السيد

إنّ من الحُبِّ الباطلِ ما يُسوّقُ لهُ هذهِ الأيام باِسم ( عيدِ الحُبّ ) ، وهو عيدٌ وثنيٌّ نصرانيّ يدعو للعشقِ والهيام والإباحية ، كما أنهُ حُبٌّ قاصرٌ على حُبِّ اللذة والشهوة فقط!
وحولَ هذا الموضوعِ وحكمِهِ الشرعيّ، وضررهِ العقائديّ، وفسادهِ الأخلاقيّ ، سيكونُ ثمّ عشرَ همساتٍ؛ نصحاً للأمةِ، وأداءاً لواجبِ الأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المُنكرالذي بإقامتهِ صلاحُ العبادِ والبِلاد، وحُلولِ الخيراتِ، وارتفاعِ العُقوباتِ، كما قال تعالى : ( وما كان ربُّكَ ليُهلِكَ القُرى بِظلمٍ وأهلُها مُصلِحون )(هـود: 117) ، هذا وأرجو أن يكتُبَ اللهُ بها نفعاً كبيراً ، ويُجزِلَ بسببها أجراً كثيراً ..

الهمسةُ الأولى :
إنّ محبةَ غيرِ اللهِ تعالى تندثرُ ولا تدوم ، وتنقطِعُ ولا تستمرّ ، وأعظمُ حبٍّ وأجملُه ما انصرفَ إلى حُبِّ اللهِ تعالى وحُبِّ رسولهِ عليهِ الصلاةُ والسلام، وحُبِّ كلِّ ما يُقرِّبُ إليهما من أقوالٍ وأعمالٍ صالحة، فمحبةُ اللهِ ورسولهِ روحُ الحياةِ، ولذةُ الدنيا، وطعمُ الوجود، وغذاءُ الروحِ ، وبهجةُ القلبِ ، وضياءُ العين، وحياةٌ بعيدةٌ عن حُبِّ للهِ ورسولهِ حياةٌ باهتة، وقلبٌ يخلو من حُبِّ اللهِ وحُبِّ رسولهِ قلبٌ جامد، كما أنّ الحياةَ جسدٌ وحُبُّ اللهِ روحُها؛ فإذا غابتِ الروحُ فلا قيمةَ للجسد ، هذا وإنّ من لوازمِ محبةِ اللهِ تعالى محبةُ ما يَسُرُّهُ ويُرضيه ، واجتنابِ ما يُسخِطهُ ويُبغِضه ، ولا ريبَ أنّ المؤمنينَ هم أشدُّ الناسِ حُباً للهِ جل وعلا : { ومن الناس ِمن يتخذُ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين ءامنوا أشد حبا لله } .

الهمسةُ الثانية : إنّ الأعيادَ في الإسلامِ طاعاتٌ يتقرّبُ بها العبدُ إلى الله، والطاعاتُ توقيفية، فلا يسوغُ لأحدٍ من الناسِ _ كائناً من كان _ أن يضعَ عيداً لم يشرعهُ اللهُ تعالى ولا رسولُهُ عليهِ الصلاةُ والسلام .

الهمسةُ الثالثة :
الاحتفالُ بعيدِ الحُبِّ فيه تشبُّهٌ بالرُومانِ الوثنيين، ثمّ بالنصارى الكتابيِّين فيما قلّدوا فيهِ الرُّومان وليس هوَ من دينهم ، وقد حذرَنا نبيُّا _ صلى اللهُ عليهِ وسلم _ من التشبُّه فقال : « مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ » رواه أبوداود 4033 .. قال شيخُ الإسلام ابن تيمية _ رحمهُ الله _ : هذا الحديث أقلُّ أحوالهِ أن يقتضي تحريمَ التشبهِ بهم وإن كان ظاهرُه يقتضي كفر المتشبِّه بهم كما في قوله تعالى : { وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } المائدة 51 ا.هـ ، وقال الصنعاني _ رحمهُ الله _ في ( سبل السلام 8/248 ) : ( فإذا تشبّه بالكافر في زيٍّ واعتقد أن يكونَ بذلك مثلُه كفَرَ، فإن لم يعتقد؛ ففيهِ خلافٌ بين الفقهاء : منهم من قال : يكفر، وهُوَ ظاهرُ الحديث ، ومنهم من قال : لا يكفُر ولكن يُؤدّب) (سبل السلام 8/248) .

الهمسةُ الرابعة : معَ اِعتقادنا بحرمةِ الاِحتفالِ بهذا اليوم، فإنهُ _ أيضاً _ يحرمُ التهنئةُ والمُباركةُ بهِ ، أو مُشاركةُ المحتفلينَ به في اِحتفالهم، أوِ الحضورِ معهم، كما لا يحلُّ لمن أُهديت لهُ هدية هذا العيد أن يقبلها لأنَّ في قبولها إقرار لهذا العيد ، يقولُ ابن القيمِ _ عليهِ رحمةُ ربِّّ العالمين _ : ( وأما التهنئة ُ بشعائرِ الكفار المختصةُ به فحرامٌ بالاتفاق ، مثل : أن يُهنئهم بأعيادهم وصوْمهم فيقول : عيدٌ مبارك عليك ، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلِم قائلهُ الكفر فهو من المحرمات ، وهو بمنزلة أن يُهنئهُ بسجودهِ للصليب ، بل إن ذلك أعظمُ إثماً عند الله وأشدُّ مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس .. وكثيرٌ من لا قدْر للدين عندهُ يقع في ذلك ولا يدري قُبحَ ما فعل ، كمن هنّأ عبداً بمعصيةٍ أو بدعةٍ أو كفر فقد تعرضَ لمقتِ الله وسخطه ) أ.هـ

الهمسةُ الخامسة : بناءاً على ما ذكرتهُ في الهمسةِ السابقة مما قرّرهُ ابنُ القيِّم _ عليهِ رحمةُ الله _ فإنهُ لا يجوزُ لِتُجّارِ المسلمينَ أن يُتاجروا بهدايا عيدِ الحُب من لباسٍ مُعيّن، أو ورودٍ حمراء أو غير ذلك، لأن المُتاجرة بها إعانةٌ على المُنكرِ الذي لا يرضاهُ الله تعالى ولا رسولُهُ صلى الله عليه وسلم ، قالَ الله - جلّ الله - : ( وتعاونوا على البرِّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثمِ والعدوانِ واتّقوا اللهَ إنّ اللهَ شديدُ العِقاب ) .

الهمسةُ السادسة :
من المظاهرِ السيِّئة، والشعائرِ المحرّمة التي تكونُ في الاِحتفالِ بهذا اليوم : إظهارُ البهجةِ والسرور فيه كالحال في الأعياد الشرعيةِ الأخرى ، وتبادُلِ الورودِ الحمراء، وذلك تعبيراً عن الحبِّ الذي كان عند الرومان حباً إلهياً وثنياً لمعبوداتهم من دون الله تعالى ، وأيضاً : توزيع بطاقات التهنئة به، وفي بعضها صورة ( كيوبيد) ، وهوَ طفلٌ له جناحانِ يحملُ قوساً ونشاباً ، وهو اِلهُ الحُبِّ عندَ الأمة الرومانية الوثنية ، تعالى اللهُ عن إفكهم وشركهم علواً كبيراً ، كما يكونُ في هذا العيدِ الباطل تبادلِ كلماتِ الحُبِّ والعشقِ والغرام في بطاقات التهنئة المتبادلة بينهم - عن طريق الشعر أو النثر أو الجمل القصيرة، وفي بعض بطاقات التهنئة صور ضاحكة وأقوال هزلية، وكثيرا ما كان يكتب فيها عبارة ( كن فالنتينياً ) وهذا يمثل المفهوم النصراني له بعد انتقالهِ من المفهوم الوثني ، وتقامُ في كثير من الأقطار النصرانية التي تحتفلُ بهذا اليوم حفلاتٌ نهارية وسهراتٌ وحفلاتٌ مُختلطةٌ راقصة، ويُرسلُ كثيرٌ منهم هدايا منها : الورود وصناديق الشوكولاته .

الهمسةُ السابعة
: ومنَ المقاصدِ الفاسِدة لهذا العيد : إشاعة المحبة بين الناسِ كلِّهم، مؤمِنِهم وكافِرِهم، وهذا مما يُخالِفُ دينَ الإسلام، فإنَّ للكافرِ على المُسلمِ العدلَ معهُ، وعدمُ ظُلمِه، كما أنّ لهُ _ إن لم يكن حربياً ولم يُظاهر الحربيين _ البِرَّ من المُسلم إن كان ذا رحِم، عملاً بقولهِ تعالى : ( لا ينهاكمُ اللهُ عن الذينَ لم يُقاتلوكم في الدينِ ولم يُخرجوكم من ديارِكم أن تبرُّوهم وتُقسِطوا إليهم إنّ الله يُحبُّ المُقسطين ) (الممتحنة: 8) ، ولا يلزمُ من القسطِ معَ الكافِرِ وبِرِّه صرفُ المحبةِ والمودّةِ لهُ، بل الواجبُ كراهِيَتهُ في الله تعالى لِتلَبُّسِهِ بالكُفرِ الذي لا يرضاهُ اللهُ سبحانهُ، كما قال تعالى : ( ولا يرضى لعبادهِ الكُفر ) (الزمر: 7) .

الهمسةُ الثامنة :
إنّ من أوجهِ تحريمِ هذا العيد : ما يترتبُ على ذلكَ من المفاسدِ والمحاذير، كاللهوِ واللعِبِ والغِناءِ والزّمرِ والأشَرِ والبَطَرِ والسُّفورِ والتبرُّجِ واختلاطِ الرجالِ بالنساء، أو بُروزِ النساءِ أمامَ غيرِ المحارم ونحوِ ذلكَ من المُحرمات، أو ما هوَ وسيلةٌ إلى الفواحشِ ومُقدِّماتِها .

الهمسةُ التاسِعة :
إنّ القائمينَ على أجهزةِ الصحافةِ والإعلام الذينَ أخذوا على عواتِقِهم نقلَ شعائرِ الكفّارِ وعاداتهم مُزخرفةً مُبهرَجةً بالصوتِ والصورةِ الحيّة من بلادهم إلى بلادِ المُسلمين عبر الفضائيات والشبكة العالمية - الانترنت - ، وعرضَ بعَضِ الأفلامِ والمُسلسلات التي تُزيِّن الحُبَّ بينَ الشابِّ والفتاة، وتُصوِّرُ العشقَ على أنهُ مُقدِّمةٌ لابدّ منها قبلَ أيِّ زواج ناجح - كما يزعمون - ، يقومونَ بهدمِ المُجتمعِ بإثارةِ الفتنةِ والشبُهاتِ والشهواتِ بينَ أبناءه ، وبثِّ أسبابِ الطلاقِ وارتفاعِه ، ويُرسِّخُونَ في أذهانِ الفتياتِ الصغيراتِ أوهاماً وخيالاتٍ تجعلُهُنّ عرضةً للخطأ، وصيداً سهلاً لشِباك ِالشباب ِالزائغ ِالضائع ، فعليهم أن يتّقوا اللهَ تعالى ، وأن لا يكونوا من الذين يُحبونَ أن تشيعَ الفاحشةُ بينَ المؤمنينَ فيشملُهم وعيدُ اللهِ تعالى بالعذابِ الأليمِ في الدنيا والآخرة .

الهمسةُ العاشرة :
لابُدّ لأهلِ العلمِ والدعوة من البيانِ لعامةِ الناس ما يخدِشُ العقيدةَ من مُحدثاتِ البِدَع، وأنّ مُجرّد الاِعتقاد بأنّ أيَّ عيدٍ لم يشرَعهُ اللهُ لا يُؤثرُ على سلامة ِالعقيدة هوَ الخطأ ُالبيِّن، وهوَ خدشٌ لصفائها، وأنَّ سلامة َالنية لا تُغني عن الوقوعِ في ذنب ِالابتداع.

أبو عادل 02-05-2011 08:46 AM

عيد الحب قصته ، شعائره ، ُحكمه.
إبراهيم بن محمد الحقيل

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد فإن الله سبحانه وتعالى اختار لنا الإسلام دينا كما قال تعالى (إن الدين عند الله الإسلام) (آل عمران: 19) ولن يقبل الله تعالى من أحد دينا سواه كما قال تعالى (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) (آل عمران: 85)وقال النبي صلى الله عليه وسلم (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) (رواه مسلم 153). وجميع الأديان الموجودة في هذا العصر سوى دين الإسلام أديان باطلة لا تقرب إلى الله تعالى، بل إنها لا تزيد العبد إلا بعدا منه سبحانه وتعالى بحسب ما فيها من ضلال.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن فئاما من أمته سيتبعون أعداء الله تعالى في بعض شعائرهم وعاداتهم ، وذلك في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم، قلنا يا رسول الله: اليهود والنصارى، قال: فمن؟! ) (أخرجه البخاري في الاعتصام بالكتاب والسنة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم 8/151 . ومسلم في العلم باب اتباع سنن اليهود والنصارى 4/2054).
وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل مثلا بمثل حذو النعل بالنعل حتى لو كان فيهم من نكح أمه علانية كان في أمتي مثله) أخرجه الحاكم 1/129.
وقد وقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وانتشر في الأزمنة الأخيرة في كثير من البلاد الإسلامية إذ اتبع كثير من المسلمين أعداء الله تعالى في كثير من عاداتهم وسلوكياتهم وقلدوهم في بعض شعائرهم، واحتفلوا بأعيادهم.
وكان ذلك نتيجة للفتح المادي، والتطور العمراني الذي فتح الله به على البشرية، وكان قصب السبق فيه في الأزمنة المتأخرة للبلاد الغربية النصرانية العلمانية، مما كان سببا في افتتان كثير من المسلمين بذلك لا سيما مع ضعف الديانة في القلوب، وفشو الجهل بأحكام الشريعة بين الناس.
وزاد الأمر سوءا الانفتاح الإعلامي بين كافة الشعوب حتى غدت شعائر الكفار وعاداتهم تنقل مزخرفة مبهرجة بالصوت والصورة الحية من بلادهم إلى بلاد المسلمين عبر الفضائيات والشبكة العالمية -الانترنت- فاغتر بزخرفها كثير من المسلمين.
وفي السنوات الأخيرة انتشرت ظاهرة بين كثير من شباب المسلمين -ذكورا وإناثا- لا تبشر بخير، تمثلت في تقليدهم للنصارى في الاحتفال بعيد الحب. مما كان داعيا لأولي العلم والدعوة أن يبينوا شريعة الله تعالى في ذلك. نصيحة لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم حتى يكون المسلم على بينة من أمره ولئلا يقع فيما يخل بعقيدته التي أنعم الله بها عليه.
وهذا عرض مختصر لأصل هذا العيد ونشأته والمقصود منه، وما يجب على المسلم تجاهه.

قصة عيد الحب
يعتبر عيد الحب من أعياد الرومان الوثنيين، إذ كانت الوثنية سائدة عند الرومان قبل ما يزيد على سبعة عشر قرنا. وهو تعبير في المفهوم الوثني الروماني عن الحب الإلهي.
ولهذا العيد الوثني أساطير استمرت عند الرومان، وعند ورثتهم من النصارى، ومن أشهر هذه الأساطير: أن الرومان كانوا يعتقدون أن (رومليوس) مؤسس مدينة (روما) أرضعته ذات يوم ذئبة فأمدته بالقوة ورجاحة الفكر.
فكان الرومان يحتفلون بهذه الحادثة في منتصف شهر فبراير من كل عام احتفالا كبيرا وكان من مراسيمه أن يذبح فيه كلب وعنزة، ويدهن شابان مفتولا العضلات جسميهما بدم الكلب والعنزة، ثم يغسلان الدم باللبن، وبعد ذلك يسير موكب عظيم يكون الشابان في مقدمته يطوف الطرقات. ومع الشابين قطعتان من الجلد يلطخان بهما كل من صادفهما، وكان النساء الروميات يتعرضن لتلك اللطمات مرحبات، لاعتقادهن بأنها تمنع العقم وتشفيه.

علاقة القديس فالنتين بهذا العيد:
(القديس فالنتين) اسم التصق باثنين من قدامى ضحايا الكنيسة النصرانية قيل: انهما اثنان، وقيل: بل هو واحد توفي في روما إثر تعذيب القائد القوطي (كلوديوس) له حوالي عام 296م. وبنيت كنيسة في روما في المكان الذي توفي فيه عام 350م تخليدا لذكره.
ولما اعتنق الرومان النصرانية ابقوا على الاحتفال بعيد الحب السابق ذكره لكن نقلوه من مفهومه الوثني (الحب الإلهي) إلى مفهوم آخر يعبر عنه بشهداء الحب، ممثلا في القديس فالنتين الداعية إلى الحب والسلام الذي استشهد في سبيل ذلك حسب زعمهم. وسمي أيضا (عيد العشاق) واعتبر (القديس فالنتين) شفيع العشاق وراعيهم.
وكان من اعتقاداتهم الباطلة في هذا العيد أن تكتب أسماء الفتيات اللاتي في سن الزواج في لفافات صغيرة من الورق وتوضع في طبق على منضدة، ويدعى الشبان الذين يرغبون في الزواج ليخرج كل منهم ورقة، فيضع نفسه في خدمة صاحبة الاسم المكتوب لمدة عام يختبر كل منهما خلق الآخر، ثم يتزوجان، أو يعيدان الكرة في العام التالي يوم العيد أيضا.
وقد ثار رجال الدين النصراني على هذا التقليد، واعتبروه مفسدا لأخلاق الشباب والشابات فتم إبطاله في إيطاليا التي كان مشهورا فيها، لأنها مدينة الرومان المقدسة ثم صارت معقلا من معاقل النصارى. ولا يعلم على وجه التحديد متى تم إحياؤه من جديد. فالروايات النصرانية في ذلك مختلفة، لكن تذكر بعض المصادر أن الإنجليز كانوا يحتفلون به منذ القرن الخامس عشر الميلادي. وفي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين انتشرت في بعض البلاد الغربية محلات تبيع كتبا صغيرة تسمى(كتاب الفالنتين) فيها بعض الأشعار الغرامية ليختار منها من أراد أن يرسل إلى محبوبته بطاقة تهنئة وفيها مقترحات حول كيفية كتابة الرسائل الغرامية والعاطفية.

أسطورة ثانية:
تتلخص هذه الأسطورة في أن الرومان كانوا أيام وثنيتهم يحتفلون بعيد يدعى (عيد لوبركيليا) وهو العيد الوثني المذكور في الأسطورة السابقة، وكانوا يقدمون فيه القرابين لمعبوداتهم من دون الله تعالى، ويعتقدون أن هذه الأوثان تحميهم من السوء، وتحمي مراعيهم من الذئاب.
فلما دخل الرومان في النصرانية بعد ظهورها، وحكم الرومان الإمبراطور الروماني (كلوديوس الثاني) في القرن الثالث الميلادي منع جنوده من الزواج لأن الزواج يشغلهم عن الحروب التي كان يخوضها، فتصدى لهذا القرار (القديس فالنتين) وصار يجري عقود الزواج للجند سرا، فعلم الإمبراطور بذلك فزج به في السجن، وحكم عليه بالإعدام.

أسطورة ثالثة:

تتلخص هذه الأسطورة في أن الإمبراطور المذكور سابقا كان وثنيا وكان (فالنتين) من دعاة النصرانية وحاول الإمبراطور إخراجه منها ليكون على الدين الوثني الروماني، لكنه ثبت على دينه النصراني وأعدم في سبيل ذلك في 14 فبراير عام 270م ليلة العيد الوثني الروماني (لوبركيليا).
فلما دخل الرومان في النصرانية أبقوا على العيد الوثني (لوبركيليا) لكنهم ربطوه بيوم إعدام (فالنتين) إحياء لذكراه، لأنه مات في سبيل الثبات على النصرانية كما في هذه الأسطورة، أو مات في سبيل رعاية المحبين وتزويجهم على ما تقتضيه الأسطورة الثانية.

شعائرهم في هذا العيد:
من أهم شعائرهم فيه:

1- إظهار البهجة والسرور فيه كحالهم في الأعياد المهمة الأخرى.
2-
تبادل الورود الحمراء، وذلك تعبيرا عن الحب الذي كان عند الرومان حبا إلهيا وثنيا لمعبوداتهم من دون الله تعالى. وعند النصارى عشقا بين الحبيب ومحبوبته، ولذلك سمي عندهم بعيد العشاق.
3-
توزيع بطاقات التهنئة به، وفي بعضها صورة (كيوبيد) وهو طفل له جناحان يحمل قوسا ونشابا. وهو اله الحب عند الأمة الرومانية الوثنية تعالى الله عن إفكهم وشركهم علوا كبيرا.
4-
تبادل كلمات الحب والعشق والغرام في بطاقات التهنئة المتبادلة بينهم -عن طريق الشعر أو النثر أو الجمل القصيرة، وفي بعض بطاقات التهنئة صور ضاحكة وأقوال هزلية، وكثيرا ما كان يكتب فيها عبارة (كن فالنتينيا) وهذا يمثل المفهوم النصراني له بعد انتقاله من المفهوم الوثني.
5- تقام في كثير من الأقطار النصرانية حفلات نهارية وسهرات وحفلات مختلطة راقصة، ويرسل كثير منهم هدايا منها: الورود وصناديق الشوكولاته إلى أزواجهم وأصدقائهم ومن يحبونهم.
الغرض من العرض السابق:
ليست الأساطير المعروضة آنفا حول هذا العيد ورمزه (القديس فالنتين) مما يهم العاقل فضلا عن مسلم يوحد الله تعالى، لأن الأساطير الوثنية عند الأمتين الرومانية والنصرانية كثيرة جدا كما هو ظاهر لكل مطلع على كتبهم وتواريخهم، لكن هذا العرض السابق لبعض هذه الأساطير مقصود لبيان حقيقة هذا العيد لمن اغتر به من جهلة المسلمين، فصاروا يحتفلون به تقليدا للأمة الضالة - النصرانية - حتى غدا كثير من المسلمين - مع الأسف - يخلط بين الآلة والأسطورة، والعقل والخرافة، ويأخذ كل ما جاء من الغرب النصراني العلماني ولو كان أسطورة مسطورة في كتبهم، أو خرافة حكاها رهبانهم. وبلغ من جهل بعض من ينتسبون للإسلام أن دعونا إلى لزوم أخذ أساطير النصارى وخرافاتهم ما دمنا قد أخذنا سياراتهم وطياراتهم وصناعاتهم. وهذا من الثمرات السيئة للتغريب والتقليد، الذي لا يميز صاحبه بين ما ينفعه وما يضره. وهو دليل على تعطيل العقل الذي كرم الله به الإنسان على سائر الحيوان، وعلى مخالفة الديانة التي تشرف المسلم بالتزامها والدعوة إليها، كما هو دليل على الذوبان في الآخر - الكافر - والانغماس في مستنقعاته الكفرية، وفقدان الشخصية والاستقلالية، وهو عنوان الهزيمة النفسية، والولع في اتباع الغالب ماديا في خيره وشره وحلوه ومره، وما يمدح من حضارته وما يعاب منها، دون تفريق ولا تمييز، كما ينادي بذلك كثير من العلمانيين المنهزمين مع أنفسهم، الخائنين لأمتهم.
ومن نظر إلى ما سبق عرضه من أساطير حول هذا العيد الوثني يتضح له ما يلي:

أولا: أن أصله عقيدة وثنية عند الرومان، يعبر عنها بالحب الإلهي للوثن الذي عبدوه من دون الله تعالى. فمن احتفل به فهو يحتفل بمناسبة تعظم فيها الأوثان وتعبد من دون من يستحق العبادة وهو الخالق سبحانه وتعالى، الذي حذرنا من الشرك ومن الطرق المفضية إليه فقال تعالى مخاطبا الرسول صلى الله عليه وسلم ( ولقد أوحي إليك والى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين. بل الله فاعبد وكن من الشاكرين) (الزمر: 65 ، 66). وقضى سبحانه بأن من مات على الشرك الأكبر لا يجد ريح الجنة، بل هو مخلد في النار أبدا كما قال الله تعالى( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا)(النساء: 116). وقال الله تعالى على لسان عيسى عليه السلام أنه قال لقومه (انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار)(المائدة: 72). فالواجب الحذر من الشرك ومما يؤدي إليه.
ثانيا:
أن نشأة هذا العيد عند الرومان مرتبطة بأساطير وخرافات لا يقبلها العقل السوي فضلا عن عقل مسلم يؤمن بالله تعالى وبرسله عليهم السلام.
فهل يقبل العقل السوي أن ذئبة أرضعت مؤسس مدينة روما وأمدته بالقوة ورجاحة الفكر، على ما في هذه الأسطورة مما يخالف عقيدة المسلم لأن الذي يمد بالقوة ورجاحة الفكر هو الخالق سبحانه وتعالى وليس لبن ذئبة!!
وكذلك الأسطورة الأخرى التي جاء فيها أن الرومان يقدمون في هذا العيد القرابين لأوثانهم التي يعبدونها من دون الله تعالى اعتقادا منهم أن هذه أوثان ترد السوء عنهم وتحمي مراعيهم من الذئاب. فهذا لا يقبله عقل سوي يعلم أن الأوثان لا تضر ولا تنفع علاوة على ما فيه من الشرك الأكبر.
فكيف يقبل عاقل على نفسه أن يحتفل بعيد ارتبط بهذه الأساطير والخرافات فضلا عن مسلم منَّ الله تعالى عليه بدين كامل وعقيدة صحيحة؟!

ثالثا:
أن من الشعائر البشعة لهذا العيد عند الرومان ذبح كلب وعنزة ودهن شابين بدم الكلب والعنزة ثم غسل الدم باللبن…الخ فهذا مما تنفر منه الفطر السوية ولا تقبله العقول الصحيحة.
فكيف يحتفل من رزقه الله تعالى فطرة سوية، وأعطاه عقلا صحيحا، وهداه لدين حق بعيد كانت تمارس فيه هذه الممارسات البشعة؟!

رابعا: أن ارتباط القديس (فالنتين) بهذا العيد ارتباط مختلف فيه وفي سببه وقصته، بل إن بعض المصادر تشكك أصلا في هذا القديس وتعتبره أسطورة لا حقيقة لها. وكان الأجدر بالنصارى رفض هذا العيد الوثني الذي تبعوا فيه الأمة الرومانية الوثنية، لا سيما وأن ارتباطه بقديس من قديسيهم أمر مشكوك فيه!! فإذا عيب ذلك على النصارى الذين بدلوا دينهم وحرفوا كتبهم، فمن الأولى والآكد أن يعاب على المسلم إذا احتفل به. ثم لو ثبت أن هذا العيد كان بمناسبة إعدام القديس فالنتين بسبب ثباته على النصرانية، فما لنا وله، وما علاقة المسلمين بذلك؟!
خامسا: أن رجال الدين النصراني قد ثاروا على ما سببه هذا العيد من إفساد لأخلاق الشباب والشابات فتم إبطاله في إيطاليا معقل النصارى الكاثوليك. ثم أعيد بعد ذلك وانتشر في البلاد الأوربية، ومنها انتقل إلى كثير من بلاد المسلمين. فإذا كان أئمة النصارى قد أنكروه في وقتهم لما سببه من فساد لشعوبهم وهم ضالون فان الواجب على أولي العلم من المسلمين بيان حقيقته، وحكم الاحتفال به، كما يجب على عموم المسلمين إنكاره وعدم قبوله، والإنكار على من احتفل به أو نقله من النصارى إلى المسلمين وأظهره في بلاد الإسلام. وذلك يحتمه واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصي بالحق، إذ بيان الباطل وفضحه، والنهي عنه وإنكاره مما يجب على عموم المسلمين كل حسب وسعه وطاقته.
لماذا لا نحتفل بهذا العيد؟!
كثير ممن يحتفلون بهذا العيد من المسلمين لا يؤمنون بالأساطير والخرافات المنسوجة حوله سواء ما كان منها عند الرومان أو ما كان عند النصارى، وأكثر من يحتفلون به من المسلمين لا يعلمون عن هذه الأساطير شيئا، وإنما دفعهم إلى هذا الاحتفال تقليد لغيرهم أو شهوات ينالونها من جراء ذلك.
وقد يقول بعض من يحتفل به من المسلمين: إن الإسلام دعا إلى المحبة والسلام، وعيد الحب مناسبة لنشر المحبة بين المسلمين فما المانع من الاحتفال به؟!

وللإجابة على ذلك أوجه عدة منها:
الوجه الأول: أن الأعياد في الإسلام عبادات تقرب إلى الله تعالى وهي من الشعائر الدينية العظيمة، وليس في الإسلام ما يطلق عليه عيد إلا عيد الجمعة وعيد الفطر وعيد الأضحى. والعبادات توقيفية، فليس لأحد من الناس أن يضع عيداً لم يشرعه الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم. وبناءا عليه فان الاحتفال بعيد الحب أو بغيره من الأعياد المحدثة يعتبر ابتداعا في الدين وزيادة في الشريعة، واستدراكا على الشارع سبحانه وتعالى.
الوجه الثاني:
أن الاحتفال بعيد الحب فيه تشبه بالرومان الوثنيين ثم بالنصارى الكتابيين فيما قلدوا فيه الرومان وليس هو من دينهم. وإذا كان يمنع من التشبه بالنصارى فيما هو من دينهم حقيقة إذا لم يكن من ديننا فكيف بما أحدثوه في دينهم وقلدوا فيه عباد الأوثان!!
وعموم التشبه بالكفار - وثنيين كانوا أم كتابيين - محرم سواء كان التشبه بهم في عقائدهم وعباداتهم -وهو أشد خطرا- أم فيما اختصوا به من عباداتهم وأخلاقهم وسلوكياتهم كما قرر ذلك علماء الإسلام استمدادا من الكتاب والسنة واجماع الصحابة رضي الله عنهم :
1-
فمن القرآن قول الله تعالى: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم) (آل عمران 105) وقال تعالى: ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون) (الحديد 16) فالله تعالى حذر المؤمنين من سلوك مسلك أهل الكتاب - اليهود والنصارى - الذين غيروا دينهم، وحرفوا كتبهم، وابتدعوا ما لم يشرع لهم، وتركوا ما أمرهم الله تعالى به.
2-
ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من تشبه بقوم فهو منهم) ( أخرجه أحمد 2/50 وأبو داود 4021) قال شيخ الإسلام: ( هذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله تعالى( ومن يتولهم منكم فانه منهم) (الاقتضاء 1/314) وقال الصنعاني: (فإذا تشبه بالكافر في زي واعتقد أن يكون بذلك مثله كفر، فان لم يعتقد ففيه خلاف بين الفقهاء: منهم من قال: يكفر، وهو ظاهر الحديث، ومنهم من قال: لا يكفر ولكن يؤدب) (سبل السلام 8/248)
3- وأما الإجماع فقد نقل ابن تيمية أنه منعقد على حرمة التشبه بالكفار في أعيادهم في وقت الصحابة رضي الله عنهم، كما نقل ابن القيم إجماع العلماء على ذلك. (انظر الاقتضاء 1/454) وأحكام أهل الذمة (2/722-725)
والتشبه بالكفار فيما هو من دينهم -كعيد الحب- أخطر من التشبه بهم في أزيائهم أو عاداتهم أو سلوكياتهم، لأن دينهم إما مخترع وإما محرف، وما لم يحرف منه فمنسوخ، فلا شيء يقرب إلى الله تعالى فإذا كان الأمر كذلك فان الاحتفال بعيد الحب تشبه بعباد الأوثان -الرومان- في عباداتهم للأوثان، ثم بأهل الكتاب في أسطورة حول قديس عظموه وغلوا فيه. وصرفوا له ما لا يجوز صرفه للبشر بأن جعلوا له عيدا يحتفلون به.

الوجه الثالث:
أن المقصود من عيد الحب في هذا الزمن إشاعة المحبة بين الناس كلهم مؤمنهم وكافرهم وهذا مما يخالف دين الإسلام فإن للكافر على المسلم العدل معه، وعدم ظلمه، كما أن له إن لم يكن حربيا ولم يظاهر الحربيين البر من المسلم إن كان ذا رحم عملا بقوله تعالى ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)(الممتحنة: 8). ولا يلزم من القسط مع الكافر وبره صرف المحبة والمودة له، بل الواجب كراهيته في الله تعالى لتلبسه بالكفر الذي لا يرضاه الله سبحانه كما قال تعالى (ولا يرضى لعباده الكفر)(الزمر: 7).
وقد أوجب الله تعالى عدم مودة الكافر في قوله سبحانه (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) (المجادلة: 22) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ( فأخبر سبحانه أنه لا يوجد مؤمن يواد كافرًا، فمن واد الكفار فليس بمؤمن، والمشابهة الظاهرة مظنة المودة فتكون محرمة) (الاقتضاء 1/490) وقال أيضا: (المشابهة تورث المودة والمحبة والموالاة في الباطن كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر) (الاقتضاء 1/488).
ولايمكن أن تجتمع محبة الله تعالى ومحبة ما يحبه مع محبة الكفر وأهله في قلب واحد، فمن أحب الله تعالى كره الكفر وأهله.

الوجه الرابع:
أن المحبة المقصودة في هذا العيد منذ أن أحياه النصارى هي محبة العشق والغرام خارج إطار الزوجية.
ونتيجتها: انتشار الزنى والفواحش، ولذلك حاربه رجال الدين النصراني في وقت من الأوقات وأبطلوه ثم أعيد مرة أخرى.
وأكثر شباب المسلمين يحتفلون به لأجل الشهوات التي يحققها وليس اعتقادا بخرافات الرومان والنصارى فيه. ولكن ذلك لا ينفي عنهم صفة التشبه بالكفار في شيء من دينهم. وهذا فيه من الخطر على عقيدة المسلم ما فيه، وقد يوصل صاحبه إلي الكفر إذا توافرت شروطه وانتفت موانعه.
ولا يجوز لمسلم أن يبني علاقات غرامية مع امرأة لا تحل له، وذلك بوابة الزنا الذي هو كبيرة من كبائر الذنوب.
فمن احتفل بعيد الحب من شباب المسلمين، وكان قصده تحصيل بعض الشهوات أو إقامة علاقات مع امرأة لا تحل له، فقد قصد كبيرة من كبائر الذنوب، واتخذ وسيلة في الوصول إليها ما يعتبره العلماء كفرا وهو التشبه بالكفار في شعيرة من شعائرهم.

موقف المسلم من عيد الحب
مما سبق عرضه في بيان أهل هذا العيد، وقصته، والمقصود منه فانه يمكن تلخيص ما يجب على المسلم تجاهه في الآتي:
أولاً: عدم الاحتفال به، أو مشاركة المحتفلين به في احتفالهم، أو الحضور معهم لما سبق عرضه من الأدلة الدالة على تحريم الاحتفال بأعياد الكفار. قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى: (فإذا كان للنصارى عيد ولليهود عيد كانوا مختصين به فلا يشركهم فيه مسلم كما لا يشاركهم في شرعتهم ولا قبلتهم. أهـ (تشبه الخسيس بأهل الخميس، رسالة منشورة في مجلة الحكمة 4/193)
ثانيا:
عدم إعانة الكفار على احتفالهم به بإهداء أو طبع أدوات العيد وشعاراته أو إعارة، لأنه شعيرة من شعائر الكفر، فإعانتهم وإقرارهم عليه إعانة على ظهور الكفر وعلوه وإقرار به. والمسلم يمنعه دينه من إقرار الكفر والاعانة على ظهوره وعلوه. ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نيران ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة أو غير ذلك. ولا يحل فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار الزينة. وبالجملة: ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام) (مجموعة الفتاوى 25/329).
وقال ابن التركماني: (فيأثم المسلم بمجالسته لهم وبإعانته لهم بذبح وطبخ وإعارة دابة يركبونها لمواسمهم وأعيادهم.) (اللمع في الحوادث والبدع 2/519-520).

ثالثا:
عدم إعانة من احتفل به من المسلمين، بل الواجب الإنكار عليهم، لأن احتفال المسلمين بأعياد الكفار منكر يجب إنكاره. قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: (وكما لا نتشبه بهم في الأعياد، فلا يعان المسلم بهم في ذلك، بل ينهى عن ذلك. فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تجب دعوته، ومن أهدى من المسلمين هدية في هذه الأعياد مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم تقبل هديته خصوصا إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم كما ذكرناه، ولا يبيع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهتهم في العيد من الطعام واللباس ونحو ذلك، لأن في ذلك إعانة على المنكر) (الاقتضاء 2/519-520).
وبناءا على ما قرره شيخ الإسلام فانه لا يجوز للتجار المسلمين أن يتاجروا بهدايا عيد الحب من لباس معين أو ورود حمراء أو غير ذلك، لأن المتاجرة بها إعانة على المنكر الذي لا يرضاه الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.
كما لا يحل لمن أهديت له هدية هذا العيد أن يقبلها لأن في قبولها إقرار لهذا العيد.

رابعا: عدم تبادل التهاني بعيد الحب، لأنه ليس عيدًا للمسلمين. وإذا هنئ المسلم به فلا يرد التهنئة. قال ابن القيم رحم الله تعالى: (وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك وهو لا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه) (أحكام أهل الذمة 1/441-442).
خامسا:
توضيح حقيقة هذا العيد وأمثاله من أعياد الكفار لمن اغتر بها من المسلمين، وبيان ضرورة تميز المسلم بدينه والمحافظة على عقيدته مما يخل بها، وتذكيره بمخاطر التشبه بالكفار في شعائرهم الدينية كالأعياد أو بعاداتهم وسلوكياتهم، نصحا للأمة وأداءاً لواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي بإقامته صلاح العباد والبلاد، وحلول الخيرات، وارتفاع العقوبات كما قال تعالى (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون)(هـود: 117).
أسأل الله تعالى أن يحفظ المسلمين من مضلات الفتن وأن يقيهم شرور أنفسهم ومكر أعدائهم انه سميع مجيب. وصلى الله وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


أبو عادل 02-05-2011 08:46 AM

لسنا بحاجة إلي \"عيد الحب\" : فالحب في ديننا قيمة إيمانية، واجتماعية، وإنسانية
أ.د. ناصر أحمد سنه/ كاتب وأكاديمي من مصر.

المتأمل لما آلت إليه القيم الإنسانية الرفيعة، لا يجد قيمة ضاعت حقيقتها وأهدافها، وشوهت صورتها ومعالمها، وأختُـزل معناها وجوهرها، وغابت ثمارها، وتذوقها الحقيقي.. كقيمة الحب. فكلما يممت سمعك أو بصرك أو فكرك تجد أغانٍ وأحاديث وأشعار وروايات وأفلام وأعياد (عيد الحب/ \"يوم فالنتين\"، Valentine\'s day في 14 من فبراير من كل عام) تتغنى بالحب والهيام بالمحبوب، وتمجد (الذات) وتعلى شأنها، وتدعو إلى الإخاء الإنساني والعيش المشترك. لكن عندما تُرجع البصر كرة أخرى إلى الواقع تجد قلقاً واكتئاباً وإدماناً بين أفراد، وتنافراً واضطراباً وانفراطاً بين مجتمعات، وطغياناً وظلماً واستعلاءً بين شعوب، وفساداً وتناحراً واستخرابا بين أوطان، فأين هذا الحب المُتغنى والمُحتفى به؟، وأين مضمونه الحقيقي وشواهده وثماره في حياة الأفراد والمجتمعات والشعوب؟.

وقد يعترض معترض: لماذا نتحدث عن الهيام والغرام في الأغاني والأشعار والأفلام؟، لماذا نتحدث عن تصورات وأحلام تدور حول الحب والحبيب وشريك الحياة والإنسانية؟، وللمعترض، ولمن يشيح بوجهه، وينأى بجانبه: لقد تعبدنا الله تعالى بالحب والبغض:\"من أحب لله وابغض لله، فقد أستكمل الإيمان\"(1)، وقال صلى الله عليه وسلم:\"أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا آل بيتي لحبي\"(2)،
ولقد فرح المسلمون بثمار وآثار الحب فرحهم بدخولهم الإسلام: فعن أنس رضى الله عنه قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله متى الساعة؟، فقال صلى الله عليه وسلم:\"وماذا أعددت لها؟\"، قال: ما أعددت لها من كثير صوم ولا صلاة ولا صدقة، ولكنى أُحب الله ورسوله، فقال صلى الله عليه وسلم:\"أنت مع من أحببت\"(3)، ولكن لماذا توجه الحديث لإقناع المعترضين، بينما هدفه الأساس: لماذا يتم اختزال قيمة الحب في كلمات وصور ومشاهد ومقاييس مادية و\"طلة بهية\" (نيو لوك)؟، وكيف يمكن العمل على أن تغمر قيمته الحقيقية، ومضمونه الفعال الواقع المعيش فيسمو به نحو غايات سامية وأهداف نبيلة؟. على أية حال نعود أدراجنا فنقول:

الحب في الإسلام: قيمة إيمانية

الحب في الإسلام قيمة جليلة لها ثقلها الإيماني، وثمارها الحقيقية..تعبداً لله تعالي، ثم تعديها علي عباد الله تعالي ومخلوقاته. إنها محل توسل في الدعاء، رغبة في معونته ـ تعالى ـ بتحقيقها ـ أي قيمة الحب ـ في سائر جوانب الحياة، فهاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم يناجى ربه:\"اللهم إني أسألك حبك، وحب من أحبك، وحب العمل الذي يقربني إلى حبك\"(4). فالمحبة (الميل الدائم بالقلب وموافقة بل وإيثار المحبوب) جزء أساس من حقيقة العبودية، فالعبادة حب وخضوع: \"وأصل العبادة محبة الله تعالى\"....:\"ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله، والذين آمنوا أشد حبا لله...\"(البقرة:165)، بل إفراده بالمحبة، وأن يكون الحب كله لله، فلا يحب معه سواه، وإنما يحب لأجله وفيه\"(5)، فالله الخالق البارئ المنعم المتفضل هو المستحق للحب الأسمى.. طاعةً وتقرباً وإخلاصاً وتقوى وتوبة.
ومن كمال الإيمان حب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. خير خلق الله، وخاتم رسله المبلغ عن ربه تعالى: قال الفاروق \"عمر بن الخطاب\" لرسول الله صلى الله عليه وسلم: \"لأنت أحب إلى من كل شيء إلا من نفسي، فقال صلى الله عليه وسلم:\" لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال عمر: والله يا رسول الله لانت أحب إلى من كل شئ، حتى من نفسي، فقال صلى الله عليه وسلم:الآن يا عمر\"(6). كما إن حلاوة الإيمان لا توجد إلا مع من أحس حرارة الحب:\" ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر، بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يُقذف في النار\"(7).

المجتمع المسلم.. مجتمع الحب والمودة، والتراحم والتكافل.

الحب مَعلمٌ أساس من معالم حياة المسلمين والمؤمنين، له منهج وحدود وطرائق وقيود، تحقق التماسك النفسي والأسرى والاجتماعي، وتقيم أسس التواصل الإنساني. فهو يسمو بالغرائز الطبيعية، التي يعترف بها دون أن يستقذرها أو يكبتها، ولكن يوجهها الوجهة السليمة، انسجاما مع الفطرة التي فطر الله تعالى الكون عليها، وعندما يتم حسن الاختيار بين الزوجين على أساس الدين تتكون الأسرة المستقرة الآمنة، آية من آيات الله تعالى، يمتن الله تعالى عليها بمنة المودة والرحمة: \"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون\"( الروم:21). إن الحب الصادق والحقيقي يشذب الأخلاق والعواطف مما يعصم من الجنوح والانحراف: \"وفرق بين الحب والاستسلام لوعد من الرجل غالبا ما يكون زائفا، فالرغبة تقوده ليحققها، فإذا أخذ من المرأة مراده ترك في يدها ما أعطى، وعوداً وآلاماً وغروراً، وتحسب الفتاة أنها تعطى أعز ما تملك ميثاقا للحب كاملاً غير منقوص، ليؤدم بينهما، ولكن الرجل يحسب أنها لم تعطه إلا شيئاً هيناً سهلاً، هو عندها وعند غيرها، فتراه يرثى لما صارت إليه، فيهرب منها لأنها لا بد وأن تفرط فيه، فلم تعد تصلح له، ولا يصلح لها\"(8).
والمجتمع المسلم يربى أبنائه على الحب، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: \"أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب آل بيته، وتلاوة القرآن\"(9)، حتى من فقد من يرعاه يُعامل بالحب والمؤاخاة:\" فأما اليتيم فلا تقهر\"(الضحى:9)،:\" ويسألونك عن اليتامى، قل إصلاح لهم خير، وإن تخالطوهم فإخوانكم\"(البقرة:220)، وقال صلى الله عليه وسلم:\"خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يُحسن إليه، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يُساء إليه، ثم أشار بإصبعيه السبابة والوسطى وقال:\"أنا وكافل اليتم في الجنة كهاتين\"(10).
كما أن المسلم يعيش وهو يعلم أن غايته الكبرى لا ينالها إلا بالحب.. سبيل مؤدية لدخول الجنة، والتظلل بظل الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله، قال صلى الله عليه وسلم:\"والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم\"(11)،\".. ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه..\"(12)، فبإشاعة السلام والتواد والتكافل بين المؤمنين يتحقق التماسك والاستقرار الاجتماعي الحقيقي:\"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى (13). كما أننا عندما تنمو في نفوسنا بذور الحب والعطف والخير\" نُعفى أنفسنا من مشقات كثيرة، فلن نحتاج لتملق، فالصدق كائن، ولن يخلو إنسان من مزية، ولن نضيق بالمخطئين، فالعطف والشفقة تشملهم\"(14).
كما يرشدنا الله تعالى للتحلي بصفات لها مردود نفسي وخلقي واجتماعي وإنساني كبير لنكون أهلا لمحبته تعالى، فالمولى جل شأنه يحب من عباده: المتبعون لرسوله، ويحب المُحسنين، ويحب التوابين، ويحب المتطهرين، ويحب المُـتقين، ويحب الصابرين، ويحب المتوكلين، ويحب المُـقسطين، ويحب المجاهدين في سبيله، فيكون من ثمار ذلك أن يلقى ـ تعالى ـ محبته عطاء على مَن أحب: ففي الحديث القدسي:\"فإذ أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشى بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن إستعاذني لأعيذنه..\". فما حال مجتمع شأن أفراده أنهم أفراد ربانيون؟.
كما نجد أنه ـ تعالى شأنه ـ يحب من يجتنب ما نهى عنه (والشرع كما هو أمر هو نهي) من أعمال ذميمة بغيضة تودي بتماسك الأسرة والمجتمع والإنسانية:(إن الله لا يحب المعتدين)، (والله لا يحب الظالمين)، (إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا)، (إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما)، (إن الله لا يحب الخائنين)، (إن الله لا يحب كل خوان كفور)، (والله لا يحب كل كفار أثيم)، (والله لا يحب المفسدين)، (إنه لا يحب المسرفين)، (إن الله لا يحب الفرحين)، (إنه لا يحب المستكبرين)، فهل ترى مظلمة أسرية أو اجتماعية أو إنسانية عندما ينتفي: الاعتداء والظلم والاختيال والفخر والخيانة والإثم والكفر والفساد الإسراف والاستكبار، وهل يتحقق كل ذلك إلا بالحب؟.
لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع

كم أحب رسولنا صلي الله عليه وسلم \"مكة\"..حباً حقيقياً؟.

علمتنا السيرة النبوية العطرة ما كان يكنه قدوتنا صلى الله عليه وسلم من حبٍ عميق \"لمكة\"، وأحجار مكة التي كانت تسلم عليه، فلولا إخراج أهلها له ما خرج منها بابي هو وامي صلي الله عليه وسلم، ثم حبه لجبل \"أحد\" على الرغم مما حدث للمسلمين عنده، في إشارات معبرة عن الانتماء وحب الوطن.
وفي الآونة الأخيرة بات واضحاً ـ وإن كان يستلزم المزيد من الجهود ـ توجه أناشيد وروايات وأفلام نحو قيمة الحب كما أكدت عليها وسطية الإسلام التي تنفرد برؤيتها الجمالية والفنية والتجريدية ثراء للتذوق الفني، ودفعا عن كل ما يشين السمو النفسي والاستعلاء الروحي.

والحب في الإسلام.. قيمة إنسانية لخير البشرية.

أن النزعة الاستهلاكية السائدة في عصر العولمة (المستندة إلى الفرودية، والحتمية البيولوجية، والنفعية، والعلمانية)، لا تعترف إلا بحب اللذة المادية.. المؤقتة والعابرة والمتغيرة، وهى تحول الإنسان (مجموعة من الحاجات والغرائز المادية) إلى وحدة تعمل/ تنتج / تستهلك بشراهة ليحقق كينونته وسعادته، مبتعدة كثيرا عن حاجات الوجدان والمشاعر والروح. لذا فالإنسانية المعاصرة أحوج ما تكون لأن تتعلم الحب من الإسلام، فإنسانها المأزوم نفسيا وروحيا بحاجة إلى أنموذج واقعي للحب يعالج به مشاكله المستعصية.
هو بحاجة لهدى الإسلام في إعادة الاعتبار للأسرة \"الرابطة المقدسة\"، وأهدافها من تحقيق التوازن العاطفي والنفسي والجسدي والتناسلي، ودورها التربوي والاجتماعي والديموغرافى (تتعرض فئات من البشرية للانقراض بانعدام نسلها)،علاجا للتفكك الأسرى والاجتماعي، وهو بحاجة إلى أن يستنير بقيم الإسلام الوسطية للحفاظ على صحته الجسدية (عفة ونظافة وعدم إسراف) :\"كلوا واشربوا ولا تسرفوا\"(الأنعام:31)، ولقاعدة: \"لا ضرر ولا ضرار\"(15)، ففي ذلك علاج للأمراض المرتبطة بنمط الحياة (كالإسراف في التغذية والسمنة والسرطان وأمراض القلب والشرايين والسكري)، ومحاربة للإدمان والقمار وتجارة الجنس والشذوذ والإيدز والرقيق الأبيض، وصحته النفسية (الرضا عن الله تعالى والرضا عن الحياة والنفس والقناعة لمنع أسباب التوتر والقلق والاكتئاب والفصام والانتحار غيرها).
لقد كرست الإنسانية المعاصرة: العنصرية، والتراتيبية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية العالمية وفقاً للأقوى ومصالحه، فكانت النازية والفاشية والإمبريالية والتطهير العرقي والاستبداد والقهر، و\"ندرة\" الموارد \"وصناعة\" الفقر والجوع والمرض، وكانت العولمة الاقتصادية التي تعتبر ذوى الاحتياجات الخاصة والمعاقين وكبار السن والأيتام، واللاجئين والمشردين عبئا اقتصاديا، وتغض الطرف عن تجارة الأطفال والزج بهم في سوق العمل أو استغلالهم جنسياً، ثم كان إطلاق ما يسمى \"صراع الحضارات\" والثقافات، \"ونهاية التاريخ\" عند تلك المنظومة الاستهلاكية الليبرالية الغربية.
فالبشرية بحاجة إلى الحب لتزيل الكراهية والتعالي والأثرة والتمييز والعنصرية، كما تأسو بها جراحها المثخنة من الحروب والتناحر، والمسلمون يمتلكون مساحة أكبر من الحب للآخرين والتعايش معهم وتقبلهم( تشهد بذلك شواهد تاريخية عديدة)، استنادا إلى إيمانهم بأن البشرية المتحدة في أصل واحد ..المختلفة أجناسا وألوانا ولغاتا، المتفرقة شعوبا وقبائل.. الغاية من جعلكم هكذا ليست التنازع والتناحر، بل التعارف والتآلف: \"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم\" (الحجرات:13)، فالتنوع يدعو إلى التعاون والتكامل وفق معيار: التقوى والعمل الصالح، وهما أعمال كسبية (وليست وراثية/ عنصرية) يتسابق ويتصالح عليهما البشر .. خدمة لمجتمعاتهم وإنسانيتهم. فإلهاً يمتن على عباده بنعمة زرع الألفة في قلوبهم وتحولهم اخوة بعد أن كانوا أعداءً لإله ودود رحيم، تفيض بهما تعاليمه وتتعدى إلى الإنسانية:\"عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة، والله قدير والله غفور رحيم\"(الممتحنة:7).
فالاقتصاد الإنساني ذو القيم، والسلام العالمي، وحسن التعايش والتعاون هو ما يسعى إليه المسلمون \"إيماناً منهم بحياة أخرى وراء هذه الحياة للعدل المطلق فيها ميزان، هو الحافز الباقي لكل أمن يرجى وكل أمان\"(16)، فقيم الحب والتواد والألفة والتكافل والعدل (بشتى صوره) كفيلة بالقضاء على صراعات الإنسانية وإحالتها إلى تعاون على البر والتقوى. إن الإسلام لا يكف لحظة واحدة عن مد يده لمصافحة كل ملة ونحلة في سبيل التعاون على إقامة العدل ونشر الأمن وصيانة الدماء وحماية الحرمات وهذا هو مكمن الحرب عليه ممن لا يريدون للإنسانية عافيتها وسلامتها:\"إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون\"(النحل: 90).

أين كلما سبق من مظاهر وشكليات ما يسمي: بيوم فالانتين/ Valentine\'s day ؟؟

أين كل ما سبق من قصة ذلك القسيس فالانتين\" (لسنا بحاجة للتذكير بحكايته، ولمن شاء أن يعرف قصته فليطلبها في مظانها) الذي يُحتفل به تخليداً لذكراه؟. أين كل ما سبق في مجتمع إسلامي يسوده الحب الصادق ويروم الاحتساب، والعدل والفضل في العلاقات الأسرية والاجتماعية والإنسانية؟.
لما تنتاب البعض \"حمي التبعية\"، ويصيبه \"داء التقليد\" وخاصة لأولئك الذين تفوقوا صناعياً لا قيمياً، حدّث \"أبو واقد\" أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى \"خيبر\" مر بشجرة للمشركين يُقال لها ذات أنواط يعلقون عليها أسلحتهم فقالوا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «سبحان الله، هذا كما قال قوم موسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة، و الذي نفسي بيده لتركبن سَننَ من كان قبلكم» (17).
ولعل الاحتفال بهذا العيد وغيره مما شابهه صورة من صور استيراد القيم الغربية لطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة، وبخاصة أن لدينا من بدائلنا الكثير ما لا يحتاج إلى الجري وراء التقليد والتبعية. فالمكانة العظيمة للمرأءة في افسلام.. أماً وزوجة وأختاً وخالة وعمة الخ لا تُناظر بمكانتها عند غيرنا، وكذلك مكانة الأب والزوج والإخوة والأخوال والأعمام الخ. كما أن الهدية والتهادي المُعبر المحبة أمر حثنا عليه إسلامنا وشرعنا \"وجبت محبتي للمتحابّين فيّ، والمتزاورين فيّ، والمتباذلين فيّ\"، و\" تهادوا تحابوا\"، في إطار خصوصيتنا الإسلامية وعدم تميعنا في ثقافات الآخرين واحتفالاتهم وعاداتهم.لذا لسنا بحاجة إلي يومهم وعيدهم هذا.
صفوة القول: تبقى المرجعية الإلهية للأخلاق وللقيم، ومنها قيمة الحب، لا تكون إلا في الإسلام، حيث تهيمن على شتى مناحي الحياة، هداية للناس، أنموذجاً تنويرياً وتصحيحاً وافياً لأزمات الإنسانية المعاصرة:\"قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب، ويعفوا عن كثير، قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين\"(المائدة:15).

-------------------------
الهوامش والمصادر:
1- أبو داود عن أبى أمامه.
2- رواه الترمذي من حديث ابن عباس، وقال : حديث غريب.
3- رواه الشيخان.
4- رواه الترمذي.
5- ابن تيمية: مدارج السالكين، ج 1، ص 99.
6- رواه الشيخان.
7- متفق عليه من حديث أنس رضى الله عنه.
8- بتصرف من كلام أديب الإسلام والعروبة أ. \"مصطفي صادقي الرافعي\": كتاب المساكين، دار الكتاب العربي ، ط 10، 1982م.
9- رواه الطبرانى من حديث على كرم الله وجهه.
10- رواه البخاري.
11- مسلم.
12- متفق عليه من حديث أبى هريرة رضى الله عنه عن السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله.
13- رواه البخاري ومسلم من حديث النعمان بن بشير رضى الله عنه.
14- بتصرف من كلام صاحب الظلال أ. سيد قطب.
15- رواه ابن ماجه والداراقطنى.
16- مجلة العربي، العدد: 143، أكتوبر 1970م.
17- أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح.


أبو عادل 02-05-2011 08:47 AM

الحب الحقيقي
جمع وإعداد الفقير إلى الله تعالى
وراجي عفوه وكرمه
مسير ماطر الظفيري


المحبة روح الحياة ، وطعم الوجود ، ولذة الدنيا ، وغذاء الروح وبهجة القلب ، وضياء العين ونور الفؤاد ، حياة بلا حب حياة باهتة ، وقلب لاحب فيه قلب جامد ، الحياة جسد والحب روح ، فإذا غابت الروح فلا قيمة للجسد ، بالمحبة أقبلت قوافل المحبين ، وتسابقت أقدام العاشقين ، وتنافست فلول الهائمين ، المحبة حياة من فقدها فهو ميت ، ونور من فقده فهو في ظلام دامس ، وليل حالك ... إن المحبة نار في القلب تحرق ماسوى مراد المحبوب ، فلا يبقى إلا مراده ، ولايقوم إلا مطلوبه ، ولايمتثل إلا أمره ، إنه الشوق الدائم إلى لقاء المحبوب والحياة على أمل الفوز به ، والظفر برؤية وجهه الكريم ، ولذلك صدق المحب في حبه ، وأخلص في إرادته ، ووحد المحبوب في وجهته ليظفر منه بمحبته ، والفوز بجيرته .
يسمع المحبون منادي الحبيب ( حي على الفلاح ) فيهجرون الفرش ، ويطردون الكرى ، ويمتطون الأقدام في وهج الشمس أو لوعة البرد ، وكأنما يمشون على الحرير ، ويطرق أسماعهم ( حي على الكفاح ) فيبذلون المهج ، ويقدمون الأرواح ، ويزهقون الأنفس ، ويهريقون الدماء . ويتلى عليهم { وأنفقوا مما رزقناكم } فيتسابقون بالغالي والنفيس ، ويبذلون من أعز مايملكون ، وأفضل مايحبون ، ويعطون عطاء من لايخشى الفقر . ويرتل عليهم { ولله على الناس حج البيت } فيقبلون من كل فج عميق ، وواد سحيق ، شعثا غبرا خماص البطون ، ظمأى الأفئدة ، لبيك اللهم لبيك ، لبيك لاشريك لك لبيك . ( الله أهل الثناء والمجد للشيخ ناصر الزهراني ص 331-332 ) .
فقول الحاج : لبيك اللهم لبيك معناها إجابة بعد إجابة لك يارب ، وديدن المؤمنين دائما أنهم يقولون { سمعنا وأطعنا } ... عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – جاء إلى الحجر الأسود فقبله ، فقال : إني أعلم أنك حجر ، لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك. رواه البخاري.


الحجر الأسود قبلته *** بشفتي قلبي وكلي وله
لا لاعتقادي أنه نافع *** بل لاقتدائي بالذي قبله
محمد أطهر أنفاسـه *** كانت على صفحته مرسله
قبله والنور من ثغره *** يشرق آيات هدى منزله .
( إبهاج الحاج للشيخ ناصر الزهراني ص 69 بتصرف ) .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ولا ريب أن محبة المؤمنين لربهم أعظم المحبات وكذلك محبة الله لهم هي محبة عظيمة جدا كما في صحيح البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه - عن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال : ( يقول الله تعالى من عادي لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت واكره مساءته ولا بد له منه ). ( قاعدة في المحبة لشيخ الإسلام ابن تيمية ص 114 ).
فالمؤمنون هم أشد الناس حبا لله جل وعلا : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين ءامنوا أشد حبا لله } وذلك لطاعتهم وتعلقهم بالله جل وعلا وهو سبحانه وتعالى يحبهم { إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا } أي حبا ، وسمي إبراهيم عليه السلام بالخليل في قوله تعالى { واتخذ الله إبراهيم خليلا } لأن الخلة أعلى مقامات المحبة ومعناها أن ما من ذرة في إبراهيم عليه السلام إلا وهي محبة لله تعالى مستسلم لله كمال الاستسلام والله عزوجل يتحبب إلى خلقه ولكنهم يبتعدون عنه بالمعاصي ولاحول ولاقوة إلا بالله ، يقول ابن القيم رحمه الله : من أعجب الأشياء أن تعرفه ثم لا تحبه ، وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة ، وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره ، وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له ، وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته . الفوائد ص 61.
ويقول رحمه الله : ليس العجب من مملوك يتذلل لله ويتعبد له ولا يمل من خدمته مع حاجته وفقره إليه ، إنما العجب من مالك يتحبب إلى مملوكه بصنوف إنعامه ويتودد إليه بأنواع إحسانه مع غناه عنه‏. الفوائد ص 50.
ومحبة غير الله تعالى فيها الاندثار والانقطاع « جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا محمد عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من أحببت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزي به ، ثم قال : يا محمد شرف المؤمن قيام الليل و عزه استغناؤه عن الناس » رواه الحاكم 7921 وهو في صحيح الترغيب والترهيب 824.
والله عزوجل إذا أحب عبدا جعل أهل السماء والأرض يحبونه ووضع له القبول في الأرض قال صلى الله عليه وسلم : « إذا أحب الله تعالى العبد نادى جبريل : إن الله تعالى يحب فلانا فأحببه فيحبه جبريل فينادي في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض » متفق عليه.

• ومن الحب الحقيقي حب النبي صلى الله عليه وسلم :

الذي قال : « لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ »رواه البخاري 15 .
ومن صور حب النبي صلى الله عليه وسلم عند الصحابة ماذكره عبدالله بن هشام رضي الله عنه قال : كُنَّا مَعَ النَّبِيِ - صلى الله عليه وسلم - وَهْوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلاَّ مِنْ نَفْسِي . فَقَالَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - « لاَ وَالَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ » . فَقَالَ لَهُ عُمَرُ فَإِنَّهُ الآنَ وَاللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ نَفْسِي . فَقَالَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - « الآنَ يَا عُمَرُ » . روه البخاري 6632
وهذا يبين حب عمر للنبي صلى الله عليه وسلم .
وانظر لحب سواد بن غزية رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم فعن أشياخ من قوم حبان بن واسع : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل صفوف أصحابه يوم بدر وفي يده قدح يعدل به القوم فمر بسواد بن غزية حليف بني عدي بن النجار وهو مستنتل من الصف فطعن في بطنه بالقدح وقال « استو يا سواد » فقال يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني قال فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه وقال استقد قال فاعتنقه فقبل بطنه فقال « ما حملك على هذا يا سواد » قال يا رسول الله حضر ما ترى فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير وقال له « استو يا سواد ». السلسلة الصحيحة 6/808 قال الألباني : إسناده حسن إن شاء الله تعالى.
فحب النبي صلى الله عليه وسلم واجب وكل شيء يحبه صلى الله عليه وسلم فعن عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضي الله عنهما - أَنَّ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ فَلَمَّا صُنِعَ الْمِنْبَرُ فَتَحَوَّلَ إِلَيْهِ حَنَّ الْجِذْعُ فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- فَاحْتَضَنَهُ فَسَكَنَ وَقَالَ « لَوْ لَمْ أَحْتَضِنْهُ لَحَنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ». رواه أحمد في مسنده وصحح إسناده أحمد شاكر.

• ومن الحب الحقيقي كذلك حب الوالدين :

يقول الله تعالى:
( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا ﴿23﴾ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴿24﴾ ) الإسراء.
يقول ابن كثير رحمه الله : يَقُول تَعَالَى آمِرًا بِعِبَادَتِهِ وَحْده لَا شَرِيك لَهُ فَإِنَّ الْقَضَاء هَاهُنَا بِمَعْنَى الْأَمْر قَالَ مُجَاهِد " وَقَضَى " يَعْنِي وَصَّى وَكَذَا قَرَأَ أُبَيّ بْن كَعْب وَابْن مَسْعُود وَالضَّحَّاك بْن مُزَاحِم " وَوَصَّى رَبّك أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ " وَلِهَذَا قَرَنَ بِعِبَادَتِهِ بِرّ الْوَالِدَيْنِ فَقَالَ " وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا " أَيْ وَأَمَرَ بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا كَقَوْلِهِ فِي الْآيَة الْأُخْرَى " أَنْ اُشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْك إِلَيَّ الْمَصِير " وَقَوْله " إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدك الْكِبَر أَحَدهمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفّ " أَيْ لَا تُسْمِعهُمَا قَوْلًا سَيِّئًا حَتَّى وَلَا التَّأْفِيف الَّذِي هُوَ أَدْنَى مَرَاتِب الْقَوْل السَّيِّئ " وَلَا تَنْهَرهُمَا " أَيْ وَلَا يَصْدُر مِنْك إِلَيْهِمَا فِعْل قَبِيح كَمَا قَالَ عَطَاء بْن أَبِي رَبَاح فِي قَوْله " وَلَا تَنْهَرهُمَا " أَيْ لَا تَنْفُض يَدك عَلَيْهِمَا وَلَمَّا نَهَاهُ عَنْ الْقَوْل الْقَبِيح وَالْفِعْل الْقَبِيح أَمَرَهُ بِالْقَوْلِ الْحَسَن وَالْفِعْل الْحَسَن فَقَالَ " وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا " أَيْ لَيِّنًا طَيِّبًا حَسَنًا بِتَأَدُّبٍ وَتَوْقِير وَتَعْظِيم . تفسير القرآن العظيم.
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ قَالَ « أُمُّكَ ثُمَّ أُمُّكَ ثُمَّ أُمُّكَ ثُمَّ أَبُوكَ ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ » رواه مسلم 6665.
فحب الوالدين وتقديرهما واحترامهما والسعي في إرضائهما أمر مطلوب شرعاً قال صلى الله عليه وسلم : « رضى الله في رضى الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين » رواه ابن حبان في بلوغ المرام 434 وهو صحيح .

• ومن الحب الحقيقي حب الزوجة لزوجها والعكس :

وتمعن معي أخي الكريم في هذا الحديث العجيب عَنْ عَائِشَةَ – رضي الله عنها - أَنَّ جِبْرِيلَ جَاءَ بِصُورَتِهَا فِي خِرْقَةِ حَرِيرٍ خَضْرَاءَ إِلَى النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ « إِنَّ هَذِهِ زَوْجَتُكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ » رواه الترمذي وقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ 4254 وأصله في الصحيحين . وانظر السلسلة الصحيحة 7/1715.
فجبريل عليه السلام جاء للنبي صلى الله عليه وسلم في المنام بصورة عائشة رضي الله عنها على خرقة من حرير خضراء ، ويؤخذ من ذلك تعلق قلبه صلى الله عليه وسلم بها وحبه لها قبل زواجهما فياله من حب طاهر عفيف !
عَنْ عَائِشَةَ – رضي الله عنها - قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- يَقْسِمُ فَيَعْدِلُ وَيَقُولُ « اللَّهُمَّ هَذَا قَسْمِي فِيمَا أَمْلِكُ فَلاَ تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلاَ أَمْلِكُ ». يَعْنِى الْقَلْبَ. رواه أبوداود 2136.
أي أن النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله عزوجل أن لايؤاخذه بميل قلبه لعائشة رضي الله عنها إذ هو يحبها أكثر من باقي زوجاته ولكنه يعدل في القسمة بينهن في البيتوتة " والحديث يدل على أن المحبة وميل القلب أمر غير مقدور للعبد بل هو من الله تعالى " عون المعبود – النكاح – في القسم بين النساء.
وفي يومٍ من الأيّام كان النبي - صلى الله عليه وسلم - عندها – أي عائشة - ، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بوعاء فيه طعام ، فقامت عائشة رضي الله عنها إلى الوعاء فكسرته ، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يجمع الطعام وهو يقول : ( غارت أمكم ) رواه البخاري .
كذا تقول رضي الله عنها : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلاً. قَالَتْ فَغِرْتُ عَلَيْهِ فَجَاءَ فَرَأَى مَا أَصْنَعُ فَقَالَ « مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ أَغِرْتِ ». فَقُلْتُ وَمَا لِي لاَ يَغَارُ مِثْلِى عَلَى مِثْلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ ». قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَمَعِي شَيْطَانٌ قَالَ « نَعَمْ ». قُلْتُ وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ قَالَ « نَعَمْ ». قُلْتُ وَمَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « نَعَمْ وَلَكِنْ رَبِّى أَعَانَني عَلَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَ » رواه مسلم 7288
وهي رسالة واضحة منه صلى الله عليه وسلم لكل الأزواج أن يراعوا غيرة النساء فالحب الحقيقي يدعو لذلك لا إلى ضربها وطلاقها !!!

• ومن الحب الحقيقي أيضا حب الأولاد :

عن أبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْحَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ وَعِنْدَهُ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُ جَالِسًا . فَقَالَ الأَقْرَعُ إِنَّ لي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا . فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قَالَ « مَنْ لاَ يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ » رواه البخاري 5997.
وعَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَتْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَعَ أَبِى وَعَلَىَّ قَمِيصٌ أَصْفَرُ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « سَنَهْ سَنَهْ » . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَهْىَ بِالْحَبَشِيَّةِ حَسَنَةٌ . قَالَتْ فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ ، فَزَجَرَنِي أَبِى . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « دَعْهَا » . ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « أَبْلِى وَأَخْلِقِي ، ثُمَّ أَبْلِى وَأَخْلِقِي ، ثُمَّ أَبْلِى وَأَخْلِقِي » . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَبَقِيَتْ حَتَّى ذَكَرَ . يَعْنِى مِنْ بَقَائِهَا . رواه البخاري 5993. زبرني أبي : نهرني أبي.
قال ابن حجر رحمه الله معلقا على قول البخاري : باب من ترك صبية غيره تلعب به أو قبلها أو مازحها : والممازحة بالقول مع الصغيرة إنما يقصد به التأنيس ، والتقبيل من جملة ذلك. فتح الباري 17/123.
وعَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ عَقَلْتُ مِنَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - مَجَّةً مَجَّهَا فِي وَجْهِي وَأَنَا ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ مِنْ دَلْوٍ . رواه البخاري 77 .
قال النووي رحمه الله : قال العلماء : المج طرح الماء من الفم بالتزريق وهذا في ملاطفة الصبيان وتأنيسهم وإكرام آبائهم بذلك وجواز المرح. شرح النووي 2/460.
* ومن حبنا لأولادنا حمايتهم من الشرك والمعاصي :
عن أنس – رضي الله عنه - : ( أن غلاما من اليهود كان مرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه فقال له أسلم فنظر إلى أبيه وهو عند رأسه فقال له أبوه أطع أبا القاسم فأسلم فقام النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول الحمد لله الذي أنقذه بي من النار ) رواه أبوداود 3095.
* ومن محبتهم تعليمهم ماينفعهم :
عن معاذ بن جبل – رضي الله عنه - : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال يا معاذ والله إني لأحبك والله إني لأحبك فقال أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) رواه أبوداود 1522 .
وعن ابن عباس – رضي الله عنهما - قال : كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف) رواه الترمذي وقال : حسن صحيح .
* ومن محبتهم رفع الحزن عنهم بملاعبتهم :
أنس بن مالك – رضي الله عنه - قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخالطنا حتى إن كان يقول لأخ لي صغير يا أبا عمير ما فعل النغير ) رواه الترمذي وقال : حسن صحيح.

• الحب في الله بين المسلمين :

ومن معاني الحب الحقيقي الحب في الله لجميع المسلمين :
عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ » . رواه البخاري16.
وعَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه عَنِ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ » . رواه البخاري 13.
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلاً كَانَ عِنْدَ النَّبيِ - صلى الله عليه وسلم- فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّ هَذَا. فَقَالَ لَهُ النَّبي - صلى الله عليه وسلم- « أَعْلَمْتَهُ ». قَالَ لاَ قَالَ « أَعْلِمْهُ ». قَالَ فَلَحِقَهُ فَقَالَ إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ. فَقَالَ أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ.رواه أبوداود5127.

• الحب الباطل :

مايسوق له في هذه الأيام مما يسمى بعيد الحب هو عيد وثني نصراني يدعو للعشق والهيام والإباحية وهو حب قاصر يدعو إلى حب اللذة والشهوة فقط !!!
ثم إن الأعياد في الإسلام عبادات تقرب إلى الله تعالى وهي من الشعائر الدينية العظيمة ... والعبادات توقيفية ، فليس لأحد من الناس أن يضع عيداً لم يشرعه الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.
ثم إن الاحتفال بعيد الحب فيه تشبه بالرومان الوثنيين ثم بالنصارى الكتابيين فيما قلدوا فيه الرومان وليس هو من دينهم ، وقد حذرنا صلى الله عليه وسلم من التشبه فقال : « مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ »رواه أبوداود 4033 .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : هذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبِّه بهم كما في قوله تعالى : { وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } المائدة 51 ا.هـ
والله عزوجل حذرنا من سلوك مسلك أهل الكتاب اليهود والنصارى الذين غيروا دينهم وحرفوا كتبهم وابتدعوا مالم يشرع لهم وتركوا ماأمرهم الله تعالى به فقال : { وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿105﴾ } آل عمران ، ولابد للمسلم من أن يقف موقفا من هذا العيد وذلك بعدم الاحتفال به أو مشاركة المحتفلين به في احتفالهم أو الحضور معهم وعدم إعانة الكفار على احتفالهم به بإهداء أو طبع أدوات العيد وشعاراته أو إعارته لأنه شعيرة من شعائر الكفر فإعانتهم وإقرارهم عليه إعانة على ظهور الكفر وعلوه وإقرار به ، والإنكار على من احتفل من المسلمين بأعياد الكفار بطرق الإنكار المشروعة لأنه منكر يجب إنكاره ، وعدم تبادل التهاني لهذا العيد وتوضيح حقيقته للأهل والأولاد وغيرهم من المسلمين .

وقد أفتت اللجنة الدائمة بالمملكة العربية السعودية في فتواها التي تحمل رقم (21203) بتاريخ 23/11/1420هـ بأنه :
دلت الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة - وعلى ذلك أجمع سلف الأمة - أن الأعياد في الإسلام اثنان فقط هما: عيد الفطر وعيد الأضحى وما عداهما من الأعياد سواء كانت متعلقة بشخصٍ أو جماعة أو حدث أو أي معنى من المعاني فهي أعياد مبتدعة لا يجوز لأهل الإسلام فعلها ولا إقرارها ولا إظهار الفرح بها ولا الإعانة عليها بشيء لأن ذلك من تعدي حدود الله ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه، وإذا انضاف إلى العيد المخترع كونه من أعياد الكفار فهذا إثم إلى إثم لأن في ذلك تشبهاً بهم ونوع موالاة لهم وقد نهى الله سبحانه المؤمنين عن التشبه بهم وعن موالاتهم في كتابه العزيز وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من تشبه بقوم فهو منهم).
وعيد الحب هو من جنس ما ذكر لأنه من الأعياد الوثنية النصرانية فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفعله أو أن يقره أو أن يهنئ بل الواجب تركه واجتنابه استجابة لله ورسوله وبعداً عن أسباب سخط الله وعقوبته، كما يحرم على المسلم الإعانة على هذا العيد أو غيره من الأعياد المحرمة بأي شيء من أكل أو شرب أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو مراسلة أو إعلان أو غير ذلك لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله والرسول والله جلا وعلا يقول: «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان اتقوا الله إن الله شديد العقاب».
ويجب على المسلم الاعتصام بالكتاب والسنة في جميع أحواله لاسيما في أوقات الفتن وكثرة الفساد، وعليه أن يكون فطناً حذراً من الوقوع في ضلالات المغضوب عليهم والضالين والفاسقين الذين لا يرجون لله وقاراً ولا يرفعون بالإسلام رأساً، وعلى المسلم أن يلجأ إلى الله تعالى بطلب هدايته والثبات عليها فإنه لا هادي إلا الله ولا مثبت إلا هو سبحانه وبالله التوفيق.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين


تم الفراغ من كتابته
يوم الجمعة العشرين من صفر لعام 1430هـ
الموافق 25/2/2009م

المراجع :
- القرآن الكريم .
- صحيح البخاري .
- صحيح مسلم .
- سنن أبي داود .
- مسند أحمد .
- سنن الترمذي.
- موطأ مالك.
- بلوغ المرام لابن حبان .
- صحيح الترغيب والترهيب للألباني.
- السلسلة الصحيحة للألباني .
- فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر.
- شرح صحيح مسلم للنووي .
- عون المعبود شرح سنن أبي داود.
- الله أهل الثناء والمجد للشيخ ناصر الزهراني .
- إبهاج الحاج للشيخ ناصر الزهراني .
- قاعدة في المحبة لشيخ الإسلام ابن تيمية .
- الفوائد لابن القيم الجوزية .
- تفسير القرآن العظيم لابن كثير.
- إغضاب الرب بمايسمى عيد الحب – جمعية إحياء التراث الإسلامي – لجنة الدعوة والإرشاد الفردوس ( مطوية ) بتصرف.


أبو عادل 02-05-2011 08:47 AM

فلان طين والحب الأحمر
كرم صفر مبارك

قيل لإبراهيم بن أدهم رحمه الله :
يا أبا إسحاق مالنا ندعوا الله فلا يستجاب لنا ؟!
قال : لأن قلوبكم قد ماتت بعَشَرةَ .
قالوا : وما هى ؟
قال : عرفتم الله فلم تؤدوا حقوقه !!
وزعمتم حب نبيه وتركتم سنته !! وقرأتم القرآن ولم تعملوا به !!
وزعمتم أن الشيطان لكم عدو ولم تخالفوه !! وأكلتم نَعَمَ الله ولم تؤدوا شكرها !!
وقلتم أنَ الجنة حق ولم تعملوا لها !!
وقلتم أن النار حق ولم تهربوا منها !!
وقلتم أن الموت حق ولم تستعدوا له !!
وانتبهتم فانشغلتم بعيوب الناس ، ونسيتم عيوبكم !!
ودفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم !!

هذا الأثر ذكرته لأحد الطلاب عندما سألني لماذا لا يستجاب دعاءنا ؟؟ وقد وضع وردة حمراء في جيب قميصه فلما سألته عنها قال :
ألا تدري أن اليوم هو يوم الحب وعيده ؟؟
فأنا أظهر هذا الشعار مشاركة مني بذلك ..
قصة هذا الشاب وقصص أخرى محزنة بل وتدمي القلوب وخاصة لو سألت المعلمات في مدارس البنات الصغيرات منهن قبل الكبيرات وماذا وكيف يظهرون شعائر هذا اليوم ويفرحون به برغم التحذير والنذير من المخلصين والمخلصات

كلنا سمع عن الورود الحمراء ... وليلة الحب السوداء وعيد الحب وتبادل التهاني والهدايا..
والرسومات على الوجوه الحمقاء ..!

وكلنا يعلم أن الغرب خصص يوماً للحب الأحمر تستباح فيه العفة والطهارة والحياء..
وتذبح فيه الغيرة والكرامة والشرف

إنهم في هذا اليوم يبثون شحنات حب - بل شحنات حيوانية - مكبوتة سالبة وموجبة تلتقي خبط عشواء ..

فلست رجلاً إن لم تؤدِ واجب الرجولة وإن في الحرام ولست فحلاً إن لم تبحث عن خليلة تهديها وردة وليلة حمراء !
ولست " جنتل مان " وذوق إن لم تقل لصاحبتك أو زوجتك أو زميلتك .. هابى فلان طين .. طينه الله من خبال جهنم - أقصد فالنتاين القسيس صاحب هذه - ولا أظن أن أحداً يجهل قصته وولم كيف كان إعدامه في يوم 14 فبراير عام 270 ميلادي ..
وإنه منذ ذلك اليوم سموه قديساً ..
لأنه فدى النصرانية بروحه وقام برعاية المحبين ..كما يزعمون ..
فاحتفال النصارى بذكراه له ما يسوغه وحسب ما يعتقدون ..

إن الغربيين من الأمريكيين والأوربيين يجعلون من هذا العيد يوماً حيوانياً لممارسة الجنس على نطاق واسع ..
مدارسهم الإعدادية والثانوية وجامعاتهم المختلطة وحدائقهم ومراكزهم وأسواقهم تتهيأ لهذا اليوم بتأمين الأكياس الواقية من عدوى الأمراض الجنسية أو الحمل في جميع دورات المياه والأماكن المتوقعة أن ينحاز إليها المحبين ..هذا ما ذكره من عرف خبرهم

بل ويتبرع المحسنون منهم بكل ما قد يشعل هذه الليالي ويزيدها إحراقاً وطاعة للشيطان ..
فالمناسبة عندهم مناسبة جنسية مقدسة مباحة تقربهم إلى دينهم .!!

فكيف سمح المسلمون لأنفسهم أن يتسرب إليهم عيد هو من أقذر أعياد النصارى ؟ !!!
ويوم هو من أبشع أيام الكفاروأكثرها شهوانية وحيوانية ...

ومابال بني جلدتنا .. وشأن أخواننا وأخواتنا وأبناءنا وبناتنا وطلابنا وطالباتنا ممن تربوا على محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتربوا على العفة والكرامة والعزة والشهامة ...
مابالهم يحتفلون بفلان طين هذا ؟؟
ألأنه فدى النصرانية بروحه ؟!!
أم لأنه قام برعاية وجمع المحبين في الحرام ؟!!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه :
" إن الأعياد من جملة الشرع والمنهاج والمناسك التي قال الله تعالى: ( لكل أمة جعلنا منسكاً هم ناسكوه) كالقبلة والصيام، فلا فرق بين مشاركتهم العيد وبين مشاركتهم سائر المنهاج. فإن الموافقة في العيد موافقة في الكفر لأن الأعياد هي أخص ما تتميز به الشرائع"

فهذا عيد وثني كفري نصراني لايجوز الاحتفال به أو إظهار مظاهره أو بيع ما يساعد على إظهاره فإن فعل فهو تعاون على الإثم والعدوان وإظهار لشعائر الكفار وتشبه بهم و إقرار بباطلهم ورضا به وذنب عظيم تورث محبة الكافرين

فلم يقر النبي صلى الله عليه وسلم أعياد الكفار وأعياد الجاهلية

فعن أنس رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما
فقال: "ما هذان اليومان؟
قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر" رواه أبو داود والنسائي .


أبو عادل 02-05-2011 08:48 AM

( عيد الحب وبرهان ربي )
احمد المنسي

كثر في الفترة الأخيرة الحديث عن ما يسمى بعيد الحب, مابين مؤيد ومعارض, وقائل يقول بجواز الاحتفال به وآخر يقول بحرمته.
والحديث عن الحب بشكل عام قد يحتاج منا إلى مجلدات, لذلك آثرت أن أتحدث من خلال هذه الكلمات عن نوع واحد من الحب, وهو ما يتعلق بالميل العاطفي بين الرجل والمرأة, فما هي المسألة ؟؟؟ هل هذا النوع من الحب حقيقة أم وهم ؟ لماذا نتألم عندما نحب , ونجني عذابات نصنعها بأيدينا ؟ لماذا نتأخر ونفقد الزمن ينفلت منا ؟ وتتعطل لدينا أدوات ونحصد الندم ؟ كيف نحب ومن أين نحب ؟ ما هو موضع الحب فينا ؟ هل هو فكرة فيكون موضعه العقل ؟ أم احتياجا طبيعيا فيكون موضعه النفس ؟ أم عوزا حسيا فيكون موضعه الجسد ؟ أم أنه يحتل كل هذه المواضع فينا ؟ هل من لا يعرفون هذا النوع من الحب مرضى ؟ أم أنهم هم الأصحاء لأنهم أدركوا عدم وجوده فكفوا عن الخوض فيه لأن الإنسان بتكوينه ووظيفته لا يصح أن يكون معشوقا وإنما عاشق ؟ ولكي يكون مطلوبا يتعين أن يوجد له طالب ؟ لماذا يحمل العاشق هما وألما وقلقا وعذابا, ويفقد بعض عقلة ثم يهمل البعض الآخر؟ إن للحق والصواب نهاية تلبس المرء ثوب الرفعة والسعادة, فإن كان الحب حق والعشق عين الصواب, لماذا يدخر لنا العلقم ؟ ولماذا ترتكب باسمه ذنوبا تسود صفحاتنا البيضاء؟ اسمع .. إن الإسلام لا ينكر الحب بين الرجل والمرأة, ولا يعيبه, لأن الدين لا حرمان فيه إلا من الغث, وكيف يكون الحب محرما ومعلم البشرية صلى الله عليه وسلم وضع نفسه شافعا للمحب ولم ينكره على من وقع فيه, ففي الصحيح ( كان مغيث يمضي خلف زوجته بريرة بعد فراقها له, وقد صارت أجنبية عنه, ودموعه تسيل على خديه فقال عليه الصلاة والسلام, يا بن عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة ومن بغض بريرة مغيثا ؟، ثم قال لها لو راجعته، فقالت: أتأمرني؟ فقال: إنما أنا شافع، قالت: لا حاجة لي فيه) رواه البخاري, وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لو أدركت عفراء وعروة لجمعت بينهما) رواه ابن الجوزي بسنده، وعروة عاشق عذري وعده عمه بالزواج من ابنته عفراء بعد عودته من سفر للتجارة، ثم زوجها لرجل من الأثرياء، وقال هشام بن عروة عن أبيه: مات عاشق، فصلى عليه زيد بن ثابت، وأحد كتاب الوحي، وجامع القرآن الكريم، فقيل له في ذلك، فقال : إني رحمته "رواه ابن القيم في روضة المحبين.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما إن رجلا قال "يا رسول الله في حجري يتيمة قد خطبها رجل موسر ورجل معدم، فنحن نحب الموسر وهي تحب المعدم، فقال صلى الله عليه وسلم: (لم نر للمتحابين غير النكاح) أخرجه ابن ماجه والحاكم .

عندما أراد عطاء بن رباح أن يتحدث عن الحب, ذهب الخبر في الناس يؤج كما تؤج النار, وقالوا كيف يدري الحب أو يحسن أن يقول فيه من غبر عشرين سنة فراشه المسجد, وقد سمع من عائشة أم المؤمنين , وأبي هريرة صاحب رسول الله وابن عباس صاحب العلم ؟ وقال بعضهم لعل السماء موحية إلى الأرض بلسانه وحيا في هذه الضلالة التي عمت الناس وفتنتهم بالنساء والغناء .

فلما جاء الموعد وجلس عطاء يتحدث في الحب, كان مجلسه في قصة يوسف -عليه السلام- في تأويل قوله تعالى : (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ. وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) فسمع الناس كلاما قدسيا تضع له الملائكة أجنحتها من رضى وإعجاب بفقيه الحجاز, فقال : عجبا للحب ! هذه ملكة تعشق فتاها الذي ابتاعه زوجها بثمن بخس, فلم يبق مع الحب ملك ولا منزلة , وزالت الملكة في الأنثى, وأعجب من هذا كلمة ( وراودته ) وهي بصيغتها تشير إلى أن المرأة جعلت تعترض يوسف بألوان من أنوثتها لون بعد لون , ذاهبة إلى فن راجعة من فن, وهذا يصور حيرة المرأة العاشقة واضطرابها في حبها كأنما الكبرياء شيء آخر غير طبيعتها, فانصبت عليه من كل جهة عارضة كل ذلك عرض امرأة خلعت – أول ما خلعت – ثوب الملك, فلما يئست ورأت منه محاولة الانصراف, أسرعت في ثورة نفسها تتخيل القفل الواحد أقفالا عدة, وتجري من باب إلى باب وتضطرب يدها في الإغلاق, كأنها تحاول سد الأبواب لا إغلاقها.

ودفع بها اليأس إلى آخر حدوده فقالت ( هيت لك ) وانتهت إلى حالة من الجنون بفكرتها, ولم تعد لا ملكة ولا امرأة, بل أنوثة حيوانية صرفة, متكشفة مصرحة, وبدت فيها طبيعة الأنثى نازلة من أعلاها إلى أسفلها, فإذا انتهت المرأة إلى نهايتها ولم يبق وراء ذلك شيء تستطيعه أو تعرضه بدأت من ثم عظمة الرجولة السامية المتمكنة في معانيها فقال يوسف ( معاذ الله ) ثم قال ( إنه ربي أحسن مثواي ) ثم قال ( إنه لا يفلح الظالمون ) , وهذه أسمى طريقة لتنبيه ضمير المرأة في المرأة, إذ كان أساس ضميرها في كل عصر هو اليقين بالله , ومعرفة الجميل , وكراهة الظلم , ولكن هذا التنبيه المترادف ثلاث مرات لم يكسر نزوتها, فإن حبها انحصر في فكرة واحدة اجتمعت بكل أسبابها في زمن, في مكان, في رجل, وهنا يعود الأدب الإلهي السامي في تعبيره المعجز فيقول ( ولقد همت به ) فجاءت العاشقة في قضيتها ببرهان الشيطان, يقذف به في آخر محاولاته, وهنا يقع ليوسف – عليه السلام – برهان ربه, كما وقع لها برهان شيطانها, فالآية الكريمة تريد أن يتعلم الرجال, وخاصة الشبان منهم, كيف يتسامون بهذه الرجولة فوق الشبهات, حتى في الحالة التي هي نهاية قدرة الطبيعة, هنا لا ينبغي أن ييأس الرجل , فإن الوسيلة التي تجعله لا يرى شيئا من هذا, هي أن يرى برهان ربه, فهل هذا البرهان هو اليقين بأن الله مطلع عليه يرى ما يفعل ؟, أو أنه سيموت ويقبر وفكر فيما يصنع الثرى في جسمه هذا؟ أو فكر في موقفه يوم تشهد عليه أعضاؤه بما كان يعمل, أو فكر في أن هذا الإثم الذي يقترفه الآن سيكون مرجعه عليه في أخته وبنته؟ فإذا فكر في هذا رأى برهان ربه يطالعه فجأة, لكأن برهان الله هذا هو عصمة المحب من السقوط يرفع نفسه ويسمو بها إلى أعلى مراتب الشرف والجلال.

كان عبد الرحمن بن أبي عمار الذي يلقبونه بالقس لعبادته ونسكه صديقا لسهيل بن عبد الرحمن الذي كانت جاريته ( سلامة ) المغنية الجميلة الفاتنة الشاعرة القارئة المتحدثة التي لم يجتمع في امرأة مثلها حسن وجهها وحسن غنائها , وحسن شعرها, فمر بداره يوما وسلامة تغني, فوقف يسمع , فدخل عليهم ( الأحوص ) فقال ويحكم! لكأن الملائكة – والله – تتلو مزاميرها في حلق سلامة , فهذا عبد الرحمن القس قد انشغل بما سمع منها وهو واقف خارج الدار, فتسارع إليه سهيل يدعوه يدخل ليسمع فأبى, قال ادخل أقعدك في مكان تسمع منه سلامة ولا تراك, قال أما هذا فنعم, فدخل وجلس يسمع, فأمر سهيل سلامة فخرجت إليه خروج القمر من سحابة كانت تغطيه, فما إن رآها حتى علقت بقلبه, وسبح طويلا طويلا, وما رأته هي حتى رأت الجنة والملائكة, وماتت عن الدنيا وانتقلت إليه وحده, وأحب القس سلامة, وعشقته, وقالت في ذلك كنت كالمخبولة من حب عبد الرحمن القس, حبا أراه فالقا كبدي, آتيا على حشاشتي .


قالوا أحب القس سلامة --- وهو التقي الورع الطاهر
كأنما لم يدر طعم الهوى --- والحب إلا الفاسق الفاجر
يا قوم لي كبد تهفو كأكبــــــ--- ــــــادكم وفؤاد مثلكم شاعر
وبيعت سلامة للخليفة ( يزيد بن عبد الملك ) بعشرين ألف دينار, وكان يقول ما يقر عيني ما أوتيت من الخلافة حتى أشتري سلامة, فلما عرضت عليه أمرها أن تغني له, فلم تر إلا عبد الرحمن القس يوم كانت تغنيه بشعره فيها فتناولت العود وجسته بقلبها قبل يدها, وضربت عليه كأنها تضرب لعبد الرحمن وأحس الخليفة في غنائها بشيء, فسألها يزيد, شعر من هذا ؟ فقالت إنه شعر عبد الرحمن القس, وجعلت تحكي قصتها مع القس والخليفة يسمع حتى قالت, ما كان صاحبي في الرجال خلا ولا خمرا, وما احسب الشيطان يعرف هذا الرجل, وهل كان للشيطان عمل مع رجل يقول : إني أعرف فكرتي وهي دائما فكرتي لا تتغير, ذاك رجل أساسه كما يقول ( برهان ربه ), ولقد تصنعت له مرة يا أمير المؤمنين وتشكلت وتحليت وتبرجت, وغنيته غناء جوارحي كلها, وكنت له كأني حرير ناعم يترجرج وينشر أمامه ويطوى, وجلست كالنائمة في فراشها وقد خلا المجلس, قال يزيد ويحك ويحك وبعد هذا ؟ قالت بعد هذا يا أمير المؤمنين وهو يهواني الهوى البرح, ويعشقتي العشق المضني ولو لم ير في جمالي وفتنتي واستسلامي إلا أن الشيطان قد جاء يرشوه بالذهب الذي يتعامل به, وجهدت أن يرى طبيعتي فلم يرني إلا بغير طبيعة, وكلما حاولت أن أنزل به عن سكينته ووقاره , رأيت في عينيه مالا يتغير كنور النجم, وكانت بعض نظراته – والله - كأنها عصا المؤدب.

ولم أيأس يا أمير المؤمنين, فإن أول الحب يطلب آخره أبدا إلى أن يموت, فدعوته يوما أن يجيء مني وأرى الليل أهله لأغنيه ( ألا قل لهذا القلب ) وكنت لحنته ولم يسمعه بعد, ولبثت نهاري أستروح في الهواء رائحة هذا الرجل مما أتلهف عليه, وبلغت ما أقدر عليه من زينة نفسي , ثم جاء مع الليل وإن المجلس لخال ما فيه غيري وغيره, بما أكابد منه وما يعاني مني فغنيته أحر غناء وأشجاه, وما كان يسوءني إلا أنه يمارس في الزهد ممارسة, وكأنه يراني خيال امرأة في مرآة, لا امرأة مائلة له بهواها وشبابها وحسنها وفتنتها, فأجمعت أن أحطم المرآة ليراني أنا نفسي لا خيالي, واستنجدت كل فتنتي لتجعله يفر إلي كلما حاول أن يفر مني, فملت إليه وقلت : [ أنا – والله – أحبك ] فقال : [ وأنا – والله – الذي لا إله إلا هو ] قلت : [ وأشتهي أن أعانقك وأقبلك ] قال [ وأنا – والله ] قلت : [ فما يمنعك ؟ - فوالله – إن الموضع لخال ] قال : [ يمنعني قول الله عز وجل ( الأخلاء بعضهم يومئذ لبعض عدو إلا المتقين ) فأكره أن تحول مودتي لك عداوة يوم القيامة] إني أرى برهان ربي, وهو يمنعني أن أكون من سيئاتك وأن تكوني من سيآتي, ولو أحببت الأنثى لوجدتك في كل أنثى, ولكني أحب ما فيك أنت بخاصتك.

ثم قام وهو يبكي, فما عاد بعد ذلك يا أمير المؤمنين, ما عاد بعد ذلك , وترك لي ندامتي, وليتني لم أفعل, ليتني لم أفعل .

لقد أوردنا هاتين القصتين ليعلم كل شاب وفتاة وكل رجل وامرأة, أن الدين لا يصادر مشاعر الناس ولا يحارب فطرتهم, إنما يسمو بهم إلى قمم الطهر والعفة والجمال, وإن ما نسمعه اليوم من حكايات بين كثير من الشباب والفتيات – والله – ليس بحب, فليبحثوا له عن اسم آخر, أي حب هذ1ا الذي يورث الهم والنكد, ويأخذ المحب من أحط ألوان الفكر إلى أحط أسباب النفس ويمرغ أنفه في التراب ؟ إن حقيقة الحب أن أسلم من أحب أعلى مراتب الفضيلة والكرامة, وأن أسكنه أعلى درجات الشرف والرفعة, لعن الله من أفسد امرأة على زوجها, وفي الحديث (لأن يطعن فى رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له).. رواه الطبراني, وإن من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله ( رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال, فقال إني أخاف الله رب العالمين ), فهل لعاقل أن يبيع ظل الله يوم القيامة ببضع دقائق في الدنيا تجلب الحسرة والندم ؟ أرسلت امرأة يوما لرجل تقول ( إني أحبك ) فأرسل لها يقول: ( عفوا, أنا لايشغلني العشق, يشغلني يا سيدتي العتق ). وما أحوجنا اليوم لشباب يرفعون راية ( أرى برهان ربي ).


أبو عادل 02-05-2011 08:48 AM

عيد الحب.. القصة والحقيقة

خالد بن عبدالرحمن الشايع

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد.– صلى الله عليه وسلم – أما بعد:
فمن المظاهر التي تتكرر اهتمام عدد من الناس بها في شهر فبراير من العام الإفرنجي ما يسمى " عيد الحب " هذا العيد في الواقع أنه دخيل على المجتمعات الإسلامية ولأجل ذلك كان من المهم أن يعرف الشباب والفتيات وعموم الناس من أهل الإسلام حقيقة هذا العيد لنتبين جميعاً هل إلى أهل الإسلام علاقة بهذا العيد من قريب أو بعيد ؟ وهل مشاركة من يشارك بالاحتفال به عن عقيدة أم عن فراغ وجهل أو ماذا ؟ وهل تأثر من تأثر به ناشئ عن أزمة حب يعيشونها أم أنها أزمة في رصيدهم الفكري والثقافي أم ما هي حقيقة الأمر ؟
وكان من المهم جداً أن يدرك المحتفلين بهذا العيد " الحبي " إن صح التعبير أن يدرك حقيقة هذا العيد ، كيف بدأ ؟ ما هي قصته ؟ ما صلة الذئاب به ؟

أيضاً ما هي نظرة الكنيسة النصرانية بهذا العيد ؟ ومسائل أخرى ستطرح في هذه البحث المتوضع ، وسنبدأ في عدة محاور وهي :


أولاً : ما جبلت عليه النفوس لمحبتها المواسم الأفراح . فإن النفوس مجبولة لمحبة المناسبات الفرح والسرور الخاصة والعامة وقد جبلت على التعلق بها وهذا في الواقع لا غضاضة فيه في حد ذاته ما دام في إطاره الشرعي بل إن الشريعة مرغبة في إشاعة الفرح والحرص على إدخاله على النفوس ، ومرغبة أيضاً في جبر خواطر النفوس الكسيرة والعمل على رفع أسباب الشقاء والتعاسة ، وجاء الوعد بالثواب الجزيل على هذه الأعمال والإنسان في نفسه ينبغي أن يكون طلق المحيى لطيفاً رحيماً بمعنى أن يلقى الناس ببشاشة ولطف وانبساط وقد كان من جملة المناسبات التي تتعلق بها النفوس العيد .. لماذا ؟
لأن الناس يجدون فيه من الإجتماع والراحة واللذة والسرور ما هو معلوم فيتحصل لهم بذلك من المقاصد الدينية والدنيوية شيئاً كثير ولهذا فإن العيد معظم لدى عموم الناس على اختلاف مللهم لتعلق تلك الأغراض به وللوفاء بهذا الغرض جاءت شريعة الإسلام السمحة بمشروعية عيدي الفطر والأضحى وشرع الله فيهما من التوسع واظهار والسرور ما تحتاجه النفوس خاصة أنهما عيدان مشروعان مباركان يحبهم الله جل وعلى ومما يدل على هذا ما روته أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنه – قالت : دخل علي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث " وهو يوم من أيام المقتلة التي بين الأوس والخزرج فكان لهم فيه أقوال وأشعار فكانت هاتان الجاريتان تغنيان بهذا الغناء فاضطجع النبي – صلى الله عليه وسلم – على الفراش وحول وجه عن هاتين الجاريتين ، تقول عائشة : فدخل أبو بكر و وانتهرني وقال : مزمارة الشيطان عند النبي – صلى الله عليه وسلم - ، فأقبل عليه الصلاة والسلام على أبي بكر وقال : دعهما " رواه البخاري ومسلم .
وجاء في رواية أن -النبي صلى الله عليه وسلم- قال" يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا"
وجاء في رواية في المسند أن عائشة – رضي الله عنها قالت : قال رسول – صلى الله عليه وسلم – يومئذ " لتعلم يهود أن في ديننا فسحة ، وإني أرسلت بالحنيفية السمحة
إذ دين الإسلام فيه ما يدعوا إلى الفرح ، ليس دين انغلاق أو دين شدة وغلظة أو يمنع من الإنبساط والبشاشة ، من فهم هذا المفهوم فإنه لم يفهم حقيقة الإسلام ، في دين الإسلام من الفرح والسرور ما لا يعيه إلا أهل العلم بكتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم - .

أيضاً شرع الله للناس عيداً إسبوعياً وذلك يوم الجمعة ، فقد ضل عن هذا اليوم اليهود والنصارى واختاروا بدله " السبت والأحد " وصاروا تبع لمسلمين وجعل الله للجمعة من الخصائص والفضائل ما هو معلوم لهذا كان من هدى النبي – صلى الله عليه وسلم – تعظيم يوم الجمعة وتشريفة وهذا كله من رحمة الله تعالى بهذه الأمة المحمدية وتكميل دينها لها ، ومن نافلة القول هنا أيها الأخوة الكرام لا بد أن يتأكد المسلم أن أكمل الهدي وأفضل الهدي وأفضل الشرع هو ما جاء به خاتم الأنبياء والرسل محمد – صلى الله عليه وسلم – قال الله تعالى{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} (3) سورة المائدة

ثانياً : أعياد الكفار كثيرة وغريبة ومبتدعة :

نعم هكذا إذا تأملنا فيما عند الأمم الأخرى من الأعياد نجد إن عندهم من الأعياد الشيء الكثير ، فلكل مناسبة قومية عيد .. ولكل فصل من فصول العام عيد .. للأم عيد .. للعمال عيد .. للزراعات عيد .. للزهور عيد .. وهكذا ، حتى يوشك ألا يكون شهر إلا وفيه عيد خاص ، وأدخلوا فيها من الإعتقادات والأعمال المنكرة الشيء الكثير ، وكل هذا من ابتداعاتهم ووضعهم وصنع أنفسهم قال الله تعالى { وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} (27) سورة الحديد
ولهذا فإن مواعيد هذه الأعياد تغيرت على مر السنين بحسب الأهواء السياسة والإجتماعية وغير ذلك.

ويقترن بهذه الأعياد من الطقوس والعادات وأنواع اللهو ما يطول سرده وهذا تذكرهُ عنهم الكتب المتخصصة بالتفصيل .
ومن غرائب الأعياد في العالم أعياد الوثنين وأهل الكتاب من اليهود والنصارى التي تنسب إلى آلهتهم وأحبارهم ورهبانهم المزعومة كعيد القديس : براث لميوا، وعيد القديس : ميكائيل ، وعيد القديس : آندروس ، وعيد القديس : فالنتاين وهكذا .
وهذه الأعياد يصاحبها مظاهر عديدة كتزيين البيوت ، وإيقاد الشموع ، والذهاب للكنيسة ، وصناعة الحلوة الخاصة ، والأغاني المخصصة للعيد بترانيم محددة وصناعة الأكاليل المضائة إلى غير ذلك من منكرات الأفعال .

ومن عادة الأمم الأخرى من غير المسلمين أيضاً :
أنهم يقيمون عيداً سنوياً لكل شخص يتوافق مع يوم مولده ويسمونه عيد " الميلاد " ويدعون الأصدقاء ، ويصنع الطعام الخاص وتضاء شموع بعدد سني الشخص المحتفل به إلى آخر من هنالك ، وهذا قلدهم فيه عدد من المسلمين و للأسف الشديد .
ولهذا ينبغي أن يعلم أن جميع ما لدى الأمم الأخرى من تلك الأعياد بدعة وضلالة فوق ما عندهم من الكفر بالله تعالى قال تعالى : {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (85) سورة آل عمران
وإلى أهمية هذه المسألة وضرورة العناية بها ، اعني ما تسرب للمسلمين من أعياد الكفار ومناسباتهم التي ينسبونها إلى دينهم فقد كانت عناية الشرع بهذا الأمر بليغة ومؤكدة ، فإن الله وصف عبادة المؤمنين بمجانبة الكفار في أعيادهم وذلك قوله تعالى {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} (72) سورة الفرقان
ذكر غير واحد من السلف منهم ابن سيرين ومجاهد والربيع بن انس وعكرمة أن المقصود بالزور أعياد المشركين.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهكذا سمى الله تعالى أعياد الكفار بالزور , ونهى عباد الرحمن عن حضورها وشهودها , فإذا كان حضور أعيادهم ومشاهدتها لا تنبغي فكيف بمشاركتهم فيها والموافقة عليها. اهـ

وقد روى البيهقي عن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – أنه قال " من بنى ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم مهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة ".

والله قد شرع لعباده المؤمنين من الأعياد ما يستغنون به عن تقليد غيرهم كما تقدم وقد روى أبو داود والنسائي وغيرهما بسند صحيح عن أنس – رضي الله عنه – قال : قدم النبي – صلى الله عليه وسلم – المدينة ولهم يومان يلعبون بهما فقال : قد أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منهمت يوم الفطر والأضحى " .
يقول الحافظ ابن حجر ، أستنبط من هذا الحديث كره الفرح في أعياد المشركين والتشابه بهم .
ثم أيها الأخوة والأخوات نتكلم عن هذا المحور وهو " عيد الحب " .

ثالثاً : عيد الحب " فالنتاين " قصته وحقيقته :
وهذا العيد الذي يسمى عيد " الحب " كما يسميه بعض المسلمين والكفار و اسمه الأصلي " عيد القديس فالنتاين " وحدده النصارى في اليوم الرابع عشر من شهر فبراير من العام الإفرنجي لعقيدة محددة ذكرت في تاريخ أعيادهم وأشير إليها بعد قليل بإذن الله تعالى :
ونحن ما كان لنا أن نتوقف ونتكلم عن هذا العيد لولا أن عدد من المسلمين والمسلمات خاصة من الشباب والفتيات قد تأثروا به .
فوجب أن يعرفوا حقيقة هذا العيد وأن يدرك أن هذا العيد الذي يسمى عيد الحب عيد ديني له ارتباط وثيق بعقيدة النصارى وبوثنية الرومان والنصارى متخبطون في نسبته وفي بدايته هل هو من إرثهم أم أنه من إرث الرومان الذين كان لهم من الاله ما يشتهون فالرومان قد جعلوا بزعمهم للحب إله ... وللنور إله ... وللظلام إله ... وللنبات إله ... و للمطر إله ... وللبحار إله ... وللنهار إله .... وهكذا .
أما النصارى : فإنهم يروون في سبب ابتداعهم لهذا العيد " عيد الحب " الذي جعلوه محدداً بيوم الرابع عشر من فبراير من كل عام يروون عدداً من الأساطير وقد ذكرت هذه عنهم عدداً من المراجع الأجنبية مثل : دائرة المعارف الكاثوليكية أو دائرة المعارف معارف كولمبيا وأيضاً ذكره أحد المؤلفين في كتابه الأعياد الأمريكية : لجورج وقصة " فالنتاين " لمؤلفه : بارت وقصص الأعياد العالمية لهنفري، وقد ذكرت هذه المراجع وترجمة عنها كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى في الكتاب الذي أصدرته حول حقيقة عيد الحب .

وأذكر ما ذكره النصارى من أساطير حول هذا العيد :
(أ*) يقول منذ 1700 سنة عندما كانت الوثنية هي السائدة عند الرومان قام أحد قدسيهم وهو المدعو " فالنتاين " بالتحول من الوثنية إلى النصرانية فما كانت من دولة الرومان إلا أن أعدمته ولما دار الزمان واعتنق الرومان النصرانية جعلوا يوم أعدم " فالنتاين " مناسبة للإحتفال وبذلك تخليداً لذكره وندماً على قتله .
(ب*)
قالوا إن يوم 14 فبراير يوم مقدس لأحدى الآلهات المزعومة عندهم والتي يعتقد فيها الرومان وهي الآله المدعوه : يونو ، ويقولون أنها ملكة الآله الرومانية وختصوها عندهم بالنساء والزواج قالوا فناسب إن يكون يوم إحتفال يتعلق بالزواج والحب .
(ت*)
كان عند الرومان إحدى الآلهات المقدسات تدعى : ليسيوس : وهي يالى العجب : ذئبه وقد قدسوها ، لماذا يقدسون هذه الحيوانه " الذئبه " يقولون إن ليسيوس ارضعت مؤسسي مدينة روما في طفولتهما ، ولهذا جعلوا هذا التاريخ عيد يحتفلون به ، وحددوا مكان للإحتفال وهو معبد " الحب " وسموه بهذا الإسم لأن الذئبه ليسيوس رحمة هذين الطفلين واحبتهما .
(ث*)
يقولون إن الإمبراطور الروماني " كلوديوس " وجد صعوبة في تجنيد جميع رجال روما للحرب ، فلما بحث في سبب عدم مطاوعة الناس له لفي التجنيد تبين له عدم رغبتهم في ذلك هو إن الرجال المتزوجين كانوا يكرهون إن يتركوا أهليهم ويخرجوا معه فما كان منه حينئذ إلا إن منع الزواج وضيقه فجاء القس " فالنتاين " ليخالف أمر الإمبراطور فكان يزوج الناس في الكنيسة سراً فاعتقله الإمبراطور فقتله في الرابع عشر من فبراير م 269 هكذا قالوا في أساطيرهم ، وبعد إن مضت هذه السنين الكثيرة نأتي إلى زماننا اليوم حيث تراجعت الكنيسة عن ربط عيد الحب باسطورة الذئبة " ليسيوس " وجعلت العيد مرتبطأً بذكرى القديس " فالنتاين " ولتأثر النصارى بهذا العيد فإنهم قد نحتوا يمثلون هذا القديس" فالنتاين" ونصبوا هذه التماثيل في أنحاء متفرقة من دول أوربا ، لكن الكنيسة أيضاً تراجعت مرة أخرى عن عيد " فالنتاين " وتركت الإحتفال به رسمياً عام 1969م .

سؤال : لماذا تراجعوا ؟

قالوا : لأن تلك الإحتفالات تعتبر خرفات لا تليق بالدين ولا بالأخلاق لكن الناس استمروا بالإحتفال به إلى يومنا هذا في أمريكا وأروبا وآسيا وأفريقيا وأستراليا بل وحتى في الدول الإسلامية.
وأنا أظن أن الذين يحتفلون بهذا العيد من المسلمين والمسلمات ما سمعوا بقصة الذئبه " ليسيوس "
وأصبح هذا العيد له احتمال واسع بالتغطية الإعلامية وما يصاحبه من اهتمامات اجتماعية وتجارية لينساق أهل الأرض اليوم بالإحتفال بهذا العيد إلا من رحم الله ، ولم يلتفتوا هل هو منسوب لذئبه أو لفلنتاين أو لغيرهما بل المقصود أن يحتفلون أين كان الأمر .
وقد جاء المسلمون ليصطفوا في طابور " فالنتاين " وخصوصاً بعد ما تسير في العالم اليوم من وسائل الإتصال والتواصل السريع فقد امتدت هذه الحملة الفلانتينية إلى أقطار الأرض شتى ومنها بلا المسلمين فتتابع عدد من الذكور والإناث على الاصطفاف في طابور " فالنتاين " وتتابعوا على الإحتفال في أربعة عشر فبراير والمحتفلةن يرددون " ماي فلنتاين" وصار التفاعل مع هذا اليوم على مستويات شتى ( الشباب والفتيات بل حتى الكهول والكهلات ) ووسائل الإعلام والتجار والمنتجات الاستهلاكية إلى آخره .
لكن يا هل ترى أهلنا وإخواننا هؤلاء يعانون من أزمة حب فوجدوه فرصة لإطلاق محبوساتهم مشاعرهم ومكنونات أحاسيسهم .
أما القضية كما هو الواقع لا تعدوا إن تكون واحدة من الدلالة الواضحة على ما تعاني منه الأمه اليوم من تضييع هويتها وسيرة الخانع في ركب حظائر العالم المادي .

إني أوجه دعوه قلبية ملؤها المحبة لإخواني وأخواتي الذين يشاركون في مظاهر هذا العيد " الفلنتايني " . أدعوهم أن يراجعوا أنفسهم فالحقيقة إن عيد " فلنتاين " بالنسبة لمن يحتفلون به من أهل الإسلام ما هو إلا علامة ودلالة على عدة الأمور :

(1) ضعف الإنتماء للإسلام .
(2) يدل على ضحالة الثقافة وقلة البصيرة .
(3) يدل على ضيق الأفق وضعف التصور والبعد عن فهم الحياة وواقع الأمور ومساراتها .
(4) يدل على الهزيمة النفسية التي يحسون بها من خلال انسياقهم في هذا التيار .
(5) يدل على الأحاسيس المكدودة والمشاعر المستشارة جرى كثرة الطرق عليها عبر وسائل الإعلام المتنوعة .
(6) يدل على بعدهم عن المقاصد السامية والأهداف الفاضلة بما فيه انتفاع الشخص في نفسه ونفعه لدينه ومجتمعه ووطنه .
(7) فهل يرضى كل عاقل وعاقلة إن يكون " فلنتانيا"
وأتمنى أن يقول كل من يحتفل به ... لا ... ثم ... لا ... قولاً وفعلاً .

ثم لنتأمل في تلك المظاهر والأمور التي يتعاطاه الكفار وبعض المسلمين في الإحتفال بعيد الحب .
يلاحظ ويذكر عن هؤلاء : تأثرهم بلابسهم وما يتهادونه في ذلك اليوم من بطاقات وطاقات زهور و ورود تتأثرون باللون " الأحمر " وهذا اللون يرمز عندهم إلى مسلك منحرف محدد له صلة بالفحش ، وهذا ربما لا يعرفه كثير من المسلمين والمسلمات .

ومن المظاهر ما يتعلق بالحلوى والكعك وما يوضع عليها من مواد غذائية كل ذلك باللون الأحمر .
ومن المظاهر : الكتابة على البطاقات بعبارات الغرام والهيام بين الشباب والفتيات .
ومن المظاهر شراء تماثيل أو دما حمراء تمثل حيوان " الدب " وقد رسم عليه ما يمثل القلب وكلامات الحب " أنا أحبك " ثم يباع بأسعار باهضة ليقدم كهدية ترمز للحب ، سبحان الله ... حب ودب ... أي علاقة بين حيوان كريه وبين كلمة تفيض بالنبل وتتوهج بمشاعر القرب ، ربما يكون المحتفلين ربطوا بين ما في الكلمتين من حرف الباء وإلا ما هي علاقة الدب بالحب أين العقول ؟
من المظاهر ، ما يزعمون أنه إله الحب الذين يسمونه " كيوبد " ويضعونه وهو عبارة عن دمية على شكل طفل له جناح ومعه قوس يسدد منه سهماً ، ولو أنا أعطينا هذه الدمية إلى طفلة لكي تجعلها لعبة مثل " العروسة " لرفضتها ولم تقبلها لأنها صغيرة ولا تملئ عينها فكيف يرمز هؤلاء بهذا الشكل وبهذه الدمية يرمز بها الكبار من الحتفلين والمحتفلات إلى " إله " سبحان الله وتعالى علوا كبيرا عما يقولون .
من المظاهر إن بعض الطالبات في المدارس والكليات يتفقن مع بعضهن باللباس الأحمر ( الجاكيتات والبلايز ونحو ذلك ) .
من المظاهر ما يفعله بعض المتزوجين في ذلك اليوم كخروجهم للعشاء أو تقديم هدية بتلك المناسبة .
من المظاهر بعض الشباب يخدع الفتاة بأنه محب لها وسوف يتزوجها خصوصاً في هذه المناسبة ثم تكون الكارثة ، لهذا 14 فبراير يمثل ذكرى مره و أليمه لكثير من الفتيات .
هذه المظاهر فمن كان عنده عقل وبصيرة فمن كان يحترم عقله فإنه يدرك ما تنطوي عليه من خلل في العقيدة يخالف الفطرة ويصادم التوحيد .
كذلك ما تتضمنه هذه المظاهر من ضعف التفكير من قلة العقل وسفهته والتي قاد إليها ضعف العلم والتخلف الثقافي علاوة على التهيج العاطفي فبعض الشباب والفتيات يريد أن يظهر أنه متحضر وأنه يفهم وأنه يدرك .

المحور الرابع :

وقفات محاسبة ومراجعة لمن يحتفل بهذا العيد :
الوقفة الأولى : مع الشباب والفتيات .
أقول لهم ماذا دهاكم ؟ إنكم تحتفلون بهذا اليوم وغيره من أعياد الكفار لحاجة في نفوسكم تعلمونها وإنا أعلمها ولكن ما أظنه بكم بما عندكم من فطرة التوحيد لله جل وعلا والتظاهر أن معه إله آخر تعالى الله عن ذلك علو ا كبيرا ، لو ادركتم ذلك وعرفتموه لأدركتم في الحين نفسه فداحة خطأكم وشناعة توجهكم وتأثركم فظني بكم وبما عندكم من الفطرة أن الخلل بالعقيدة أمر لا مساومه به عندكم وإن وقع منكم ما يقع منا جميعاً من معاصي وزلل .
فكيف يا من تحتفلون ترضون وتقبلون بتلك المزاعم بأن مع الله إله آخر .
أين عقيدة التوحيد التي نشئتم عليها ؟ أين فطرتكم التي تأبى دعوة غير الله ؟ أين غيرتكم على دين الله ؟ أين حبكم لمن خلقكم وأوجدكم ومن كل خير منحكم . قال تعالى { وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ} (165) سورة البقرة أين .....؟ أين .....؟ إلى آخره .

الوقفة الثانية : مع هدايا عيد الحب :
فقد قرر أهل العلم : أنه لا يجوز للمسلم أن يقبل أياً من الهدايا أو طعام صنع لمناسبة عيد من أعياد الكفار .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمة الله- :
" ومن أهدى للمسلمين هدية في هذه الأعياد ، مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم تقبل هديته ، خصوصاً إن كانت الهدية ممن يستعان بها على التشبه بهم .
فإن المتعين على الأبناء والأمهات أن يلاحظ هذا الأمر على أولادهم وخاصاً إذا رأو من بناتهم تخصيص اللباس الأحمر في ذلك اليوم وكذلك إذا طلبوا منهم شراء الزهور والبطاقات في ذلك اليوم فيبينوا لهم حقيقة الأمر بأسلوب شرعي تربوي مقنع .
أيضاً المدرسات : ينبغي أن يفتح باب الحوار مع الطالبات حول هذه القضية أن يتبين لهن حقيقة هذا العيد وما فيه من خرافات وأن يسمعن منهن ما يدور بأنفسهن حتى يمكن تعديل هذه التصورات الآثمة .

الوقفة الثالثة : التهنة بعيد الحب :
فإن من ما يؤسف له إن من المسلمين والمسلمات من ينساق خلف تيار هذه العيد الوثني ويتبادلون التهنئة وهذا أمر له خطورة على دينهم .

يقول الإمام ابن القيم- رحمة الله- :
" وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالإتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول عيد مبارك عليك أو تهنئ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده لصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه .

الوقفة الرابعة : الفتيات وعيد الحب :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : كثير من مشابهات أهل الكتاب في أعيادهم وغيرها إنما يدعوا إليها النساء .
وهذا هو الواقع .... لماذا ؟
لأن المرأة وخاصة إذا كانت شابه يكون عندها من رقة المشاعر ولطف الأحاسيس وشفافية النفس ما قد يجعل الأمور تختلط عليها فلا تفرق حينئذ بين التزين المشروع والتزين الممنوع وقد يختل توازنها فتغتر بما قد يلمس سعها من عبارات الإطراء والرغبة في الإقتران بها مما قد يبتليها به بعض مرض القلوب .
فالمرأة مياله بطبع التجمل والتأنق وتحب تبعاً لذلك كل مناسبة تمكنه من صنع هذه الرغبة النفسية الجامحة ، وهنا لا بد من جعل كل شيء في نظافة ومجاله ونصابه الصحيح ، فالنساء لا مانع من تزينهن لما أحل الله لهن ويبدين هذه الزينة لمن أباح الله لهن وهذا لا مواخذه عليهن فيه بل هو من جبلتهن كما قال تعالى {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} (18) سورة الزخرف
قال المفسرون : المقصود بذلك النساء فإن الواحدة منهن تتربى على تكبيل نفسها بالحلي والزينة منذ طفولتها ، وقالوا : الآية أصل في إباحة الزينة للمرأة لها .

الوقفة الخامسة : الشباب مع عيد الحب :
في 14 فبراير يكثر أن ترى كثير من الشباب متئنق يكثر فريق الهندام والأحذية الملمعة والسيارة النظيفة جداً حتى تظن إذا شاهدت أحد الشباب كأنه في ليلة زواجه ولكن هذا الظن يتلاشى إذا رأيت أنه لايبرح ولا يجاوز شوارع معينة أو أسواق معينة.
فيا أيها الشاب لست أول من يجد الميل للأنثى فطرة البشر لكن اعلم أن هذا الميل قد جعلته الشريعة سبيل طاهراً عفيفاً يكون معه السعادة يكون معه الزكاة ، وإذا قلت أين أنا وأين الزواج فأقول لك : هذا ليس مبرراً لتتعرض للفتيات .
وقد جاء شاب للنبي – صلى الله عليه وسلم – وقد علم حرمة الزنا فقال يا رسول الله –صلى الله عليه وسلم – إذن لي بالزنا فقال الرسول – صلى الله عليه وسلم – أدنوا فلما دنى قال له : أتحبه لأمك قال : لا قال الرسول - – صلى الله عليه وسلم - ولا الناس يحبونه لأماهتهم ثم قال له الرسول - – صلى الله عليه وسلم - : أفتحبه لأبنتك قال : لا قال الرسول - – صلى الله عليه وسلم - ولا الناس يحبونه لبناتهم ، قال : أتحبه لأختك قال : لا قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم ، قال : أفتحبه لعمتك ، قال : لا قال : ولا الناس يحبونه لعمتهم ، قال : أفتحبه لخالتك قال : لا قال : ولا الناس يحبونه لخالتهم ، قال أبو أمامه راوي الحديث : ووضع الرسول - – صلى الله عليه وسلم - يده على صدر الشاب وقال : اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه ، فقال أبو أمامة : فلم يكن هذا الشاب بعد ذلك يلتفت في شيء أي من أمور النساء رواه أحمد .

قال الشافعي :

عفوا تعف نسائــكم في المحرم *** وتجنبـــــــوا ما لا يليق بمسلم
إن الزنا دين فإن أقرضتـــــه *** كان الوفاء من أهل بيتك فاعلم
من يزني يزنى ولـــــــو بجداره *** إن كنت يا هذا لبيباً فافهم
يا هاتكا حرم الرجال وقاطعاً *** سبل المودة عشـــــــت غير مكـرم
لو كنت حرا من سلالة طــاهر *** ما كـــنت هتــــاكا لحرمة مسلم
الوقفة السادسة:تجار عيد الحب
نعتب عتبا كبيرا على أخواننا ممن يتاجر من المسلمين برموز الاحتفالات في أعياد الكفار بستيرادها أوتصنيعها كالذين يتاجرون بالزهور وتوفيرها في ذلك اليوم على صفة مخصوصة أو أصحاب محالات الألعاب وتغليف الهدايا.
فإن متاجرتهم ببيعهم ما يساعد على الاحتفال بأعياد الكفار ويتخذ ريعها لها فلا ريب أنه من التعاون على الإثم والعدوان وأنه من المشاركة في نشر عقائد الكفر التي قد تجر على هذا التاجر شؤما في الدنيا والآخرة.
قال شيخ الإسلام :ولا يبيع المسلم ما يستعين المسلمين به على مشابهتهم
"أي مشابهة الكفار في العيد"من الطعام واللباس ونحو ذلك لان في ذلك إعانة على المنكر.

الوقفة السابعة :عيد الحب واهل الاعلام
فإن مما زاد إنتشار مظاهر الاحتفال بعيد الحب وانتشارها في عدد من بلاد الاسلام ما تقوم به كثير من وسائل الاعلام(المقروأة والمسموعة والمرئية وخاصة الفضائيات)
فإن من المؤسف حقا ان تتابع وسائل الاعلام في بلاد المسلمين والعاملين فيها بالقبام بدور "الببغاء:بترديد ما تبثه وكالات الانباء العالمية دون تمييز ما يتناسب مع عقيدتنا وأخلاقناوبين ماهو ضدها.
خصوصا في طوفان "العولمة"الذي يراد منه تعميم النموذج الغربي في شتى مناحي الحياة.

* فتاوى العلماء بهذا العيد:
فقد سئل العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله- عن الاحتفال بما يسمى عيد الحب؟والمشاركة فيه.
الجواب:الاحتفال بعيد الحب لايجوز لوجوه:
1-انه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة
2-انه يدعو إلى العشق والغرام
3-أنه يدعو إلى إنشغال القلب بهذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شئ من شعائر العيد سواء كان في المأكل أو المشرب أو الملابس أو التهادي أو غير ذلك وعلى المسلم أن يكون عزيزا بدينه وأن لا يكون إمعة يتبع كل ناعق.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذرعا بذراع حتى لو دخلوا حجر ضبا لتبعتموهم "قال الصحابة يا رسول الله :اليهود والنصارى قال:فمن "رواه البخاري ومسلم،يعني :لست أعني إلا هم
قال أهل العلم إنما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث "حجر الضب " لحكمه وهي : أن جحر الضب من أشد الحجور ضيقاً وتعرجاً ورداه ومع ذلك فإن المقلدين لليهود والنصارى لشدة انبهارهم وعظم تقليدهم بعاداتهم وطرائقهم لو أنهم راؤهم يهمون بدخول الجحر الضيق الردي المتعرج لتبعوهم وهم مع هذه الحال البئيسة المتخلفة يعدون أنفسهم في قمة التطور ولذلك حذر الله من التأثر بالكفار ومن متابعتهم ومن مولاتهم فقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (57) سورة المائدة
قال ابن كثير عند هذه الآية هذا تنفير من مولاة أعداء الإسلام وأهله من الكتابين والمشركين الذين يتخذوا أفضل ما يعمله العاملون من شرائع الإسلام المطهرة المحكمة المشتملة على كل خيراً دنيوي وأخروي يتخذنوها هزواً ولعبا .
وثبت في المسند وعند أبو داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من تشبه بقوم فهو منهم " قال العلماء في معنى الحديث " من تشبه بقوم " أي تزيا بزيهم في ظاهره محبة وإعجاب وسار على هديهم وتخلق بأخلاقهم وعمل أعمالهم فهو منهم حكماً بحسب ما أخذ عنهم فإن بين الظاهر والباطن مناسبة وارتباطاً .

أيه الأخوة والأخوات في ختام هذا البحث أقول :
فإن التشبه بالكفار من مشاركتهم بأعيادهم وخاصة هذا العيد قد مهد الطريق لنقل موروثات الكفار وثقافتهم ونقل فكرهم إلى المجتمعات الإسلامية .
فإن الواجب على أهل الإسلام أن يتقوا الله ويحذروا من مجارة الكفار في باطلهم وألا تغرهم الحياة الدنيا وزخرفها وأن يثبتوا على دينهم الكامل بعدما من الله عليهم بمعرفته وأن يحذروا من أن تزيغ قلوبهم فلا تهتدي أبداً قال تعالى { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (63) سورة النــور
في هذه الآية تحذير وتهديد على كل من خالف شريعة الرسول – صلى الله عليه وسلم – أو سنته أن تصيبهم الفتنة وهي إما الكفر أو النفاق أو أن يصيبهم عذاب أليم في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما معاً .
والحمد لله أولاً وآخراً وصلى الله وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم


أبو عادل 02-05-2011 08:49 AM

لقطه :~ معـ VALENTINE,S DAY
لازورد

:: لقطة::
الأولى للأخرى:
تعالي باجر بنلبس القميص الأحمر اللي خذناه من فتره لا تنسين اوك
هاي احلى ورده حمراااااااااااا لك

:: لقطة::
محلات الزهور الوردة الحمراء الواحدة بقيمه ضعف كل أيام السنة

:: لقطة::
سفراء الحب متواصلون لأقصى الحدود و بكل حميمة و تقديس ويكون لنا مع آله الحب المفترض من قصه الفلانتين مرتبطة بحقيقة ذاك الرجل النصراني
قال تعالى :" يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عَدُوّي وعدوَّكم أوْلياءَ تُلْقون إليهمْ بالمودَّة وقد كفروا بما جاءكم منَ الحقِّ"سورة الممتحنة (1)

:: لقطة ::
اتقوا الله في أنفسكم فليس منا من والى النصارى في أعيادهم فلا عيد حب و هوى و لا عيد أم و ابتذال للبر و لا عيد ضياع و فساد!!

:: لقطة::
كل عام و انتم بخير تقبل الله الطاعات .. (عيد الفطر)
هما عيدين و لا ثالث لهما !!!!!

بلا شك نحن من نهوى السراب ~ نحن من نسمى بعميآن الغرب ~ نرضى بان نكون دمى الشعارات
و هتاف الموالاة بالفعل الواضح .. صرنا بالكاد مقيدين بالأفكار الغازية و للأسف ليست جبرا بل طوعا
على أنفسنا و عقولنا المتجرة في لحظاتنا التي نكون بلا شك ،، نحن المغيبين و المقيدين بسلاسل
و حمدا لله و شكرا أننا وضعنا أنفسنا في قيد ]الفلانتاين[
حمدا لله و عافيه العقل أننا نبارك لهم أعيادهم

يقال ,, إنكم بذلك تروجون لهذا اليوم الذي ربما لم يكن يعرفه الكثير؟!
و من حدث فالحق صار مروجا .. لذا ادحض قولهم بذكر المصاب في حال امتي و حال بناتنا/ شبابنا
الذي يتخبطهم الشيطان في هبات النسيم و بالكاد الريح تأخذهم اخذا وبيلا من بين أيدينا

يقال : ما العيب ان اهدي من أحب وردة او بطاقة و ليس القصد هو عيدهم؟
تعال بنا أحدثكم عن المباح بعيدة عن أسوار (الخداع)
يتوانى المتعلق بهوبه الدنيا و دوامها و يتحرى يوم يقع فيه رغبته و فيزيد على الروح أثقالا فوق أثقالهاو مابالنا بان الحب فيه سبحانه و تعالى لا يأسره قيد و يمضي به الصادقون بين حين و حين و في كل لحظة ذكر يلهج فيها بالدعاء و مجالسهم الطيبة

أوليست هي حلاوة الحب و حقيقته ؟!!
هنا اقف عند التساؤل محدثا ان الحب لايكمن في يوم،،
و من اهديه وردة لاني أحببته فقد وصانا الحبيب ان تهادوا تحابوا فلا شك أننا مأجورين على ذلك و هو ود الرحمن يهبه للأخوة و المسلمين ولكن دون اتباع و تقبل غزوهم لأفكارنا

يقال و يقال و لكن قف لقطة انت الآن مع نفسك و اعد الشريط ببطء و ابدأ


و نحن امة اتباع لا ابتداع ~~ رحمنا الله و اياكم إخوتي


أبو عادل 02-05-2011 08:49 AM

هل احتفلتِ بعيد الحب؟.. Valentine day
شبكة مساجدنا الدعوية

ليس كعادتها.. استيقظت مبكراً لترتدي اللون الأحمر وتحمل الوردة الحمراء, وترسل بالهدايا والرسائل إلى من تحب، وإن سُألت عن هذا الابتهاج، قالت أحتفل بعيد الحب..!

(valentine day) عيد القديس فالنيتين، ابتدعه النصارى ليحتفلوا بالحب في هذا اليوم.. وأنتِ هل احتفلتِ بعيد الحب؟

يا إلهي تشاركين النصارى أعيادهم، وأنت بلا شك تدرين أن للمسلمين عيدين لا ثالث لهما يعبرون فيهما عن ابتهاجهم وفرحتهم، ولكن أصبحنا نشكو الأعياد، لا يكاد شهرٌ يخلو من عيد.. عيد المرأة – عيد الأم – عيد العمال – عيد الشجرة.. وأعياد كثيرة لا حصر لها.. وماذا بعد؟ المسلمون نائمون أخذوا القشور وتركوا اللب، حصدوا الورد وتركوا شجره، فذبل خلال يومين لا ثالث لهما.

هل ما زلت مصرة على الاحتفال بعيد الحب؟!

ألم تسمعي ما يقوله رب العزة في كتابه ( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ءاباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ).. فكيف إذا كانوا أعداءهم وقتلة أبناءهم؟

لكم يحزنني ما أرى ويثير في قلبي الشجون، ولكن أجيبي عن هذه الأسئلة إن كانت لديك إجابة :
هل تتذكرين موعد الصلاة كما تذكرت موعد عيد الحب؟
هل شاركتِ المسلمين آلامهم والأقصى آهاته كما تشاركين النصارى أعيادهم؟
هل أنت مسلمة أم لك من كل ملة شريعة ؟

اعلمي أخيتي أن الحب أكبر مما يحجمه البعض أو يصوره، لذلك سأقول لك احتفلي بالحب في كل يوم وساعة استقبلي الحياة بحب لتكوني سعيدة، أحبي أهلك و إخوتك زوجك وأبنائك المسلمين والمسلمات..

واعلمي أن الحب عطاء، ولاء، إخوة، تقدم، نجاح، لا كما تصوره الفضائيات جنس ودعارة بين الجنسين، فابذلي هذا الحب للمسلمين ولوطنك وكوني محبة للمسلمين،وتذكري حديث الحبيب المصطفى صلوات ربي عليه " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى " رواه مسلم

هذا هو قمة الحب فكوني بين هؤلاء المسلمين واجعلي لهم الولاء والحب لا للنصارى واليهود.

وأختم حديثي حبيتي في الله بفتوى شرعية للعلامة الجليل والفقيه الكبير الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ حيث سئل عن الاحتفال بما يسمى (عيد الحب) والمشاركة فيه، فأجاب رحمه الله:
الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه:
الأول: انه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة.
الثاني: انه يدعو إلى العشق والغرام.
الثالث: انه يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح رضي الله عنهم.
فلا يحل أن يُحْدَث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد، سواء كان في المآكل أو المشارب أو الملابس أو التهادي أو غير ذلك.
وعلى المسلم أن يكون عزيزا بدينه، وان لا يكون إمعة يتبع كل ناعق.

أسأل الله تعالى أن يعيذ المسلمين من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يتولانا بتوليه وتوفيقه. "انتهى كلامه رحمه الله "

إذن فعيد الحب ما هو إلا من ذاك الرفات الذي ناولنا إياه أعداء الإسلام ، فلا يغرك السراب فتظنيه ماء ولا تتعبي نفسك في المسير إليه، وكوني مسلمة بكل معنى الكلمة.

وفقنا الله وإياك وصلى الله وسلم على سيدنا محمد .


أبو عادل 02-05-2011 08:50 AM

في عيد حبهم .. يطلبون منا تمزيق نصف القرآن
عبدالفتاح الشهاري

لست مجبرٌ أن أعترف لكم في هذا اليوم أني أحب .. ولست مجبراً أن أهب حياتي كلها أندب حظي لمقتل إله الحب «فالنتاين» حتى أخلد ذكراه اليوم، لست مجبراً أن أتغنى بالحب لمن يقتلون الحب في بلادي، لمن يقتلون حلمي ويسرقون شبابي، لست مجبراً أن أغدو كطفلٍ بريءٍ بليد لأستلم منهم قلباً أحمر باليمين، وأُطعن غدراً خلف ظهري باليسار، لست مجبراً أن أحيي ذكرى أنهار دموع «عشتروت» على «أدونيس»، وأنهار دماء شعبي تجري على شوارعنا وأزقتنا، فشقائق النعمان لا تستحق أن تنبت إلا على دماء أمتي لا على دموع الهوى.

عذراً يا إله الحب «فالنتاين» فتأريخك عندي سحقته أقدام من جاؤوا إلى بلدي ليسحقوا تأريخه، عذراً فلن تكون عندي أكرم من هدى وعبير، ولن تخدعني ابتسامتك الصفراء لتنسيني إيمان ومحمد الدره، لن أستطيع أن أخفي وجهي في القاع لأشارككم الأفراح وأنسى ما بأمتي من أتراح.

ولست مضطراً أن أعيش إمعةً يجبرونني بيومٍ أتذكر فيه من أحب، فأحباب قلبي كثير، إن كان لديهم «فالنتاين» فعندي «محمد» علمني أن تكون حياتي كلها حب، وأيامي كلها حب، علمني إذا أحببت شخصاً أن آتيه مسرعاً لا أنتظر 14 فبراير، ولا 1 مارس، لأقول له: "يا فلان إني أحبك"، علمني أن مرسال الحب هو الهدايا بأي لونٍ كانت وكيفما تكون فقال لي: "تهادوا تحابوا"، علمني أن أكون أجمل من «أدونيس» وأرقى من «فينوس» فقال لي: "إن الله جميل يحب الجمال".
علمني «محمد» أن الله يحبني لأني أعيش بالحب فقال: "وَجبَتْ مَحبَّتِي للمتحابِّين فيَّ، والمُتجاِلِسين فيَّ، والُمتزاورين فيّ"، ووعدني بأن أكون معه إذا أحببته فحبه صلى الله عليه وآله وسلم ليس كلاماً يباع بلا ثمن، فقال لي: "المرء يحشر مع من أحب"، وأرشدني إلى قول ربي: "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين"، وأخبرني أن أساس حبي في الحياة هو لله وفي الله فقال: "من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله؛ فقد استكمل الإيمان"

علمني «محمد» أن أختار من أحب حتى لا أندم على حبي هذا " وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً "، أما المتحابون في الله فإن الله يظلهم يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ويؤويهم إلى كنف محبته، فينادي الله بهم يوم القيامة قائلاً: "أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي ، يوم لا ظل إلا ظلي"، ويمدحهم قائلاً: "المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء".

سحقاً ليوم حبٍّ أرى فيه أتباعه يسخرون من نبيي برسوماتهم وأفلامهم، كيف أشاطركم يوم حبٍّ يخرج فيه اليوم برلماني هولندي ليقول للعالم إذا كان المسلمون يريدون العيش هنا فعليهم أن يمزقوا نصف القرآن ويلقوه بعيداً – مزق الله ملككم وأخرس ألسنتكم وشل أيديكم – إن كان ضعاف العقول من بني جلدتي قد أسرتهم بهرجتكم الكذابة، وزيف إعلامكم المهتر المتهالك، فمازال فينا الكثير الكثير ممن عرفوا واقعاً ماهو الحب في دينكم.



أبو عادل 02-05-2011 08:50 AM

سَيَحْمَرَّ الأربعاء القادم بشتى صور الحياة "يوم فلنتائن"
د . خادم حسين الهي بخش

سَيَحْمَرَّ الأربعاء القادم بشتى صور الحياة ، ولا سيما روافد حياة الشبان والشابات، ها هو الجاكيت قد احْمَرَّ وقابله احمرار البلوزة، واحْمَرَّ البنطلون وقابله مثله من بنات حواء، احْمَرَّ الشراب والحزمة وحَمَّرَت شقيقة الرجل شرابها وحزمتها، اَحْمَّر الشعر وحَمَّرت شعرها ..........
وستَحْمَرَّ السيارة بصبغة حمراء عارضة ، وستحمر واجهات المنازل بلمبات حمراء ، وسيفرش البيت بمفارش حمراء ، وستطلي شوارع المدينة بطلاء أحمر، وستجد أواني المطبخ في ذلك اليوم حمراء، وسترى الحمرة في المأكولات والمشروبات، من كعك وحلوى وبسكويت ...... ، وسيصبغ الناس أجسادهم كلها ببودرة حمراء، لا ترى الفرد منهم إلا بعبعا احمر .

ما دلالة هذا الاحمرار؟ أثورة بلشفية شيوعية روسية استولت على العالم ؟ أو حرب كونية سيشنها أعداء البشرية لتَحْمَرَّ الأرض بدماء البشر ؟ هذا الذي يعرفه التاريخ البشري من تعميم اللون الأحمر .

غير أن الممتثلين لهذا اللون لهم تفسير غير التفسيرين السابقين، فهم يرون في الحمرة علاقة الحب وغرس الود بين البشر ، ما اغرب هذا المنهج، رفع السيف على الرقبة وإخبار الضحية بأن السيف لحبك ،منطق معوج، لا يستقيم مع أدني معايير البشر ، ولكن هذا هو واقع الأربعاء المشهود .
إنه يوم فلنتائن، الذي يقدسه الشباب والشابات،انه يوم 14 فبراير من كل عام ، يوم يمتاز فيه اللون الأحمر عن بقية الألوان ، فمن هو فلنتائن ؟ وما حقيقة هذا الحب ؟ وما حقيقة الذكرى التي تقام لهذا الرجل في جميع أنحاء المعمورة، بما في ذلك العالم المنتسب إلى الإسلام .

يذكر التاريخ النصراني أن فلنتائن كان داعيا من دعاة النصرانية، في زمن الإمبراطور كلوديوس الثاني الروماني، في القرن الثالث الميلادي ،واصدر امرأ بمنع جنوده من الزواج، لئلا تنخفض قدراتهم القتالية ، وأدرك فلنتائن معارضة هذا القرار لطبيعة البشر، فأخذ يعقد عقود الزواج للمقاتلين سراً .

واني لفي شك من هذه الرواية، لأنها لا تنسجم مع واقع دعاة التنصير، منذ صلب المسيح- حسب قولهم - حتى هذا اليوم ، فإنهم يرغبون الناس في العنوسة والترهب ، فكيف أصَدِّق داعية التنصير يدعو إلى نقيض مبادئه، قال تعالى (ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) (الحديد : 27 ) .

وتروى الكنيسة رواية تختلف عن الرواية السابقة، وإن فلنتائن كان من الرجال المُفَوَّهين ذو تأثير في العامة، وكان يدعو إلى النصرانية علنا في التجمعات العامة، حاول الإمبراطور كلوديوس الوثني إقناع فلنتائن بأن يترك هذا المنهج ويتبع الوثنية، ويصبح داعية من دعاتها ، فلم يرضخ لهذا الطلب، فأعدمه الإمبراطور يوم 14 فبراير عام 270 من الميلاد ، فهو إذن شهيد النصرانية .

ويحاول مؤرخو عيد الحب، الجمع بين رواية عيد الحب الوثني الروماني ( لوبركيليا ) – ذات الذئبة والكلبة والعنزة ........ – وإجراء عقود الزواج من فلنتائن وإعدامه من أجلها، فقد كان عيد لوبركيليا يقام يوم 15 فبراير، و تم إعدام فلنتائن يوم 14 فبراير، فربط مؤرخوعيد الحب بين الحادثتين، فجعلوا الإعدام امتدادا للوبركيليا .

بينما المحيون لذكرى عيد الحب ينسبونه إلى فلنتائن فحسب، فهو منبع الحب والغرام ، والمُوَصِّل الحقيقي بين السالب والموجب .
والذي يظهر لي من تتبع تاريخ فلنتائن، ودراسة حياته من مختلف الوجوه، أن الرجل كان غراميا، لم يكن داعية النصرانية ذات يوم من الأيام، بل كان داعية مجون وهوس شهواني ، فهو في التعبير الديني داعية الزنا والإنفلات الجنسي، فهو مجرم في نظر كل دين يدعو إلى الفضيلة ، والذي يقود كل عاقل إلى هذا الاستنتاج، أمران واضحان كوضوح الشمس .

1. الشيخوخة امتداد لمرحلة الشباب، ومرحلة شباب فلنتائن شِبْه مجهولة، لكن مرحلة شيخوخته بارزة للعيان، لا ينكرها أحد من البشر، فبعد أن أودعه كلوديوس السجن اخذ يغازل ابنة رئيس السجن، ويحاول إقامة علاقات الغرام معها، وكانت أوربا آنذاك متزمتة في باب الجنس، وكانت الكنيسة تدعو إلى الترفع عن ممارسته حتى في شكله الحلال .
فاجتمع على فلنتائن غضبان ،غضب الإمبراطور، وغضب رئيس السجن ثَأراً لعرضه، وما المانع أن يكون غضب الإمبراطور جاء من منطلق أن فلنتائن كان من دعاة الرذيلة، ويؤيد ذلك أن الرجل كان يجمع الشبان والشابات داخل بيته، كما ذكرته الروايات الفردية المؤرخة للعهد الروماني .

2. قدس الغرب ذكر فلنتائن، فكثر الزنا وانتهكت الأعراض باسم عيد الحب، ( يوم فلنتائن ) حتى أضطرت كنيسة البابا الكاثوليكية إلى التدخل، فثار رجال الدين الكاثوليك في معقلهم في إيطاليا، فتم منعه وإبطاله، وتلك دلالة أكيدة أن الرجل لم يكن من دعاة الفضيلة، وإنما كان من دعاة الرذيلة، وضمته الكنيسة إلى مشاهير القديسين لكثرة أتباعه ،من المتفلتين جنسيا، ليزداد سواد أتباعها .

بعد هذا السرد التاريخي الطويل أعود بك إلى صلب القضية ، ما الحكم الشرعي والفطري في الإحتفال بهذا العيد ؟

لقد اجمع علماء الإسلام القدامى والمعاصرون على تحريم الإحتفال به،والمشاركة فيه،او مد يد العون اليه، بناء على الأدلة التالية :-

1. انه عيد الرذيلة والإنفلات من الفضيلة، وكل ما يقود إلى ذلك فهو محرم في شرع الله، قال تعالى (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزنا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً) (الإسراء : 32 ) .والإحتفال بعيد الحب جزء من التقرب إلى الزنا، فهو إذن محرم بنص القرآن الكريم .

2. التشبه بالكفار منهي عنه شرعا في كل روافد الحياة الخاصة بهم، فقد صح من قوله صلى الله عليه وسلم ( من تشبه بقوم فهو منهم ) وعيد الحب كما سبق ذكره جزء من حياة الغرب الخاصة، لإشباع السعار الجنسي المحرم ، والمحتفل به يصدق عليه النص النبوي الشريف، فليَخْتر المسلم لنفسه مكان الاقتداء والتشبه .

3. صح من قوله صلى الله عليه وسلم ( من تشبه بقوم حُشر معهم ) فمن أحب من المسلمين أنْ يحشر مع النصارى الكافرين، فليشاركهم في عيد الزنا ومقدماته .

4. من المعروف في تاريخ البشر أن المصطلحات والشعارات تحمل خلفيات معينة، فكل امة تتبني مصطلحاً لابد أن تأخذ من خلفياته الحسنة والسيئة، لذلك لم يعم الإسلام أرجاء المعمورة إلا بمصطلحاته ، وما حملته من خلفيات شرعية ، فليبحث الممتثل لعيد الحب الخلفيات التي سينقاد لها .

5. أعياد المسلمين محصورة في عيد الجمعة الأسبوعي، وعيد الفطر وعيد الاضحي السنويان ، وما سوى ذلك من الأعياد فهي أعياد بدعية محرمة، ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) .

6. في الإحتفال بعيد الحب موالاة لمن ثَلَّثَ الإله وجعل لله ولداً، وموالاة الكافرين محرمة شرعا ، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة : 51 ) .

7. المُهَنِئ بهذا العيد والمُهْدِي فيه والبائع لأدواته:- من وردود واَلْبسة حمراء مشارك في الإثم والعدوان، يقول شيخ الإسلام ابن تيمة – رحمه الله – ( كما لا نتشبه بهم في الأعياد، فلا يعان المسلم بهم في ذلك، ولا يبيع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهتهم في العيد ، من الطعام واللباس ونحو ذلك ،لأن في ذلك إعانة على المنكر ) إقتضاء الصراط المستقيم 2/519.

ويقول ابن القيم – رحمه الله – (وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالإنفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول عيد مبارك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه ،فهذا إن سَلِم قائلُه من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم عند الله وأشد مَقْتا من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ) أحكام أهل الذمة 1/ 241 .

8. كل بيت دخله عيد الحب بأي لون من ألوانه فهو بيت فيه ضعف عقدي واضح، وصمام الأمان فيه غير متين، فليبدأ بتقويته، والحَجْر على ما يوهن هذا الصمام ، ووضع الحجر بجوار الحجر يكون الجدار، ووضع الجدار بجوار الجدار يكون الغرفة ووضع الغرفة بجوار الغرفة يكون البيت، ووضع البيت بجوار البيت يكون الحي، ووضع الحي بجوار الحي يكون المدينة، والعكس بالعكس.

وهكذا ستتسرب عادات الكفار وتدخل إلي حياة المسلمين رويدا رويدا، فعيد الحب، ثم المشاركة في احتفال كرسمس، ثم إهداء قلادة الصليب إلي الصديق النصراني، ثم المشاركة معه في الذهاب إلي الكنيسة .......، فمن أراد عِلِيَّة الإسلام فليبدأ بتقوية معتقده، ثم معتقد أهله ،
ثم ينتقل بعد ذلك إلى جيرانه وأقربائه، حتى يعم الخير، فلنبدأ بتحصين المجتمعات الإسلامية من هذه الأوبئة الدخيلة، فيصدق فينا قول الحق تبارك تعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت : 69 ) .

أسأل الله أن يعيد شباب الإسلام وشاباته إلى حقائق هذا الدين، والإبتعاد عن كل تقليد دخيل، إنه ولي ذلك والقادر عليه .

كتبه :- د . خادم حسين الهي بخش

أبو عادل 02-05-2011 08:51 AM

فتياتنا يحتفلن بعيد القسيس فالنتاين !
عبد الله أبا الخيل


هل أصبحت حصوننا مهددة – بل مهدمة- إلى هذا الحد.
في أكثر عصور الانحطاط كنا أكثر ارتباطاً بمرجعيتنا الإسلامية مما يبدو الآن، احتل الأعداء معظم أراضينا بقوة البارود لكنهم أبداً لم يزعزعوا إيماننا بعقيدتنا، فما بالنا اليوم نركض مختارين إلى قيمهم وأسلوب حياتهم ضاربين بعرض الحائط ديننا وعقيدتنا وقيمنا؟!

تأملوا معنا هذا المشهد
لفيف من البنات دخلن قاعات المحاضرات يوم 14 فبراير وقد ارتدت كل واحدة منهن ثوباً أحمر وألصقت على وجهها رسوماً لقلوب حمراء بعد أن وضعت مساحيق التجميل الحمراء على وجهها، وبدأن يتبادلن الهدايا ذات اللون الأحمر مع القبلات الحارة
هذا ما حدث في أكثر من جامعة في بلد إسلامي بل وفي جامعة إسلامية احتفالاً بعيد الحب أو بالأحرى عيد القديس فالنتاين.
المدارس الثانوية في ذلك اليوم فوجئت بكثير من الطالبات قد أحضرن وروداً حمراء من النوع الفاخر وصبغن وجوههن بمساحيق تجميل ذات اللون الأحمر وارتدين أقراطاً حمراء وأخذن يتبادلن الهدايا وعبارات الغرام الساخنة فيما بينهن احتفالاً بذلك العيد.

ما قصة ذلك اليوم ولماذا الاحتفال به
يوافق يوم 14/2م من كل سنة عيد الحب عند النصارى ويسمى عيد فالنتاين
وفالنتاين هذا قسيس نصراني سُمّيَ العيد باسمه
وقصة هذا العيد كما تحكي المصادر النصرانية أن شباب القرى في عيد الرومان كانوا يجتمعون منتصف شهر فبراير من كل عام ويكتبون أسماء بنات قريتهم ثم توضع في صندوق ويأتي كل واحد من هؤلاء الشباب ويسحب ورقة من الصندوق والفتاة التي يخرج له اسمها تكون عشيقته إلى السنة القادمة فقط.
ولتثبيت النصرانية في قلوب الرومان الوثنيين تروى قصة مفادها أن قسيساً يدعى فالنتاين كان بعيش في أواخر القرن الثالث الميلادي تحت حكم الإمبراطور الروماني كلاوديس الثاني وفي يوم 14 فبراير قام هذا الإمبراطور بإعدام القس فالنتاين بتهمة الدعوة إلى النصرانية.
ولجعل القس فالنتاين رمزاً للحب والعاطفة، تزيد رواية أخرى أن هذا الإمبراطور وجد أن العزاب أشد صبراً في الحرب من المتزوجين فأصدر أوامره بمنع عقد أي قران، ولكن القس فالنتاين عارض هذا الأمر وأخذ يعقد قران الأزواج سراً في كنيسته ولما افتضح أمره أخذ إلى السجن وفي السجن داوى ابنة سَجَّانه من العمى فوقعت في غرامه وحين جاء وقت إعدامه أرسل إليها رسالة وأمضى فيها باسم (المخلص فالنتاين).

طقوس فالنتاين
تشير الموسوعة العربية إلى أن لعيد فالنتاين طقوساً خاصة منها طباعة أشعار العاطفة والحب على البطاقات وتوزيعها على الأقارب ومن يحب، وبعضهم يرسم صوراً ضاحكة على هذه البطاقات وكثيراً ما يكتب عليها (كُنْ فالنتانيا)، وكثيراً ما تعقد حفلات نهارية راقصة على طريقتهم.
وما زال الأوروبيون يحتفلون بهذا اليوم، ففي بريطانيا بلغت مبيعات الزهور في ذلك اليوم 22 مليون جنيه استرليني ، ويزداد الاقبال على الشوكولاتة، وتعرض بعض الشركات على مواقعها في الإنترنت رسائل مجانية بهذه المناسبة ترويجاً لموقعها.
عيد فالنتاين انتقل إلى عدد من البلدان العربية والإسلامية بل انتقل إلى موطن الإسلام (جزيرة العرب) وإلى مجتمعات كنا نظن أنها بمنأى عن هذا الخبل، في الرياض ارتفع سعر الورود في هذا اليوم بشكل جنوني فبلغ ثمن الوردة الواحدة 36 ريالاً بعد أن كان لا يتجاوز 5 ريالات، وتنافست محلات الهدايا والكروت في تصميم كروت وهدايا لهذه المناسبة، وقامت بعض العائلات بتعليق الورود الحمراء على نوافذ المنزل في ذلك اليوم.

وفي الكويت نظمت العديد من المراكز التجارية والمطاعم والفنادق احتفالات خاصة بمناسبة عيد الحب، فاكتست غالبية المحلات والمجمعات التجارية باللون الأحمر وانتشرت البالونات والألعاب والدمى في تلك المحلات والمجمعات.

ولم تنس المطاعم المشاركة في ذلك اليوم فألبست الطاولات لوناً أحمر.

* وفي أحد المطاعم الكويتية الفاخرة وتمشياً مع عادات عيد الحب وأساطيره الوثنية عرض المطعم مشهداً تمثيلياً لشخصية (كيوبيد) صنم الحب في الأساطير الرومانية وهو شبه عار مع قوسه وسهمه، كما قام هذا الممثل مع وصيفاته باختيار مسز ومستر فالنتاين من بين الحضور.
أما مطاعم ذوي الدخل المحدود فقد احتفلت بهذا اليوم بطريقتها الخاصة حيث قام بعض المحلات بتغيير الأطباق العادية إلى أطباق على شكل قلوب وأبدلت مفارش الطاولات باللون الأحمر كما وضعت وردة حمراء في كل طاولة ليقدمها المحب إلى حبيبته.

أبرز تقاليع عيد الحب عرضها صاحب أحد محلات الهدايا في الكويت إذ قام باستيراد أرانب فرنسية – حية – صغيرة الحجم ذات عيون حمراء وقام بوضع رابطة عنق على رقاب هذه الأرانب ووضعها في علب صغيرة لتقدم هدية.

بلوى قديمة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في فتواه: ولا يبيع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهتهم – أي الكفار – في العيد؛ لأن ذلك إعانة على المنكر.
وقد قال بعض السلف في قوله تعالى (والذين لا يشهدون الزور) قالوا: أعياد الكفار فإذا كان هذا في شهودها من غير فعل، فكيف بالأفعال التي هي من خصائصها؟!
وجاء في بيان من اللجنة الدائمة للإفتاء: لا يجوز لمسلم التعاون مع الكفار بأي وجه من وجوه التعاون في أعيادهم، ومن ذلك إشهار أعيادهم، وإعلانها، ولا الدعوة إليها بأي وسيلة، ولا يجوز أيضاً حضورها، ولا المشاركة فيها، ولا الإعانة عليها بأي شيء كان، لأنها إثم ومجاوزة لحدود الله، والله يقول: (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب).


عبد الله أبا الخيل
مجلة الأسرة العدد 81 ذو الحجة 1420هـ


تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »


أبو عادل 02-05-2011 08:51 AM

بعد أيام ستتضح حقيقة محبة النبي صلى الله عليه وسلم
أبو حميد الفلاسي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:

لقد تفاءلت خيراً لما رأيت غيرة المسلمين وتوحد كلمتهم في قضية إهانة النبي صلى الله عليه وسلم، وتذكرت كلام شيخ الإسلام ابن تيميه – رحمه الله – عندما تحدث عن حصون الأعداء واستعصاء فتحها، فما أن يبدأوا بسب النبي صلى الله عليه وسلم ، وإذا بهذه الحصون المنيع تفتح في خلال يوم أو يومين.

وهذا التحرك وهذه الغيرة دليل واضح أن محبة هذا الدين لا زالت في قلوب المسلمين، والحمد لله.

إلا أن الأيام القادمة ستوضح مدى عمق محبة الله عز وجل، ورسوله صلى الله عليه وسلم، فمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لا تكون إلا بإتباع ما أمر به الله سبحانه وتعالى، ورسوله عليه الصلاة والسلام، واجتناب نهي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم)) ولا يكون المسلم مطيعاً لله عز وجل، إلا بإطاعة الرسول عليه الصلاة والسلام، قال تعالى: ((من يُطعِ الرَّسولَ فقد أطاعَ الله)).

وسبب كتابتي لهذا المقال هو أننا سنصادف في تاريخ 14 فبراير بعيد أسمه (عيد الحب)، وهو عيد وثني، انتقل إلى النصارى، ولا يجوز للمسلم والمسلمة أن يحتفلوا به، والاحتفال به يعني رضا المسلم بمعتقدات النصارى.

ولهذا فإن من يدعي محبة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت، ومع هذه الأحداث، ستتضح صدق هذه المحبة من خلال عدم احتفاله بهذا العيد وأي عيد أخر من أعياد الكفار.

فهل ستمتنع أيها القارئ الكريم عن الاحتفال بهذا العيد ؟

الأيام القادمة كفيلة بتوضيح حقيقة هذه المحبة، وأسأل الله أن يقاطع المسلمون هذا العيد كما قاطعوا المنتجات الدنماركية.

أخوكم
أبو حميد الفلاسي .



أبو عادل 02-05-2011 08:51 AM

بلاغ عاجل ؟؟؟هل هو حقا عيد للحب..؟؟..
محمد مصطفى المصراتى من ليبيا

بمناسبه ما يسمى بعيد الحب الكثير يستعد هذه الأيام لشراء الملابس الحمراء والهدايا الحمراء والورود الحمراء ليحتفل بعيد سموه عيد الحب وتقام الحفلات الحمراء بهذه المناسبه فهل سائلنا انفسنا من فرض علينا هذا العيد ومن اين جائنا ؟…

هذا العيد كانت تقيمه روما الوثنيه قبل ميلاد المسيح عليه السلام وهو تكريم لشخص عاش حياته مغرم بالنساء يزنى بهن وقتل فى سبيل ذلك فجعلوه الها للحب وجعلوا يوم موته عيدا للحب .فهل انت ستعبد هذا الاله يوم الثلاثاء 14\2 وتعيش يومك احمر فى احمر…....

اخى.. اختى

اخاف عايكم ان تكونوا دميه فى ايدى اعدائنا يوجهونك كما يريدون ويامرونك فتلبى.. .انهم اعدائنا لن يرضوا عنا مهما قلدنا وحرصنا ان ننال اعجابهم والدليل مايفعلونه من استهزاء وجرئة على الرسول حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وما يمارسونه على اخوتنا واخواتنا فى فلسطين والعراق فلا تطيعهم وعلينا ان نتجه الى ربنا نطيعه ولنعتز بديننا ولنقتدى بحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ولا نرضى عن اعيادنا البهيجه المباركة بديلا ولا نحتاج الا من يعلمنا الحب فديننا هو دين الحب الحقيقى ففى ديننا لايكتمل ايمان احدنا حتلى يحب لاخيه كما يحب لنفسه كما قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه كما يحب لنفسه"فلنتمسك بتعاليم ديننا ولنستمع الى سيدنا عمر الفاروق وهو يقول لنا "نحن قوم اعزنا الله بالاسلام ومهما ابتغينا العزة فى غيره اذلنا الله"...

ومسك الختام قوله سبحانه و تعالى لكل من اراد ان يضلنا عن الحق"كلا لاتطعه واسجد واقترب"صدق الله العظيم... ا

اخى العزيز ..اختى الفاضلة ..

لطفا منك وليس امر لتشارك معنا فى نشر الخير والصلاح نرجو منك ارسال هذه الرسالة لكل من لديك بريده الالكترونى ..فالداع الى الخير كفاعله ..واجعل من النت دائما وسيله تقربك من الله خالقك عز وجل.. ..,ولننبذ كل ما يجعلنا امعة للغير...وفقك الله حفظك الله رعاك الله واعانك الله فى كل وقت وحين امين..امين..امين ....مع تحيات اخيك على الدوام ..


أبو عادل 02-05-2011 08:52 AM

واجبنا نحو عيد الحب
الواضح

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين .. وبعد :
فنأمل من الإخوة والأخوات المشاركة في جمع ما يفيد في إنكار هذا البلاء الذي حلّ ببلاد المسلمين ، والذي سيكون موعده هذا العام يوم السبت 23/12/1424هـ .. الموافق 14/ فبراير/2004 م .
وعلى الجميع الحرص على توزيع النشرات والمطويات التي تحذر من هذا المنكر والبلاء ، وذلك من هذا اليوم ، حتى يكون هناك توعية للناس ، وإنكار قوي لهذا المنكر ، وتوزيع المطويات والنشرات ينبغي أن يكثف ويكون في عدة أماكن :
1-
المساجد .
2-
المستشفيات والمستوصفات .
3-
المدارس ، مع التركيز على مدارس البنات .
4-
محلات بيع الورود وما يتعلق بهذا العيد الخبيث .
5-
الكتابة في الصحافة عنه ، ونشر الفتاوى التي تحذر منه .
6-
إلقاء الخطب والكلمات الهادئة الهادفة التي تبين خطره على العقيدة والأخلاق والمجتمع .

أبو عادل 02-05-2011 08:52 AM

عيد الحب
د. رقية المحارب

فاجأت نوره صديقاتها صباح أحد الأيام بوردة حمراء وضعتها على صدرها ، حيث بادرنها بابتسامة اتبعنها بمسائلتها : ما المناسبة ؟ أجابت : الا تعلمن أن اليوم هو يوم الحب وأن الناس يحتفلون به ويتبادلون التهاني .. إنه احتفال بالحب ، بالرومانسية ، بالصدق ، إنه يوم فالنتاين ومضت في فخر تحدثهن عما رأت في تلك القناة الفضائية . لكن أمل _ وكانت تستمع باهتمام _ سألت نوره متعجبة ؟ ما معنى فالنتاين ؟ قالت : إن معناه الحب باللاتينية .. ضحكت أمل التي تميزت بالثقافة والاطلاع من هذا الجواب وقالت تحتفلين بشيء لا تعرفين معناه ! . إن فالنتاين هذا قسيس نصراني عاش في القرن الثالث الميلادي ، ومضت تقول لهن ما حدث لهذا القسيس وأن عيد الحب ما هو إلا احتفال ديني خالص تخليدا لذكرى إحدى الشخصيات النصرانية .. وتأسفت أمل على حال بعض بناتنا اللاتي يتلقين ما يقال لهن ويعملن به دون أي تفكير .
قصة عيد الحب :
قالت أمل لصديقاتها : إن الموسوعة الكاثوليكية ذكرت ثلاث روايات حول فالنتاين ولكن أشهرها هو ما ذكرته بعض الكتب أن القسيس فالنتاين كان يعيش في أواخر القرن الثالث الميلادي تحت حكم الإمبراطور الروماني كلاوديس الثاني . وفي 14 فبراير 270 م قام هذا الإمبراطور بإعدام هذا القسيس الذي عارض بعض أوامر الإمبراطور الروماني .. ولكن ما هو هذا الأمر الذي عارضه القسيس ؟ قالت أمل : قد لاحظ الإمبراطور أن هذا القسيس يدعو إلى النصرانية فأمر باعتقاله ، وتزيد رواية أخرى أن الإمبراطور لاحظ أن العزاب أشد صبرا في الحرب من المتزوجين الذين يرفضون الذهاب لجبهة المعركة ابتداء فأصدر أمرا بمنع عقد أي قران ، غير أن القسيس فالنتاين عارض هذا الأمر واستمر بعقد الزوجات في كنيسته سرا حتى اكتشف أمره وأمر به فسجن . وفي السجن تعرف إلى ابنة لأحد حراس السجن وكانت مصابة بمرض فطلب منه أبوها أن يشفيها فشفيت _ حسب ما تقول الرواية _ ووقع في غرامها ، وقبل أن يعدم أرسل لها بطاقة مكتوبا عليها ( من المخلص فالنتاين ) وذلك بعد أن تنصرت مع 46 من أقاربها ، وتذكر رواية ثالثة أن المسيحية لما انتشرت في أوروبا لفت نظر بعض القساوسة طقس روماني في إحدى القرى الأوروبية يتمثل في أن شباب القرية يجتمعون منتصف فبراير من كل عام ويكتبون أسماء بنات القرية ويجعلونها في صندوق ثم يسحب كل شاب من هذا الصندوق والتي يخرج اسمها تكون عشيقته طوال السنة حيث يرسل لها على الفور بطاقة مكتوب عليها :( باسم الآلهة الأم أرسل لك هذه البطاقة ) . تستمر العلاقة بينهما ثم يغيرها بعد مرور السنة !! وجد القساوسة أن هذا الأمر يرسخ العقيدة الرومانية ووجدوا أن من الصعب إلغاء الطقس فقرروا بدلا من ذلك أن يغيروا العبارة التي يستخدمها الشباب من ( باسم الآلهة الأم ) إلى ( باسم القسيس فالنتاين ) وذلك كونه رمزا نصرانيا ومن خلاله يتم ربط هؤلاء الشباب بالنصرانية . وتقول رواية أخرى : أن فالنتاين هذا سئل عن آلهة الرومان عطارد الذي هو إله التجارة والفصاحة والمكر واللصوصية ، وجويبتر الذي هو كبير آلهة الرومان فأجاب أن هذه الآلهة من صنع الناس وأن الإله الحق هو المسيح عيسى . قالت أمل : تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا . وتابعت أمل : يقول أحد القساوسة إن آباءنا وأمهاتنا يستغربون ما وصل إليه هذا العيد الديني حيث أصبحت بعض البطاقات تحتوي على صورة طفل بجناحين يدور حول قلب وقد وجه نحوه سهما . سألت أمل صديقاتها : أتدرون إلى ما ذا يعني هذا الرمز ؟ إن هذا الرمز يعتبر إله الحب عند الرومانيين !! وقالت عن أحد مواقع عيد الحب على الإنترنت زين حدوده بقلب يتوسطه صليب ! حكم الاحتفال بعيد الحب : أضافت ماجدة إلى كلام أمل ما قرأته عن حكم الاحتفال بأعياد اليهود والنصارى فقالت : في مجتمع يملؤه الحب الصادق ويسوده الاحتساب في العلاقات الأسرية إلى حد كبير ، بدأت تظهر عادات غريبة على فئة قليلة من فتياتنا المؤمنات ، وذلك بتأثير القنوات الفضائية ، وحيث أن بعض الناس أصيب بمرض التقليد وخاصة لأولئك الذين تفوقوا صناعيا ، فإن حمى التبعية سرعان ما تنتشر لا سيما في النساء قليلات الثقافة وذلك من علامات الانهزامية فيجدر بكل مثقفة لها شخصية متميزة أن تنتبه له _ أي التقليد - وأن لا تغتر بحضارتها . حدث أبو واقد _ رضي الله عنه _ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى خيبر مر بشجرة للمشركين يقال لها ذات أنواط يعلقون عليها أسلحتهم فقالوا : يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات انواط . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( سبحان الله ، هذا كما قال قوم موسى : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ، والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم ) أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح .فحب التقليد وإن كان موجودا في النفوس إلا انه ممقوت شرعا إذا كان المقلد يخالفنا في اعتقاده وفكره خاصة فيما يكون التقليد فيه عقديا أو تعبديا أو يكون شعارا أو عادة ، ولما ضعف المسلمون في هذا الزمان ازدادت تبعيتهم لأعدائهم ، وراجت كثير من المظاهر الغريبة سواء كانت أنماطا استهلاكية أو تصرفات سلوكية . ومن هذه المظاهر الاهتمام بعيد الحب وهو إحياء للقسيس فالنتاين الذي ذكرت لنا أمل قصته . وسواء اعتقد من يحتفل إحياء ذكرى فالنتاين فهو لا شك في كفره وأما إذا لم يقصد فهو قد وقع في منكر عظيم . يقول ابن القيم : ( وأما التهنئة بشعائر الكفار المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله الكفر فهو من المحرمات ، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب ، بل إن ذلك أعظم إثما عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس .. وكثير من لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل ، كمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه ) أ.هـ قالت أمل : وما علاقة هذا بالولاء و البراء يا ماجدة ؟ أجابت ماجدة : لما كان من أصول اعتقاد السلف الصالح الولاء و البراء وجب تحقيق هذا الأصل لكل من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله فيحب المؤمنين ويبغض الكافرين ويعاديهم ويشنئهم ويخالفهم ويعلم أن في ذلك من المصلحة ما لا يحصى كما أن في مشابهتهم من المفسدة أضعاف ذلك . وبالإضافة إلى ذلك فإن مشابهة المسلمين لهم تشرح صدورهم ويدخل على قلوبهم السرور ، كما أن مشابهة الكفار توجب المحبة القلبية لأن تحتفل بهذا العيد وترى مارغريت أو هيلاري يحتفلن بهذه المناسبة فلا شك أن هذا يسبب نوع من الارتياح وقد قال الله عز وجل { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين } المائدة :15 وقال سبحانه : { ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر } النور :2 ومن مساوئ مشابهتهم تكثير لسوادهم ونصرة لدينهم واتباع له والمسلم يقرأ في كل ركعة { اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } الفاتحة : 6 ، 7 فكيف يسأل الله أن يهديه صراط المؤمنين ويجنبه صراط المغضوب عليهم ولا الضالين ثم يسلك سبيلهم مختارا راضيا . وقد تقول أختي الحبيبة إنها لا تشاركهم في معتقدهم وإنما يبث هذا اليوم في أصحابه معاني الحب والبهجة خصوصا ، وهذه غفلة وسطحية وقد تكلمت أمل عن أصل هذا العيد ، وكيف أصبح مناسبة حتى للشاذين والشاذات لتبادل الورود في الغرب ، فكيف ترضى المسلمة العفيفة الطاهرة أن تتساوى مع حثلات البشر ؟ والاحتفال بهذا العيد ليس شيئا عاديا أو أمرا عابرا ، ولكنه صورة من صور استيراد القيم الغربية لطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة ، ومعلوم أنهم لا يعترفون بأي حدود تحمي المجتمع من ويلات التفلت الأخلاقي كما ينطق بذلك واقعهم الاجتماعي المنهار اليوم . ولدينا البدائل بحمد الله ما لا نحتاج إلى الجري وراء هؤلاء وتقليدهم لدينا مثلا المكانة العظيمة للأم فنهديها من وقت لآخر وكذلك الأب والأخوة والأخوات والأزواج ولكن في غير وقت احتفال الكفار بها .... إن الهدية التي تعبر عن المحبة أمر طيب ولكن أن تربط بالاحتفالات النصرانية وعادات غربية فهذا أمر يؤدي إلى التأثر بثقافتهم وطريقة حياتهم . وختمت ماجدة قولها إن بعض التجار يفرح بهذه المناسبة لأنها تنعش سوق الورود وبطاقات المعايدة ، وإذا كان لا يجوز مشابهة الكفار في أعيادهم كذلك لا يجوز المعاونة في هذا الأمر ولا تشجيعه بأي شكل من الأشكال . قالت نوره : وهي تزيل الورد إنني محتاجة إلى مثل هذه الصحبة الطيبة التي تدلني على الخير وتحبني في الله وأسأل الله أن يجعلها ممن قال فيهم : ( وجبت محبتي للمتحابين في ، والمتزاورين في ، والمتباذلين في ). جعل الله حياتنا مليئة بالمحبة والمودة الصادقة التي تكون عونا على دخول جنات عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ، وحفظ الله علينا شخصيتنا الإسلامية العظيمة وأصلح أحوال المسلمين ، و صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

فتوى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
السؤال :
فقد انتشر في الآونة الأخيرة الاحتفال بعيد الحب _خاصة بين الطالبات _ وهو عيد من أعياد النصارى ، ويكون الزي كاملا باللون الأحمر الملبس والحذاء ويتبادلن الزهور الحمراء .. نأمل من فضيلتكم بيان حكم الاحتفال بمثل هذا العيد ، وما توجيهكم للمسلمين في مثل هذه الأمور والله يحفظكم ويرعاكم ؟
الجواب :
الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه :
الأول : إنه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة
الثاني : أنه يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح _ رضي الله عنه _ فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد سواء في المآكل أو المشارب أو الملابس أو التهادي أو غير ذلك وعلى المسلم أن يكون عزيزا بدينه وأن لا يكون إمعة يتبع كل ناعق . أسأل الله أن يعيذ المسلمين من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يتولانا بتوليه وتوفيقه
كتبه محمد الصالح العثيمين في 5/ 11/ 1420 هـ


أبو عادل 02-05-2011 08:52 AM

(عيد الحب)... لمَِـن؟!
خالد بن عبدالرحمن الشايع

* النفوس بطبعها محبة لمناسبات الفرح والسرور الخاصة والعامة، ومن ذلك العيد، ورعاية لهذا الميل النفسي فقد جاءت شريعة الإسلام بمشروعية عيدي الفطر والأضحى؛ عيدين مشروعين في العام، وشرع الله فيهما من التوسعة وإظهار السرور ما تحتاجه النفوس، كما شرع للناس عيدا أسبوعيا وذلك يوم الجمعة، وهذا من رحمة الله تعالى بهذه الأمة المحمدية.
واذا التفتنا إلى ما عند الأمم الأخرى من الأعياد؛ فسنجد ان عندهم من الأعياد الشيء الكثير، فلكل مناسبة قومية عيد، ولكل فصل من فصول العام عيد، وللأم عيد وللعمال عيد وللزراعات عيد وهكذا، حتى يوشك الا يوجد شهر الا وفيه عيد خاص، وكل ذلك من ابتداعاتهم ووضعهم، قال الله تعالى{ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم} ولهذا فإن مواعيدها تغيرت على مر السنين بحسب الأهواء السياسية والاجتماعية، ويقترن بها من الطقوس والعادات وأنواع اللهو ما يطول سرده، كما تذكر ذلك عنهم بالتفصيل الكتب المتخصصة.

ومن غرائب الأعياد في العالم اليوم أعياد الوثنيين واهل الكتاب من اليهود والنصارى والتي تنسب الى آلهتهم واحبارهم ورهبانهم، كعيد القديس (برثلوميو)، وعيد القديس (ميكائيل) وعيد القديس (اندراوس) وعيد القديس (فالنتاين) وهكذا، ويصاحب اعيادهم هذه مظاهر عديدة كتزيين البيوت، وايقاد الشموع، والذهاب للكنيسة، وصناعة الحلوى الخاصة، والأغاني المخصصة للعيد بترانيم محددة، وصناعة الأكاليل المضاءة، وغير ذلك.

ثم صار من عادات الأمم الاخرى من غير المسلمين ان يقيموا عيداً سنوياً لكل شخص يتوافق مع يوم مولده، بحيث يدعى الأصدقاء ويصنع الطعام الخاص وتضاء شموع بعدد سني الشخص المحتفل به، الى آخر ما هنالك، وقد قلدهم بعض المسلمين في هذا الابتداع!!.

وبعد ما تقدمت الإشارة اليه من تلك الاعياد لدى الأمم، فمن نافلة القول ان يتأكد المسلم ان اكمل الهدي وافضل الشرع هو ما جاء به خاتم الأنبياء والرسل محمد صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله سبحانه{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} كما ان جميع ما لدى الأمم الأخرى من تلك الأعياد بدعة وضلالة، فوق ما عندهم من الكفر بالله، قال الله تعالى{ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}.

ولأهمية هذه المسألة وضرورة العناية بها ـ اعني ما تسرب إلى المسلمين من اعياد الكفار ومناسباتهم التي ينسبونها لدينهم ـ فقد كانت عناية الشرع بهذا الأمر بليغة ومؤكدة، فإن الله وصف عباده المؤمنين بمجانبة الكفار في أعيادهم وذلك قوله سبحانه{والذين لا يشهدون الزور} فالمراد بالزور ـ الذي لا يشهده عباد الله المؤمنون ـ في هذه الآية هو: اعياد الكفار. ثم ان الله شرع لعباده المؤمنين من الاعياد ما يستغنون به عن تقليد غيرهم، فقد روى ابو داود والنسائي وغيرهما بسند صحيح عن انس ـ رضي الله عنه ـ قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: "قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرا منهما: يوم الفطر والأضحى".
قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ : واستنبط منه كراهة الفرح في اعياد المشركين والتشبه بهم".

ولنا ان نتوقف في الأسطر التالية مع عيد أخذه بعض المسلمين عن الكفار وقلدوهم فيه: الا وهو ما يسمى (عيد الحب)
، هكذا يسميه بعض المسلمين والكفار، واما اسمه الاصلي فهو يوم او عيد القديس "فالنتاين" (valentine,s day) وقد حدده النصارى في اليوم الرابع عشر من شهر فبراير من العام الإفرنجي، لعقيدة محددة عندهم ليس هذا محل سردها.
وما كان لنا ان نقف او نلتفت لهذا العيد فهو من جملة عشرات الأعياد عندهم، ولكن لوجود من تأثر به من المسلمين والمسلمات؛ فقد وجب ان يعرف إخواننا وأخواتنا ممن يحاول المشاركة فيه بقيامهم ببعض الطقوس الخاصة به، وهم لا يدرون ان هذا العيد وهو ما يسمى (عيد الحب) عيد ديني لها ارتباط وثيق بعقيدة النصارى، وهم ـ اعني النصارى ـ متخبطون في نسبته هل هو من ارثهم، او من ارث الرومان الذين كان لهم من الآلهة ما يشتهون، فجعلوا للحب إلهاً على طريقتهم في الاعتداد بآلهة اخرى، كما لهم من الآلهة المزعومة للنور وللظلماء وللنبات وللأمطار وللبحار وللأنهار وهكذا.

ومن المظاهر والأمور التي يتعاطاها الكفار في الاحتفال بالعيد المذكور ـ عيد الحب ـ تأثرهم في لباسهم وما يتهادونه في ذلك اليوم من بطاقات، وبطاقات زهور، وورود باللون الأحمر الذي يرمز عندهم الى مسلك منحرف محدد له صلته بالفحش، وهكذا الشأن في الحلوى والكعك وما يوضع عليها من مواد غذائية كل ذلك باللون الأحمر، ومن المظاهر الاحتفالية لديهم الكتابة على البطاقات بعبارات الغرام والهيام بين الشباب والفتيات، وكذا شراء تمثال او دمية حمراء تمثل حيوان (الدب) وقد رسم عليه ما يمثل القلب، وكلمات الحب، ثم يباع بأسعار باهظة ليقدم كهدية ترمز للحب!!.

ومما زاد في انتشار هذه المظاهر وفشوها في عدد من بلاد الاسلام ما تقوم به كثير من وسائل الاعلام المقروءة والمرئية، وخاصة الفضائيات، من الدعاية لهذا المسلك بأساليب متعددة، حتى انطلى الامر على البسطاء من الناس، ممن لا يملكون من الوعي الثقافي ما يحصنهم ضد هذه المسالك العوجاء،وخاصة الطلاب والطالبات في التعليم العام والعالي.

وفي ضوء ما تقدم فإننا نقف مع إخواننا وأخواتنا أهل الإسلام ممن يشارك في شيء من مظاهر الاحتفال الآنفة الذكر وقفة معاتبة، فنقول:

* انكم اليوم يا من تحتفلون بهذا اليوم ـ عيد الحب وما شابهه ـ لحاجة في نفوسكم، ولكن الذي اظنه بكم بما عندكم من فطرة توحيدكم لله تعالى، انكم لو علمتم الخلفية الدينية لهذا الاحتفال وما فيه من رموز الابتداع او الشرك بالله، والتظاهر بأن معه إلهاً آخر ـ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ـ لأدركتم فداحة خطئكم وشناعة توجهكم وتأثركم.
*
ومما قرره اهل العلم: انه لا يجوز للمسلم ان يقبل أي إهداء او طعام صنع لمناسبة عيد من اعياد الكفار، ولهذا فإن من المتعين على الآباء والأمهات ان يلاحظوا هذا الامر على أولادهم، وخاصة اذا رأوا من بناتهم تخصيص اللباس الاحمر في ذلك اليوم البلايز والجاكيت والجوارب والأحذية، وهكذا لو طلبوا منهم شراء الورود والبطاقات الخاصة بذلك اليوم، فيبينوا لهم حقيقة الأمر بأسلوب شرعي تربوي مقنع.
*
كما اننا نعتب عتبا كبيرا على من يتاجر من المسلمين برموز الاحتفالات بأعياد الكفار باستيرادها او تصنيعها، كالذين يتاجرون بالزهور وتوفيرها في ذلك اليوم على صفة مخصوصة، او أصحاب محلات الألعاب وتغليف الهدايا، فإن متجارتهم تلك ببيعهم ما يساعد على الاحتفال بأعياد الكفار ويتخذ ذريعة اليها، لا ريب انه من التعاون على الإثم والعدوان والمشاركة في نشر عقائد الكفار، وبحمد الله فإن لهم سعة وفسحة في غير ما يتخذ للاحتفال بأعياد الكفار لو ارادوا ذلك.
*
ومما ينبغي ان ينبه اليه هنا ايضا ما يتوجب على حملة الفكر واهل الاعلام من المسلمين من قيامهم برسالتهم في حماية حياض الاسلام الفكرية من ان يعبث بها نظراؤهم ممن يكيد للاسلام واهله.

ولنختم حديثنا هذا بفتوى شرعية للعلامة الجليل والفقيه الكبير الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ حيث سئل عن الاحتفال بما يسمى (عيد الحب) والمشاركة فيه، فأجاب رحمه الله:
الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه:
الأول: انه عيد بدعي لا اساس له في الشريعة.
الثاني: انه يدعو الى العشق والغرام.
الثالث: انه يدعو الى اشتغال القلب بمثل هذه الامور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح رضي الله عنهم.
فلا يحل ان يُحْدَث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد، سواء كان في المآكل او المشارب او الملابس او التهادي او غير ذلك.
وعلى المسلم ان يكون عزيزا بدينه، وان لا يكون إمعة يتبع كل ناعق.

أسأل الله تعالى ان يعيذ المسلمين من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن، وان يتولانا بتوليه وتوفيقه. انتهى كلام الشيخ محررا بيده.
وبما تقدم يُعلم
(لمن عيد الحب؟)
ذلك ان عيد الحب ليس من سنة الاسلام ولا هديه، ولكنه حصيلة ارتكاسات اجتماعية وتربوية لدى الكفار، وان من شارك في الاحتفال به من المسلمين فلهوى في نفسه، وبسبب الهزيمة النفسية وانتكاس الوعي الثقافي وضعف التحصين الشرعي لدى من اغرته نفسه بتقليد الكفار والتشبه بهم في تفاهاتهم وانحرافاتهم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.


أبو عادل 02-05-2011 08:53 AM

الحب وأثره في تغيير النفوس
أ. جاسم المطوع

إن ديننا الإسلامي يركز على الجوهر مع عدم إهمال الشكل في أي شيء حتى في اللباس، فالإسلام أوصى بستر العورة والتزين والتجمل باللباس، ومع حرصه على الشكل، ركز ولفت النظر إلى الجوهر فقال تعالى: {ولباس التقوى ذلك خير}.

أما الحضارة الغربية اليوم فإنها تركز على الشكل في كل شيء في اللباس والمكياج والزينة والديكور وشمل ذلك حتى العلاقات الإنسانية، فهي حضارة مزيفة ويسوّقون هذه الأفكار على مستوى العالم، حتى شمل ذلك «الحب» على الرغم من أنه خلق قلبي، الأصل فيه الجوهر لا المظهر، ولكنهم لا يفرقون في ذلك حتى جعلوا له عيداً سموه «عيد الحب» (سان فالنتين) وفلسفته أن يتذكر العشاق بعضهم بعضاً من خلال هدية تهدى من أحدهم للآخر وردة أو بطاقة بريدية أو أي شيء آخر، وقد كشفت الإحصاءات أن الأمير كيين أنفقوا (2.6 مليار دولار) على شراء الهدايا عام 2000 ميلادية في يوم عيد الحب، حتى ابتكرت بعض الجهات والشركات مناسبات في هذا اليوم تعبر عن الحب منها (شركة فايزر لصناعة الأدوية) حملة دعائية عن (الفياجرا) وكيف أنه يزيد الحب، وأعلنت «الجمعية الأمير كية للحياة البرية» على الخط الرومانسي الساخن عشرة مواقع طبيعية بأمريكا يمكن للعشيقين أن يطلقوا شرارة الحب من جديد عند الزيارة الأولى للموقع، كما:
حقق حبيبان سابقان كانا يعشقان بعضهما منذ الطفولة، هما كانت روز (28 عاماً) ودارين ويلسون (21 عاماً) حلمهما في نيل هدية عيد الحب أمس الأول.. بعد فوزهما بالطلاق في مسابقة أجرتها إحدى الإذاعات المحلية في مدينة مانشستر ببريطانيا، وسيكون في مقدور الزوجين الفكاك من قيد الزواج بعد فوز قصتهما عن الأسباب التي جعلتهما يريدان الانفصال، بمعظم الأصوات في مسابقة قصص مستمدة من الحياة أجرتها إذاعة مستقلة في مانشستر.
وبينما ذكرت روز أن أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى فشل الزواج من وجهة نظرها كان عادة زوجها المتمثلة في دأبه على عدم تغطية مقعد التواليت بعد استخدامه. قال الزوج: إنه بات يشعر بالنفور من زوجته إلى حد لا يطيق معه سماعها وهي تتنفس.
وبمجرد إتمام إجراءات الانفصال سوف تمنح الإذاعة كلاً منهما تذكرة مجانية لقضاء «شهر عسل طلاق» كل مع شريكه الجديد، وقال كل منهما أنهما يريدان الذهاب إلى المكسيك، وإن كان إلى جهات مختلفة من البلاد.
بمثل هذه المظاهر يعبرون عن حبهم، وهو مفتعل ولهذا جعلوا لهم عيداً، فالحضارة الغربية أعيادها تؤسس على أزمات ومشاكل (فعيد العمال) جاءت فكرته من ظلم العمال و(عيد الأم)، جاءت فكرته من ظلم الأم وعدم تقديرها، وكذلك (عيد الحب)، أرادوا أن يحيوا الحب الحقيقي في نفوس أبنائهم وأجيالهم، وأذكر أنني جلست مرة مع عائلة أمريكية، كان الوالدان يتحدثان عن الحب الزائف في الأجيال الصاعدة، وأن الحب الحقيقي هو ما عاشه الوالدان في زمانهم.
أما نحن المسلمين فأعيادنا انبثقت من فرح وانتصار (فعيد الفطر) فرح المسلم بطاعته التي أداها من صيام وصلاة وقيام وذكر لله، (وعيد الأضحى) فرح المسلم بنجاة إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام وفرحه بعطايا الفقراء والمساكين.
فهناك فرق جوهري بين أعيادنا وأعيادهم ولهذا فإننا لا نحتاج لأن يكون الحب عيداً عندنا، لأن حياتنا قائمة على الحب بدءاً من حبنا لله تعالى ورسوله ( والأنبياء والصحابة والصالحين.. وحبنا ديننا وحب أهلنا ووالدينا وأبنائنا وزوجاتنا وأنفسنا، فديننا دين الحب وأول عمل عمله نبينا محمد ) عند تأسيس الدولة في المدينة أنه وثق علاقة حب الإنسان بربه والناس، فالحب الأول للرب تمثل في بناء المساجد، والحب الثاني تمثل في المؤاخاة بين الأوس والخزرج.

وإني أتساءل عن زماننا لماذا كثرت فيه الخيانة الزوجية والمعاكسات الهاتفية وخيانة المشاعر؟!
لأن الحب أصبح غير حقيقي ومزيفاً، وحب الأفلام والسينما هو المسيطر على العقول من خلال روايات الأدب المنشورة، والتي يتربى عليها شبابنا وبناتنا، فهم لم يتربوا على منوال ومثل حب النبي لأزواجه والحب العفيف وإنما حب العشاق وحب المؤقت، ولقد أعجبتني كلمة قالها الشيخ «علي الطنطاوي» رحمه الله في تعليقه على السؤال: هل يبنى الزواج على الحب؟ فقال: و أنا من مدمني النظر في آداب الأمم كلها ولا أحصي القصص التي قرأتها لكبار الأدباء، في موضوع الزواج الذي يبنى على الحب، ونهايتها كلها الشقاق والفراق، ولا تغتروا بأمثال آلام فوتر ورفائيل وماجدولين وبول وكرازبيلا وجوسلان والأجنحة المتكسرة، فهذه كلها صور لمرحلة الرغبة التي تكلمت عنها، ولو تزوج كل واحد من أبطالها بالتي يعشقها زواج حب فقط لكانت خاتمة القصة الطلاق.
لا، لا يصح أن يبنى الزواج على الحب وحده إلا إن صَحَّ أن تبنى العمارة الضخمة على أساس من الملح في مجرى الماء.
إنما يبنى الزواج على التوافق في التفكير والسلوك والوضع الاجتماعي والحالة المالية، وبعد هذا كله تأتي العاطفة، فينظر إليها وتنظر إليه، أي ينظر إلى وجهها وكفيها فقط بحضور وليها أو أحد محارمها: لا كما أفتى ذلك الشيخ الخباص الباقوري، فإن ألقى الله في قلب كل منهما الميل إلى الآخر صار هذا الميل مع الزواج حباً هادئاً مستمراً، وإن أحسا نفرة أو عزوفاً أغنى الله كلاً منهما عن الآخر.

أثر الحب في تغيير النفوس
هناك طريقتان لتغيير سلوك أي إنسان إلى سلوك آخر ومن عقيدة إلى عقيدة أخرى..
فأما الوسيلة الأولى فهي: الترغيب والترهيب، وهذه الوسيلة تنفع في التغيير ولكن عمرها قصير، فبمجرد أن يزول الترغيب أو الترهيب يرجع الإنسان إلى طبعه وسلوكه القديم..
وأما الوسيلة الثانية فهي: الحب، وهذه الوسيلة تنفع للتغيير الدائم المستمر.. ولهذا نلاحظ أن النبي كان يغرس الحب ويشيعه طوال فترة وجوده بمكة وتأسيس الدولة في المدينة، حتى تغيرت الجزيرة كلها، فالحب هو أفضل سلاح لتغيير معتقدات البشر وسلوكهم.
وبالحب يستطيع الزوج أن يغير زوجته.
وبالحب تستطيع الزوجة أن تغير زوجها.
وبالحب يستطيع الوالدان أن يغيرا أبناهما.
وبالحب يستطيع الأبناء أن يغيروا والديهم.
وبالحب تُعالج المشاكل، بل وحتى عند الأطباء فإن الحب يداوي من الأمراض، ولهذا فإننا نعرض أربعة مواقف وقصص حصلت في عهد الصحابة رضي الله عنهم، تبين كيف أن الحب كان سبباً في تغيير النفوس والعقيدة، فالقصة الأولى بطلتها زينب بنت رسول الله رضي الله عنها، والثانية بطلها الطفل بن عمر الدوسي ].
والثالثة بطلتها أم حكيم بنت الحارث بن هشام رضي الله عنها.
والرابعة بطلتها أم سليم رضي الله عنها.
1- فهذا أبو العاص بن الربيع زوج زينب بنت النبي [ يخرج من مكة فراراً من الإسلام، فتبعث إليه ليرجع إلى مكة ويدخل في الإسلام، فيبعث إليها برسالة هذا بعض نصها:
والله ما أبوك عندي بمتهم، وليس أحب إلي من أن أسلك معك يا حبيب في شعب واحد، ولكني أكره لك أن يقال: إن زوجك خذل قومه فهلا عذرت وقدرت.
وواضح من الرسالة أنّ أبا العاص كان يحب زينب بدليل أنه يود ويحب أن يكون معها في طريق واحد أياً كان هذا الطريق، كما أنه كره لها أن يقال فيها ما يضايقها، ثم إنه يطلب منها في النهاية أن تعذر وتقدر، ومن أجل هذا الحب فإن زينب استطاعت أن تذهب إليه وتأتي به مسلماً.
2- وهذا الطفل بن عمر الدوسي يدخل في الإسلام فتأتي امرأته لكي تقترب منه فيمنعها ويقول لها: لقد أصبحت عليّ حراماً.
قالت: ولم؟ قال: أسلمت فكان ردها: أنا منك وأنت مني وديني دينك.. وأسلمت.
وواضح من هذا الرد أنها اعتنقت الإسلام من خلال إحساسها بزوجها حيث قالت: أنا منك وأنت مني وأخذت من إحساسها أساس اعتناقها للإسلام عندما قالت: وديني دينك.
3- وهذه أم حكيم بنت الحارث بن هشام أسلمت يوم الفتح بمكة، وهرب زوجها عكرمة بن أبي جهل من الإسلام حتى قدم اليمن، فارتحلت أم حكيم حتى قدمت عليه باليمن، فدعته إلى الإسلام فأسلم فقدم على رسول الله مسلماً.
4- وهذه أم سليم يأتي أبو طلحة ليتزوجها وهو مشرك فتأبى، وتقول له: إن أسلمت تزوجتك وصداقي إسلامك، فأسلم فتزوجته.
وإني أتذكر الآن أن إحدى الزوجات جاءت تشتكي من زوجها وسلوكه السى فقلت لها: كيف حبه لك؟ فقالت مستغربة: وما علاقة هذا السؤال بسلوكه؟ فشرحت لها أن أفضل طريقة للتغير الدائم «الحب، الحب»، فتحوّل الحوار معها إلى: (كيف أجعله يحيي؟ ومن ثم يتكفل الحب بتغيير سلوكه).
فإذا كان الحب موجوداً بين الزوجين تنفر الأخطاء والعيوب البسيطة، وتصغر العيوب والأخطاء الكبيرة وعندها تحلو الحياة بالحب.

أفكار تساعدك على تربية الأبناء على الحب
إن موضوع الحب واسع وكبير وخاصة في تربية الأبناء، وواجب الوالدين أن يربوا أبناءهم على:
1- حب أنفسهم: لأن الطفل إذا أحب نفسه أحب لها الخير، وإذا كره نفسه أحب لها الشر والانتقام.
2- حب إخوته: فهو أساس التعاون معهم في الحياة.
4- حب الذي لا يحب: المعاصي والمنكرات والمحرمات ويكره المفسدين والظالمين.
5- حب الله ورسوله: وهو رأس الحب وأصله.
ولكننا نريد أن نركز على الأفكار التي فيها يحب الابن الآخرين وهي:
1- تعويده على أن يفصح عن حبه لمن يحبه ويعبّر عنه بالقول.
2- تدريبه على إعطاء هدية لمن يحب.
3- تقوية عقيدته الدينية حتى يحب للآخرين ما يحب لنفسه.
4- تعليمه أن المشاركة في الألعاب والترفيه من المحبة.
5- بيان قصص الظالمين والمفسدين وأنهم مبغضون من الله والناس.
6- إرشاده إلى محبة من يتفوقّ عليه وتعليمه مبادئ التنافس الشريف والخيري.
7- إعطاؤه مكافأة من حين لآخر إذا تصرف بسلوك فيه حب.
8- استماعه لكلمات الحب من الوالدين تربي عنده التعبير عن الحب، فكل إنما بما فيه ينضح.
9- ذكر القصص التي فيها الإيثار والمحبة مثل قصة الماء في عزوة تبوك.
10- الإكثار من احتضانه وتقبيله حتى يشبع عاطفياً، فالشبعان يعطي الآخر عاطفياً.
11- تدريسه أحاديث النبي [ في الحب] .

{ من كتاب زوجات النبي }.


أبو عادل 02-05-2011 08:53 AM

عيد الحب في عيون الفتيات
تحقيق : سلام نجم الدين الشرابي

وسط أجواء القلوب الحمراء المهشمة والأسهم الخارجة منها والباحثة عن هدفها المجهول وبين الدببة صاحبة العيون الناعسة قام موقع لها أون لاين باستطلاع شمل 200 فتاة يدرسن في مراحل الثانوية والجامعة لمعرفة آرائهن في ما يسمى (عيد الحب) الذي يحتفل به في 14 فبراير من كل عام.

لا شيء
سألناهن: ماذا يمثل لك يوم 14 فبراير؟ فأجابت 76% من العينة بأنه لا يمثل لهن شيئا، في حين كان رأي 12% أنه يعني الاحتفال بعيد الحب وهو بالنسبة لهن من الأيام الجميلة التي تترك أثرها في القلوب!! بينما أفادت 8% من الفتيات بأنهن لا يعرفن شيئاً عن هذا اليوم.

الدب المسافر
سألناهن: ـ في هذا اليوم هل سبق أن أهديت أحداً أو تلقيت هدية من أحد أو لبست اللون الأحمر؟

أجابت 80% منهن بأنهن لا يحتفلن بهذا اليوم ولم يسبق أن تلقين هدية أو لبسن اللون الأحمر. بينما قال20 % بأنهن يحتفلن سنوياً بما يسمونه "عيد الحب" ويحرصن على ارتداء الملابس الحمراء من شريطة الشعر إلى الحذاء والحقيبة.

كما أنهن يخترن الهدايا ذات اللون الأحمر ـ التي تدل على الحب برأيهن ـ ليقدمنها إلى من يحبونهن وقد همست إحداهن في أذني أن هديتها (الدب الأحمر) سافرت من الرياض إلى الدمام !

مسؤولية من؟
ـ من أين سمعت عن عيد الحب؟
42.5% من الفتيات – بالعينة - عرفن هذه البدعة من وسائل الإعلام . وهو أمر يجب الوقوف عنده.. تقول الأستاذة الدكتورة فريال مهنا أستاذة الصحافة في كلية الآداب بجامعة دمشق: إن الإعلام ذا طابعا إقناعيا بكل أشكاله وأنواعه، ومظاهره، وهو يمارس هذا الدور بصورة متداخلة، متشابكة، غير مجزأة.

ومن هنا فإن معرفتنا لما قد ينطلي عليه دور وسائل الإعلام في التعريف بعيد الحب والذي يأخذ طابعا إقناعيا في عرضه لما يجري في هذا اليوم فإن حقيقة 14 فبراير عند من عرفه عن طريق وسائل الإعلام تبقى إلى حد كبير مبهمة ومشوهة.

كانت المدرسة ثاني الوسائل التي عرَفت الفتيات بعيد الحب حيث قالت 30% منهن أنهن عرفن عيد فالنتاين عن طريق صديقاتهن في المدرسة.

أما الإنترنت والأقارب (من غير أفراد الأسرة) فقد تساويا في تعريف الفتيات بعيد الحب إذ قالت 10% منهن أنهن عرفنه عبر ساحات الدردشة وتلقي الكروت الخاصة بفالنتاين والتي تعج بها العديد من المواقع بما تحمله من صور فيها ما هو مناف للأخلاق.

وقالت 7,5% أنهن عرفن فالنتاين من أسرهن (5% منهن من خلال تحذيرات أهلهن من هذا اليوم، 2.5% من خلال احتفال أهلهن به).

ـ هل يحتفل أحد من أقاربك بعيد الحب؟
كانت الإجابة بالنفي هي النسبة الأكبر بين إجابات الفتيات حيث أفادت80% بأنهن لا يحتفلن بهذا اليوم. بينما 10% منهن يحتفل أهلهن به http://www.sarah-aslmi.com/vb/images/smilies/eee23.gif0% تحتفل صديقاتهن .

تافه.. سخيف.. باااااايخ.. جميل.. يعجبني
وعن آرائهن الشخصية في الاحتفال بهذا اليوم تنوعت التعابير بين أفراد العينة واتفقت في المعنى، فمنهن من قالت: إنه كذبة كبيرة وأكثر ما يزعجها رؤية القلوب الحمراء المكسورة التي صنعت ليشتريها مكسور في الحب وكل ذلك دجل في دجل.

أخرى قالت: فالنتاين.. تافه، وغيرها قالت: سخيف ومنهن من قالت: بااااايخ.

ورأت أخرى أنه تقليد أعمى للغرب بينما ذكرت غيرها إنه بدعة لا تعترف بها.. أخرى قالت : إنه حرام .

ورأت الكثيرات أن الحب لا يجب أن يكون له احتفال؛ لأنه غير محدد بيوم أو زمن؛ فالحب ليس له وقت محدد فهو موجود في كل زمان ومكان.

وقال العديد منهن أن العيد عندنا عيد الفطر وعيد الأضحى فقط.

بينما جاءت بعض الإجابات أن يوم 14 فبراير يوم جميل يستطيع الناس التعبير فيه عن مشاعرهم وتقديم الهدايا لمن يكنون لهم الحب والمودة.

ومنهن من أجابت بأنه يقرب بين الأصدقاء وينسيهم لحظات الخلاف التي مرت عليهم في السنة الماضية، بينما همست في أذني إحداهن قائلةً "يعجبني هذا العيد لكن المجتمع يرفضه"!!

ابنــــة السجان
ـ هل تعرفين سبب نشأة ما يسمى "بعيد الحب"؟
جاءت الإجابات بالنفي من قبل غالبية اللواتي لا يعترفن به وممن يحرصن على الاحتفال به، حيث أفاد 68% من أفراد العينة بأنهن لا يعرفن السبب http://www.sarah-aslmi.com/vb/images/smilies/eee23.gif6% يعتقدن أنهن يعرفن منشأه وأنه عيد للعشاق.

بينما 8% فقط يعرفن حقيقة هذه البدعة عن طريق النشرات الدينية.

ولعلنا في هذا السياق نلقي الضوء على نشوء ما أسموه فيما بعد "عيد الحب".

يقول الأستاذ إبراهيم الحقيل مدير تحرير مجلة (الجندي المسلم) : يُعتبر عيد الحب من أعياد الرومان الوثنيين، إذ كانت الوثنية سائدة عند الرومان قبل ما يزيد على سبعة عشر قرنا. وهو تعبير في المفهوم الوثني الروماني عن الحب الإلهي. ولهذا العيد الوثني أساطير استمرت عند الرومان، وعند ورثتهم من النصارى، ومن أشهر هذه الأساطير: أن الرومان كانوا يعتقدون أن (رومليوس) مؤسس مدينة (روما) أرضعته ذات يوم ذئبة فأمدته بالقوة ورجاحة الفكر.

فكان الرومان يحتفلون بهذه الحادثة في منتصف شهر فبراير من كل عام احتفالاً كبيراً وكان من مراسيمه أن يذبح فيه كلب وعنزة، ويدهن شابان مفتولا العضلات جسميهما بدم الكلب والعنزة، ثم يغسلان الدم باللبن، وبعد ذلك يسير موكب عظيم يكون الشابان في مقدمته يطوف الطرقات. ومع الشابين قطعتان من الجلد يلطخان بهما كل من صادفهما، وكان النساء الروميات يتعرضن لتلك اللطمات مرحبات، لاعتقادهن بأنها تمنع العقم وتشفيه.

علاقة القديس فالنتاين بهذا العيد:
(القديس فالنتاين) اسم التصق باثنين من قدامى ضحايا الكنيسة النصرانية قيل: إنهما اثنان، وقيل: بل هو واحد توفي في روما إثر تعذيب القائد القوطي (كلوديوس) له حوالي عام 296م. وبنيت كنيسة في روما في المكان الذي توفي فيه عام 350م تخليداً لذكره. ولما اعتنق الرومان النصرانية ابقوا على الاحتفال بعيد الحب السابق ذكره لكن نقلوه من مفهومه الوثني (الحب الإلهي) إلى مفهوم آخر يعبر عنه بشهداء الحب، ممثلاً في القديس فالنتاين الداعية إلى الحب والسلام الذي استشهد في سبيل ذلك حسب زعمهم. وسمي أيضا (عيد العشاق) واعتبر (القديس فالنتاين) شفيع العشاق وراعيهم.

وكان من اعتقاداتهم الباطلة في هذا العيد أن تكتب أسماء الفتيات اللاتي في سن الزواج في لفافات صغيرة من الورق وتوضع في طبق على منضدة، ويُدعى الشبان الذين يرغبون في الزواج ليخرج كل منهم ورقة، فيضع نفسه في خدمة صاحبة الاسم المكتوب لمدة عام يختبر كل منهما خلق الآخر، ثم يتزوجان، أو يعيدان الكرة في العام التالي يوم العيد أيضا.

وقد ثار رجال الدين النصراني على هذا التقليد، واعتبروه مفسداً لأخلاق الشباب والشابات فتم إبطاله في إيطاليا التي كان مشهوراً فيها؛ لأنها مدينة الرومان المقدسة ثم صارت معقلاً من معاقل النصارى. ولا يعلم على وجه التحديد متى تم إحياؤه من جديد. فالروايات النصرانية في ذلك مختلفة، لكن تذكر بعض المصادر أن الإنجليز كانوا يحتفلون به منذ القرن الخامس عشر الميلادي. وفي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين انتشرت في بعض البلاد الغربية محلات تبيع كتبا صغيرة تسمى (كتاب الفالنتاين) فيها بعض الأشعار الغرامية ليختار منها من أراد أن يرسل إلى محبوبته بطاقة تهنئة وفيها مقترحات حول كيفية كتابة الرسائل الغرامية والعاطفية.

أسطورة ثانية:
تتلخص هذه الأسطورة في أن الرومان كانوا أيام وثنيتهم يحتفلون بعيد يدعى (عيد لوبركيليا) وهو العيد الوثني المذكور في الأسطورة السابقة، وكانوا يقدمون فيه القرابين لمعبوداتهم من دون الله تعالى، ويعتقدون أن هذه الأوثان تحميهم من السوء، وتحمي مراعيهم من الذئاب.

فلما دخل الرومان في النصرانية بعد ظهورها، وحكم الرومان الإمبراطور الروماني (كلوديوس الثاني) في القرن الثالث الميلادي منع جنوده من الزواج؛ لأن الزواج يشغلهم عن الحروب التي كان يخوضها، فتصدى لهذا القرار (القديس فالنتاين) وصار يجري عقود الزواج للجند سرا، فعلم الإمبراطور بذلك فزج به في السجن، وحكم عليه بالإعدام.

أسطورة ثالثة:
تتلخص هذه الأسطورة في أن الإمبراطور المذكور سابقاً كان وثنياً وكان (فالنتاين) من دعاة النصرانية وحاول الإمبراطور إخراجه منها ليكون على الدين الوثني الروماني، لكنه ثبت على دينه النصراني وأعدم في سبيل ذلك في 14 فبراير عام 270م ليلة العيد الوثني الروماني (لوبركيليا).

فلما دخل الرومان في النصرانية أبقوا على العيد الوثني (لوبركيليا) لكنهم ربطوه بيوم إعدام (فالنتاين) إحياء لذكراه؛ لأنه مات في سبيل الثبات على النصرانية كما في هذه الأسطورة، أو مات في سبيل رعاية المحبين وتزويجهم على ما تقتضيه الأسطورة الثانية.

ربما تكون هذه البداية
وفي سؤالنا عن مدى الرغبة في متابعة احتفالات "فالنتاين" في وسائل الإعلام تبين لنا أنه رغم رفض النسبة الأكبر من عينة الاستطلاع الاعتراف بفالنتاين كعيد للحب إلا أن نسبة كبيرة منهن يحرصن على متابعة الاحتفالات الخاصة به في وسائل الإعلام؛ حيث أن 68% أجبن بالرغبة في متابعة ما يعرض على القنوات الفضائية من احتفالات بعيد الحب بينما 32% فقط لا يرغبن في ذلك.

ولعلنا هنا بحاجة إلى وقفة نتساءل فيها إذا كان 68% يحرصن على متابعة تلك الاحتفالات رغم رفض نسبة كبيرة منهن الاعتراف به، أفلا تجعلنا هذه النسبة نخاف من أن يكون هذا أول طريق الاقتناع ومن ثم الاعتناق خاصة أن الإعلام لا يقدم برامجه عبثاً فهو لا ينقل صورة تحدث في مجتمعه فحسب بل له غايات أكبر وأعمق من ذلك !!

مشاهد في هذا اليوم
يختلف الاهتمام بهذا العيد باختلاف الدول والعادات والتقاليد، ولعل الذين زاروا بعض الدول العربية والإسلامية وللأسف، شاهدوا خلال هذا اليوم مشاهد غريبة وتصرفات تثير الدهشة: ففي إحدى الدول العربية يقول أحمد.ك: من أغرب ما رأيت في هذا اليوم ارتداء بعض الشبان والشابات لقميص عريض ذي فتحتين في الرأس، حيث يرتدي الشاب والفتاة في نفس الوقت قميصاً واحداً ذا فتحتين للرأس وفتحة واحدة لكل يد واحدة تخرج منها يد الشاب، والأخرى يد الفتاة، ويمشي الشاب والفتاة متلاصقين لبعضهما البعض، وهذا يُمثل عندهم قمة المحبة والتقارب الجسدي للعاشقين!.

أما هالة.ن فتقول: تمتلئ المحلات في شوارع المدينة وخاصة المطاعم بزينة ذات لون أحمر، وترتفع الأضواء الحمراء في معظم المناطق، أما محلات الألبسة فإنها تتبارى في عرض الألبسة ذات اللون الأحمر فقط خلال هذا العيد، وكثيراً ما تضع المطاعم زهوراً حمراء على طاولاتها التي تغطى في الغالب بشراشف ذات لون أحمر، هذا عدا التخفيضات التي تقدم بسبب هذا العيد.

سهام.ط تقول: إنها التقت خلال هذا العيد في العام الماضي بفتيات في المدينة الجامعية (السكن الخاص لطالبات الجامعة) كن يتزينّ للمشاركة في هذا العيد: كانت إحدى الفتيات عند الكوافير لتسرح شعرها؛ لأنها ستخرج مع خطيبها إلى أحد المطاعم احتفالا بهذه المناسبة، وأخرى قالت: إنها تود شراء فستان ذي لون أحمر؛ لأنها ستخرج هي الأخرى مع حبيبها لأحد المطاعم، وبصراحة حين شاهدت كل ذلك بدأت وقتها أتمني أن يكون لي صديق كي أخرج معه في هذا اليوم.

كما نقلت بعض وكالات الأنباء لدول عربية مشاهد أخرى للاحتفال بهذا اليوم فقد عرضت إحداها طريقة جديدة احتفل بها أحد المطاعم الفاخرة، حيث عرضت تمثيلية صغيرة لشخصية (كيوبيد) إله الحب في الأساطير اليونانية، وهو شبه عار ويحمل قوسه وسهامه، ثم قام هو وممثلات أخريات باختيار مسز ومستر فالنتاين من بين الحضور، وقدموا لهما الهدايا.

برنامجٌ تلفزيوني لإحدى الدول العربية قدم خلال السنة الماضية تقريراً موجزاً عن الاحتفال بهذا العيد في العاصمة، تضمن مناظر لمحلات الهدايا والأعياد وهي تزدان باللون الأحمر، وتزخر بكروت المعايدة والشرائط والألعاب ذات اللون الأحمر، وقال أحد البائعين في هذه المحلات: هذا موسم جيد لنا، فنحن نبيع خلال هذا العيد أضعاف ما نبيعه خلال الأيام العادية، يتزاحم الناس علينا شيباً وشباناً لشراء الهدايا والكروت، وهم دائماً يطلبون اللون الأحمر لهداياهم.

كما عرضت إحدى حلقات المسلسلات التلفزيونية العربية الاحتفال بهذا اليوم وظهر فيها الممثلون وهم يستعدون لإقامة احتفال لأعضاء جمعيتهم بهذه المناسبة، وقد حولوا الجمعية كلها للون الأحمر، ولم يتوقف بطل المسلسل عن كلمة (هابي فالنتاين) لكل من يراه في تلك الحلقة، حتى العمال الذين يأتون للقيام بأعمال الترتيب والتنسيق كان يطلب منهم ارتداء اللون الأحمر.

وذكرت صحيفة خليجية أن أسعار الزهور الحمراء خلال يوم 14فبراير تتراوح بين 10ـ18 دولاراً تقريباً بسبب تهافت الناس لشرائها.

وذكرت وكالة رويتر أن أحد محلات بيع زهور الزينة في العاصمة الأردنية عمان، صمم باقة ورود حمراء طلبها شخص مجهول، واشترط «تجميلها» بصور الرئيس الأمريكي جورج بوش وخصمه اللدود أسامة بن لادن، وكذلك صورة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات جنباً إلى جنب مع الإرهابي الإسرائيلي آرييل شارون.

واكتسبت الباقة الغريبة شهرة في العاصمة عمان لأنها عرضت في أرقى محال بيع الزهور وفي يوم عيد الحب، حيث يتزايد الإقبال على التهادي بالورود بين الأحبة والعشاق !!

ظواهر مرافقة للاحتفال
لعل من أهم الظواهر المرافقة للاحتفال بهذا اليوم هو اللون الأحمر والذي يدل على المحبة أهم رمز في هذا العيد – كما يراه مبتدعوه - فالمحلات تضاء باللون الأحمر، والملابس في المحلات التجارية وعلى الناس بلون أحمر، الهدايا ، الزهور ، كروت المعايدة، الزينة على السيارات وعلى نوافذ البيوت والأشجار، طاولات المطاعم ، صحون الطعام، الشموع المتقدة في المحلات والمنازل، المساحيق على وجوه الفتيات، كل ذلك باللون الأحمر !!!

كما تمتلئ المحلات والمطاعم والحدائق ودور السينما ومعظم الأماكن العامة بالشبان والفتيات ، كل شاب ومعه صديقته!! مما جعل الكثير من المطاعم ودور السينما والفنادق تسعى للاستفادة قدر المستطاع من هذه الظاهرة بتزيين محلاتهم وتقديم الهدايا خلال هذا اليوم والمحافظة على خصوصية كل اثنين مع بعضهما البعض قدر المستطاع!!

وقد أدى ذلك إلى نشوء ظاهرة جديدة لدى أصحاب المحلات الكبيرة والفنادق وهي تقديم برامج فنية خاصة بهذا اليوم، حيث يجري فيها استعراضات لقصص الحب، وتمثيليات معبرة عن أحد رموز هذا العيد، وتقديم أغاني عاطفية وتوزيع هدايا وكلهم يسعون إلى استغلال جيوب المحبين قدر المستطاع بتقديم كل ما هو ممكن !!

دخول العالم عصر جديد (عصر الإنترنت) أثر هو الآخر بظهور حالات مرافقة تستفيد من هذا اليوم بشكل متزايد؛ إذ يزداد عدد الأوروبيين الباحثين عن علاقة عاطفية من خلال الإنترنت يوماً بعد يوم، وفي مناسبة عيد الحب تزداد المواقع المتخصصة في تقريب الأشخاص من بعضهم البعض ويزداد بالتالي عدد الأشخاص الذين يحاولون الدخول إلى هذه المواقع.

التصدي لهذه الظاهرة
ذكرت صحيفة الاقتصادية أن المملكة العربية السعودية منعت التجار من بيع الزهور والهدايا وبطاقات التهنئة للاحتفال بعيد الحب.

وقالت الصحيفة: إن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حددت للمحلات التجارية في جميع أنحاء المملكة مهلة ثلاثة أيام تنتهي قبيل يوم الاحتفال بهذا العيد، لسحب كل المنتجات التي يمكن أن تكون هدايا في عيد الحب، ويستند هذا المنع إلى فتوى تفيد بأن المسلمين لا يمكن أن يحتفلوا إلا بعيدين هما: عيد الفطر وعيد الأضحى.

وقال رئيس الهيئة عثمان العثمان: إن الهيئة حذرت منذ فترة طويلة المحلات التجارية والفنادق والمطاعم والأماكن العامة الأخرى من الاحتفال بعيد الحب، كما حذر أصحاب السيارات من تزيينها بالورود أو أي شيء آخر مرتبط بعيد الحب.

وفي المدارس، دعا المدرسون التلاميذ إلى عدم ارتداء الملابس الحمراء أو التعبير بأي شكل عن الأشكال عن الاحتفال بعيد الحب.

من فتاوى العلماء المسلمين حول عيد الحب

فتوى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ:

الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه عدة:

الأول: أنه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة.

الثاني: أنه يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح ـ رضي الله عنهم ـ فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد سواء في المآكل أو المشارب أو الملابس أو التهادي أو غير ذلك، وعلى المسلم أن يكون عزيزا بدينه وأن لا يكون إمعة يتبع كل ناعق. أسأل الله أن يعيذ المسلمين من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يتولانا بتوليه وتوفيقه. والله أعلم.

فتوى الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين في الاحتفال بهذا اليوم:

أولاً: لا يجوز الاحتفال بمثل هذه الأعياد المبتدعة؛ لأنه بدعة محدثة، لا أصل لها في الشرع فتدخل في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" أي مردود على من أحدثه.

ثانياً: أن فيها مشابهة للكفار وتقليداً لهم في تعظيم ما يعظمونه واحترام أعيادهم ومناسباتهم وتشبهاً بهم فيما هو من ديانتهم وفي الحديث: "من تشبه بقوم فهو منهم".

ثالثاً: ما يترتب على ذلك من المفاسد المحاذير كاللهو واللعب والغناء والزمر والأشر والبطر والسفور والتبرج واختلاط الرجال بالنساء أو بروز النساء أمام غير المحارم ونحو ذلك من المحرمات، أو ما هو وسيلة إلى الفواحش ومقدماتها، ولا يبرر ذلك ما يعلل به من التسلية والترفيه وما يزعمون من التحفظ فإن ذلك غير صحيح، فعلى من نصح نفسه أن يبتعد عن الآثام ووسائلها.

وعلى هذا لا يجوز بيع هذه الهدايا والورود إذا عرف أن المشتري يحتفل بتلك الأعياد أو يهديها أو يعظم بها تلك الأيام حتى لا يكون البائع مشاركاً لمن يعمل بهذه البدعة والله أعلم. ا.هـ.

فتوى اللجنة الدائمة

يحرم على المسلم الإعانة على هذا العيد أو غيره من الأعياد المحرمة بأي شيء من أكلٍ أو شرب أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو مراسلة أو إعلان أو غير ذلك؛ لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله والرسول والله جل وعلا يقول: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب".

ويجب على المسلم الاعتصام بالكتاب والسنة في جميع أحواله لاسيما في أوقات الفتن وكثرة الفساد، وعليه أن يكون فطناً حذراً من الوقوع في ضلالات المغضوب عليهم والضالين والفاسقين الذين لا يرجون لله وقاراً ولا يرفعون بالإسلام رأساً، وعلى المسلم أن يلجأ إلى الله تعالى بطلب هدايته والثبات عليها فإنه لا هادي إلا الله ولا مثبت إلا هو سبحانه وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

المصدر : لها أون لاين


أبو عادل 02-05-2011 08:54 AM

تركت النصرانية فتفاجأت بمحبي (فالنتاين) وزبائنه من المسلمين!!
تحقيق: يوسف بن ناصر البواردي

اعتراف فتاة الحب!

كان منظر تلك الفتاة التي خرجت من محل الورود والهدايا مثيراً للشك, فلقد كانت واقفة في ارتباك تلتفت يمنة ويسرة تحمل في يدها دباً أبيض ووردة حمراء, انتاب رجال الهيئة الشك في موقف هذه الفتاة وارتباكها, لم يدم الموقف طويلاً حتى برز شاب وسيم في ناحية أخرى مد يده يؤشر للفتاة ويناديها, توجهت الفتاة للشاب فأخذ بيدها ثم توجها للسيارة مباشرة, فلما شاهدا عضو الهيئة مقبلاً عليهما وقبل أن يسألهما, انهارت الفتاة مباشرة واعترفت بأن هذا صديقها قد اشترت له هدية لتقدمها له في (عيد الحب), وفي مركز الهيئة, وأثناء الحديث مع هذا الشاب وتذكيره بالله طلب من رئيس المركز أن يتوجه لدورة المياه, استغرب رئيس المركز ذلك مما دعاه لتفتيش هذا الشاب الذي وجد بحوزته كمية من الحشيش!
أخي القارئ الكريم: بعد سماعي لهذه القصة المؤلمة من أحد رؤساء مراكز الهيئات الذي زارني وحثني على إخراج هذا الموضوع غرقت في موج من الأفكار والتساؤلات عن سبب إقبال الشباب والفتيات بهذه السرعة على إحياء هذا العيد فلم يقطع علي حبل أفكاري إلا أن قال لي وهو يلم رأسه ويشبك بين أصابعه: إنه الإعلام الفاسد, قلت له: وأي إعلام؟ قال: القنوات الفضائية المدمرة التي أدخلت الشباب والفتيات في هذه البدعة بهذه السرعة وأغرتهم بهذه الانحرافات, قلت له: وهل للتجار دور في ذلك؟ قال لي: نعم فالتاجر هو المسؤول الثاني في نشر هذه المصائب وهذه التفاهات!!

هذا الحوار البسيط طرق في ذهني فكرة أن أقوم بجولة ميدانية على أصحاب المحلات التجارية للتأكد من مدى استعدادهم لهذه البدعة المخالفة لشرعنا المطهر, بداية توجهت لمركز هيئة حي البديعة التقيت بالعضو بندر بن عبدالله الفريح الذي رحب بفكرة التحقيق وخرج معي مباشرة لزيارة بعض المحلات, توجهنا إلى أحد محلات الورود تفاجأت باستعداد تام كانت بدايته فرش مدخل المحل بفرش أحمر ولوحات حمراء ومناظر حمراء, قابلت أحد العمالة، سألته عن مدى استعدادهم لهذه المناسبة؟ رد علي مشيراً أن هذا الاستعداد بدأ مبكراً والطلبات كانت مكثفة، تدخل عضو الهيئة وأخبره بأن هذا ممنوع نظاماً ولا يجوز، فما كان من العامل إلا أن أخبرنا بأنه مستغرب من ذلك حيث فاجأنا بأنه أسلم حديثاً وترك النصرانية وأن ذلك يعرف في دينهم - قبل إسلامه - فكيف يكون الزبائن من المسلمين وليس من النصارى؟!

وأثناء جولاتي الميدانية في أحد الأيام التقيت بأبي نايف وهو صاحب محل تجاري سألته عن هذا الركن الكبير والذي وضع لهذه المناسبة وهل هو مسموح به فرد علي قائلاً: هذا ممنوع ولا يجوز وأنا أعرف بخطئي وقد علمت عن فتوى اللجنة الدائمة إلا أن الطمع والجشع أغراني فلا زلت أمارس هذا العمل!

معلمة في إحدى المدارس: هذه بعض المظاهر من الطالبات التي رأيتها بنفسي..

قصة العيد:

بعد ذلك قمت بعرض هذه المواقف واللقاءات والمغالطات على بعض رجال هيئة الأمر بالمعروف حيث تحدث فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن محمد الحمدان رئيس مركز هيئة الخالدية موضحاً أن حديث المجالس في هذه الأيام عن هذه المناسبة التي تعتبر دخيلة على مجتمعنا المحافظ على عاداته وتقاليده المضبوطة بضوابط الشرع وهو ما يسمى (بعيد الحب) الذي لم نعرفه في مجتمعنا إلا في سنوات قريبة جداً وهذا من آثار ما تبثه القنوات الفضائية فيتأثر به بعض المراهقين والشباب ذكوراً وإناثاً, وأشار الحمدان إلى أن هذا العيد المزعوم (الحب) الذي هو من أعياد الرومان والذي يعبر عما يعتقدونه في دينهم أنه حب إلهي قد أحدث قبل ما يزيد على 1700 عام وذلك أن الدولة الرومانية أيام وثنيتها كانت قد أعدمت القديس (فالنتاين) الذي اعتنق النصرانية بعد أن كان وثنياً، فلما اعتنق الرومان النصرانية جعلوا يوم إعدامه مناسبة الاحتفال بشهداء الحب وباسمه وسمي هذا اليوم، وما زال الاحتفال بهذا العيد قائماً في أمريكا وأوروبا لإعلان مشاعر الصداقة المزعومة، ولتجديد عهد الحب بين المتزوجين والمحبين، ويسميه الفرنسيون يوم العشاق، ويوافق اليوم الرابع عشر من الشهر الثاني من السنة الإفرنجية (فبراير).

ويستطرد الشيخ الحمدان بقوله: فإذا اتضح للقارئ الكريم هذه الحقيقة فإنه من المؤسف أن نرى بعضاً من الناس وبالذات المعنيون بالتربية والتعليم يظهرون الاحتفاء بهذه المناسبة على عدد من الطلاب والطالبات سواء في الملبس أو تبادل الهدايا فنرى الطالب وزميله يهدي كل منهما الآخر الحلوى والورود بهذه المناسبة تقليداً لأعدائهم، ونرى أيضاً الطالبة وزميلتها كذلك تتبادلان الإهداء وقد بدا الملبس لافتاً للأنظار بـ (اللون الأحمر) والشريطة الحمراء.

الألوان الحمراء:

ولأن تلك المظاهر التي تنتشر بخصوص عيد الحب يكون انتشارها بالدرجة الأولى في المدارس وبعض الكليات فقد تحدثت إحدى المعلمات عن هذه الظاهرة وهي الأخت (أم البراء) قائلة: لعل من مظاهر الاحتفال بهذا العيد ما لاحظته أنا شخصياً بين طالباتنا منها:

1- كل طالبة تتفق مع من (تحب) من صديقاتها بربط شريطة حمراء اللون في معصم اليد اليسرى.

2- لبس أي لباس أحمر اللون (بلوزة، بكلة شعر، حذاء،الخ) وقد كان ذلك في غاية الوضوح العام الماضي لدرجة أننا ندخل الفصول فنجد أغلب الطالبات قد ارتدينه وكأنه زي رسمي.

3- البالونات الحمراء والمكتوب عليه (I Love you) وعادة يخرجنها آخر اليوم الدراسي وفي الساحة بعيداً عن أعين المعلمات.

4- نقش الأسماء والقلوب على اليدين والحروف الأولى من الأسماء.

5- انتشار الورود الحمراء بشكل كبير في هذا اليوم.

مسؤولية رجال الهيئة:

وحول دور رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكافحة هذه الظاهرة السيئة والدخيلة على مجتمعنا المسلم من أن تشوبه شوائب البدع والشركيات ومظاهر التشبه بالكفار والتي منها ما يسمى بـ(عيدالحب) فقد تحدث وكيل مركز هيئة حي الملك فهد الشيخ عبدالعزيز بن محمد الشنيفي موضحاً أن للهيئة دوراً كبيراً في مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة حيث كان للقنوات الفضائية دور كبير وملحوظ في سرعة انتشارها في السنوات القليلة الماضية، وقال الشنيفي: إننا في مركز هيئة حي الملك فهد نقوم بعمل دقيق ومرتب في مكافحة هذه الظاهرة مبني على طريقة القرآن الكريم في إنكار المنكرات وذلك بالتدرج، حيث قمنا بتوزيع تعاميم على أصحاب المحلات التجارية التي لها نشاط في ترويج مثل هذه الظاهرة كمحلات الورود والهدايا والحلويات ويتضمن التعميم التنبيه على مناسبات أعياد النصارى عموماً فيوزع قبل هذه المناسبات بوقت كاف، وقد أشير إلى أن هذا التعميم منطلق من حرمة هذه الاحتفالات كما أفتى بذلك علماؤنا، ومنطلق من التعليمات الصادرة والمبلغة من مقام وزارة الداخلية وإمارة منطقة الرياض القاضية بمنع أو بيع ما يستخدم في هذه المناسبات من أدوات الزينة وأشجار عيد الميلاد وكروت المعايدات وغيرها، وكذا منع كتابة العبارات على الحلويات والهدايا لهذه المناسبات، أو إظهار الفرح وتقديم الحسومات والتخفيضات على البضائع بهذه المناسبات، ويضيف الشيخ الشنيفي قائلاً: وبعد توزيع هذه التعاميم بوقت كاف على أصحاب المحلات وأخذ التوقيع عليهم بضرورة التقيد نقوم بعد ذلك بجولات ميدانية قبل المناسبة بأيام للتأكد من تقيد أصحاب المحلات التجارية بالتعميم والعمل به وحينما نجد أي محل يخالف هذا التعميم فإننا نقوم بمصادرة المحتويات جميعها.

ويوجه الشيخ الشنيفي نصيحته إلى إخوانه من أعضاء هيئة الأمر بالمعروف في باقي المراكز بمتابعة أصحاب المحلات التجارية والتأكيد على منع هذه المحتويات التي تخالف العقيدة وفيها ولاء للكفار وتشبه بهم، كما وجه نصيحته لأولياء الأمور بأن يتقوا الله - عز وجل - في رعيتهم، فكم من فتاة سقطت في مهاوي الردى ومستنقع الرذيلة بسبب ما يسمى بـ(عيدالحب)، وكم من شاب وقع في الزنا لأنه تعلم من أصدقائه كيف يقيم علاقة محرمة ويهدي لعشيقته الورود والهدايا بهذه المناسبة، مؤكداً أن للآباء دور كبير في متابعة الأبناء ومنعهم من اقتناء هذه المحتويات، كما وجه الشنيفي نصيحته كذلك للتاجر المسلم الذي قادة الطمع والجشع إلى المتاجرة بهذه الأمور ولو كانت محرمة وفيها تشبه بأمم الكفر والضلال مذكراً إياه بقول المولى - جل وعلا -:(يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطاً), فبعض التجار وللأسف الشديد يبذل جهده وطاقته في ترويج هذه المحتويات الفاسدة ولو عن طريق السرية التامة، فليتق الله أصحاب المحلات وليعلموا أن الله لهم بالمرصاد في فضحهم، فهو المطلع - سبحانه - على أعمالهم كلها ولا يرضى بالشرك ولا بموالاة أهل الشرك والضلال قال – تعالى -: (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين).

وفي ختام الحديث وجه الشنيفي شكره وتقديره لولاة الأمر على حرصهم على مكافحة هذه المنكرات وقطع دابرها.

مفاسد التقليد:

بعد ذلك تحدث فضيلة د. ناصر بن عبدالكريم العقل الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عن منهج القرآن الكريم في النهي عن تقليد الكفار فأشار فضيلته إلى أن الله – سبحانه - كثيراً ما ينهى في كتابه الكريم عن التقليد الأعمى، فمقته وحذر من مغبته، في آيات كثيرة، ومناسبات عديدة، وأساليب متنوعة، ولا سيما تقليد الكفار، فتارة بالنهي عن تبعيتهم وطاعتهم، وتارة بالتحذير منهم، ومن الاغترار بمكرهم والانصياع لآرائهم والتأثر بأعمالهم وسلوكهم وأخلاقهم، وتارة بذكر بعض خصالهم التي تنفر المؤمنين منهم، ومن تقليدهم، وأكثر ما يرد التحذير في القرآن من اليهود والمنافقين، ثم من عموم أهل الكتاب والمشركين، وقد بيّن الله – تعالى - في القرآن الكريم أن تقليد الكفار وطاعتهم منه ما هو ردة فقال: (إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سوّل لهم وأملى لهم ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر)، وحيث جعل الله في شريعته الكمال، فقد نهى عن اتباع غيرها من الأهواء والنظم البشرية، ونهى عن اتباع الكفار والذين لا يعلمون فقال: (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون, إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين) وقال – تعالى - في معرض التحذير من أهل الكتاب: (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق) وقال: (ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم) وقال: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء) مضيفاً فضيلته أن الله – تعالى - قد نهى كذلك عن طاعتهم واتباع أهوائهم وخصالهم السيئة فقال: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، وأشار الشيخ العقل كذلك إلى ما ورد في السنة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أحاديث عامة تنهى عن التقليد الأعمى والتشبه بكل ما لم يشرعه أو يقره الإسلام، والنهي عن تقليد كل ما هو على غير سلوك المسلمين مثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: (من تشبّه بقوم فهو منهم) رواه أبو داود، كما وردت أحاديث كثيرة وصحيحة في النهي عن تقليد الكفار - عموماً - وأهل الكتاب والمشركين والمجوس وأهل الجاهلية فقال - صلى الله عليه وسلم - في مناسبات عديدة: (خالفوا اليهود)، (خالفوا المشركين)، (لا تتشبهوا باليهود) ، وحين حذر - صلى الله عليه وسلم - من تقليد الكفار وما ينتج عنه من خطر على عقيدة المسلمين وكيانهم، علل ذلك بما هم عليه من انحراف وضلال، فعن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، وإنكم إما أن تصدقوا بباطل وإما أن تكذبوا بحق، وإنه والله لو كان موسى حياً بين أظهركم، ما حل له إلا أن يتبعني)، كما بيّن - صلى الله عليه وسلم - محذراً ومشيراً إلى ما سيحصل للمسلمين بتخليهم عن منهج الله واقتفائهم آثار اليهود والنصارى والأمم المنحرفة، وذلك فيما رواه أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لتتبعن سنن الذين من فبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتوهم, قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى قال: فمن؟).

الحكمة من النهي:

أما عن الحكمة التي يتبين من خلالها النهي عن تقليد الكفار ومخالفتهم فقد أوضح ذلك قائلاً: النهي عن التقليد - في الشريعة الإسلامية - لا شك أن وراءه حكماً ومصالح نعلم بعضها ويخفى علينا الكثير، فمضار التقليد - عموماً - من البدهيات التي يعلمها ويدركها ويحسها كل الناس، وتقليد المسلمين للكفار ضرره مشاهد من خلال الواقع، والتجربة، والاستقراء التاريخي في حياة الأمم والحضارات - عامة - وتاريخ الأمة الإسلامية - خاصة, يقول الإمام ابن تيمية بعد أن تكلم عن (مخالفة الكفار) في اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم:

(إذن فالمخالفة لهم فيها منفعة وصلاح لنا في كل أمورنا، حتى ما هم عليه من إتقان دنياهم وأمور معاشهم قد يكون مضراً بآخرتنا، أو بما هو أهم من أمور دنيانا، فالمخالفة فيه صلاح لنا), ثم يقول: (إن جميع أعمال الكفار وأمورهم لا بد فيها من خلل يمنعها أن تتم لهم منفعة فيها، ولو فرض صلاح شيء من أمور على التمام لاستحقوا بذلك ثواب الآخرة، ولكن كل أمورهم، إما فاسد، وإما ناقص).

مضيفاً فضيلته أن النهي عن التقليد من مقاصد الشريعة، إذ أن الله أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وقد أكمل الله الشريعة للناس (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) (المائدة -3)، وجعلها مشتملة على كل المصالح في كل الأزمان والأمكنة ولكل الناس، فلا حاجة للاستمداد من الكفار أو تقليدهم, وأكد فضيلته أن التقليد يحدث خللاً في شخصية المسلم، من الشعور بالنقص والصغار، والضعف والانهزامية، ثم البعد والعزوف عن منهج الله وشرعه، فقد أثبتت التجربة أن الإعجاب بالكفار وتقليدهم سبب لحبهم والثقة المطلقة بهم والولاء لهم والتنكر للإسلام ورجاله، وأبطاله وتراثه وقيمه وجهل ذلك كله.

مشيراً إلى أن هذا ما حدث - فعلاً - في القرنين الأخيرين، حين تخلى المسلمون عن رسالتهم وسلموا مقاليد (القافلة) إلى الكفار، وحين استسلم المسلمون لسلطان الغرب (الكافر) ونهلوا من سمه الزعاف، ولسنا بحاجة إلى أن نبرهن على أضرار التقليد وسلبياته على الأمة فقد حذر منه الإسلام، والتاريخ والواقع شاهدان على ذلك، (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور) (الحج - 46).

العلاج الاستئصالي:

د. أفراج بنت علي الحميضي وكيلة الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد برئاسة تعليم البنات أوضحت في عرضها لبعض الحلول أن توافق الدواء مع طبيعة الداء مما يعمل بالقضاء على وباء البدع، مؤكدة أن علاج هذا الوباء يستلزم نوعين من العلاجات:

أولهما: العلاج الوقائي:
والذي يهتم بتدبر الطرق الوقائية من نخر البدعة ويتم ذلك عن طريق تدعيم العقيدة الصحيحة في النفوس وتعظيم أمر الله والإذعان لحكم الشرع والوقوف عند حدوده، وهذا العلاج الوقائي يعد من أنجح الوسائل لقطع دابر البدعة بكافة صنوفها حيث تعرض البدع المحدثة على المسلمات العقدية في القلوب فترفضها بوازع إيماني قوي، ومن هذا العلاج البسيط نستخلص قاعدة هامة وهي أن وجود العقيدة الصحيحة يتناسب عكسياً مع وجود البدع فكلما عمر القلب بعقيدة سليمة تقلصت فرص الإذعان للبدع، وكلما ميعت العقيدة في القلوب كان ذلك مدعاة لانتشار البدع وتمكنها.

ثانيهما: العلاج الاستئصالي:
ويبدأ هذا العلاج مع وجود تلك البدعة إذ تعد كوباء سرطاني لا علاج له إلا بالاستئصال بعد استنفاد كل أنواع العلاجات وسبل السيطرة على انتشار تلك البدع تعتمد على:

1- قيام وسائل الإعلام بدورها الفعال في توضيح ما يخدش العقيدة من محدثات البدع.

2- مراقبة الأسر لأبنائها وبناتها ورفض أية محاولة ولو عن - حسن نية - في الاحتفال بأعياد لم تشرع كأعياد الميلاد والأم والسنة والحب، الخ من الأعياد البدعية التي أضافها الإنسان لما شرعه الله له من الأعياد الثلاث: الفطر، الأضحى، الجمعة.

3- لا بد من البيان لعامة الناس أن مجرد الاعتقاد بأن أي عيد لم يشرعه الله لا يؤثر على سلامة العقيدة هو الخطأ البين وهو خدش لصفائها فكيف بمن احتفل معهم وتساهل في نشر أعيادهم ومارس طقوسهم، الخ, أن سلامة النية لا تغني عن الوقوع في ذنب الابتداع.

4- الواقعية في عرض وشرح المناهج الدراسية وربطها بما فيه الطالب والطالبة ففي كل عصر بدعة ولكل جيل كبوة، والثابتات الراسخات من الإيمانيات لا تتغير ولا تتبدل.

5- تدعيم الأمن العقدي يجب أن يكون الهدف الأسمى لمناهجنا وسياساتنا الإعلامية ويكون ذلك عن طريق نشر الثقافة الإسلامية وتقوية الصمود الذاتي في نفوس النشء وبحيث تكون قادرة على مجابهة محاولات التذويب أو الاختزال في صفحات التاريخ.

6- دعم ما تقوم به الحسبة من توعية لمن يحاول نشر هذه البدعة في مجتمعنا المحافظ وتدعيم إجراءات الحسبة في مصادرة أدوات الاحتفال بأمثال ذلك العيد فإن في ذلك ردعاً لضعاف النفوس الذين يستسهلون نشر هذه البدع مقابل مكاسبهم المادية.


أبو عادل 02-05-2011 08:54 AM

14 فبراير عيد الحب "فالنتاين"
{valentine,s day}
ما مسؤوليتك؟!
شبكة الفوائد الإسلامية



الـمـأسـاة . .

ـ 1 ـ
فاجأت نورة صديقتها صباح أحد الأيام بوردة حمراء وضعتها على صدرها، حيث بادرنها بابتسامة اتبعنها بمسائلتها: ما المناسبة؟
أجابت: ألا تعلمين أن اليوم هو يوم الحب وأن الناس يحتفلون به ويتبادلون التهاني.. إنه احتفال بالحب، بالرومانسية، بالصدق، إنه يوم فالنتاين.. ومضت في فخر تحدثهن عما رأت في تلك القناة الفضائية.
لكن أمل – وكانت تستمع باهتمام – سألت نورة متعجبة: ما معنى فالنتاين؟! قالت: إن معناه الحب باللاتينية.. ضحكت أمل التي تميزت بالثقافة والإطلاع من هذا الجواب وقالت: تحتفلين بشيء لا تعرفين معناه!. إن فالنتاين هذا قسيس نصراني عاش في القرن الثالث الميلادي، ومضت تقول لهن ما حدث لهذا القسيس وأن "عيد الحب" ما هو إلا احتفال ديني خالص تخليداً لذكرى إحدى الشخصيات النصرانية..
وتأسفت أمل على حال بعض بناتنا اللاتي يتلقين ما يقال لهن ويعملن به دون أي تفكير.



ـ 2 ـ
كان منظر تلك الفتاة التي خرجت من محل الورود والهدايا مثيرا للشك.. فلقد كانت واقفة في ارتباك تلتفت يمنة ويسرة تحمل في يدها دباً أبيض ووردة حمراء.. انتاب رجال الهيئة الشك في موقف هذه الفتاة وارتباكها.. لم يدم الموقف طويلا حتى برز شاب وسيم في ناحية أخرى مد يده يؤشر للفتاة ويناديها.. توجهت الفتاة للشاب فأخذ بيدها ثم توجها للسيارة مباشرة.. فلما شاهدا عضو الهيئة مقبلا عليهما وقبل أن يسألهما.. انهارت الفتاة مباشرة واعترفت بأن هذا صديقها قد اشترت له هدية لتقدمها له في "عيد الحب" !!


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين.
وبعد :
فمساهمة من "شبكة الفوائد الإسلامية" في تقديم الخير على هذه الشبكة العالمية، وبذل النصح، وإسداء المعروف، وبيان الحق؛ تم جمع وإعداد هذا الموضوع عن ما يسمى بـ ( عيد الحب ) والذي سيكون موعده هذا العام يوم الخميس 2/12/1422هـ الموافق 14/ فبراير/2002 م ، والذي تم جمع مادته ـ بتصرف ـ من:
ــ
فتاوى وتعليقات سطرها ونقلها بعض أعضاء "شبكة الفوائد الإسلامية"
ــ
(عيد الحب) .. لمن ؟! … إعداد الشيخ/ خالد بن عبد الرحمن الشايع.
ــ
عيد الحب.. عيد القسيس فلنتاين … الدكتورة/ رقية بنت محمد المحارب.
ــ
العلاج الاستئصالي لعيد الحب (تحقيق صحفي مع وكيلة الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد برئاسة تعليم البنات الدكتورة/ أفراح بنت علي الحميضي) … تحقيق/ يوسف بن ناصر البواردي ـ الرسالة.
ــ
عيد الحب.. قصته، شعائره، حكمه … إبراهيم بن محمد الحقيل.
ــ
مشكاة السنة في أعياد الأمة … إعداد مشرفة العلوم الشرعية بمنطقة الرياض/ مرفت بنت كامل بن عبد الله أسرة.
ــ
وقفة مع عيد الحب … إعداد/ هشام برغش.
ــ
مقامة سمط البيان في كشف حيل الشيطان … للدكتور/ جاسم بن مهلهل الياسين.
ــ
الإيمان والبراء … مصطفى بن سعيد إيتيم ـ مكة المكرمة.
ــ
احذروا عيد الحب الفلنتاين .. رسالة إلكترونية.
ــ
خواطر عيد الحب فلانتاين … الدكتور/ عبد المحسن بن محمد الرشود.

وإننا إذ نقدم هذا الجهد المتواضع فإننا نلتمس منكم العذر عن النقص أو الخطأ أو سوء في الترتيب.
وإذ نقدم هذا "الموضوع" كذلك فلابد من تفعيل الجهود وتوعية الناس بخطر الاحتفال بهذا "اليوم" وتبصيرهم بحقيقته وإلى ماذا يؤدي الاحتفال به. والجميع مطالب بالحرص على تقديم النصح وإلقاء الكلمات في ذلك، وكذلك توزيع النشرات والمطويات والرسائل والكتابات والأشرطة التي تحذر من هذا المنكر العظيم، وخاصة في أهل بيته وجماعة مسجده، ونقترح أن يكون التوزيع مكثفاً وأن يكون في عدة أماكن؛ مثل:
ــ
المساجد.
ــ
المستشفيات والمستوصفات.
ــ
المدارس؛ وخاصة مدارس البنات.
ــ
الأسواق والمجمعات التجارية ومراكز التسويق، وبالأخص محلات بيع الورود أو ما يتعلق بهذا العيد المنكر.
ــ
المنتزهات والمطاعم والفنادق وبيوت الأزياء.
ــ
الاجتماعات والمناسبات الأسرية.
ولعل بيان حقيقة هذا "اليوم" أكثر ما يتوجب على العلماء وطلبة العلم والخطباء وأساتذة الجامعات وأهل الإعلام والفكر والصحافة.
وكم هي عظيمة تلك الأمانة التي تُحمّل كل معلمة ومعلم وذلك بتوضيح صورة هذا العيد وتنبيه الطلبة والطالبات لذلك المنكر العظيم وتحذيرهم من موجة التقليد ومغبة التشبه بالكفار وأنهم مسؤولين عن ذلك يوم تبلى السرائر.
وإن كان ثمة من أمل فهو أن ينسخ هذا "الموضوع" ويوزع ويقرأ على الأهل والأصدقاء، وكذلك وينقل للمنتديات والمواقع الأخرى لتتسع بذلك دائرة الاستفادة المرجوة من طرحه.
والله يحفظكم . .
"أسرة شبكة الفوائد الإسلامية"

عيد الحب "فالنتاين"
إن العيد مناسبة سعيدة ترفرف معها القلوب في حدائق البهجة والسرور، فهو رمز الفرح والحبور ويحلو فيه ما لا يحلو في غيره من بسط النفس وترويح البدن، والنفوس بطبعها محبة لمناسبات الفرح والسرور الخاصة والعامة، ورعاية لهذا الميل النفسي فقد جاءت شريعة الإسلام بمشروعية عيدي الفطر والأضحى؛ عيدين مشروعين في العام، وشرع الله فيهما من التوسعة وإظهار السرور ما تحتاجه النفوس، كما شرع للناس عيدا أسبوعيا وذلك يوم الجمعة، وهذا من رحمة الله تعالى بهذه الأمة المحمدية.

وإذا التفتنا إلى ما عند الأمم الأخرى من الأعياد؛ فسنجد أن عندهم من الأعياد الشيء الكثير، فلكل مناسبة قومية عيد، ولكل فصل من فصول العام عيد، وللأم عيد وللعمال عيد وللزراعات عيد وهكذا، حتى يوشك إلا يوجد شهر إلا وفيه عيد خاص، وكل ذلك من ابتداعاتهم ووضعهم، قال الله تعالى: {ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم} ولهذا فإن مواعيدها تغيرت على مر السنين بحسب الأهواء السياسية والاجتماعية، ويقترن بها من الطقوس والعادات وأنواع اللهو ما يطول سرده، كما تذكر ذلك عنهم بالتفصيل الكتب المتخصصة.

ومن غرائب الأعياد في العالم اليوم أعياد الوثنيين أهل الكتاب من اليهود والنصارى والتي تنسب إلى آلهتهم وأحبارهم ورهبانهم، كعيد القديس (برثلوميو)، وعيد القديس (ميكائيل) وعيد القديس (اندراوس) وعيد القديس (فالنتاين) وهكذا، ويصاحب أعيادهم هذه مظاهر عديدة كتزيين البيوت، وإيقاد الشموع، والذهاب للكنيسة، وصناعة الحلوى الخاصة، والأغاني المخصصة للعيد بترانيم محددة، وصناعة الأكاليل المضاءة، وغير ذلك.

ثم صار من عادات الأمم الأخرى من غير المسلمين إن يقيموا عيداً سنوياً لكل شخص يتوافق مع يوم مولده، بحيث يدعى الأصدقاء ويصنع الطعام الخاص وتضاء شموع بعدد سني الشخص المحتفل به، الى آخر ما هنالك، وقد قلدهم بعض المسلمين في هذا الابتداع!!.

وبعد ما تقدمت الإشارة إليه من تلك الأعياد لدى الأمم، فمن نافلة القول أن يتأكد المسلم أن أكمل الهدي وأفضل الشرع هو ما جاء به خاتم الأنبياء والرسل محمد صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله سبحانه: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} كما إن جميع ما لدى الأمم الأخرى من تلك الأعياد بدعة وضلالة، فوق ما عندهم من الكفر بالله، قال الله تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}.
يتبع...

أبو عادل 02-05-2011 08:55 AM

ولأهمية هذه المسألة وضرورة العناية بها ـ اعني ما تسرب إلى المسلمين من أعياد الكفار ومناسباتهم التي ينسبونها لدينهم ـ فقد كانت عناية الشرع بهذا الأمر بليغة ومؤكدة، فإن الله وصف عباده المؤمنين بمجانبة الكفار في أعيادهم وذلك قوله سبحانه: {والذين لا يشهدون الزور} فالمراد بالزور ـ الذي لا يشهده عباد الله المؤمنون ـ في هذه الآية هو: أعياد الكفار. ثم إن الله شرع لعباده المؤمنين من الأعياد ما يستغنون به عن تقليد غيرهم، فقد روى أبو داود والنسائي وغيرهما بسند صحيح عن انس ـ رضي الله عنه ـ قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: (قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرا منهما: يوم الفطر والأضحى) .
قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ : "واستنبط منه كراهة الفرح في أعياد المشركين والتشبه بهم".

ولا يجوز للمسلمين البتة التشبه بغيرهم من أهل الملل الأخرى بالاحتفال أو المشاركة أو التهنئة في أعيادهم والتي منها على سبيل المثال لا الحصر: عيد رأس السنة، عيد الكريسماس، عيد النيروز، عيد الحب، عيد الأم، عيد الميلاد، عيد الزواج .... الخ . لقوله صلى الله عليه وسلم : (من تشبه بقوم فهو منهم) [أخرجه أبو داود وصححه الألباني].

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن فئاماً من أمته سيتبعون أعداء الله تعالى في بعض شعائرهم وعاداتهم، وذلك في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم، قلنا يا رسول الله: اليهود والنصارى، قال: فمن؟!) [ أخرجه البخاري في الاعتصام بالكتاب والسنة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم 8/151 . ومسلم في العلم باب اتباع سنن اليهود والنصارى 4/2054].

وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل مثلا بمثل حذو النعل بالنعل حتى لو كان فيهم من نكح أمه علانية كان في أمتي مثله) [أخرجه الحاكم 1/129].

وقد وقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وانتشر في الأزمنة الأخيرة في كثير من البلاد الإسلامية إذ اتبع كثير من المسلمين أعداء الله تعالى في كثير من عاداتهم وسلوكياتهم وقلدوهم في بعض شعائرهم، واحتفلوا بأعيادهم.

وكان ذلك نتيجة لسلسلة من الهجمات الشرسة التي يشنها الكفار على الأمة الإسلامية لطمس معالمها والقضاء على قيمها، ونتيجة للفتح المادي، والتطور العمراني الذي فتح الله به على البشرية، وكان قصب السبق فيه في الأزمنة المتأخرة للبلاد الغربية النصرانية العلمانية، مما كان سببا في افتتان كثير من المسلمين بذلك لا سيما مع ضعف الديانة في القلوب، وفشوّ الجهل بأحكام الشريعة بين الناس.

وزاد الأمر سوءا الانفتاح الإعلامي بين كافة الشعوب حتى غدت شعائر الكفار وعاداتهم تنقل مزخرفة مبهرجة بالصوت والصورة الحية من بلادهم إلى بلاد المسلمين عبر الفضائيات والشبكة العالمية –الإنترنت- فاغترّ بزخرفها كثير من المسلمين.

ولنا أن نتوقف هاهنا مع عيد أخذه بعض المسلمين عن الكفار وقلدوهم فيه: ألا وهو ما يسمى (عيد الحب)، هكذا يسميه بعض المسلمين والكفار، وأما اسمه الأصلي فهو يوم أو عيد القديس "فالنتاين" (VALENTINE,S DAY) وقد حدده النصارى في اليوم الرابع عشر من شهر فبراير من العام الإفرنجي، لعقيدة محددة عندهم ليس هذا محل سردها.

وعيد الحب هذا انتشر في البلاد الإسلامية وعلا صيته بين أواسط الشباب عامة والمراهقين منهم خاصة ذكوراً وإناثاً، واقترن بشهر ((فبراير)) كلازمة من لوازمه، فهو عيد يدعو ظاهراً إلى المحبة والتواد والإخاء، وباطناً يدعو إلى الرذلية والانسلاخ من الفضيلة، وإخراج الفتاة من عفتها وطهارتها وحيائها، إلى مستنقع من المعاصي والبعد عن الله سبحانه وتعالى، والتخلي عن مبادئ الإسلام الفاضلة، ويشجع على اختلاط الفتيان بالفتيات بل يدعو إلى أبعد من ذلك – إلى الشذوذ بين الجنسين وعندها تكون الكارثة ـ ومعلوم من دين الإسلام أن الله سبحانه وتعالى قد جعل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم عيدين اثنين لا ثالث لهما هما عيد الأضحى وعيد الفطر.

وما كان لنا أن نقف أو نلتفت لهذا العيد فهو من جملة عشرات الأعياد عندهم، ولكن لوجود من تأثر به من المسلمين والمسلمات كما سبق؛ فقد وجب أن يعرف إخواننا وأخواتنا ممن يحاول المشاركة فيه بقيامهم ببعض الطقوس الخاصة به، وهم لا يدرون أن هذا العيد وهو ما يسمى (عيد الحب) عيد ديني لها ارتباط وثيق بعقيدة النصارى، وهم ـ اعني النصارى ـ متخبطون في نسبته هل هو من ارثهم، أو من ارث الرومان الذين كان لهم من الآلهة ما يشتهون، فجعلوا للحب إلهاً على طريقتهم في الاعتداد بآلهة أخرى، كما لهم من الآلهة المزعومة للنور وللظلماء وللنبات وللأمطار وللبحار وللأنهار وهكذا.

قصة عيد الحب وأصله
يعتبر عيد الحب (فالنتاين) من أعياد الرومان الوثنيين، إذ كانت الوثنية سائدة عند الرومان قبل ما يزيد على سبعة عشر قرنا. وهو تعبير في المفهوم الوثني الروماني عن الحب الإلهي. ولهذا العيد الوثني أساطير استمرت عند الرومان، وعند ورثتهم من النصارى.

جاء في الموسوعات عن هذا اليوم أن الرومان كانوا يحتفلون بعيد يدعى (لوبركيليا) في 15 فبراير من كل عام، وفيه عادات وطقوس وثنية؛ حيث كانوا يقدمون القرابين لآلهتهم المزعومة، كي تحمي مراعيهم من الذئاب، وكان هذا اليوم يوافق عندهم عطلة الربيع؛ حيث كان حسابهم للشهور يختلف عن الحساب الموجود حالياً، ولكن حدث ما غير هذا اليوم ليصبح عندهم 14 فبراير في روما في القرن الثالث الميلادي.

وفي تلك الآونة كان الدين النصراني في بداية نشأته، حينها كان يحكم الإمبراطورية الرومانية الإمبراطور كلايديس الثاني، الذي حرم الزواج على الجنود حتى لا يشغلهم عن خوض الحروب، لكن القديس (فالنتاين) تصدى لهذا الحكم، وكان يتم عقود الزواج سراً، ولكن سرعان ما افتضح أمره وحكم عليه بالإعدام، وفي سجنه وقع في حب ابنة السجان ، وكان هذا سراً حيث يحرم على القساوسة والرهبان في شريعة النصارى الزواج وتكوين العلاقات العاطفية، وإنما شفع له لدى النصارى ثباته على النصرانية حيث عرض عليه الإمبراطور أن يعفو عنه على أن يترك النصرانية ليعبد آلهة الرومان ويكون لديه من المقربين ويجعله صهراً له، إلا أن (فالنتاين) رفض هذا العرض وآثر النصرانية فنفذ فيه حكم الإعدام يوم 14 فبراير عام 270 ميلادي ليلة 15 فبراير عيد (لوبركيليا) ، ومن يومها أطلق عليه لقب "قديس".

وبعد سنين عندما انتشرت النصرانية في أوربا وأصبح لها السيادة تغيرت عطلة الربيع، وأصبح العيد في 14 فبراير اسمه عيد القديس (فالنتاين) إحياء لذكراه؛ لأنه فدى النصرانية بروحه وقام برعاية المحبين، وأصبح من طقوس ذلك اليوم تبادل الورود الحمراء وبطاقات بها صور (كيوبيد) الممثل بطفل له جناحان يحمل قوساً ونشاباً، وهو إله الحب لدى الرومان كانوا يعبدونه من دون الله!!وقد جاءت روايات مختلفة عن هذا اليوم وذاك الرجل، ولكنها كلها تدور حول هذه المعاني.

هذا هو ذلك اليوم الذي يحتفل به ويعظمه كثيرٌ من شباب المسلمين ونسائهم، وربما لا يدركون هذه الحقائق.
لماذا الحديث عن هذا العيد؟!
لعل قائلاً يقول: إنكم بذلك تروجون لهذا اليوم الذي ربما لم يكن يعرفه الكثير؟!

ولكن نقول لأخينا إن المتأمل في أحوال كثير من الشباب في هذا اليوم وكذلك الحركة التجارية والتهاني المتبادلة في هذا اليوم ليدرك مدى انتشار هذا الوباء وتلك العادة الجاهلية والبدعة المذمومة في بلاد الإسلام انتشار النار في الهشيم، وهي دعوة وراءها ما وراءها من أهداف أهل الشهوات وإشاعة الفحشاء والانحلال بين أبناء المسلمين تحت اسم الحب ونحوه.

وكم من مشكلات وقعت أثناء هذا العيد المنكر واسألوا رجال الشرطة، وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ورجال بوليس الآداب في بعض الدول العربية.
لماذا لا نحتفل بهذا العيد ؟!
كثير ممن يحتفلون بهذا العيد من المسلمين لا يؤمنون بالأساطير والخرافات المنسوجة حوله سواء ما كان منها عند الرومان أو ما كان عند النصارى، وأكثر من يحتفلون به من المسلمين لا يعلمون عن هذه الأساطير شيئا، وإنما دفعهم إلى هذا الاحتفال تقليد لغيرهم أو شهوات ينالونها من جراء ذلك.

وقد يقول بعض من يحتفل به من المسلمين: إن الإسلام دعا إلى المحبة والسلام، وعيد الحب مناسبة لنشر المحبة بين المسلمين فما المانع من الاحتفال به؟!

ثم قد يقول قائل: أنتم هكذا تحرمون الحب، ونحن في هذا اليوم إنما نعبر عن مشاعرنا وعواطفنا وما المحذور في ذلك؟!
وللإجابة نقول :
أولاً: أن الأعياد في الإسلام عبادات تقرب إلى الله تعالى وهي من الشعائر الدينية العظيمة، وليس في الإسلام ما يطلق عليه عيد إلا عيد الجمعة وعيد الفطر وعيد الأضحى. والعبادات توقيفية، فليس لأحد من الناس أن يضع عيداً لم يشرعه الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم. وبناءا عليه فان الاحتفال بعيد الحب أو بغيره من الأعياد المحدثة يعتبر ابتداعا في الدين وزيادة في الشريعة، واستدراكا على الشارع سبحانه وتعالى.
ثانياً: أن الاحتفال بعيد الحب فيه تشبه بالرومان الوثنيين ثم بالنصارى الكتابيين فيما قلدوا فيه الرومان وليس هو من دينهم. وإذا كان يمنع من التشبه بالنصارى فيما هو من دينهم حقيقة إذا لم يكن من ديننا فكيف بما أحدثوه في دينهم وقلدوا فيه عباد الأوثان!!

وعموم التشبه بالكفار - وثنيين كانوا أم كتابيين - محرم سواء كان التشبه بهم في عقائدهم وعباداتهم -وهو أشد خطرا- أم فيما اختصوا به من عباداتهم وأخلاقهم وسلوكياتهم، وقد تضافرت نصوص الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم على التحذير من ذلك أشد التحذير.
ثالثاً: من الخطأ الخلط بين ظاهر مسمى اليوم وحقيقة ما يريدون من ورائه؛ فالحب المقصود في هذا اليوم هو العشق والهيام واتخاذ الأخدان والمعروف عنه أنه يوم الإباحية والجنس عندهم بلا قيود أو حدود . . . وهؤلاء لا يتحدثون عن الحب الطاهر بين الرجل وزوجته والمرأة وزوجها. ثم إن التعبير عن المشاعر والعواطف لا يسَوِّغ للمسلم إحداث يوم يعظمه ويخصه من تلقاء نفسه بذلك، ويسميه عيداً أو يجعله كالعيد ـ إذ الأعياد من خصائص الأديان ـ فكيف وهو من أعياد الكفار؟!
رابعاً: لا يوجد دين يحث أبناءه على التحابب والمودة والتآلف كدين الإسلام، وهذا في كل وقت وحين لا في يوم بعينه بل حث على إظهار العاطفة والحب في كل وقت كما قال عليه الصلاة والسلام: (إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه) [أبو داود 5124، والترمذي 2392، وهو صحيح]، وقال: (والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا أَوَلاَ أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السلام بينكم) [مسلم 54].
بل إن المسلم تمتد عاطفته لتشمل حتى الجمادات فهذا جبل أحد يقول عنه عليه الصلاة والسلام : (هذا أحد جبل يحبنا ونحبه) [البخاري 2889، ومسلم 1365].

ثم إن الحب في الإسلام أعم وأشمل وأسمى من قصره على صورة واحدة وهي الحب بين الرجل والمرأة، بل هناك مجالات أشمل وأرحب وأسمى؟ فهناك حب الله تعالى وحب رسوله عليه السلام وصحابته وحب أهل الخير والصلاح وحب الدين ونصرته، وحب الشهادة في سبيل الله وهناك محاب كثيرة؛ فمن الخطأ والخطر إذن قصر هذا المعنى الواسع على هذا النوع من الحب.
خامساً: أن المحبة المقصودة في هذا العيد منذ أن أحياه النصارى هي محبة العشق والغرام خارج إطار الزوجية.
ونتيجتها:
انتشار الزنى والفواحش، ولذلك حاربه رجال الدين النصراني في وقت من الأوقات وأبطلوه ثم أعيد مرة أخرى.
وأكثر شباب المسلمين يحتفلون به لأجل الشهوات التي يحققها وليس اعتقادا بخرافات الرومان والنصارى فيه. ولكن ذلك لا ينفي عنهم صفة التشبه بالكفار في شيء من دينهم. وهذا فيه من الخطر على عقيدة المسلم ما فيه، وقد يوصل صاحبه إلي الكفر إذا توافرت شروطه وانتفت موانعه.
ولا يجوز لمسلم أن يبني علاقات غرامية مع امرأة لا تحل له، وذلك بوابة الزنا الذي هو كبيرة من كبائر الذنوب.

فمن احتفل بعيد الحب من شباب المسلمين، وكان قصده تحصيل بعض الشهوات أو إقامة علاقات مع امرأة لا تحل له، فقد قصد كبيرة من كبائر الذنوب، واتخذ وسيلة في الوصول إليها ما يعتبره العلماء كفرا وهو التشبه بالكفار في شعيرة من شعائرهم.

مظاهر وشعائر في عيد الحب!!
أن من الشعائر البشعة لهذا العيد عند الرومان ذبح كلب وعنزة ودهن شابين بدم الكلب والعنزة ثم غسل الدم باللبن…الخ فهذا مما تنفر منه الفطر السوية ولا تقبله العقول الصحيحة. فكيف يحتفل من رزقه الله تعالى فطرة سوية، وأعطاه عقلا صحيحا، وهداه لدين حق بعيدٍ كانت تمارس فيه هذه الممارسات البشعة؟!

من المظاهر والأمور التي يتعاطاها الكفار في الاحتفال بالعيد المذكور "عيد الحب" تأثرهم في لباسهم وما يتهادونه في ذلك اليوم من بطاقات، وبطاقات زهور، وورود باللون الأحمر الذي يرمز عندهم إلى مسلك منحرف محدد له صلته بالفحش، وهكذا الشأن في الحلوى والكعك وما يوضع عليها من مواد غذائية كل ذلك باللون الأحمر، ومن المظاهر الاحتفالية لديهم الكتابة على البطاقات بعبارات الغرام والهيام بين الشباب والفتيات، وكذا شراء تمثال أو دمية حمراء تمثل حيوان (الدب) وقد رسم عليه ما يمثل القلب، وكلمات الحب، ثم يباع بأسعار باهظة ليقدم كهدية ترمز للحب!!.
ولأن تلك المظاهر التي تنتشر بخصوص عيد الحب يكون انتشارها بالدرجة الأولى في المدارس وبعض الكليات فقد تحدثت إحدى المعلمات عن هذه الظاهرة قائلة: لعل من مظاهر الاحتفال بهذا العيد مما لاحظته أنا شخصيا بين طالباتنا منها:
1 ـ
كل طالبة تتفق مع من (تحب) من صديقاتها بربط شريطة حمراء اللون في معصم اليد اليسرى.
2 ـ
لبس أي لباس أحمر اللون (بلوزة، بكلة شعر، حذاء.. الخ) وقد كان ذلك في غاية الوضوح العام الماضي لدرجة أننا ندخل الفصول فنجد أغلب الطالبات قد ارتدينه وكأنه زي رسمي.
3 ـ
البالونات الحمراء والمكتوب عليه (I Love you) وعادة يخرجنها آخر اليوم الدراسي وفي الساحة بعيدا عن أعين المعلمات.
4 ـ
نقش الأسماء والقلوب على اليدين والحروف الأولى من الأسماء.
5 ـ انتشار الورود الحمراء بشكل كبير في هذا اليوم.

موقف المسلم والمسلمة من عيد الحب..
في ضوء ما تقدم فإننا نقف مع إخواننا وأخواتنا أهل الإسلام ممن يشارك في شيء من مظاهر الاحتفال الآنفة الذكر وقفة معاتبة؛ فنقول:

إنكم اليوم يا من تحتفلون بهذا اليوم ـ عيد الحب وما شابهه ـ لحاجة في نفوسكم، ولكن الذي أظنه بكم بما عندكم من فطرة توحيدكم لله تعالى، أنكم لو علمتم الخلفية الدينية لهذا الاحتفال وما فيه من رموز الابتداع أو الشرك بالله، والتظاهر بأن معه إلهاً آخر ـ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ـ لأدركتم فداحة خطئكم وشناعة توجهكم وتأثركم.

ومما سبق عرضه في بيان أهل هذا العيد، وقصته، والمقصود منه فانه يمكن تلخيص موقف المسلم والمسلمة تجاهه في الآتي:
1 ــ
التأكيد على عقيدة الولاء والبراء، ولوازمها، والتحذير من مشابهة أهل الكتاب في مظاهرهم وأعيادهم وأيامهم؛ ومن هذا الاحتفال بهذا العيد، أو مشاركة المحتفلين به في احتفالهم، أو الحضور معهم لما سبق عرضه من الأدلة الدالة على تحريم الاحتفال بأعياد الكفار. قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى: (فإذا كان للنصارى عيد ولليهود عيد كانوا مختصين به فلا يشركهم فيه مسلم كما لا يشاركهم في شرعتهم ولا قبلتهم. أهـ (تشبه الخسيس بأهل الخميس، رسالة منشورة في مجلة الحكمة 4/193).
2 ــ
عدم إعانة الكفار على احتفالهم به بإهداء أو طبع أدوات العيد وشعاراته أو إعارة، لأنه شعيرة من شعائر الكفر، فإعانتهم وإقرارهم عليه إعانة على ظهور الكفر وعلوه وإقرار به. والمسلم يمنعه دينه من إقرار الكفر والإعانة على ظهوره وعلوه. ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نيران ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة أو غير ذلك. ولا يحل فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار الزينة. وبالجملة: ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام) (مجموعة الفتاوى 25/329).
وقال ابن التركماني: (فيأثم المسلم بمجالسته لهم وبإعانته لهم بذبح وطبخ وإعارة دابة يركبونها لمواسمهم وأعيادهم.) (اللمع في الحوادث والبدع 2/519-520).

3 ــ عدم إعانة من احتفل به من المسلمين، بل الواجب الإنكار عليهم، لأن احتفال المسلمين بأعياد الكفار منكر يجب إنكاره. قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: (وكما لا نتشبه بهم في الأعياد، فلا يعان المسلم بهم في ذلك، بل ينهى عن ذلك. فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تجب دعوته، ومن أهدى من المسلمين هدية في هذه الأعياد مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم تقبل هديته خصوصا إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم كما ذكرناه، ولا يبيع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهتهم في العيد من الطعام واللباس ونحو ذلك، لأن في ذلك إعانة على المنكر) (الاقتضاء 2/519-520).
4 ــ
وبناءا على ما قرره شيخ الإسلام فانه لا يجوز للتجار المسلمين أن يتاجروا بهدايا عيد الحب من لباس معين أو ورود حمراء أو غير ذلك، لأن المتاجرة بها إعانة على المنكر الذي لا يرضاه الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم. و نعتب عتبا كبيرا على من يتاجر من المسلمين برموز الاحتفالات بأعياد الكفار باستيرادها أو تصنيعها، كالذين يتاجرون بالزهور وتوفيرها في ذلك اليوم على صفة مخصوصة، أو أصحاب محلات الألعاب وتغليف الهدايا، فإن تجارتهم تلك ببيعهم ما يساعد على الاحتفال بأعياد الكفار ويتخذ ذريعة إليها، لا ريب انه من التعاون على الإثم والعدوان والمشاركة في نشر عقائد الكفار، وبحمد الله فإن لهم سعة وفسحة في غير ما يتخذ للاحتفال بأعياد الكفار لو أرادوا ذلك.

ولا ينبغي أن يدفعهم حرصهم على ربح عاجل يوشك أن يفنى إلى مشاركة هؤلاء في أفعالهم وإعانتهم عليها ببيع ما يستعينون به على ذلك، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إن بيعهم في أعيادهم للأكل والشرب واللباس يكره كراهة تحريم؛ لأن هذه إعانة قد تفضي إلى إظهار الدين الباطل وكثرة اجتماع الناس لعيدهم وظهوره، وهذا أعظم من إعانة شخص معين" . [أهـ بتصرف يسير من الاقتضاء (1/251)].
5 ــ
ومما قرره أهل العلم: انه لا يجوز للمسلم أن يقبل أي إهداء أو طعام صنع لمناسبة عيد من أعياد الكفار، ولهذا فإن من المتعين على الآباء والأمهات أن يلاحظوا هذا الأمر على أولادهم، وخاصة إذا رأوا من بناتهم تخصيص اللباس الأحمر في ذلك اليوم البلايز والجاكيت والجوارب والأحذية، وهكذا لو طلبوا منهم شراء الورود والبطاقات الخاصة بذلك اليوم، فيبينوا لهم حقيقة الأمر بأسلوب شرعي تربوي مقنع.
6 ــ
ويتوجب على حملة الفكر وأهل الإعلام من المسلمين قيامهم برسالتهم في حماية حياض الإسلام الفكرية من أن يعبث بها نظراؤهم ممن يكيد للإسلام أهله.
7 ــ عدم تبادل التهاني بعيد الحب، لأنه ليس عيدًا للمسلمين. وإذا هنئ المسلم به فلا يرد التهنئة. قال ابن القيم رحم الله تعالى: (وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك وهو لا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه) (أحكام أهل الذمة 1/441-442).

يتبع...


أبو عادل 02-05-2011 08:56 AM

8 ــ توضيح حقيقة هذا العيد وأمثاله من أعياد الكفار لمن اغتر بها من المسلمين، وبيان ضرورة تميز المسلم بدينه والمحافظة على عقيدته مما يخل بها، وتذكيره بمخاطر التشبه بالكفار في شعائرهم الدينية كالأعياد أو بعاداتهم وسلوكياتهم، نصحا للأمة وأداءاً لواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي بإقامته صلاح العباد والبلاد، وحلول الخيرات، وارتفاع العقوبات كما قال تعالى: {وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون} (هـود: 117).
9 ــ التحذير من الانسياق وراء الشعارات البراقة والدعاوى الكاذبة والمظاهر الخداعة، والتي تهدف في حقيقتها إلى جر المسلمين إلى حمأة موبوءة وفساد عريض.
الدواء المقترح لداء "عيد الحب"
توافق الدواء مع طبيعة الداء يعمل على القضاء على وباء البدع، مع التأكيد على أن علاج هذا الوباء يستلزم نوعين من العلاجات:
أولهما: العلاج الوقائي:
والذي يهتم بتدبر الطرق الوقائية من نخر البدعة ويتم ذلك عن طريق تدعيم العقيدة الصحيحة في النفوس وتعظيم أمر الله والإذعان لحكم الشرع والوقوف عند حدوده، وهذا العلاج الوقائي يعد من أنجح الوسائل لقطع دابر البدعة بكافة صنوفها حيث تعرض البدع المحدثة على المسلمات العقدية في القلوب فترفضها بوازع إيماني قوي، ومن هذا العلاج البسيط نستخلص قاعدة هامة وهي: أن وجود العقيدة الصحيحة يتناسب عكسيا مع وجود البدع فكلما عمر القلب بعقيدة سليمة تقلصت فرص الإذعان للبدع، وكلما ميعت العقيدة في القلوب كان ذلك مدعاة لانتشار البدع وتمكنها.
ثانيهما : العلاج الاستئصالي:
ويبدأ هذا العلاج مع وجود تلك البدعة إذ تعد كوباء سرطاني لا علاج له إلا بالاستئصال بعد استنفاد كل أنواع العلاجات وسبل السيطرة على انتشار تلك البدع تعتمد على:
1 ــ
قيام وسائل الإعلام بدورها الفعال في توضيح ما يخدش العقيدة من محدثات البدع.
2 ــ
مراقبة الأسر لأبنائها وبناتها ورفض أية محاولة ولو عن - حسن نية - في الاحتفال بأعياد لم تشرع كأعياد الميلاد والأم والسنة والحب,, الخ من الأعياد البدعية التي أضافها الإنسان لما شرعه الله له من الأعياد الثلاث: الفطر، الأضحى، الجمعة.
3 ــ
لا بد من البيان لعامة الناس أن مجرد الاعتقاد بأن أي عيد لم يشرعه الله لا يؤثر على سلامة العقيدة هو الخطأ البين وهو خدش لصفائها فكيف بمن احتفل معهم وتساهل في نشر أعيادهم ومارس طقوسهم.. الخ، وإن سلامة النية لا تغني عن الوقوع في ذنب الابتداع.
4 ـ
ـ الواقعية في عرض وشرح المناهج الدراسية وربطها بما فيه الطالب والطالبة ففي كل عصر بدعة ولكل جيل كبوة والثابتات الراسخات من الإيمانيات لا تتغير ولا تتبدل.
5 ــ
تدعيم الأمن العقدي يجب أن يكون الهدف الأسمى لمناهجنا وسياساتنا الإعلامية ويكون ذلك عن طريق نشر الثقافة الإسلامية وتقوية الصمود الذاتي في نفوس النشء وبحيث تكون قادرة على مجابهة محاولات التذويب أو الاختزال في صفحات التاريخ.
6 ــ دعم ما تقوم به الحسبة من توعية لمن يحاول نشر هذه البدعة في مجتمعنا المحافظ وتدعيم إجراءات الحسبة في مصادرة أدوات الاحتفال بأمثال ذلك العيد فإن في ذلك ردعا لضعاف النفوس الذين يستسهلون نشر هذه البدع مقابل مكاسبهم المادية.


فتاوى شرعية في عيد الحب.
فتوى رقم ( 21203 ) وتاريخ 23/11/1420 هـ .
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده … وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي / عبد الله آل ربيعة، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (5324 ) وتاريخ 3/11/1420 هـ . وقد سأل المستفتي سؤالاً هذا نصه : ( يحتفل بعض الناس في اليوم الرابع عشر من شهر فبراير 14/2 من كل سنة ميلادية بيوم الحب (( فالنتين داي )) . (( day valentine )) . ويتهادون الورود الحمراء ويلبسون اللون الأحمر ويهنئون بعضهم وتقوم بعض محلات الحلويات بصنع حلويات باللون الأحمر ويرسم عليها قلوب وتعمل بعض المحلات إعلانات على بضائعها التي تخص هذا اليوم فما هو رأيكم :
أولاً : الاحتفال بهذا اليوم ؟
ثانياً : الشراء من المحلات في هذا اليوم ؟
ثالثاً : بيع أصحاب المحلات ( غير المحتفلة ) لمن يحتفل ببعض ما يهدى في هذا اليوم ؟
وجزاكم الله خيراً … .
الجواب :
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأنه دلت الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة – وعلى ذلك أجمع سلف الأمة – أن الأعياد في الإسلام اثنان فقط هما : عيد الفطر وعيد الأضحى وماعداهما من الأعياد سواء كانت متعلقة بشخصٍ أو جماعة أو حَدَثٍ أو أي معنى من المعاني فهي أعياد مبتدعة لا يجوز لأهل الإسلام فعلها ولا إقرارها ولا إظهار الفرح بها ولا الإعانة عليها بشيء لأن ذلك من تعدي حدود الله ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه ، وإذا انضاف إلى العيد المخترع كونه من أعياد الكفار فهذا إثم إلى إثم لأن في ذلك تشبهاً بهم ونوع موالاة لهم وقد نهى الله سبحانه المؤمنين عن التشبه بهم وعن موالاتهم في كتابه العزيز وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من تشبه بقوم فهو منهم )
وعيد الحب هو من جنس ما ذكر لأنه من الأعياد الوثنية النصرانية فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفعله أو أن يقره أو أن يهنئ بل الواجب تركه واجتنابه استجابة لله ورسوله وبعداً عن أسباب سخط الله وعقوبته ، كما يحرم على المسلم الإعانة على هذا العيد أو غيره من الأعياد المحرمة بأي شيء من أكلٍ أو شرب أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو مراسلة أو إعلان أو غير ذلك لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله والرسول والله جل وعلا يقول : {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب}
ويجب على المسلم الاعتصام بالكتاب والسنة في جميع أحواله لاسيما في أوقات الفتن وكثرة الفساد ، وعليه أن يكون فطناً حذراً من الوقوع في ضلالات المغضوب عليهم والضالين والفاسقين الذين لا يرجون لله وقاراً ولا يرفعون بالإسلام رأساً ، وعلى المسلم أن يلجأ إلى الله تعالى بطلب هدايته والثبات عليها فإنه لا هادي إلا الله ولا مثبت إلا هو سبحانه وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ
عضو
صالح بن فوزان الفوزان
عضو
عبد الله بن عبد الرحمن الغديان
عضو
بكر بن عبد الله أبو زيد


******
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد انتشر في الآونة الأخيرة الاحتفال بعيد الحب ــ خاصة بين الطالبات ــ وهو عيد من أعياد النصارى ، ويكون الزي كاملاً باللون الأحمر الملبس والحذاء ويتبادلن الزهور الحمراء ..
نأمل من فضيلتكم بيان حكم الاحتفال بمثل هذا العيد ، وما توجيهكم للمسلمين في مثل هذه الأمور والله يحفظكم ويرعاكم .

بسم الله الرحمن الرحيم
ج /
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه:
الأول: أنه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة.
الثاني: أنه يدعو إلى العشق والغرام.
الثالث: أنه يدعو إلي اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح رضي الله عنهم .
فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد سواء كان في المآكل أو المشارب أو الملابس أو التهادي أو غير ذلك وعلى المسلم أن يكون عزيز بدينه ولا يكون إمَّـعَـةً يتبع كل ناعق .
أسأل الله تعالى أن يعيذ المسلمين من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يتولانا بتوليه وتوفيقه .
كتبه محمد الصالح العثيمين في 5 / 11 / 1420هـ


******
فتوى الشيخ عبد الله بن جبرين في الاحتفال بهذا اليوم

سئل فضيلته: انتشر بين فتياننا وفتياتنا الاحتفال بما يسمى عيد الحب (يوم فالنتاين)وهو اسم قسيس يعظمه النصارى يحتفلون به كل عام في 14 فبراير، ويتبادلون فيه الهدايا والورود الحمراء، ويرتدون الملابس الحمراء، فما حكم الاحتفال به أو تبادل الهدايا في ذلك اليوم وإظهار ذلك العيد جزاكم الله خيرًا.
فأجاب حفظه الله:
أولاً: لا يجوز الاحتفال بمثل هذه الأعياد المبتدعة؛ لأنه بدعة محدثة لا أصل لها في الشرع فتدخل في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) أي مردود على من أحدثه.
ثانياً: أن فيها مشابهة للكفار وتقليدًا لهم في تعظيم ما يعظمونه واحترام أعيادهم ومناسباتهم وتشبهًا بهم فيما هو من ديانتهم وفي الحديث: (من تشبه بقوم فهو منهم).
ثالثاً: ما يترتب على ذلك من المفاسد والمحاذير كاللهو واللعب والغناء والزمر والأشر والبطر والسفور والتبرج واختلاط الرجال بالنساء أو بروز النساء أمام غير المحارم ونحو ذلك من المحرمات، أو ما هو وسيلة إلى الفواحش ومقدماتها، ولا يبرر ذلك ما يعلل به من التسلية والترفيه وما يزعمونه من التحفظ فإن ذلك غير صحيح، فعلى من نصح نفسه أن يبتعد عن الآثام ووسائلها.
وقال حفظه الله:
وعلى هذا لا يجوز بيع هذه الهدايا والورود إذا عرف أن المشتري يحتفل بتلك الأعياد أو يهديها أو يعظم بها تلك الأيام حتى لا يكون البائع مشاركًا لمن يعمل بهذه البدعة والله أعلم.

قطعة أدبية . .
من مواسم المعاصي التي تعم القريب والقاصي، ما اخترعته وسوَّقه الأكابر، في شهر فبراير، ففيه موسمان كبيران، لإغضاب ربنا الرحمن، أولهما عيد العشاق، وفيه تبلغ الذنوب للآفاق، يتهادى فيه الشباب، باسم شريعة الأحباب، ويتواصلون نهاراً بالكلام، ويقضون الليل في الآثام، وإن تسأل الآباء، عن البنات والأبناء، يقولون في غير جفاء: إنه عيد الحب، فدعهم يذوقوا الحب، وكل على بناته آمن، في عيد فالنتاين، وهو قديس المناكر، إذ جمع بين الفواجر، وخرج بفعله على ديانته، فاستباحوا دمه وأمانته، أيقتله النصارى ويسبونه، والمسلمون يستذكرونه ويحبونه، فهلا انشغلوا بمواسم حجهم، واستغفروا الله من ذنوبهم، وداعي الحج يلبي، وهم سكرى في عيد الحبِّ، وفي مكة يقول الحاج لبيك، وسكرى الحب يقولون إليك، وعابد الله في الحرم يبكي، وصاحب عيد الحب مع الويسكي، وقاصد الحج يتجهز، وصاحب فالنتين يتلذذ، فكيف بهذه المفارقات، وأنى لهذه الضلالات، أن تعم المسلمين والمسلمات ؟
لقد عجب الشيطان من هذه الأفعال، واستغنى بضلالهم عن الإضلال، أما ثاني المناكر، فهي في "هلا فبراير"، إذ فيه يرتكب العار، في سوق شرق وفي الفنار، ويصيح المخنثون للبنات، صياح الناعق من الحيوانات، يدعونهم للمنكر جهراً، ويطول الغزل شهراً، ويخرج الشباب فئات، ليبحث عن جمال العاريات، وليأخذوا ويعطوا التيلفونات، عساهم يظفروا بقَنَص، في عيد مهرجان الأجساد والفرص، وقد حلي مهرجان العام، بحضور مخنثي الإعلام، ونشر المفاسد والمهارج بحجة اللعب والمباهج، وطال الوصل بين الأحباب، بفضل برنامج على الباب يا شباب، والكويت عنه في غنى، وما بهذا ينتعش اقتصادنا، وإنما بالخطط المحكمة، واستقدام العلماء ذوي العقول المهملة.

لوحة مشرقة . .
موقف في الميدان.. في غمرة "عيد الحب"
قبل ما يسمونه بعيد الحب هذا العام ـ1421هـ ـ وفي غمرة استعداد بعض تجار الزهور للظفر بأرباح يرونها طائلة من جراء بيعهم لمنكرات ذلك العيد، كنت في أحد الأسواق التجارية الحديثة شمال مدينة الرياض برفقة دورية مركز هيئة حي الملك فهد، فسعدت بورقتين كل منهما أروع من الأخرى قد وضعتا في مكان بارز يراهما كل من مر أو دخل ذاك المحل الفاخر المخصص لبيع الورود، فكانت في عيني تلكما الورقتان أجمل من الورد وأزكى منه رائحة!! قد تكون عزيزي القارئ تراني مبالغاً ولكن لا تلمني فالأولى فتوى لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله بشأن "عيد الحب" .

أما الأخرى فكانت تعميما رائعا أصدره مدير عام الشركة المالكة للمحل فيه براءة من هذا العيد وتحذير شديد اللهجة لموظفيها من بيع منكراته، ووعد بإيقاع أقصى العقوبات على من لا يلتزم منهم بذلك، كما أن فيه مشاركة من تلك الشركة في حملة التوعية بحرمته وتأكيدا منها على الاعتزاز بهذا الدين العظيم والانتماء لهذا البلد الإسلامي الكريم!! لملمت أدواتي الصحفية وخرجت من ذلك السوق لا ألوي على شيء والسعادة تغمرني واتصلت هاتفياً بمدير عام تلك الشركة فأكد لي أنه قد ربح في هذه المناسبة العام الماضي أرباحاً طائلة لعدم علمه بحكم تلك الأرباح فلما علم أصدر تعميمه هذا فلامه من لامه وحذره من حذره من فوات فرصة أرباح عيد هذا العام إن هو صمم على تنفيذ تعميمه، لكنه تذكر أن من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه وفعلاً أبدله الله بأرباح كبيرة وهو لم يبع شيئاً من منكرات "عيد الحب" !!
وبعد: ألستم معي أن هاتين الورقتين أجمل من الزهر الأحمر وأزكى، وأن ذاك التاجر خير لنا من "فالنتن" وأبقى!!!

ختاماً . .
وبما تقدم يُعلم (لمن عيد الحب؟) ذلك أن عيد الحب ليس من سنة الإسلام ولا هديه، ولكنه حصيلة ارتكاسات اجتماعية وتربوية لدى الكفار، وان من شارك في الاحتفال به من المسلمين فلهوى في نفسه، وبسبب الهزيمة النفسية وانتكاس الوعي الثقافي وضعف التحصين الشرعي لدى من أغرته نفسه بتقليد الكفار والتشبه بهم في تفاهاتهم وانحرافاتهم.

أما لنا في عيد الأضحى وعيد الفطر غنية وكفاية؟! أوليس ديننا هو دين السعادة والهداية؟! فلنحذر هذه الأعياد البدعية الكفرية، ولنحذّر الناس منها، ولنعتز بديننا، ونتميّز عن الضالين من غيرنا، ولنربأ بأنفسنا عن أن نسير على آثارهم، أو نتأثر بأفكارهم، فلنحن أشرف عند الله من ذلك.

ومهما تكلم الضالون عن الحب، ومهما مجَّدوه وعظَّموه واحتفلوا به، فنحن أولاهم به، نحن أولى الناس بالحب؛ عَقْدُ الدين مبني عليه، وأساس الإيمان راجع إليه، لا يؤمن أحدٌ ولا يأمن حتى يحب الله، ويحب دينه وأحكامه وشريعته، ولا يؤمن أحد ولن يأمن حتى يحب رسول الله، ويحب آله وأزواجه وصحابته، لا يؤمن أحدٌ حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير.

إن الحب عند المسلمين معنى عظيمٌ شريف، يقول ابن القيم رحمه الله: " فبالمحبة وللمحبة وجدت الأرض والسماوات، وعليها فطرت المخلوقات، ولها تحركت الأفلاك الدائرات، وبها وصلت الحركات إلى غاياتها، واتصلت بداياتها بنهاياتها، وبها ظفرت النفوس بمطالبها، وحصلت على نيل مآربها، وتخلصت من معاطبها، واتخذت إلى ربها سبيلاً، وكان لها دون غيره مأمولاً وسؤلا، وبها نالت الحياةَ الطيبة وذاقت طعم الإيمان لما رضيت بالله ربا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولاً" انتهى كلامه رحمه الله [من مقدمة روضة المحبين ونزهة المشتاقين]

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

"أسرة شبكة الفوائد الإسلامية"

أبو عادل 02-05-2011 08:56 AM

فتوى اللجنة الدائمة في عيد الحب
فتوى رقم ( 21203 ) وتاريخ 23/11/1420 هـ .


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده … وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي / عبد الله آل ربيعة ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (5324 ) وتاريخ 3/11/1420 هـ . وقد سأل المستفتي سؤالاً هذا نصه : ( يحتفل بعض الناس في اليوم الرابع عشر من شهر فبراير 14/2 من كل سنة ميلادية بيوم الحب (( فالنتين داي )) . (( day valentine )) . ويتهادون الورود الحمراء ويلبسون اللون الأحمر ويهنئون بعضهم وتقوم بعض محلات الحلويات بصنع حلويات باللون الأحمر ويرسم عليها قلوب وتعمل بعض المحلات إعلانات على بضائعها التي تخص هذا اليوم فما هو رأيكم :
أولاً : الاحتفال بهذا اليوم ؟
ثانياً : الشراء من المحلات في هذا اليوم ؟
ثالثاً : بيع أصحاب المحلات ( غير المحتفلة ) لمن يحتفل ببعض ما يهدى في هذا اليوم ؟
وجزاكم الله خيراً … ) .
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأنه دلت الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة – وعلى ذلك أجمع سلف الأمة – أن الأعياد في الإسلام اثنان فقط هما : عيد الفطر وعيد الأضحى وما عداهما من الأعياد سواء كانت متعلقة بشخصٍ أو جماعة أو حَدَثٍ أو أي معنى من المعاني فهي أعياد مبتدعة لا يجوز لأهل الإسلام فعلها ولا إقرارها ولا إظهار الفرح بها ولا الإعانة عليها بشيء لأن ذلك من تعدي حدود الله ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه ، وإذا انضاف إلى العيد المخترع كونه من أعياد الكفار فهذا إثم إلى إثم لأن في ذلك تشبهاً بهم ونوع موالاة لهم وقد نهى الله سبحانه المؤمنين عن التشبه بهم وعن موالاتهم في كتابه العزيز وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من تشبه بقوم فهو منهم )) . وعيد الحب هو من جنس ما ذكر لأنه من الأعياد الوثنية النصرانية فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفعله أو أن يقره أو أن يهنئ بل الواجب تركه واجتنابه استجابة لله ورسوله وبعداً عن أسباب سخط الله وعقوبته ، كما يحرم على المسلم الإعانة على هذا العيد أو غيره من الأعياد المحرمة بأي شيء من أكلٍ أو شرب أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو مراسلة أو إعلان أو غير ذلك لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله والرسول والله جل وعلا يقول : (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب )) .
ويجب على المسلم الاعتصام بالكتاب والسنة في جميع أحواله لاسيما في أوقات الفتن وكثرة الفساد ، وعليه أن يكون فطناً حذراً من الوقوع في ضلالات المغضوب عليهم والضالين والفاسقين الذين لا يرجون لله وقاراً ولا يرفعون بالإسلام رأساً ، وعلى المسلم أن يلجأ إلى الله تعالى بطلب هدايته والثبات عليها فإنه لا هادي إلا الله ولا مثبت إلا هو سبحانه وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ،،،،،،،،

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ
عضو
صالح بن فوزان الفوزان
عضو
عبد الله بن عبد الرحمن الغديان
عضو
بكر بن عبد الله أبو زيد

صورة الفتوى 1ـــ2

أبو عادل 02-05-2011 08:56 AM

فتاوى في عيد الحب
مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه

عنوان الفتوى : لا يجوز الاحتفال بغير عيد المسلمين للتشبه بالكفار
فتوى رقم : 3075
نص السؤال :
الشيخ الفاضل / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هناك من يحتفل بعيد الحب فما رأيك ..؟؟
نص الإجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فإن الاحتفال بما يسمى بعيد الحب وغيره من أعياد غير المسلمين لا يجوز لما فيه من التشبه بالكافرين وتقليدهم وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من تشبه بقوم فهو منهم" كما في سنن أبي داود عن ابن عمر رضي الله عنه. وهذا العيد النكيد من أقبح تلك الأعياد لأنه يحتفل فيه بهلال أحد عشاق الرذيلة. كما هو معروف. فالاحتفال به فيه محظور آخر وهو أنه إقرار لمسلك ذلك الهالك.والله أعلم
المفتي : مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه

عنوان الفتوى : عيد الحب : أصله ـ وحكمه
فتوى رقم : 6735
نص السؤال :
ما حكم الاحتفال بعيد الحب، مع الدليل، مع بيان من قال بذلك من أهل العلم ؟
نص الإجابة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحب فطرة في النفوس ومن دين الإسلام ، وهدي الإسلام فيه معروف ، أما ما يسمى بعيد الحب فليس من هذا الباب ، بل هو من دين النصارى ، ومقاصده فاسدة ، كما سنبين . واحتفال بعض المسلمين بعيد الحب، أو ما يسمى بيوم "فالنتاين" سببه الجهل بدينهم، واتباع سنن الأمم الكافرة حذو القذة بالقذة.
ويحسن بنا أن نبين أصل هذا العيد المزعوم ليقف عليه كل رشيد بصير فيتبين له حكم الشرع فيه دون شك أو مداراة. فنقول :
يرجع أصل هذا العيد إلى الرومان القدماء ، فقد كانوا يحتفلون بعيد يسمى (لوبركيليا) في يوم 15 فبراير كل عام يقدمون فيه القرابين لإلههم المزعوم (لركس) ليحمي مواشيهم ونحوها من الذئاب، كي لا تعدو عليها فتفترسها.
وكان هذا العيد يوافق عطلة الربيع بحسابهم المعمول به آنذاك، وقد تغير هذا العيد ليوافق يوم 14 فبراير، وكان ذلك في القرن الثالث الميلادي، وفي تلك الفترة كان حكم الامبراطورية الرومانية لكلايديس الثاني الذي قام بتحريم الزواج على جنوده، بحجة أن الزواج يربطهم بعائلاتهم فيشغلهم ذلك عن خوض الحروب وعن مهامهم القتالية.
فقام فالنتاين بالتصدي له ذا الأمر، وكان يقوم بإبرام عقود الزوج سراً، ولكن افتضح أمره وقبض عليه، وحكم عليه بالإعدام وفي سجنه وقع في حب ابنة السجان، وقد نفذ فيه حكم الإعدام في 14 فبراير عام 270 ميلادي، ومن هذا اليوم أطلق عليه لقب قديس وكان قسيساً قبل ذلك، لأنهم يزعمون أنه فدى النصرانية بروحه وقام برعاية المحبين. ويقوم الشبان والشابات في هذا اليوم بتبادل الورود، ورسائل الحب، وبطاقات المعايدة، وغير ذلك مما يعد مظهراً من مظاهر الاحتفال بهذا اليوم. بل إن الغربيين من الأمريكيين والأوربيين يجعلون من هذا العيد مناسبة نادرة لممارسة الجنس على أوسع نطاق ، وتتهيأ المدارس الثانوية والجامعات لهذا اليوم بتأمين الأكياس الواقية، التي تستعمل عادة للوقاية من العدوى بين الجنسين عند ممارسة الجنس ، وتجعل هذه الأكياس في دورات المياه وغيرها . فهو مناسبة جنسية مقدسة عند أهل الكفر . فكيف سمح المسلمون لأنفسهم أن يتسرب إلى عوائدهم أو أن يلقى رواجا بينهم عيد هو من أقذر أعياد النصارى ؟ ! .
ولهذا نقول: إنه يحرم الاحتفال بهذا العيد وبغيره من أعياد المشركين، فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن أبا بكر دخل عليها والنبي صلى الله عليه وسلم عندها يوم فطر أو أضحى وعندها قينتان تغنيان بما تقاذفت الأنصار يوم بعاث فقال أبو بكر : مزمار الشيطان ـ مرتين ـ فقال النبي الله صلى الله عليه وسلم: " دعهما يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً ، وأن عيدنا هذا اليوم". فالأعياد والاحتفال بها من الدين والشرع، والأصل فيما كان من هذا الباب الاتباع والتوقيف . قال ابن تيمية رحمه الله: (إن الأعياد من جملة الشرع والمنهاج والمناسك التي قال الله تعالى: ( لكل أمة جعلنا منسكاً هم ناسكوه) كالقبلة والصيام، فلا فرق بين مشاركتهم العيد وبين مشاركتهم سائر المنهاج. فإن الموافقة في العيد موافقة في الكفر لأن الأعياد هي أخص ما تتميز به الشرائع).
ولم يقر النبي صلى الله عليه وسلم أعياد الكفار وأعياد الجاهلية، فعن أنس رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: "ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر" رواه أبو داود والنسائي.
ومن صفات عباد الرحمن أنهم لا يشهدون الزور ، ولايقعدون حيث يكون اللغو واللهو المحرم . قال تعالى: (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراماً) [الفرقان: 72].
وبهذا نعلم أن هذا العيد ليس من أعياد المسلمين ، بل هو عيد وثني نصراني ، وأنه لايجوز ـ تبعا لذلك ـ أن يحتفل به ، أو تكون له مظاهر تدل عليه ، ولايجوز بيع مايكون وسيلة إلى إظهاره ، فإن فعل ذلك من التعاون على الأثم والعدوان ، ومن الرضا بالباطل وإقراره ، ومن مشابهة الكفار في هديهم الظاهر ، وهذا من الذنوب العظيمة التي قد تورث محبة الكافرين ، فإن من أحب شيئا قلده ، ومن أحب شيئا أكثر من ذكره . والواجب على المسلمين أن يمتازوا بدينهم ، وأن يعتزوا بشعائره ، فإن فيه غنية وكفاية لمن وفقه الله وعرف حدود ما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم . والله نسأل أن يبصر المسلمين ، وأن يرشدهم إلى الحق. والله أعلم.
المفتي : مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه

عنوان الفتوى : بيع الهدايا الخاصة بمناسبات محرمة تأخذ حكمها.
فتوى رقم : 7094
نص السؤال :
1-
أقوم بعمل النحت والنقش على الزجاج والرخام والخشب فهل يجوز لي أن أصنع هدايا تباع في مناسبة عيد ميلاد المسيح، وفي عيد الحب، وفي مناسبة عيد الميلاد والسنة الجديدة وغيرها من المناسبات والاحتفالات التي يحتفل بها الكفار. ولا أصور الإنسان والطيور والحيوانات لمعرفتي بأن تصوير ذات الأرواح حرام فإنما أصور الأزهار، وأكتب الكلمات والبراويز الجملية .
2 –
وهل يجوز صنع العلامات لمحلات تجارية ولا أستفسرهم هل هم يبيعون الحلال أم الحرام ؟ لأني اعتقد بأن الاستفسار ليس من مهنتي . وبعض المطاعم تطلب مي أن أجعل لهم العلامات ربما هذه تبيع الحرام وربما لا تبيع ، لا أستفسرهم ولست متأكداً هل يبيعون الكحول أم لا؟
فما الحكم في مثل الحال فهل يجوز لي أن أصنع العلامات إذا كانت الشخص لا يطلب مني أن أكتب بأن الكحول متوفر لديه.
نص الإجابة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏
فقد أحسنت في اقتصارك على تصوير الأزهار ونحوها وعمل البراويز، والبعد عن تصوير ‏ذوات الأرواح، ونسأل الله أن يوفقك للرزق الحلال.‏
ولا يجوز أن يشارك الإنسان في عمل محرم أو مبتدع، سواء كانت المشاركة بحضوره ‏واحتفاله، أو برسمه للشعارات، وإعداده للافتات، أو بكتابته كلاماً يدعو للاحتفال أو ‏يهنئ به. وأما الهدايا والتحف التي تباع طوال العام ولا تختص بهذه الأعياد فلا حرج في ‏صنعها والاتجار بها، ولو استخدمها بعض الناس في مناسبة محرمة.‏
والله أعلم ‏
أما عمل العلامات والإعلانات للمحلات التجارية، فهذا يرجع إلى طبيعة المحل وعمله.‏
فإن كان المحل التجاري أو غيره معروفاً بالفساد والانحراف، كمرقص، أو صالة قمار، أو ‏ملهى، أو سينما، أو مسرح، أو بنك ربوي فهذا لا يجوز المشاركة في عمل أي دعاية له: ‏لوحة، أو إعلان، أو غيره.‏
وكذا لو اشتهر مطعم بأنه خاص ببيع الخنزير، أو عرف مكان بأنه مختص ببيع الخمر، فلا ‏يجوز العمل له أيضاً.‏
وإن كان المطعم مما يبيع الحلال والحرام فهذا محل شبهة، والأورع البعد عن ذلك.‏
وما كان معروفاً بسلامته من الحرام، أو جهل حاله، فلا حرج في عمل الإعلانات له ‏والعلامات التجارية.‏ والله أعلم. ‏
المفتي : مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه

أبو عادل 02-05-2011 08:57 AM

فتوى الشيخ عبد الله بن جبرين في الاحتفال بعيد الحب


سئل فضيلته:انتشر بين فتياننا وفتياتنا الاحتفال بما يسمى عيد الحب (يوم فالنتاين)وهو اسم قسيس يعظمه النصارى يحتفلون به كل عام في 14 فبراير، ويتبادلون فيه الهدايا والورود الحمراء، ويرتدون الملابس الحمراء، فما حكم الاحتفال به أو تبادل الهدايا في ذلك اليوم وإظهار ذلك العيد جزاكم الله خيرًا.

فأجاب حفظه الله:
أولاً:
لا يجوز الاحتفال بمثل هذه الأعياد المبتدعة؛ لأنه بدعة محدثة لا أصل لها في الشرع فتدخل في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)
أي مردود على من أحدثه.
ثانياً: أن فيها مشابهة للكفار وتقليدًا لهم في تعظيم ما يعظمونه واحترام أعيادهم ومناسباتهم وتشبهًا بهم فيما هو من ديانتهم وفي الحديث: (من تشبه بقوم فهو منهم)
.
ثالثاً:
ما يترتب على ذلك من المفاسد والمحاذير كاللهو واللعب والغناء والزمر والأشر والبطر والسفور والتبرج واختلاط الرجال بالنساء أو بروز النساء أمام غير المحارم ونحو ذلك من المحرمات، أو ما هو وسيلة إلى الفواحش ومقدماتها، ولا يبرر ذلك ما يعلل به من التسلية والترفيه وما يزعمونه من التحفظ فإن ذلك غير صحيح، فعلى من نصح نفسه أن يبتعد عن الآثام ووسائلها.
وقال حفظه الله:
وعلى هذا لا يجوز بيع هذه الهدايا والورود إذا عرف أن المشتري يحتفل بتلك الأعياد أو يهديها أو يعظم بها تلك الأيام حتى لا يكون البائع مشاركًا لمن يعمل بهذه البدعة والله أعلم.


ISLAM 02-08-2011 09:42 AM

بارك الله فيك على الطرح الطيب
تاكد من اننا
ننتظر موضوعاتك الجديده


أبو عادل 02-08-2011 05:18 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء وأحسنه أخي الكريم 3stars على مرورك الكريم و القيم .


الساعة الآن 05:07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة للمسلمين بشرط الإشارة لشبكة الكعبة الإسلامية